الرّحيل ثمّ الرّحيل إليك يا زنجبيل
التاريخ: الخميس 14 شباط 2008
الموضوع: القسم الثقافي



عبدالرحمن عفيف

إلى ابراهيم حسّو وعلي جازو،
 على باص الشّعر الرخاميّ .

ولو أنّنا مررنا

بالقرب من جدار الصفّ الخاص
ذات باص وباص ثمّ باص
وعبر زعران بنا
فضربناه بسكّين حبّنا المختفي ومات الزّعران على يدينا
كأنّه ولدنا.
ماذا كنّا سنقول للقرباط والنّاس
قولي ماذا؟


نسيتني أمينة

نسيني الشّارع الذي مرّت فيه
والدكّان الذي نظر إلى فستانها الذي اشتراه الجسر
والصرّة المعلّقة على عينيّ
كلّها
كلّها
وصلاة في فنجان
على سطح المساجد
والصّلوات
صلوات البقدونس المفروم
من أحشائه إلى أحشائه.

ورقة ومدفأة

نوروز أصفر وعشب أحمر قبل النّوروز
الذي هو نيروز أبيض قبل المطر الأخضر
فوق المدرسة البيضاء من اختفائنا
معا
أنا وأنت
وجدار مدرسة المعرّي الأصفر
سياج يسبح في الهواء
منذ ذلك الوقت
منذ رقبة صفراء إوزّة الوقت
ورقة اسمنا الفضيّ
الرّيح
الرّيح من بين طيّاتها.

بادل مع القمر

البرجوازي
شبكة حبّ برجوازيّة
أيّها الشّاعر في باص الجمعيّة
كما لم يكن ربيع بين الفصول
هو أفضل المبادلات
بين العرصات والمقهى
ومرّ ما لم يمرّ
مثلك ومثلي
بينك وبيني
هو حبّ مرّ على عاتق النّهر
الخجول
ذات شتاء
وذات صيف.

نسيتني أمينة

على حصان ميّت بالقرب من نهرالخابور الميّت
ورجعت أمينة زهرة صفراء "العندكو" إلى بيت
إلى قرية تحت الخابور الميّت كحصان ودربكّة
ودبكة.
خنجر وخنجر وسلسلة خرزة العنق
الفتيات الألوان الكرديّة
نقش على أذن الخابور
وبطنه الضجر.
نسيتني أمينة.

والنّوروز الفضيّ

الذي هو إبريق
الإوزّ والبطّ والحجل
والبقلاوة القامشليّة
ثمّ صمت المدخنة العاموديّة
شبه شباك في الشبّاك
في غياب أمينة
شبه بسكليت على سجّادة
ماذا يصنع الغياب بغياب البسكليت الروسيّ
ماذا تصنع المنارة بالمسجد
مثل حجر
يشبه الحجر
ماذا.

أيّها المسكين يا درب

المدرسة الإعداديّة
أيّها المباغت يا نهر الدّرباسيّة
أيّها التلّ في الكماليّة
وسكّة وقطار مترهل بالزّغاريد
سقط
سقط الطّنبور على كتفي
بعد أن حلّ عيد النوروز بيننا
ولم نعد نعرف بعضنا
ولا عرفنا القطار ولا القطار سكت
على سكّته الرخاميّة بيننا
وفي عنقنا الطّنبور.

لو كانت يدك الصفراء

على سور حديقة القامشلي
لقلتُ أنا حديقة القامشلي ويدك حديقة القامشلي
وخبزي حديقة القامشلي وجسدي هو فرن القامشلي الآلي
الذي بغير آلة سوى ذكرياتي العاموديّة
كأنّها آلات في فم الفرن الآلي الذي صار حديقة
القامشلي الآلية.

كلّ الشّعر كتبته

ووضعته في كيس الحنطة
وتواقحت
وعصفور ودّ أن ينقر قلبي
صباحا ومساء
وليلا
ثمّ أذّن الخجول
في قمع الزّهرة
في حوش "حجّي ناصر"
والحنفيّة غنّت
وأنا وأنا للصبّار
على الشّجرة
تحت الشّجرة
بالقرب
من الجذع
تهطل التّوتات البيضاء
والتّوتات الصفراء
والبنفسجيّة والحامضة.

هبّ هواء مباغت

قبل فصل الصّيف
فحملت عدّتي: حجرين أبيضين وقميصا
ومضيت إلى البريّة
أشوي الحجرين
على نار قميصي الأزرق
شجرة في بريّة
قريبة من السكّة والسكّة ليست قريبة
إن دفنّا هنا شوقنا في القميص وأكلنا الحجرين المشويين
فمن سيلومنا في هذا الرّبيع السّاطع
مَنْ؟

وعلمت من جانبي

بعيدون الذين يتحدّثون باسمنا
للفلك الدوّار
للعصفور الطيّار
للقصر المغوار
للبلد المنهار
علمت ساحة أركض فيها
لألتقي بظلّي العاشق السيّار
في الفلك المترجم الصبّار
أغلق المحراث والمسمار
والفرشاة على الحبر الشارد
المحبّ في القامشلي
وقصرها الطبّال.
الفرشاة العجوز والحبّ المهذار
وحبري الجاف
سمّمني الانتظار
في الباص
وإلى جانبه أحيانا
تزعجني الشّمس والإعصار.

لي خنجر أسافر

لي محراث أقيم
لي قلادة مباركة من النّعيم
هو حبّ أشقر
أرسله في السّماء
لأنام
وأستضيفه في المنام
لأداويه
لي خجر مقيم وأنا أسافر
لي محبرة مقيمة وأنا أتاجر
لي قلادة مباركة وأنا أفسق
لي فسق في النّعيم
وضجر لايقيم
إلا لينبّهني إلى ساعة المنبّه:
الرّحيل ثمّ الرّحيل
إليك يا زنجبيل.
يا بلد الشّعر والقانون الأصيل
لي ضجر في قلادة الخنجر ومحراث
بليد يحرث البلد المقيم
كلّما طهّر طير ذيله
وكلّما طأطأ رأسه
أسجد وأقيم.

وشمسيّتك مثلك

تضربها ريح وتقلبها
على الشّارع الممطر وتخجلين من ساقيك البيضاوين
وفخذيك البيضاوين وثدييك وابطيك ونرجستك النرجسيّة
 وشمسيّتك الانقلابيّة
ومظلّتك هي شمسيّتك الشّمس خرجت
ببساطة وقليلة
من خلف السّحابة البيضاء
ثديك
أبيض
مثل
ثديك
الأبيض
وجدار الفقراء في حارة الهلاليّة
عاشق مهبول.

شمعة نظرت إلينا

في الطّريق
في الطّريق الذي في الرّيف
مع الأصدقاء على النبيذ على الأرض والتبن
وأمّ الصّديق صاحت: يا سكران التّبن
أين خبّأت الزّبيب من تركيا واليونان.
شمعة في النبيذ من الزّبيب بين التبن
والقشّ والدّجاجات ذات أمسية شعريّة
وفلسفيّة في
صباحات
ومساءات
وويلات.

برنيطتك

على نهرنا النحيف
وكلبنا النحيف وكلبنا الأسود الثّمين والسّمين
يأكل في فصل الرّبيع عظامنا وهو لنا
مشدود ضدّ الأصدقاء يعوون
في قاع وادي " دودا" والشّيخ أتى باللبن الرّائب
والمربّى والكلب صديقه الدافىء
أثناء الأعياد الترابيّة.

برنيطتك
على
شعرك
وخرزة في أذنك.
الرّيح
حسودة يا أمينة.

خذي هذه يدي الهانوفريّة

ربّيتها لك بالحبوب الديازيباميّة
والخضراء والعسجديّة الصّافية
ربّينها وأختها يدي اليسرى على الكومبيوترات والتحسّسات
والترجمات الفلكيّة. لي أيضا
نافذة. لك النّافذة وقلب النّافذة الشّوكي من قلب يدي
الحارّة والباردة كسطل لبن وقهوة.
خذي يدي العاموديّة إن أعجبتك يدي الهانوفريّة
لا أعطي يديّ كلتيهما أبدا.

امنحيني قبلة قامشليّة

لأتجوّل إلى نهر الخنزير والجقجق والقينور
وروث القطار والسجّادة والنوق القرنفليّة في بريّات
مستنقع أمطار القامشلي الدّافئة التي تهطل على البيوت
بالزّبيب الأصفر يبرق وفيه زيت صاف مئة بالمئة
أشرب الزّيت أو أسكبه على لحيتي الحمراء
من قراءة الكتب الحقيقيّة.

وشجرة سامقة في حوش

الجيران تزوّجوا على الشّجرة وحول الشّجرة المصابيح
أضاءت لشتاء طويل مع الثّلج والبرد والأمطار والمعاطف
والأغصان الصّغيرة أو العشب يبس على الفرن
وفي الحوش قنفذ وولد صالح لوالديه
تعني المصابيح لي الكثير
أتعلمين أيّتها الخنفساء تحت الحصير.

آخ يا ورقة كتبت عليها

قصّة قصيدتي
المعلّقة من بنطلونها الجينز
عنك في غرفة الجيران
المنكمشة على داكنها
لو زرت الغرفة
بشموعها وعواميد كهربائها
ونفط العالم القديم المتجدّد
لك
لأيقنت كم أحبّك الآخرون
بدلا عنّي
طوال هذه السّنوات
حقّا.

آخ أمينة

لا يعرفك الغجر ولا الحضر
لا الخابور ولا الضّجر
لا النّهار ولا اللّيل ولا الغسق
لا العشب المتبرقع
لا القمر المتسطّع
يا زبيبة حامضة
خلّفها اليانسون السكران
فوق شبّاكنا في العصر المنبّه
والشّمس الشّديدة
قالت أسرارها وقال المطر عيونه
أثناءها وبعدها
وهطل وهطل الذي لا يغتفر
من الحبّ
والحبّ وجمع الشّمل والنّمل
وكلاب الغجر.






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=1363