القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

رسالة مشمعة بالأحمر الى فتاة من برونز

 
الأثنين 16 تموز 2007


فتح الله حسيني

بلغني من أحد القيافين ، أنكِ تتناثرين كالسكاكر على رؤوس مَنْ هبّ ودّب ، وبلغني أنكِ – مختومة بالشمع الأحمر – كهذه الرسالة ، ولكن لم يبلغني أحد عن ترحك، عن وحدتك ، عن تأملك في المجهول والقادم من الأيام الصعبة ، ولم يبلغني أحد عن دموعك المنهمرة في منتصف الليل ، عندما تظلين وحيدة ، محتارة ، لتقولي لنفسك الظمآنة : يا الله .. لماذا كل هذا العطش والموت.


كيف لي أن أشاطرك حزنك ، وأنت تقيمين في بلاد الظمأ ، وأنا في بلاد بلا نور ، كيف لي أن أتسكع لألقاك أمام مسرح البهجة لا صالات المرارة ، بعدما انتظرتك في المكاتب ، خلف الطاولات، كمسافر ينتظر تفتيش حقيبته ، ولا ينتظر حبييته الغرقى في بحر من الآلام القادمة ، وكيف لي ، أن أقسو على أهداب أعين ، قسى عليهما الزمن ، وخانهما المكان من مبتدأه الى آخر خبره ، دون أن تتوحدي مع وحشتك ، مع جسدك الذي ينتحر أمام عينيّ ، اللتان ترتشفان الدم من دموعك ، بعد كل هذا الخراب .
في خرائط أوطان الآخرين وأكفانهم ، وفي أوطاننا وأكفاننا ، ثمة شمال ، شمال لن يمنحنا إلا الريح ، شمال الكردي ، شمالك أنتِ ، شمالي أنا ، والإتجاهات الباذخة ملآى بدموع تشبه دمك هناك ، وهنا ، دمك الذي يؤطر لحكمة الطيش في بلاغة البلاهة ، ثمة أنين أسمعه ، من خصرك ، ثمة أبجدية جديدة أتوجها لشفاهك ، وثمة وطن أصنعه لك ، لتكوني تاجاً على رأس النباهة ، ترتشفين الشهوة كما ترتشفين فنجان قهوة .
الزمن ينتظرنا حيثما أنت ، وأنا أدرك الغفوة ، سآتيك بحزني ، لتفرحي ، أن ثمة حزيناً آخرَ في هذا القصر لا يروق له إلا حزنك الجميل كالشهداء ، ولا يروق له إلا ابتسامتك كتكية محارب يفتش عن معاركه الصغيرة حول دائرة قبلة أحّنُ الى صفائها ، رغم أني عائم على بحر من الإبتسامات والأحزان ، التي لا تشبه أناشيدك .
إليك كل هذا اللا فرح والفرح – يا سيدة النور -  إليك كل هذه الأناشيد من تخوم الحجل الى تخوم الخجل ، ورتبي زندك لآتيك متعباً ، كمتمرد على قوانين الله ، لأفضفض لك عن جنوني ، وعن جنونك الذي لايهدأ كألمي ، ثم لأسميك دفء الوطن ، أو ما تبقى من شجن.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات