القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: لقاء مفتوح مع العاشق للفن و الحياة عنايت عطار (11)

 
الأثنين 18 كانون الثاني 2021


أجرى الحوار: غريب ملا زلال

غريب :عن ماذا يبحث عنايت ، هل عثر عليه ، و ما سار إليه هل وصل إليه ، و عنايت كإسم مهم في دائرة التشكيل الكردي ، السوري و له مساحته من هذا الفضاء هل هو راض بهذه المساحة و هل يحس بأنه أخذ المكانة التي تليق بقامته .

عنايت : لالالالالا أبداً لم أحس يوماً بأي إمتعاض ، لأن المشروع الفني مغامرة لا تحتمل إنتظار النتيجة ، فهو من أساسه مشروع ( فرداني ) في الحزن والجنون والقلق والفرح ، لا يحتمل الثناء ، و لا الشفقة ، و لا إعتبارات البيع والتسويق ، وحتى و إن كان كذلك فسيكون بعد الإنتهاء من العمل أو من مجموعة أعمال ، كأن نكون وسط معرض تم تجهيزه ، 


و غالباً ما يكون صاحب الصالة هو المكلف بهذا الشأن ،لكن الهم الأكبر هو طرح هويتي ، وأسلوبي ، أو إعطاء صورة مختلفة لمملكتي الخاصة ، وقد قرأنا وسمعنا الكثير عن فنانين ماتوا ولم يبيعوا حتى لوحة واحدة ، وليكن مثالنا هو فان كوغ الذي باع لوحة يتيمة في حياته وهي كانت لأخيه ثيو لاغير ، إن العمل الفني يختلف حتى مهنياً عن سائر الأعمال كي نبحث عن مهنة أخرى في حال تكريس الانتاج ، ومن منا لايحب أن يترك خلفه متحفاً ؟  
إن الفن هاجس يبقى بإستمرار متجدداً .... في كل محاولة أو لوحة أضع توقيعي عليها أرى نفسي و كأنني ملكت الكون ، و لكن سرعان ما يبدأ قلق جديد ، بل مشروع جديد فيعود الإنصباب أو الإنسكاب لإزاحة طاغوت القلق التي تمحي الماضي تماماً، أو تفرش نوعاً من الغشاوة على الذاكرة ، أو حتى التجربة المتراكمة و كأنني الآن أتعلم ,,,,,,
إن المشروع الفني نتاج حالة جد خاصة ، وكأنه قدرنا منذ ولادتنا ..

غريب : هاتفني أحد الأصدقاء و هو يدرك بأنني أقوم بتحرير هذا الحوار أن أحمل تساؤله إليك ، يقول أن هناك ما يفتقده عمل عنايت الجديد ، أحسه بأنه يفتقر إلى ذلك الدفء ، و كأنه غادر من التربة إلى البحر ، هناك ما سقط من عنايت و بقي في الداخل ، أبت الخروج معه ، ذهب عنايت مع أجزاء من عمله مع السراب ، و بقي الكثير منه ينتظره بين حقول الزيتون و القمح ، أترك ذلك لك بالرد ، مالذي سقط منك هناك و لم ترافقك لدرجة تؤثر على تفصيلات اللحظة لديك ، و هل حقاً عنايت من الأصناف النادرة لشجرة زيتون عفرينية لا تنبت إلا في تربتها ، 
ماذا لو بقي عنايت فعلاً في سورية ؟

عنايت : أعتقد أن الصديق الذي همس في أذنيك هو من الجزيرة لا يعرف زرقة الينابيع في عفرين ، و لا فيروز الكروم ، ولا لمعان ورق الزيتون تحت الشمس ، ولا ثلج القمم العالية التي تفصلنا عن تركيا والتي يبقى الثلج عليها نصف العام تقريباً ، ولا لون الخزاما ولا البنفسج البري ولا زهور المارغريت ,,,,,
ثم إنني أحمل هويتي أينما رحلت ، وقد قالها أغلب النقاد هنا ، ولكن الأهمية الكبرى ليست هنا ولا كنت أتحدث في مديح الذات بقدر ما إنني أعطي ما إستطعت من موروثي القابع في كياني محاولاً ألا أتعارض مع قيم العصر ، أو الحداثة ، إن الأهمية في الفن تكمن في تعميم تلك الذكريات كإرث انساني شامل ,,,,,,أما لو تحدثنا عن دفء العلاقات والرؤى والبصريات والشعرية في الاداء او لنسميها رومنسية المشرقيين أينما وجدوا وأنا طبعاً أحدهم فأقول لك إن الحنين وحده كفيل بأن ينقذنا من الذوبان ، ثم إن الإنسان ليس بمعادلة رياضية لو أنقصنا خمسة من عشرة فيبقى لدينا خمسة لا ليس الامر كذلك بالنسبة للإنسان لأنه كائن متكيف لا يتناقص مهما تفاعل بمجتمع اللجوء فأنا مازلت سورياً، و كردياً كاملاً ، و فرنسياً كاملاً أيضاً ، وأعتقد أنك تعرف المستشرقين الذين رسموا الشرق وبقوا فرنسيين ، وألمانيين و هولنديين مثلاً ، وحتى أساليبهم تنطبق على واقعيتهم ..
قل عكس ذلك يا صديقي قل لي أراك تنغرس في ماضيك وأنت في حاضر مغاير تماماً ,,,,,,,,

غريب : فن الحرب ، هل الحرب تصنع فناناً خاصاً بها ، أين عنايت مما يجري في سورية منذ عقد من سنوات تقريباً ، أين أثر ذلك عليه ، و أين هي اللحظات التي كان من المفترض أن يتعامل معها عنايت ، ألا يصاحب ما يجري حالات عنايت النفسية و التي منها تبدأ مرحلة الخيوط الداكنة في فراغاته .

 

 


عنايت : هذا الأرشيف يقول لك إني بدأت بما يجري الآن لاحظ الموت والجماجم والجثث في الصور و كأن بي صوفي فارق الأرض واعتكف السدرة
ولكن عبر الجمالية وبين قوسين الجمال في جهة الخير مقابل الشر طبعاً ، والمحاولات التي أريتك إياها بالصور كانت مرحلة حلم طفولي بأننا نستطيع تغيير العالم ولكن يوماً بعد يوم تتأكد فلسفة زرادشت بأن الشر خالد كما الخير مثل الأسود والأبيض ، القصير والطويل ، الساخن والبارد ، إن سر الحياة في هذين العنصرين ,,إذن وعبر الجمالية إستطعت إقناع الكثير من الدارسين والمتلقين والنقاد بأن المراة التي تنتمي لفئة الملائكة لابد اأنها بريئة أولاً ، و أعتقد أن الوقوف بجانب البريء مثل الوقوف بجانب الضحية ، ثم إنني أجد نفسي بما أفعله ، و إن كنت سأبدأ من وعي الذات أعرف إني رومنسي الطباع ولا يمكنني أن أظهر الدم والقتل والإغتصاب إذ أعرف نفسي قبل المشاهد بأني لم و لن أتقبل هكذا مشهد ، لقد سرنا يوماً خلف النظرية السوفييتية - فنياً طبعاً - الذي حول الفن إلى الشعارات في الوقت الذي كان الغرب يؤسس لعالم أجمل ، إن الدم إنتهى جمالياً بعد الخروج من سطوة الكنيسة الكاثوليكية ورسوم الصلب للسيد المسيح ,,فيما رأينا بيكاسو يصمم شعار السلام العالمي بحمامة وغصن زيتون ودعني أنهي كلامي بأن الوسط الذي أعيشه الآن منذ ربع قرن وهو الوسط الفرنسي مع بعض إمتدادي في الكثير من المشاركات الأوروبية ,,ذاك الوسط الذي أتوجه إليه برسائلي وهو لتوه وبالكاد أن ينسى الحروب العالمية ، لم يعد يتقبل ماكنا نتصوره أو نفتخر به في سورية أو في الشرق عموماً ، و أخيراً أقول لك إنني ملتزم و مازلت ولكن بطريقتي ,,فنسائي قادمات من هناك والمسيح قادم من هناك بمعنى إنني ودون تكلف أو تعمد أقدم لهم نفسي كما أنا
وذلك دون ان اقف في الجانب المعاكس من الفن الملتزم لكن لي طريقتي واسلوبي وتكويني الاجتماعي والنفسي وعلي في حوارنا هذا اولا ان اقدم نفسي ..
أن تجوِّع جندياً في المعركة مثله مثل الذي لا تقدم له السلاح أو الذخيرة
بمعنى إن الخباز أو مقدم المؤونة في المعركة لايختلف بشئ عن الذي يقدم السلاح ، الإلتزام كلمة فضفاضة لا يمكن حصرها بإتجاه محدد ، فاني إخترت المرأة ومنبتها وهويتها وجمالياتها في العشر سنوات الأخيرة مع إنني قدمت أعمالاً أخرى مختلفة تماماً عما أقدمها اليوم ..
يتبع 
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.33
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات