القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: حوار مع رائد الأغنية السياسة و الثورية الفنان الكردي الكبير حكمت جميل (بنكين)

 
الأثنين 24 تشرين الاول 2011


  قامشلو قبلتنا،وأحني هامتي أمام أبطال عامودا...
بعد انتصار الثورة سأعود إلى وطني وأسكن قامشلو...
وأغنيتي قامشلو لم تعرضها أية فضائيات كردية باستثناء ك ن ن...
محمد شيخو سجن بسبب بيعه لأشرطة تحمل أغنياتي...
أمول كليباتي على نفقتي  الشخصية وبعض الفضائيات سرقتني...
سأكشف يوماً عن بخل رجال الأعمال الكرد مع المبدعين...
فنان كردي كبير من أبناء مدينة "عفرين" في غربي كردستان، كرس حياته منذ مطلع شبابه من أجل قضيته،عبر رسالة الفن، ومن خلال أغانيه السياسية و الثورية التي كانت أصداؤها تتردد في أربع جهات الوطن. وقد اضطر للهجرة من وطنه بعد تلقيه تهديدات من أجهزة الأمن السورية، بسبب وقوفه في وجه المشاريع العنصرية التي طبقها نظام البعث، في المناطق الكردية، كمشروعي الحزام العربي و الإحصاء الاستثنائي.


 و من غربته ظل قلبه و روحه متعلقان بوطنه و مآسي شعبه. و زاده ذلك إصراراً على مواصلة عمله، في خدمة القضية الكردية العادلة، وكانت أغنية قامشلو آخر أعماله الفنية الثورية، وقد لاقت  صدى كبيراً لدى أبناء الشعب الكردي، وكان قد أهدى الأغنية لاتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا. جريدة آزداي الصادرة عن اتحاد تنسيقيات الشباب الكورد أجرت الحوار التالي مع الفنان الكردي الكبير حكمت جميل (بنكين):

منذ بداية شبابك تعرضت للملاحقة والتهديد إلى أن هاجرت  خارج الوطن بسبب أغنيتك:
çi bêjim welat Kurdistan   هل تحدثنا عن قصة تلك الأغنية  وكيفية تناولك لها؟

لقد حصلت على كلمات هذه الأغنية من أحد الأصدقاء، و سارعت إلى تلحينها لتكون بذلك أول أغنية سياسية لي تصدّرت ألبومي الأول في عام 1978. محتوى الأغنية يضم أربعة مقاطع، وكل مقطع يتحدث عن جزء من كردستان. المقطع الأساسي فيها هو المقطع الأخير، والذي يدور حول مشروع الحزام العربي الذي تم تطبيقه في المناطق الكردية عام 1974 ،و كان المقطع كالتالي: Va ye Şama ser bi reş
Bi sosyalîstê bang dike
Çi hîzam e, çi ihsaa ye
Miletê kurd bar dike
Kurdê sûrî xwas û birçî
Derdên wan ji bîr dike
و على ذلك تم إنذار والدي من قبل الأجهزة الأمنية بهذه الكلمات (إذا ما بتعرف تربي ابنك... نحن بنعرف كيف بدنا نربيه)  وحرصاً مني على سلامة عائلتي توقفت عن الأغنية السياسية مدة عام، و من ثم أصدرت ألبومي الثاني باسم "شورش" و تعني بالعربية (الثورة) و في مقدمتها أغنية Kurd in, serbilind in, naxwazin bindestî  و قبل أن تتم عملية القبض علي، قام والدي بتهريبي إلى أوربا، عن طريق لبنان، بإلحاح من والدتي.

أنت من الفنانين الذين  عرفوا في مجال الأغنية السياسية... إلى أي حد ترى أن هذه الأغنية ضرورية بالنسبة إلى الشعب الكوردي؟

ما دام هناك شعب مضطهد سياسياً، و محروم من كافة حقوقه القومية و السياسية و الثقافية، فهو بحاجة إلى دعم على الأصعدة كافة. فهناك أحزاب تناضل و هناك كتاب و مثقفون و شعراء يدعمون قضايا شعوبهم العادلة، كل حسب مجاله. والفنان برأيي له التأثير الأكبر، لأن باستطاعته و من خلال أغنية واحد فقط تحريك المشاعر القومية للملايين من أبناء شعبه. و أتذكر عند إصداري لأغنية الحزام العربي عام 1984 أنه تم إغلاق كافة المحلات التي كانت تبيع الألبوم، و صدر حينها قرار بالحكم بالسجن لمدة ستة أشهر لمن يحمل هذا الألبوم في جيبه، أو يحويه في منزله. و أتذكر حينها قامت قوات الأمن بالاعتداء على الفنان الكبير وعميد الأغنية السياسية الكردية محمد شيخو بافي فلك، و تم إغلاق محله بسبب ألبومي. و بعد مرور كل هذه السنوات زارني أحد الأصدقاء المقرّبين جداً من الخالد محمد شيخو، ليبلغني رسالة منه إلي و قال لي: لقد كان الفنان محمد شيخو يحبك كثيرًا و أنه تعرَض للضرب و تم إغلاق محله بسبب ألبومك، و قال لي بأن أوصل رسالته لك، و أنه يطلب منك مواصلة هذا العمل من أجل دعم قضية شعبك.

لقد هاجرت في مطلع شبابك وأنت لا تزال في المرحلة الثانوية، برأيك ما انعكاسات هذه الهجرة على  تجربتك الفنية؟

ربما لو لم يحصل هذا الشيء، لكنت اليوم قد دخلت في مجال آخر غير الفن، و لكن إجباري على هجر الوطن و الأهل زادني إصرارا على مواصلة هذا الطريق حتى و أنا في أوربا. أوربا لم تؤثر علي سلبيا بشكل كبير في المجال الفني فكل ما تأثرت به هو بعدي عن الأهل و الوطن و أبناء شعبي. و على العكس تماما كانت لأوربا انعكاسات إيجابية علي باعتبار أن دولها تحترم مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان و حرية الفرد, فقد واصلت طريقي الفني  و أتيحت لي فرص لربما كان يستحيل الحصول عليها في الوطن في ذلك الوقت و منذ ذلك الحين لم أتوقف عن مواصلة عملي في مجال الأغنية السياسية حتى اليوم. لقد اعتقد النظام السوري حينها بأنه سيسكت صوت الحق و لكنني أقول له و على وجه الخصوص لوزيرة الثقافة حينها الدكتورة نجاح العطار: إن إصداركم للمرسوم القاضي بمنع إصدار أو تداول الأشرطة الصوتية و المرئية للفنان حكمت جميل الملقب ببنكين التي تثير الفتنة و تثير النعرات القومية حسب مفهومكم و قوانينكم اللاشرعية ما زادني إلا إصرارا على الوقوف في وجه أساليبكم القمعية و دكتاتوريتكم. فلا يمكن للظلم أن يستمر و ستسقط دكتاتوريتكم كما سقطت دكتاتوريات أخرى قبلكم.

كيف تتناول التراث الفني الكوردي؟

التراث والفلكلور الكردي شيء أساسي في تاريخ الأغنية الكردية و أنا أفتخر بكل فنان كردي يدعم الفلكلور والتراث، و يجدده و يحييه في أغانيه.



لقد أصدرت مؤخرا أغنية جديدة بعنوان قامشلو, هل لك أن تحدثنا عن هذه الأغنية؟ وهل تعتقد أنك قلت كل شيء فيها؟

لقد سبق و أن قلت حوار لموقع سوريا الجديدة، بأن مدينة قامشلو هي قبلتنا، و هي كما قالها شاعرنا المخضرم و صديقي العزيز كريمو كعبة للعشق. لهذه المدينة فضل على كل أجزاء كردستان. لذلك طلبت من أخي كريمو إعداد قصيدة عنها بشكل يضم أسماء مدن كردية أخرى مثل عامودا و كوباني، و لحنتها بنفسي، و قام صديقي وأخي العزيز الفنان الكردي القدير زبير صالح بإعداد فيديو كليب لها. بالنسبة للشطر الثاني من السؤال، لم أقل كل شيء فيها طبعاً, قامشلو مهما تكلمنا عنها في أغانينا و قصائد شعرائنا، سيكون حديثنا عنها ناقصاً, لذلك لدي الكثير لأقوله لشعبي الكردي و أبناء مدينة قامشلو قريباً، و لا أخفيكم بأنني أتشوق للعودة إلى وطني الحبيب، لأسكن في منزل في قلب مدينة قامشلو. و أتمنى أن يكون هذا قريبا جدا.

لماذا لم نشاهد أغنيتك الجديدة بعنوان قامشلو على الفضائيات الكردية؟ وما رأيك بعلاقة الفضائيات الكوردية بالفنان الكوردي، وهل بإمكان هذه الفضائيات أن تؤثر سلبا أو إيجابا على  تقديم اسم الفنان؟


لقد قمنا بإرسال الكليب إلى العديد من الفضائيات الكردية، و منها روج تف، و كورد 1 و دجلة و أم أم سي و نوروز تف و غيرها، و لم يتم عرضها حتى الآن على تلك الشاشات, بالرغم من أن هذه الأغنية هي ليست ملكاً لي، بل هي ملك مدينة قامشلو و أهلها و شبابها الثائر، و أرى بأنه من الأفضل أن تطرحوا هذا السؤال على تلك الفضائيات.. أما بالنسبة لعلاقة الفضائيات بالفنانين الكورد، فلكل فضائية أجندتها الخاصة، كونها فضائيات تابعة، و ليست حرّة و مستقلّة، لذلك تنعكس تأثيراتها سلباً على الفنان الحرّ و صاحب الكلمة الحرّة، بينما تنعكس إيجاباً على كل فنان مرتبط بتلك الأجندة و المسيّر من قبلها. وكمثال على ذلك كليب (سروكي من) الذي تم تمويله من قبل فضائية روج تف، و كذلك كليب (بيروز) الذي تم تمويله من كردستان تف، و اللذان اعتبرهما أنا شخصياً كليبا لكل أجزاء كردستان، وملكا للشعب الكردي, فلم يتم عرض هذين الكليبين على هاتين الفضائيتين، منذ ما يقارب الأربع سنوات أو أكثر. كما أريد أن التنويه بأنه قد تم عرض أغنية قامشلو مع تقرير مفصل على فضائية KNN الكردية، و بدوري أتقدم بجزيل الشكر لكادرهم، و كل العاملين في هذه الفضائية.

من يقوم بتمويل أعمالك الفنية؟

للأسف، قضية التمويل هي المشكلة الأساسية لدي في تأخر إصدار الأغاني و الكليبات، و قمت في الآونة الأخيرة بالاتصال بالعديد من الشخصيات و رجال الأعمال و التجار، و قد وعدوني بتقديم الدعم المادي لي، و لكن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح، و سيأتي اليوم الذي أكشف فيه عن أسمائهم. كما أريد القول بأنني لم أتلق الدعم المادي من أي حزب كردي، و كل ما تم إصداره حتى الآن، هو على نفقتي الشخصية، و نفقة عدد من أصدقائي الفنانين و الشعراء. و أكبر مثال على ذلك ألبومي بعنوان (حوريا من) الذي تم إصداره بموجب عقد بيني و بين فضائية كردستان تف, فقد أجبرت على بيع سيارتي الشخصية،  لأسدد نفقات نسخ الألبوم في مدينة استانبول التركية و تم استلام كافة النسخ مني في مدينة هولير من قبل المدير العام لفضائية كردستان تف السيد كروان أكري، و لم يدفعوا لي ما بقى لي في ذمتهم، و هو مبلغ لا يستهان به بالنسبة لأي فنان.

وضعت شعار اتحاد تنسيقيات شباب الكورد على أغنيتك، وكان ذلك بمثابة تكريم منك لهؤلاء الأبطال من شبابنا الكوردي، بم تعلق على هذا الكلام؟

هم يعتبرونه تكريماً لهم، و أنا أعتبرهم وساماً على صدري. الشباب الكردي هم مثال يحتذى به، و أبارك جهودهم الجبارة في وجه أعتى أنظمة الاستبداد في العالم. و أنا واثق بقدراتهم و إمكاناتهم في تحقيق التغيير المنشود.

كنت من الفنانين الذين بشروا بالثورة... هل الثورة السورية- الآن- هي حلمك وحلم غيرك؟

بالتأكيد... فبعد مرور أكثر من 32 عاماً من الغربة، و مرور أكثر من 40 عاماً على حكم البعث الفاشي، أعتقد بأن حلم الثورة أصبح حقيقة اليوم، و أنا واثق بقدرات الشعب في الانتصار على الظلم و الاستبداد، و تحقيق مطالبه في الحرية، و الديمقراطية.

ما مدى دور الأغنية في الثورة السورية و هل ستصدر أغنية عنها؟

طبعاً الأغنية الثورية مهمة جداً، بالنسبة لنا، و خاصة في الوقت الراهن, لأن السبعة أشهر الماضية، أثبتت بأن للأغنية الثورية الدور الأكبر في تحريك مشاعر الشعب، و أنا بصدد إصدار أغنية جديدة إهداء و تكريماً، لثورة الشعب السوري، بمختلف مكوناته و انتماءاته، قريباً جداً و باللغة العربية.

هل سنجد لعميد شهداء الكورد وشيخ ثوارهم مشعل التمو صدى في أغانيك؟

سؤال وجيه، و تشكرون عليه. بالتأكيد سنعمل على ذلك. إن الشهيد مشعل التّمو سيبقى خالداً في قلوبنا، و سيبقى منارة لأجيالنا الشابة، تنير لهم دروب النضال حتى تحقيق الحرية.

كلمة أخيرة تريد قولها

 أقول لشبابنا الكردي، و كل فئات شعبنا الكردي، من مثقفين و كتاب و شعراء، و أحزاب كردية، بأن يتكاتفوا و يوحدوا موقفهم من أجل تشكيل مرجعية تلبي مطالب شعبنا و حقوقه المشروعة، وأحني هامتي أمام أبناء مدينة عامودا الأبطال، تلك المدينة التي تخرج عن بكرة أبيها في التظاهرات، رافضة وجود أصنام و تماثيل للدكتاتور، و أتمنى من المدن و المناطق الكردية كافة، أن تحذو حذوها, كما أتوجه بالنداء لكل أبناء الشعب السوري بأن ينضموا إلى هذه الثورة المباركة, لأنه بتوحد قواهم و مواقفهم سينهار نظام البعث الفاشي، و سيكون النصر من نصيب شعبنا, حتى نتمكن من العيش المشترك سوية، في بلدنا الجميل. كما أتقدّم لاتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا، الذي خصصتهم بأغنيتي، و محرري جريدة آزادي..أولى جرائد الثورة، بجزيل الشكر على هذا الحوار. لكم مودتي و محبتي. أشد على أياديكم و أقبل عيونكم. المجد والخلود لشهدائنا و النصر لقضيتنا.

جريدة آزادي الصادرة عن اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا

20.10.2011

بوخوم ألمانيا

ملاحظة: للتواصل مع الفنان حكمت جميل يمكنكم إرسال أرائكم على بريده الالكتروني 
 benginefrini@yahoo.de


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.55
تصويتات: 9


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات