القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: لماذا يقال دائما ارجعوا وتسلحوا بالفلكلور الكوردي؟

 
الأثنين 08 شباط 2010


شـفكر

أهمية الفلكلور الكوردي
الموسيقى والغناء هما من أقدم الفنون عهداً في تاريخ الإنسان, فالإنسان غنى قبل أن يتكلم , كما كان يعبر عن عواطفه بالألحان الغزلية، وعن ورعه بالتراتيل الدينية، وعن قوته بالأناشيد الحماسية ...
عندما يقال بأن الفنّ غذاء الرّوحِ, وشرابَ النّفس في كلّ زمانٍ ومكان هذا يعني أو يفرض على الفنان نفسه أن يكون شخصا ملتزما بثوابت الفن ومحافظا على أصالته.
لقد كانت الاداب والفنون لدى مختلف الامم مرآة للامال العذبة التي ظلت تدور في ذاكرتها، والتي لاتجد امكانية تحقيقها و اخراجها الى الواقع فتغنت بها لعلها تخفف بها عن آلامها. ان الحقيقة في جنوح الشعوب نحو الاغاني هي لكي تظهر فيها الامها و مطامحها


ففي الاغنية الفولكلورية الكردية ترى ان الانسان الكردي يعبر عن امنياته التي لا تختلف عن اماني الناس الذين يعيشون مرحلته الاجتماعية، هذه الاماني و الاحتجاجات – المنبعثة عن الحياة اليومية، والتي ضمنها الفرد الكردي اغانيه التي ينشدها في الوديان و الجبال كما يغنيها الشباب والشيوخ، يبدون فيها شيئاً من الهموم المخزونة في قلوبهم و يتمتعون بقليل من مسرات الدنيا

ظهرت المقطوعات الغنائية إما كتكملة للقصص و إما كعمل مستقل وكامل بذاتها ، إن الراوي عادة يقص الأحداث ويغني المقاطع الشعرية ، أو يكتفي الراوي بالسرد الغنائي منطلقا بذلك من الشهرة العامة للقصة  في هذه الحالة لا تترك هذه الأغاني أثرا كاملا بسبب غياب عامل السرد القصصي ، إن تثبيت القصص لا يقل أهمية عن تسجيل الأغاني
إن الأغاني المسجلة حتى الآن لا تخرج بشكل خاص عن إطار أغاني الرقصات وفي الوقت ذاته فهي تعرض الأغنية الفلاحية ومن الممتع انه حتى وقت قريب كان ينظر إلى الموسيقى الكردية كموسيقى فلاحيه بسبب سيادة الأغنية الفلاحية على المجالات الأخرى ، من التراث الغنائي الشعبي ، إن الشعب الكردي الذي ارتبط فيما بعد وبشكل وثيق مع نمط الحياة الزراعية أبدع موسيقى فلاحيه غنية تعبر بشكل أدق عن روحه القومية وعن الإمكانيات الإبداعية وخصائص الفن الغنائي القومي
القروي الكوردي البسيط والفلاح الكوردي العاشق والمتمسك بأرضه والراعي الذي كان يتجول بقطيع الغنم بين سهول ووديان وسفوح جبال كوردستان يمتزج أحاسيسه بجمال طبيعة كوردستان هؤلاء البسطاء وقبل آلاف السنيين دون أن يذهبوا الى مدراس الموسيقا أبدعوا الألاف من الالحان وقالوا عفويا الألاف من الأشعار فتركوا لنا [ ناريني هي نارين ـ كو بونا جوت ـ في بوكى تفنك داني ـ ده بهير دستار بهير ـ دايكى ـ ديرسم ـ جمبلييو ـ تيلي ـ سالا آلا قمشى ـ زمبيل فروش ـ درويشى عفدي  ومئات الألوف من الأغاني ...الخ...  لم يتركو شيئا والا غنوا لها وأبدعوا فيها معتمدين على احاسيسهم الصادقة وحبهم لفنهم وارتباطهم المباشر مع تفاصيل حياتهم .
أما يتعلق بالنوعيات المطروحة حاليا ويعتبر أغلبها بالفن المقتبس المعتمد على الشعر البسيط الفارغ من المضمون , فلا عمر لها ونعتبرونها بالاغنية الموسمية المعمولة للرقص والمزاج فينسى بسرعة مع زوال الفصل أو السنة والسبب هو : هذا الفنان لايعرف شيئا عن الفلكلوروالمجتمع الكوردي وحتى لم يرى بأعينه القمح أو المراعي ولايستطيع أن يمييز بين الغنم والماعز , فان الجزء الأساسي لكل ما يعمل وما يسجل لا يمس سوى أغاني الرقص,  إن سبب هذه الظاهرة هي قلة الاطلاع  الفلكلور وعلى بيئة الشعب الموسيقية وخاصة لان أغاني الرقص تتميز بالإيقاع الخفيف وسهلة على السمع ، هذا إذا ما قورنت بأغاني الفنون الأخرى حيث إن تسجيل هذه النماذج تطلب تحضيرا خاصا في مجال الموسيقى واللغة الكرديتين ، ويقد بذلك نماذج الأغاني الشعبية الإبداعية التي وبالمقارنة مع أغاني الرقصات الموجودة كما يقال على السطح من الموسيقى التقليدية ، تقع ضمن التراث الشعبي المتجذر في الأوساط الشعبية والتي تتميز بخصوصيتها التاريخية وقيمتها العاليتين ، إن هذه الأغاني المطولة – أغاني الروايات والأغاني التاريخية والشعر الغنائي والتي باستثناء الأخير تشكل مقطوعات غنائية من القصص الشعبية ومن القصص التاريخية

لماذا يقال دائما ارجعوا وتسلحوا بالفلكلور الكوردي؟

ان لكل شعب من الشعوب و كل أمة من الأمم تراثاً حضارياً و اجتماعياً معيناً خاصاً به، فللشعب الكردي كبقية الشعوب ذخيرة فولكلورية بعضها مدروسة و الاكثر منها غير مدروسة ومن خلال تأريخه تجمعت و تألفت لديه خبرات و عادات و تقاليد و اتجاهات عمل و اساليب تفكير و التي تشكل الاصالة لهذا الشعب. وان هذا لا يعني انه لم يتأثر ولم يتفاعل مع التقدم والمعاصرة و التحديث، لان العناصر الفولكلورية الاصيلة اخذت تتاثر بالموجودات او العناصر الحضارية وما طرأ عليها من تبديل و تغيير و اخذت معاني مختلفة على امتداد الزمن والتاريخ. كما انها استخدمت استخدامات مختلفة في السباق الحضاري العام للقوى و التركيبات الاجتماعية السائدة فالفولكلور موجود مع عنصر التجديد و التحديث

ففي الاسر الريفية التي تتأصل فيها العناصر الفولكلورية تتواجد فيها المواقد النارية بجانب المدافئ النفطية اوالغازية و تحرث الارض بالمحراث الخشبي الذي تجره الحيوانات بجانب مكائن الحرث – التراكتور – والمنجل بجانب الحاصدة و الحب بجانب الثلاجة كل هذا يدل على عدم زوال الفولكلور و العناصر الفولكلورية بل دخل عليها عنصر التحديث و التجديد
فالشعب الكردي كما اشرنا له تراث فولكلوري كبير و متنوع، فالذي ساعد على تكوين هذا التراث الضخم ونموه و انتقاله من جيل الى جيل اخر هو الموقع الجغرافي الذي سلكه هذا الشعب من جبال وانهار و عيون دفاقة واراضٍ خضراء و بساتين جميلة و هواء منعش. ان هذا الموقع الجبلي المنعزل بطبيعته عن اسباب الحضارة و مقوماتها ساعد من جانبه على ان يحتفظ الشعب بفولكلوره الاصيل
لقد اهتم الباحثون و المستشرقون الذين زاروا كردستان في سنوات الحرب العالمية الاولى و الثانية بالقضايا الفولكلورية للمجتمع الكردي و دونوا ما اتاحت لهم فرصة تدوينها.
ـ يقول  غوركي : ان الفولكلور مادة خام كبيرة وهو مصدر ومعين لجميع الشعراء و الادباء و (الباحثين الفولكلوريين) و اذا فهمنا الماضي جيداً فسيكون نتاجنا الحالي رائعاً جداً و سنفهم آنذاك بدقة اهمية الفولكلور
ـ ويقول المستشرق "ابو فيان" عن الفولكلور الكردي" ان الروح الشاعرية تكمن في اعماق كل كردي و حتى عند الشيوخ الأميين، فانهم جميعاً يمتلكون القدرة والموهبة في الغناء، وهم يغنون ببساطة و هدوء، يغنون لوديانهم و جبالهم و شلالاتهم و انهرهم و دورهم واسلحتهم و افرستهم، وهم يغنون للشجاعة ولجمال بناتهم و نسائهم وكل ذلك يتدفق في اعماق مشاعرهم وانفسهم"
ـ  ويقول المستشرق – مينورسكي "ان الغناء الكردي ورواية القصص الكردية قد اصبح عادة عامة عند الاثوريين الذين يعيشون في المناطق الجبلية في كردستان
ـ ويقول – باسيل نيكتين ان الادب الكردي هو الفولكلور الكردي في الدرجة الاولى واننا لا نجد في ذلك الفولكلور بقايا وتراث الاجيال والاجداد في الماضي فحسب، بل ان ذلك الفولكلور يبرهن القدرة على الحياة التي تزيد يوما بعد يوم ذلك النتاج غني و تمنحه الطراوة والسعة وليس في النادر ان نجد عناصر نتاج الشعوب الجارة تصب وتغني في قالب كردي"

ان هذا التراث الضخم الذي يمتلكه الشعب الكردي لم يدرس لحد الان دراسة ميدانية و علمية، ولم يتبع البحث والدراسات المكتوبة في هذا المجال المنهج العلمي الدقيق الذي يتطلب من الباحث الفولكلوري الميداني العلمي اساليب متعددة يستوجب اتباعه من اجل الوصول الى الجذور الاساسية لقضية الفولكلور، الا انهم اعتمدوا على معلوماتهم الشخصية و الاستفسار من بعض كبار السن دون اللجوء الى الاقامة في ميدان البحث. وفي جانب آخر ان معظم البحوث والدراسات التي اهتمت بالفولكلور الكردي ركزت على جانب واحد هو الادب والشعر واهمل الجوانب المادية الاخرى التي تشكل جزءاً مهما من تراثنا الشعبي و الحضاري الذي لا يمكن تركه او اهماله
فالشعب الكردي يمتلك تراثاً وفيراً من الاغاني الفولكلورية الذي تتفرع الى عدة فروع

1. كوراني: وهي وحدات شعرية مستقلة لكل واحدة او اثنتين منها معنى كامل في مجال الحب والعشق
2. بيت: وهو الغناء الحماسي الذي غالباً ما يغنى بين الفتى و الفتاة

3. لاوك: وهو عبارة عن ملحمة، سواء كانت ملحمة غرامية او ملحمة بطولية
4. ديلوك: وهو الغناء الذي خاص بالرقص

5. لازه:وهو الترتيل الديني

6. حيران: عبارة عن كلمات منظمة بشكل نثر مسجوع لا تقل عن ثلاثة مقاطع موزونة في اخرها، يعبر فيها الفتى و الفتاة عن همومهما
7. بريتي: هو النشيد الجماعي
 مع الأسف ما نسمعه حاليا من الفن لاعلاقة له بالاصالة , انما هو فن مزيف ومقتبس بأشعاره وموسيقاه والحانه فارغ من المحتوى وفن مقلد ومكررلاطعم له والسبب هو : أن هذا الفنان غير مهتم بالفلكلور ولايتقن المقامات والمواويل .
يتبع ........
في الحلقة القادمة سأطرح هذا السؤال:
من هو المسؤل عن اهمال الأغنية الفلكلورية وبالأخص المواويل ؟

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات