القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: أنا حرامي!!

 
السبت 06 حزيران 2009


لقمان ديركي

لم يسبق لي أن كنتُ حرامياً في يوم من الأيام، باستثناء أيام المراهقة الحمقاء، عندما كنتُ ألطُش فتات الأموال من جيب الوالد أو جزدان الوالدة أو من جيب بدلة الفتوة الثانوية التابعة لأختي الكبيرة الغنية، فهي غنية لأنها لم تكن تصرف نقودها هنا وهناك، إذ كانت تخبِّئها لتشتري بها ما يفيد من أغراض، وبعد السطو على واحد من هذه البنوك الثلاثة، كنتُ أُشمِّع الخيط باتجاه صرف الغنيمة النقدية على ملذاتي الشخصية،
وخود على عزايم لرفقاتي الشباب على السينما، وخود على ضيافات كازوز وبزر ومارلبورو تعال إلى حيث النكهة، وبعدين بيقلَّك المجني عليه خود، خود هالعقوبات اللي مو ذكية، كم كف وكم رفسة وكم بزقة ونظرات احتقار من باقي الأخوات، وكأنني سرقتُ مال قارون، وبالطبع بطّلنا ذلك، شأننا كشأن أي مراهق مرَّ بهذه التجربة مع أهله حصراً وحصرياً، لأنو السرقة من الأهل بنظر المراهق حق شخصي وحلال..


باستثناء هالكم حادثة، لم أقترف هذا الفعل يا شباب، لكنني يوم رأس الشهر تحوَّلتُ إلى حرامي بجدارة واقتدار، فلقد استلمتُ الراتب من هنا يا شباب، راتبي أنا، وسرقته، وتواريتُ كم يوم عن الأنظار، وبالطبع فإنني أقدِّر ذكاءك عزيزي القارئ، وأقدِّرُ أنك فهمتَ أنني سرقتُ راتبي من أصدقائي الذين ينتظرونه كلَّ راس شهر بكل اشتياق؛ اللحام والسوبر ماركو، شركة التليفون الأرضي وشركة الموبايل الفضائي، شركتا الماء والكهرباء، وبالطبع حبيبنا صاحب البيت أبو اسماعيل والده للفنان سامو الزين، وباقي المقسّطين، المفلسين منهم والمليانين، وبعض أصحاب الدكاكين، نعم.. سرقتُ راتبي من كل هؤلاء وصرفته على ملذاتي الشخصية، لكن الميزة أنهم لم يقبضوا عليَّ، بل نظروا إليَّ نظرات العتاب، ومنهم من احتجَّ واستاء، لا ..لم يقبضوا عليَّ.. رغم أنني سرقتُ راتبي، لكنني .. ندمان يا شباب ندمان!!

جريدة بلدنا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.28
تصويتات: 14


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات