القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: (بحكم الأمر الواقع كانت العربية ثقافتي الغالبة) حوار مع الكاتب زاكروس عثمان

 
الأربعاء 24 كانون الأول 2008


  أجرى الحوار : حسين أحمد
Hisen65@gmail.com

بداية أرحب بك ويسعدني أن أجري معك حواراً مطولاً، و سؤالي الأول من هو زاكروس عثمان ومتى جاء عالم الكتابة والتدوين..؟

زاكروس : ليس لي عالم انتمي إليه، أو تاريخ أبدأ به، سوى فوضى القدر،هذا الشيء الذي تسميه زاكروس ،جاؤوا به إلى الوجود رغم انفه كطفل قروي لم يستشره الله في مسألة تكوينه لو سألني الله ما كنت أتوسله كي يخلقني ، ولدت مطعونا في هويتي ووجودي ،فأصابتني حمى الكتابة قبل أن اتعلم ماهية الأبجدية ، بدأت الكتابة على هامش ذهني بأبجدية الخيال مجردة من أية لغة، ثم  تحولت الكتابة الذهنية إلى التدوين بفحم الخشب على جدران المنزل المطلية بالكلس والفقر


وكانت أمي تعاقبني على إفساد طلاء منزلها بالخربشات الأولية تلك ، إلى أن التحقت بالمدرسة الابتدائية  واكتشفت شيء اسمه قلم ودفتر، كتبت بقلمي الرصاص المبري بشفرة حلاقة مستعملة على دفتري المدرسي (أبو ليرة) خواطر كثيرة جلها تدور حول مغامرات دواب القرية ،هكذا حتى وجدت زميلة جامعية تفاجئني بنشر مقالة لي  باسم حركي دون علمي في مجلة فلسطينية في بداية الثمانينات القرن الماضي ، وبعد تخرجي من  الجامعة انصرفت إلى الكتابة، ونشرت بعض من كتاباتي  في صحف كردستان الجنوب ، وكان طموحي أن أفوز بفرصة لأطبع أعمالي التي تكدست في مكتبتي ، حيث تعبت من تراكم الغبار عليها ، إلى أن جاءت انتفاضة 12/آذار ، حيث قام والداي وفي غفلة مني  بحرق كافة مخطوطاتي خوفا علي، ليضيع جهد أكثر من 20 سنة هباءا منثورا ، لا يمكن تعويضها بأي شكل ،أصابني الإحباط وقررت اعتزال القلم ، ثم عاد إلي رغم انفي لأبدأ من المربع الأول، وقد اكتفيت بالنشر في المطبوعات الالكترونية ، وقليلا في الصحافة الكردية ، لأنني هذه المرة أنا من أقوم بحرق أعمالي كلما انتهيت من انجازها ، طالما لا استطيع إنقاذها من عذاب الانتظار.

لماذا اخترت معترك الكتابة الثقافية والسياسية.. ولمن ترسل بكتاباتك...؟

 زاكروس : كي لا أتورط في العمل مع المثقفين والسياسيين ، لي وجهة معينة اتبعها ، فالموضوع  سواء كان ثقافيا أو سياسيا يفرضه  شيطاني الداخلي فيمليه علي  شعرا أو نثرا ،لست من يكتب  بل هذا الشيطان الذي يسكن كياني ، كان يكتبني منذ  طفولتي  وما زال ، وأنا مرتاح له ومستسلم ، كونه  مشغول بتهذيب طباع الكائنات الآدمية أملا  بتغيير العالم ليكون فيه متسع لسعادة الإنسان ، يكتب الحرية على شفاه العبيد ، يكتب السرورعلى القلوب البائسة ، يكتب العشق ليتذكر الإنسان طبعه الأصيل ،يكتب واقع امة تحمل محيطات عذاب ،يكتب السياسة ليفضح متعاطي السياسة ويثقف سلوكهم المنحرف بالوراثة ،ثم  أرسلها إلى نفسي ، لأجدها منشورة في بعض المواقع في اليوم التالي.

ما هي المواقع الالكترونية المفضلة لديك  وما السر في اختيارك لها دون غيرها..؟

زاكروس : قليلا ما أتصفح المواقع ، لأنها نادراً ما تقدم لي شيء لا اعرفه ، هناك مواقع كردية وعربية معتبرة مفضلة لدي ، ولن اذكر اسمها حتى لا يعتبر ذلك دعاية لها.

تكتب الشعر باللغتين الكردية والعربية ؟ ماذا عن تجربة ازدواجية لغة الكتابة لديك ولمن تتوجه في خطابك الشعري.. ؟

زاكروس : بحكم الأمر الواقع كانت العربية ثقافتي الغالبة ، التي استوطنت عقلي ولساني ، فكتبت بها أكثر من عشرين عام ، ولم تكن معرفتي بلغتي الأم الكردية تتعدى الكلام الشفاهي الدارج في الشارع ،التي توقفت عن النمو في سن السادسة ، كجميع الأطفال الأكراد ذهبنا إلى المدرسة فوجدنا أنفسنا أمام حالة شاذة إلا وهي ’’ الفلقة ’’ لكل تلميذ يتحدث بلغته الفطرية التي لا يجيد غيرها ، مع عقوبة اشد ألما وهي فرض لغة ثانية عليه لا يفهم منها كلمة واحدة ، لذلك كنت في الكردية أمي بكل معنى الكلمة قراءة وكتابة ، وقد تملكتني رغبة مبكرة في تعلم لغة أمي لأستطيع التدوين بها مثلما أدون بالعربية ، إنما ظروف الحجز على اللغة الكردية ومنعها من التداول في التعليم وفي وسائل الإعلام وحتى منع تعليمها في المدارس الأهلية ، لم تسمح لي بتعلم لغتي الكردية ، وأخيرا تحققت لي هذه الأمنية في 2006 ، حيث خضعت لدورة مكثفة وتعلمت القراءة والكتابة بالكردية ، وكان سروري مثل سرور شخص يتحرر من أميته ، ظننت أن مجرد تعلمي القراءة والكتابة يسمح لي بتداول لغتي الأم في حقول الشعر والأدب ،فكانت الصدمة ،إذ رأيت نفسي أفكر بالعربية واكتب بالكردية أو العكس ، مما سبب لي ارتباكا وتشوشا  ،لتأتي كتاباتي بصيغة  أسوأ ترجمة من العربية إلى الكردية ، نصوص خالية من الأحاسيس والمشاعر والروح ،تفتقر إلى الطلاقة والعفوية اللازمة لأي نص أدبي ،لم استطع التعبير عن روحي الكردية أدبا أو شعرا ، وكان ذلك اكبر تحدي لي ، كيف أقوم بتكريد عقلي وذاكرتي وقلمي ، لأحرر فكري من أثار لغة أخرى استوطنتي طوال 30 عام ، قرأت خلالها وكتبت وسمعت عشرات المئات من النصوص العربية ،لقد أكلت محتويات مكتبة الأسد الوطنية مع مكتبة كلية الآداب ، مقابل عدم تداولي ولو لنص كردي واحد تداولا حقيقيا ، إلا ما احتفظت به ذاكرتي الابتدائية من شفاه القرويين، دخلت في تحدي كبير وقررت تكريد كياني حتى استطيع الكتابة بالكردية الصرفة ، و خلال مدة وجيزة استطعت تقديم نصوص كردية تلقت قبولا باهرا وصرت امتلك قراء ومعجبين ، وترشحت قصائدي الكردية لمهرجانات الشعر الكردي ، ونشرتْ كتاباتي في الصحف والمواقع الكردية ، حينها فقط رأيت أنني استحق أن أكون كرديا ، إنها لتجربة فريدة وجميلة رغم إنها صعبة ومضنية ،حين تمتلك لغتين ، فانك تضع عالمين في مواجهة بعضهما ، لتتبع فطرتك الأولى وتختار العالم الذي خرجت من رحمه ، خطابي موجه الى تاء التأنيث الساكنة والمتحركة ، وجمع المذكر السالم والمعتل ، والى زاكروس عثمان أولا.

في المسألة الثقافية ،كيف تصف لنا حال المثقف الكردي في المشهد السوري ..؟؟

زاكروس  : حاله من حال الناس ، حيث كل الأشياء تسير مقلوبة ، المثقف مغبون من السلطة ومن المجتمع ومن السياسيين ، حين ينتشر الوباء فانه لا يستثني احد، المثقف السوري كردي أم عربي لم يعد مثقفا فقد أصابه ما أصاب الناس من عوامل الجهل والتخلف والتعصب والتطرف ،تحت ظروف قاهرة شوهت صورة الإنسان في الكائنات البشرية ، فلم تعد قادرة على أداء دورها ، والمثقف ليس حالة استثنائية في هذا المجال فقد خسر دوره أيضا ، الكتبة كثيرون ولكن ليس هناك مثقفون ، أنا لست مثقفاً وكذلك أنت والقراء أيضا ليسوا مثقفين ، أمي وحدها مثقفة باعتبارها أمية ، لا اعرف لماذا تذكرت في هذه البرهة المرحوم : ع . الكواكبي .
 
برأيك هل سيحصل الأكراد المجردين من الجنسية السورية على هوياتهم ، أم عليهم الانتظار لأعوام أو لقرون أخرى  ..؟

 زاكروس : لست مسئول حكومي ولا زعيم سياسي ، وجه هذا السؤال إلى أصحاب الاختصاص والقرار، كرأي شخصي الأمور كلها في تراجع فلماذا أتوقع تقدما في مسالة المحرومين من الجنسية ..؟ 

ُطرحت دراسات نقدية عديدة في موسم الصيف عن الواقع السياسي للحركة الكردية في سوريا ،كانت أبرزها تلك التي قدمها زاكروس عثمان ،إذا كيف ترى النقد السياسي في واقع الحركة الكردية..؟

زاكروس :كثيراً ما يكون لتصفية حسابات شخصية أو فئوية أو حزبية أو تسجيل مواقف الغرض منه الإساءة والتشهير وتفريغ شحنات الأفعال وردودها ، وبالتالي يفقد النقد وظيفته الأساسية كمقوم للاعوجاج ومصلح للأخطاء ذلك لافتقاره إلى الموضوعية والمنهج السليم ، دراستي لقيت الاهتمام والاحترام من القراء لأنها لم تتوجه بالتجريح إلى الأحزاب أو القيادات أو الشخصيات ، بل حاولت تحليل الواقع تحليلاً علمياً موضوعياً بدون تحيز، بهدف معرفة الأسباب التي تدفع السياسين الأكراد إلى ارتكاب الأخطاء ، ومن ثم تقديم مقترحات لمعالجة أساس الخطأ.

بتقديرك هل ثمة آفاق قريبة لوحدة الحركة الكردية في سوريا..؟

زاكروس عثمان : بالعكس تماما ،ليس من مصلحة المتنفذين في أحزاب الحركة الكردية  التوجه نحو أفاق وحدوية ، أنهم قادرون ولكنهم لن يفعلوا أبدا.
  
كيف تقرأ المشهد السياسي الكردي في سوريا بعد إصدار المرسوم 49 الذي احدث زلزال في المجتمع الكردي في سوريا ، برأيك هل كان رد فعل الأحزاب على مستوى المسؤولية ..؟
 
زاكروس : المرسوم بحد ذاته يثقل كاهل المواطن، لأنه يعطل فعل قطاع اقتصادي نشط هو العقارات في المنطقة المشمولة بالمرسوم ، هذا القطاع كان يوفر فرص عمل عديدة للمواطنين العرب والأكراد ويعيل المئات من العوائل ، ويخفف عن كاهل الدولة أعباء إيجاد فرص عمل للعاطلين ، بالوقت نفسه يدر أموال كثيرة إلى الخزينة العامة لقاء الرسوم والضرائب ، فالضرر واقع على الجميع ولكنه بالنسبة للكردي ضرر مضاعف ، فالمرسوم الحق عمليا المواطن الكردي المجنس بأخيه المحروم من الجنسية ، لقد كبلوا اليدين والقدمين وعصبوا العينين وقالوا لهذا الكردي هيا اعمل ، للأسف الأحزاب الكردية لا تعمل إلا بعد وقوع الحدث ،لذلك لا تكون مستعدة أو جاهزة لانجاز خطة عمل ، مما تضطر  للمبادرة إلى خطط ارتجالية وليدة لحظتها ، لا تحقق أهدافها وكثيراً ما تنتهي بالفشل ، إن لم نقل تقود إلى نتائج عكسية ، وهذا ما حصل مع طريقة تعاملها مع المرسوم المذكور فلم نجد طرفا بمستوى المسؤولية ، مع تقديرنا للأطراف التي بادرت إلى احتجاجات سلمية، الحركة الكردية لم تتعلم من الأحداث ، لتؤسس كونغرس كردي ، و مراكز أبحاث ودراسات سياسية وإستراتيجية قادرة على استشفاف المستقبل لتزود القيادة الكردية بالمعلومات التي تفتقر إليها ، حتى تكون قادرة على توقع الأحداث وبالتالي الاستعداد لمواجهتها قبل حدوثها ، الفكر السياسي الكردي لم ينضج بعد حتى يدرك أهمية علم سياسة المستقبل ، مع توفر الباحثين والمفكرين الأكراد في علم الاستراتيجيا ، ولكنهم مهمشين من لدن السياسيين ، إنا متشائم كليا من الأوضاع كافة .

من المعروف بان لكل كردي في سورية حزب يناصره ما هو الحزب الذي تؤيده حبذا لو نعرف إن لم يكن هذا سراً ..؟

زاكروس :ما بك هل شربت شيء هذا اليوم ، لتطرح هكذا سؤال ، على كل حال كنت عضوا مؤسس  لحزب حمير يمين الوسط ، ولكن احدهم قفز على كرسي السكرتير واحتكره لنفسه ،لذلك قررت الاستقالة من الحزب حفاظا على وحدة الحمير.
   
أثارت مقالتك التي تناولت فيها نصوص الأستاذة " مرح البقاعي"  زوابع  في أوساط المثقفين العرب والأكراد،  وكذلك كان لها صدى إعلامي واسع  تجاوز حدود المألوف. ما الجديد الذي قدمته فيها ،حتى تحوز مقالتك كل هذا الاهتمام ،  وكيف وجدت تجربتك في المغامرة بالكلمة حين أقحمتها في نص روحه شعر وجسده نثر وردائه فلسفة، وهل هناك مشروع ثقافي  مشترك بينك وبين الكاتبة البقاعي ..؟

زاكروس  :عزيزي، الكتابة على مستويين ،المستوى الثاني يحرسه مخيخ شيطان،  فيأتي النص صنعة ومهما كان بديعا تبقى نقوشه نافرة كونها حرفة مصقولة بروتين الممارسة ، محكومة بحراسة التقليد ، الذي يغار على موجوداته من طرقات الابتكار ، ولست أحب السكن في هذا المستوى . أما المستوى الأول فهو مستوى المجهول  الذي ضاع فيه شيطان الاحتمال الأبعد ، فهو منتزهي المفضل ، يربض فيه وحش لغوي شرس ، يعضني وأعضه ، نتعارك حتى يسقط كل منا في تقاطيع أنفاسه ، أغيب عن الوعي ، ثم أصحو لأجد كتابات فوضوية تتمازج فيها العبارات الكردية بالمفردات العربية  على أوراق مبعثرة حولي ، لا اذكر أنني فكرت فيها أو حاولت كتابتها ، ولكن اعرف أنها خط يدي ،  ألملم هذا الموزاييك المشاغب الهارب من مدرسة الذاكرة الخفية ، أقرؤه فأكون أول المذهولين ، ربما الجن يكتب عني.
أما  بالنسبة إلى الأستاذة مرح البقاعي ، فإن موجة كهربية شرسة ومتوحشة تصعقني وتلقي بي إلى عوالمها البعيدة ، كلما قرأت لها قصيدة ، حينها  تنقلني  صواعق الغموض إلى ما وراء المستوى الأول  لذلك المجهول لأقف وجها لوجه أمام شيطان الاحتمال الأكبر، حيث اللغة  تتجرد من خمارها وتتخلى عن حيائها  ، وتتعرى أمامي سحرا وبيانا ليكتب الشيطان عني نصا يثير الجدل. على الجانب الآخرالاستاذة البقاعي من صفوة الانتلجنسيا العربية الليبرالية المنفتحة المتسامحة مع الآخر القومي والسياسي والحضاري ... الخ، وهي أكاديمية مرموقة كأستاذة جامعية في الولايات المتحدة (واشنطن) ناهيك عن نتاجها الشعري الباذخ الذي يمتلك نكهة حداثوية خاصة ومميزة جدا يعكس فلسفتها للحياة ، أستاذة بهذا الثقل تحتل مراكز عليا في الأدب والعلم والسياسة ، تناولتها بلغة فانتازيا تجريدية ، جريئة المضمون ، متهورة العبارة ، فكانت صدمة للبعض ومفاجئة للبعض الآخر. الجميع لم يتوقعوا هذه المغامرة مني  في  تناول الأستاذة البقاعي بهذا الأسلوب البريّ ، لذلك أثيرت كل هذه الضجة حيث كثرت التكهنات والتوقعات ، وانتشرت الشائعات ، ربما لو خصصتُ شخصا آخر بهذا المقال ما أثار كل هذا الاهتمام ، المهم ما حدث كان زلزال نوعي ، وأنا من ربحت الرهان في مغامرةالتهورالمنطقي،لأنني خسرت بعض المتخلفين والعنصريين ، ولكنني كسبت  فكر مرح البقاعي غاية قصوى كانت على الآخرين صعبة المنال.  
ليس بيني وبين الأستاذة  البقاعي أية أعمال مشتركة ، سوى تبادل وجهات النظر ، أما مستقبلا فلا اعرف ربما توافق السيدة البقاعي على ان  انقل اشعارها ونصوصها إلى اللغة الكردية.
أريد أن أوضح نقطة هامة ، وهي أنني حتى لحظة كتابتي للمقال لم أكن اعرف السيدة البقاعي إلا من خلال وسائل الإعلام مثلما يعرفها الآخرون كوجه بارز ، أعني لم تكن لي علاقات مباشرة معها ، ولم يكن بيننا اتصالات فهي في واشنطن وأنا في القامشلي  ،وأنا من بادر إلى الكتابة عنها دون توجيه من أي احد ، لا أظن أن الأستاذة تحتاج إلى مثل هذه الإملاءات، فهي بمكانتها العلمية والأدبية حققت حضورها في الساحة العربية والعالمية،حيث تتسابق الفضائيات العالمية إلى استضافتها، نذكر منها التلفزيون الروسي  في واشنطن  والـ B.B.C مؤخرا، ومن قبل كانت في ضيافة TV- FRANCE24 وتلفزيزن صوت أمريكا القسم الفارسي ، فلماذا تتبع هذه الأساليب الملتوية التي لا يتبعها إلا هؤلاء المغرضين الصغار ، ولكن هذا هو مجتمعنا ، بؤرة للشائعات والأقاويل.

أبدى بعض المثقفين الأكراد في الولايات المتحدة تحفظا على قولك بأن الأكراد أصبحوا أتباع الأستاذة مرح البقاعي ، محبذين صياغتها بصيغة أخرى غير صيغة الجمع ..؟

زاكروس : اجل تحدثوا إلي في ذلك ، فأوضحت لهم معنى "التبعية" التي قصدتها أنا ، وليس كما تصوروها ، أنا لم أعمم المعنى ، بل العبارة جاءت على سبيل المجاز ، هناك العشرات من المثقفين الأكراد المعجبين بنهج السيدة البقاعي ثقافيا وفكريا وسياسيا ، والكردي يقدر جميل الآخر الذي يتفهم القضية الكردية ، فما بالك إذا كان هذا الآخر بوزن مرح البقاعي وهي تحتل موقعا مرموقا بين  النخب العربية ، ولها حضورها الفاعل أينما تكون! من هذه الزاوية صار لها أتباع ومناصرون بين الأكراد ، إنها أستاذة جامعية ، وإعلامية متمرسة ، وشاعرة فذة ، هي معلم ، والطالب حين يتبع رأي أستاذه ونهجه لا يعتبر ذلك نقيصة بل فضيلة ، كما ترى أنا لم اقصد المعنى الحرفي للتبعية بمدلولاته التي تتراوح بين الهيمنة والخضوع والتقديس. فكر البقاعي قائم أصلا على تمكين الحريات والسيادة والمواطنة، ولكن الأمر التبس قليلا على شبابنا، وبعد توضيح الأمرلهم تفهموا الأمر، وزادوا احتراما للأستاذة البقاعي .

ماذا تعني لك الكلمات التالية:

الديمقراطية : لم أراها لم التقي بها لم المسها لم أتذوقها لم أضاجعها فلا معنى لشيء ليس له صورة في ذهني
الشفافية : أن تكون شجاعاً في الكشف عن عيوبك قبل أن تطالب الآخرين بالتعري أمامك .
الحوار : قد يكون طباشير,وقد يكون أبن الناقة ,وقد يكون جمع حور العين ، المسألة متعلقة بنقلة خفيفة في مواقع الفتحة والضمة والكسرة ، فإذا وضعت الكسرة تحت الحاء تكون قد عرفت أخيراً انك انفصلت عن أبناء عمومتك القردة ولم تعد بحاجة إلى استخدام مخالبك في التعامل مع أقرانك طالما امتلكت عقل يفكر ولسان ينطق ، عليك أن تعرف أن الله أعطاك لسانا طويلا كي تستخدمه في حل مشاكلك مع الأخر لا أن تلعق به دماء الغير .
حقوق الإنسان : أعدك متى ما رأيت أنني قد أصبحت أنساناً سوف أجاوبك على هذا السؤال بعد عمر طويل .
 الرأي والرأي الأخر : اسأل قناة الجزيرة .
التحالف : بذرة خير وبذرة شر كلاهما غير متوفر في سوق السياسة الكردية والاستيراد ممنوع .
الوحد ة : بدأت أقرف منها من كثرة تداولها ، حتى معانيها الجميلة تشوهت من كثرة المتاجرة بها ، لي تجربة وحيدة مع الوحدة وهي أنني حين اتحد مع حبيبتي تجتمع في قلبي 50 قنبلة ذرية وهذا يعني أنني قوي ومرعب ، ما يكفي لحمل الآخرين على احترامي.

كثيراً ما تعتمد قصيدة الحداثة على توظيف الأسطورة في بنائها فما سر شعراء عامودا في التباكي على ( شرمولى) ..؟

زاكروس : الذاكرة الجمعية تشهد أن مدينة كاملة نهضت من تلة شرمولى ورغم واقعية الحدث الا انه اتخذ منحى أسطوري - ملحمي على شفاه الناس على توالي الأجيال، والمسالة لا تخلوا من رمزية الإشارة إلى التاريخ كولادة ونهضة وصمود واستمرار، رغم النوائب التي نزلت فوق رأس المدينة وتلة شرمولى فقد صمد كلاهما وهذا يعني إرادة التحدي والقدرة على البقاء ،فجاء الشعراء واتخذوا تلة شرمولى كأسطورة لها وقعها الخاص على الأحاسيس والمشاعر ،خاصة أن مقبرة المدينة امتداد لها ، والمقبرة تحوي الأطفال القرابين ضحايا حريق السينما هذا الحدث له بصمة خالدة في ذاكرة المدينة أعطى رمزية تلة شرمولى بعدا آخر مشوب بالمأساة هذه المرة ، شرمولى تاريخ عامودا وعامودا تاريخ شرمولى .

كيف تقرأ عامودا من حيث :

الأدب  :  بضاعة متوفرة وركود في السوق  
السياسة : موجودة في سوق السبت ، وأنا لا أتسوق فيها خشية الجرب من الألبسة البالية .
الفن : لم أجد غير فن الضحك على الذقون ولقطات الموبايل و أوبرا قازيمازي
الإنسان : حيوان جبان أينما كان
الجنون : الصدق في أبدع حلة 

المعذرة أن اطلنا عليكم بالأسئلة.... كلمتك الأخيرة ..؟

زاكروس :بعد كل هذه الأسئلة لم تبقى في جعبتي كذبة واحدة لأضيفها, سوى ان أقول بصدق شكرا لك أستاذ حسين أحمد
ــــــــــــــــــــــــ
* - زاكروس عثمان : كاتب وشاعر له أكثر من كتاب غير مطبوع
*- مواليد : عامودا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات