القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: كيف عرفته الفنان الكبير محمد شيخو

 
الجمعة 10 اذار 2023


صديق شرنخي

كنت في الصف السابع مدرسة العروبة في قامشلو حينما التقيت مع شاب طويل ونحيف اسمه حسب الابجدية يبدا بالميم واسمي كذلك ولهذا تم ترتيبنا بان نجلس في نفس المقعد كان قدجاء حديثا من القرية لاحظت انه يقرب الكتاب جدا من عينيه عندما يقرأ وبصعوبة، لاحظ المعلمون ذلك فاخبروا المدير إ.عبدالحليم رحمه الله وفي احد الايام عند الاصطفاف الصباحي طلب منا ان نجلب معنا غدا مبلغا لمساعدة احد زملائنا لمعالجة عينيه وكان ذلك المبلغ في اواسط الستينات بعض الفرنكات ،وهكذا ارسل الى حلب وبعد عدة ايام وجدنا محمد شيخو يلبس نظارة سميكة فرحنا بذلك حقا لانه كان طابا مجدا وذكيا ،وفي درس الموسيقا كان يكلفه الاستاذ ان يغني لمحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش لان صوته كان من لون محمد عبد الوهاب وحنية فريد الاطرش .بعد وصولنا للصف التاسع ولعلاقاتنا المتميزة وهو معنا كنا ننصحه انا والمرحوم احمد حسين بالتوجه الى الاغنية الكردية الوطنية التي طغت على تلك المرحلة ،


وفعلا اهتم بنفسه وهو القومي الوطني بالسليقة وبدأ الغناء الكردي تقليدا في البداية وثم بالتلحين والغناء الخاص بلونه حتى اخذ شهرة بين محبيه وبين الكرد جميعا ولقد لحن في بيتي واستمع الى آرائنا في الكثير من اغانيه ،ولم تضعف علاقتنا في اي وقت من الاوقات في حياته ،
وفي ذكرى محزنة عندما قدمنا امتحان الصف التاسع معا حصلت حرب حزيران ١٩٦٧ وتوقفت الامتحانات وتاجلت بعد تقديمنا للمادة الاولى فقط وبعد اكثر من شهر عدنا للامتحان وفي الباحة لم نجد رفيقنا محمد دخلنا قاعة الامتحان وكان اسمه في المقعد امامي مباشرة ،رن جرس الامتحان ولم يات محمد حزنت وحزن احمد حسين والاخرين ،بعد مضي فترة رايته في شارع القوتلي وبلهفة سالته لمذا لم تات للامتحان اجابني وبحسرة صدمتنا جميعا بان صاحب الدراسة التي كان يعمل عليها كخياط في موسم الحصاد لم يسمح لي ان اتي للامتحان وانا كنت محتاجا ،
وهكذا توقف مستقبلة الدراسي ،لا ادري ربما القدر اختار له هذا المصير فربما لونجح وكان في الحقيقة انشط منا واصبح جامعيا مثلنا لاختار مصيرا اخر لنفسه .
في وفاته يوم ٩ آذار ١٩٨٩ كنت مع المشيعين في قبور الهلالية لاول مرة ارى اغنية تصدح بدل القرآن في جنازة انسان (Gava ez mirim mi neveşêrin wekî hemyan ) القيت كلمة مؤلمة من كل جوارحي وذكرياتي عنه رغم طغيان النظام وذلك من على ميكروفون الجامع الملاصق للمقبرة وبعدها للتاريخ تحدث المرحوم سعيد كاباري واحسن الحديث عنه .
وهكذا اصبح يوم وفاته يوما تاريخيا في حياة كردنا في روزآفاي كردستان من حيث انه سطر بفنه العالي وصوته الحزين ووطنيته ومعاناته وبطولته امام ارادة القهرالتي مارسها العدو العنصري ضده ليتحول الى شخصية كردستانية بلامنازع في جميع انحاء كردستان،
لك المجد والرحمة وليت الحياة تمدني بالوقت الذي استطيع ان اكتب الكثير مما اعرفه عنك ايها الصديق منذ الشباب وحتى حين الوفاة .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات