القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: العلاقات الحضارية بين الكورد الميديين والمصريون - القسم الاول

 
الخميس 03 تشرين الثاني 2022

 
ا . د . قاسم المندلاوي      

  الكورد الميديين الذين استوطنوا مناطق جبال زاكروس ، واسسوا اكبر امبراطورية  " 678 - 549 ق م "  بنو جسور العلاقات الطيبة مع  قدماء مصرمنذ فجر التاريخ .. وتدل الاستكشافات الاثرية على اوجه التشابه بين حضارة الميدية و المصرية في مختلف الجوانب .. لقد اهتم الميديين  بالاعداد البدني و القتالي و العسكري ، فهم اول من وضعوا قوانين الحرب في زمن القائد الميدي  " كياكسار " عام 625 ق.م  وقد قام هذا القائد بتقسيم الجيش الميدي الى اقسام وكل قسم منه يختص بنوع خاص من الاسلحة ..


 فالمشاة من حملة الرماح ، والمشاة من حملة السهام والفرسان ومجموعة اخرى من حملة السيوف .. ان هذا النظام  و التنظيم  الذي احدثه  القائد " كياكسار " في صفوف الجيش الميدي بالاضافة الى تدريب قواته على افضل  اشكال استعمال الاسلحة ، كان له دور كبير في تحقيق الانتصارات  لدولة ميديا " دياكونوف . م  1978 بيروت " . لقد استفاد  الميديين من خبرة واساليب  الاشوريين  في القتال  وفي فنون حرب المشاة  و حيل محاصرة القلاع .. كذلك استفادوا من اساليب " الاسكيتين " في فنون الفروسية و الدقة في استعمال السهام في القتال .. يذكر الاستاذ " علي سامي " في المجلد الثاني من كتابه " المدينة  الهخامنشيه "  ان علماء الاثار اكتشفوا في عام 1949 في  كهف  " بيستون " قرب مسلة بيستون الات مصنوعة من الحجر  كالسهام ، و روؤس الرماح وسكاكين صخرية ذا حد واحد  و ذو حدين والات خاصة بالشحذ تقدر قدمتها بين 30 الى 35 الف عام  ، و يذكر المؤرخ " مورتنس " عالم الاثار بان هذه المجاميع من الالات الحجرية مشابهة للالات الحجرية التي تم اكتشافها سابقا في " جه م بازار " و " اسكي كه له ك " و " بردابالكا " الواقعة في جنوب كوردستان و يعود تاريخها الى العصر الجليدي ، وان قدمها هي 80 الى 100 الف عام " جليل الفيلي 1999 السويد " لقد اهتم  الكورد الميديين بالمصارعة و المبارزة الى جانب فنون القتال ، و استخدموا الادوات والاحجار الثقيلة خلال التمرينات لاكتساب القوة وبناء الجسم ، كانت الدولة الميدية تنافس الدولة الاشورية ، لذا كان  الاعداد القتالي و العسكري و التدريبات البدنية العنيفة عنصرا هاما في نظام حياة الجندي الميدي " محمد امين زكي - خلاصة تاريخ الكرد وكردستان  - بغداد 1961 " يذكر الدكتور  " كراتكي فرنتيشيك استاذ مادة التاريخ الرياضي - كلية التربية الرياضية - براغ  في مؤلفة  - تاريخ الرياضة في العالم  - 1962  " .. لقد شمل برامج الاعداد البدني لدى الجندي الميدي تدريبات خاصة و شاقة على قدرة التحمل في الجري لمسافات طويلة والمشي عبر جبال عالية وشاهقة و تضاريس وعرة  و غابات مكثفة بالاشجار و المخاطر و اجواء مناخية متنوعة  ، فضلا عن تعليم و اتقان فنون  الفروسية و الرماية و المبارزة ... " لقد استخدم الميديين السهام للهجوم على الاعداء ومحاولة السيطرة على المرتفعات و القلاع الحصينة .. وكان التدريب على السهام يشمل حيزا كبيرا في اعداد الجندي الميدي لمجابهة الحياة الاجتماعية و للدفاع  " جوزيف كليما  - براغ 1963  " كما استعملت العربات الحربية من قبل الميديين ، وهو علامة تقدمهم انذاك ، لان العربات الحربية لم  تكن متوفرة في ذلك الزمان  " دياكونوف . م "  ميديا " بيروت 1978 " . ويعتبرالهوريين والميتانيين هم اول من ادخلوا العربات والخيول الى المنطقة و حتى مصر لاحقا واستخدموها في الصناعة الحربية . وفي تلالات  " تيرعستان "  في جبل  بيستون  - قرب مدينة " كرماشان " تم العثور على صورا للعربات الحربية مكتوبة ب "هيرودوت " يعود الى زمن  " داريوس الاول "  كما عثر في " اور "  من قبل البرفيسور " وولي  "  على الهياكل  العظمية الخاصة بافراد الحاشية من الرجال و النساء وكذلك على  المركبات  وهياكل الثيران التي كانت تستعمل في الحروب الى جانب استعماله في الحفلات و المناسبات الترويحية و الالعاب الرياضية ، كذلك اهتم الكورد القدماء ايضا  بالصناعات و الفنون  اليدوية ، فقد عثر في " شوش "  خلال التنقيبات الاثرية على اواني  فخارية و اشكال  هندسية  وصور للاشجار و الطيور و الحيوانات و خاصة العنزة الجبلية تعود في قدمتها الى حوالي  " 4000 عام ق م  " وهي مشابهة  للصور و النماذج  المكتشفة في " تل سيلك " في - كاشان  و كيان  - في نهاوند  "  عبد الجليل فيلي - نفس المصدر السابق " وفي عامي  1920  و 1930  تم اكتشاف اثار في منطقة  "  لورستان "  في  " هرسين  " على طريق " كرماشان - خورم اباد " مصنوعات  يدوية نادرة  مثل  هياكل الانسان و العنزه الجبلية و النمر و الاسد و الثور والحصان و غير ذلك .. وهنالك معالم  و المنقوشات الاثرية الميدية الايلامية العريقة  تم اكتشافه  في قبور ملوك الميديين التي تشير الى عصرهم الذهبي و تثبت على مدى التقدم الفني في ذلك العصر لدى الكورد " المستشرق باسيل نكيتين  - بغداد 1936 "  من جانب اخر فان قدماء الكورد اهتموا في فلسفة حياتهم ايضا الى الجانب الفني والترويحي من خلال ممارسة الفولكلور " الرقص الشعبي التراثي "  و الغناء و الموسيقى  والالعاب الرياضية ، كانت المرأة الكوردية  تشاطر الرجل في كافة الانشطة و الاعمال الفنية و الترويحية ، فقد  شاركت المرأة الكوردية في الرقص و الغناء و الموسيقى و الشعر وفي الخروج للطبيعة بهدف  التسلية و الترويح النفسي ولا ننسى اهتمام الكورد ايضا بالجوانب التربوية والاخلاقية و الانسانية في تربية الصغار منذ المراحل الاولى من حياتهم  .. اما قدماء مصر فقد اهتموا ايضا بالجوانب الفنية و بالرقص و التمارين البدنية و تمارين " الاكروباتيك " اي التمارين الارضية في المفهوم الحديث "  وكانت الرغبة شديدة لدى الشباب في ممارسة واتقان هاتين الفعاليتين ، وقد ادخلوا تمارين " الاكروباتيك " وتمارين تسلق الاعمدة والمرتفعات والمصارعة و المبارزة والفروسية في برامج الاعداد العسكري ، يقول  البرفيسور" شاينر  1890" براغ : .. ان قدماء مصر كانوا يمارسون المصارعة و تمارين الاكروباتيك  بطريقة مشابهة لعصرنا هذا "،  وفي مقابر ملوك الفراعنة و صحراء سيناء عثر على الكثير من الرسوم المنقوشه تدل على انواع مختلفة من الالعاب و التمارين  كالرماية و المصارعة  و حمل الاثقال  و الرقص والمبارزة و الفروسية على الجمال و الخيول  واللعب بالكرة والاحجار و العظام و العصا و قد اكتشف المؤرخ البرفيسور " سيلابا 1921 براغ " خلال دراسته للمنقوشات والرسوم و النحوت التي عثر عليها خلال التنقيبات المختلفة ان الفتاة المصرية كانت تمارس قبل اكثر من " 4000عام ق م " العابا مختلفة وبعدة كرات في وقت واحد ، وتدل هذه المنقوشات والرسوم على كيفية اللعب بالكرة كطريقة رميها بيد واحدة ومسكها بكلتا اليدين ، وكيفية ضربها ، وطريقة اللعب باربعة كرات " ويظهر من الاستكشافات الاثرية انه كان هنالك قاعات رياضية خاصة لهذا الغرض وكانت الكرات التي عثر عليها مصنوعة من الطين والجلد محشوة بالشعر او الرمل ، ولا يزال القسم الكبير من هذه النماذج محفوظا في متحفي لندن و برلين .  كان  قدماء مصر مولعين بانواع مختلفة للالعاب بشعائرهم  الدينية ، لان فلسفتهم في الحياة لم تكن من الفلسفات العميقة كما لم يكونوا قوما محبين للحرب ، بل  كانوا مسالمين يحبون قضاء وقتهم بطرق سلمية ، ولعب الالعاب دورا مهما في حياتهم الاجتماعية "  زاهي  حواس - الالعاب و التسلية و الترفيه عند المصري القديم - القاهرة 2011 " ،  فقد كانت السباحة  شائعة في ذلك الوقت ، حيث شاركت المرأة و الرجل فيها ودلت الصور القديمة على انهم مارسوها على نطاق واسع ، وكانت المسابح  موجودة في بيوت النبلاء ، كذلك عثر المنقبون ايضا على رسوم يشير الى المرأة وهي تمارس تمارينها على جهاز العارضة ، وكانت رياضة الاكروباتيك من الالعاب المشهورة حتى عند النساء ، وكانت الفتيات المصريات يمارسن تمارين بدنية بطريقة مشابهة لطريقة اليوم وكانت هناك مدارس خاصة لافراد الشعب يتعلمون فيها تمارين القوة والسرعة و المرونة و المصارعة و الرقص و الصيد و وجدت آثار تدل على انتشار الالعاب الصغيرة للاطفال ، كالتي يلعب بها الاطفال في الوقت الحاضر ولم يقتصر قدماء مصرعلى رياضة الكرة و الجمباز ، بل اهتموا بالمصارعة بشكل خاص ، حيث كانوا يطبقون اوضاعا مختلفة وكانت تجري بنظام و قواعد خاصة ، ولها حكام ، وقد وجدت آثار تمثل صورا لبعض مسكات المصارعة من وضع الوقوف  وكان يشترط للفوز ان يجبر المغلوب على ان يضرب الارض 3 مرات ، كما  هو معتاد الان وقد وجدت اثار تمثل صورا لبعض المسكات في المصارعة من وضع الوقوف واكد " علي ابو دشيش - عضو اتحاد الاثريين المصريين في بحثه " الفراعنة لعبوا المصارعة وحمل الاثقال وبرعوا في المبارزة 23 / 2 / 2018 ... ان قدماء المصريين اهتموا اهتماما كبيرا بالرياضة البدنية حيث كشفت " متون " الاهرام عن وجود نوعين من الرياضة البدنية : نوع يسير خفيف الاداء كان الغرض منه الرشاقة و المتعة  ، ونوع من الالعاب يستلزم اداؤها جهدا و مهارة كبيرة .. وقال ايضا .. انه من اهم الالعاب عند الفراعنة كانت المصارعة و حمل الاثقال و القفز و العدو و السباحة و التجديف  و الرماية واكد ان مصر هي اول بلد في العالم  نظمت دورة للالعاب الاولمبية فمنذ 2000 ق م نظم الفراعنة المسابقات الدولية بصفة دورية واول من اسس تلك الالعاب " الملك رمسيس الاول " ... و ان المصارعة كانت من ضمن الالعاب التي اهتم بها المصريون القدماء بصفة خاصة واضاف ايضا الى ممارسة حمل الاثقال  وقد برعوا في المبارزة و استخدام السلاح وكان المتسابقون يستخدمون عصى من الخشب تحمى اطرافها قطع من الرصاص مثل  مباريات الشيش الحديثة و اوضح انه في مقابر " بني حسن  بالمنيا " و مقبرة  " امنحتب "  حاكم الاقليم السادس في مصر العليا عثر على مجموعة من الرسوم التي تصور الرياضيين المصريين وهم يمارسون المصارعة الحرة  و المبارزة و الرماية و رفع الاثقال و الملاكمة و الجمباز و الجري و غيرها من الالعاب و كانت هذه الالعاب تقام في الاحتفالات بمصر القديمة كما تبين من خلال قراءة النصوص المكتوبة على تلك الرسوم " المصدر : علي ابو دشيش - الفراعنة اول من نظموا دورة الالعاب الاولمبية  - القاهرة 2018  .. كما وان  هذه الالعاب كانت  جزء من حياتهم الدينية وفي " تل العمارنه  "  تم العثور على المؤشرات الفنية " السومرية " الطابع مثل رسم الثعابين المتشابكة وبطل  بين اسدين التي وجدت على مقابض السكاكين المصرية " الناضوري 1967 القاهرة  " و يستدل من الاثار المكتشفة في مصر على الارتباط القائم بين مدينة " شوش " عاصمة الكورد الايلاميين و بلاد مصر  . 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات