القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: المؤتمر السابع لـ HRRK .. آمال وطموحات*

 
الخميس 17 حزيران 2021



دلشاد مراد*

 بعد تأجيلٍ لمرات عديدة لأسباب عائدة إلى الظروف الطارئة ولا سيما إجراءات الحظر الكلي والجزئي المتعلقة بوباء كوفيد 19 (كورونا)؛ يعقد اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان مؤتمره السابع في الثامن عشر من الشهر الجاري بمدينة قامشلو.
يعرف هذا الاتحاد نفسه بأنه تنظيم ثقافي مستقل، يسعى إلى أن تكون مظلة جامعة لكل العاملين في الشأن الأدبي والثقافي والفني بغض النظر عن التوجهات والآراء الفكرية والسياسية. وعلى هذا الأساس – حسب أدبياته –  وقع الاختيار على كلمة “المثقف” في اسم الاتحاد كتعبير عن مصطلح جامع للكتاب والشعراء والتشكيليين والمسرحيين والسينمائيين والإعلاميين والموسيقيين الأكاديميين. ويرى مؤسسوه بأن بناء هذه المؤسسة الثقافية الجامعة ضرورة تاريخية نظراً لتشتت المثقفين الكرد وإلغاء دورهم الريادي بسبب التبعية والارتباط بالأجندات السياسية في ظل ظروف تحتاج إلى مواقف مبدئية وجريئة.


تأسست هذه المنظمة نتيجة نواة مبادرة ثقافية لمجموعة من المثقفين الكرد المقيمين في الخارج (السويد تحديداً) وفي مقدمتهم (الشاعر أحمد الحسيني والباحث هوشنك بروكا والفنان رشيد حسو) بعد الانتفاضة العارمة التي شهدتها المناطق الكردية في سوريا في آذار 2004م، بغرض تشكيل إطار جامع للمثقفين الكُرد المقيمين في الخارج. وبعد جهود واتصالات انعقد مؤتمر تأسيسي في ساندفيكن السويدية بتاريخ 8-10 من شهر تشرين الأول 2004م وبحضور (40) كاتباً وفناناً وإعلامياً، وتمخض عنه الإعلان عن (اتحاد المثقفين الكُرد لغرب كردستان/ خارج الوطن)، وانتخب زاغروس حاجو لرئاسة الاتحاد، فيما انتخب أحمد الحسيني ورشيد حسو كأعضاء في تشكيلة “الهيئة الإدارية للاتحاد”، وكان من جملة نشاطات الاتحاد بعدها إنشاء موقع روج آفا الإلكتروني وإصدار مجلة أوركيش. وبعد المؤتمر الثالث المنعقد في نيسان 2007م تعرض نشاط الاتحاد للتجميد والتوقف لجملة من الأسباب التنظيمية والسياسية… إلخ.
وبسبب التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا بعد اندلاع حركة الاحتجاجات في عام 2011م ومن ثم تطور الأوضاع في شمال وشرق سوريا واندلاع ثورة روج آفا عام 2012م وبالتزامن مع تحضيرات تشكيل الإدارة الذاتية في روج آفا عمل بعض من مؤسسي وإداريي الاتحاد وفي مقدمتهم (أحمد الحسيني) في أواخر عام 2013م على تكثيف الجهود لإحياء المنظمة من جديد، فجرى تنظيم المؤتمر الرابع للاتحاد في نهاية كانون الثاني 2014م بمدينة بيليفيلد الألمانية، والذي اتخذ قرار جريئاً وتاريخياً تضمن البدء بأعمال تأسيس اتحاد مثقفي غرب كردستان في داخل الوطن من خلال انعقاد المؤتمر الخامس في روج آفا، وأن يكون ذلك المؤتمر نقطة تحول في تاريخ الاتحاد من حيث انتقاله إلى حاضنته الطبيعية (الوطن) كمركز لنشاطاته وفعالياته وتسيير أعماله وإدارته لفروعه في الخارج.
ولتنفيذ قرار المؤتمر ترك (أحمد الحسيني) ساحة أوروبا وعاد إلى الوطن وبدأ على الفور بالعمل على التحضيرات اللازمة، لينعقد المؤتمر الخامس في 23 كانون الأول 2016 بمدينة قامشلو واتخذ فيه جملة من القرارات كان أبرزها تغيير اسم الاتحاد من اتحاد مثقفي غربي كردستان إلى اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) واعتبار روج آفاي كردستان هي المركز بالنسبة للاتحاد، وتشكيل هيئة إدارية، وانتخاب “أحمد الحسيني” رئيساً للاتحاد. كما اتخذ قرارات بشأن إقامة نشاطات ثقافية، ودعا المؤتمر الخامس المؤسسات والاتحادات الثقافية الكردية كافة إلى الحوار بهدف الوصول إلى تفاهمات تؤدي في النهاية إلى لم شملها تحت مظلة كردية وطنية جامعة. وفي 28 كانون الأول 2018م انعقد المؤتمر السادس للاتحاد انتخب فيه الأكاديمي وليد بكر رئيساً جديداً للاتحاد.
ينعقد المؤتمر السابع لاتحاد مثقفي روجآفاي كردستان (HRRK) وسط مخاض محموم لإحداث التقارب بين المثقفين الكرد، مع طروحات وحدوية لا تزال تلفها الغموض أو يكون مصيرها التأجيل بفعل الظروف الموضوعية والذاتية. ولذا فإن هذا المؤتمر المنتظر يؤمل منه نتائج إيجابية فيما يتعلق بالقضايا السابقة الذكر.
1- المرجعية السياسية الكردية: بالتزامن مع دخول طرفي الحركة السياسية الكردية في مفاوضات لحل خلافاتها وتشكيل مرجعية سياسية كردية موحدة وضم المجلس الوطني الكردي للإدارة الذاتية، سارع اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان خلال العام الفائت مع أقرانه من اتحادات المثقفين والكتاب الأخرى إلى لملمة شملها وعقد اجتماعات متتالية ومن ثم انبثاق لجنة مهمتها التحضير لعقد اجتماع عام للكتاب والمثقفين بغية توحيد موقف المثقفين وإيجاد موقع لهم في المرجعية الموعودة. ولكن لم تتمكن تلك اللجنة من تحقيق الغرض من تشكيلها وأصبحت عاجزة عن أداء مهمتها، واكتفت الاتحادات بالتقارب الحاصل مع تفعيل النشاطات المشتركة بينها في المناسبات الأدبية خاصةً. وقد ذكرنا سابقاً أن هرولة اتحاد المثقفين والكتاب نحو المرجعية السياسية بدون إدراكها لوزنها الضعيف مقارنة بالحركة السياسية الكردية كانت السبب الفعلي لفشل لجنتها ومساعيها لإحداث التقارب الكردي الكردي، فـ”فاقد الشي لا يعطي” كما يقول المثل.. وبعض الاتحادات مرتبطة بأطراف سياسية وبالتالي لا تستطيع الخروج عن سربها، كما أن مسألة المرجعية الكردية مرتبطة بالظروف الدولية والإقليمية والكردستانية بالدرجة الأولى، فالمجلس الوطني الكردي على سبيل المثال لا يستطيع اتخاذ أي قرار بدون الرجوع لمرجعيته السياسية في إقليم جنوب كردستان، وبالتالي مسألة المرجعية معقدة للغاية، وانشغال الوسط الثقافي بها من أجل إشباع رغبات ذلك المثقف أو غيره في “الزعامة الثقافية” أو تمثيل فئة المثقفين بالمرجعية “الموعودة” هي في الحقيقة هدر لطاقاتهم ووقتهم في غير محله، حيث أن هناك مهمات أخرى لها أهميتها لا بد لهم أن يسعوا إلى تحقيقها.
2- المظلة الثقافية لشمال وشرق سوريا: هذا هو المشروع الذي لابد للمثقفين والكتاب أن يهرلوا من أجله وفي سبيل تحقيقه، فهو أفضل الخيارات المتاحة لوحدة الخطاب والموقف من جانب الكتاب والمثقفين تجاه القضايا الثقافية والسياسية، وينبغي أن تمثل كافة المؤسسات الثقافية والأدبية الاعتبارية على مستوى شمال وشرق سوريا، فلا داعي للتهميش إطلاقاً، وإيجابية هذا المشروع أنه يعزز من وحدة وموقف المثقفين مع الحفاظ على استقلالية المؤسسات الثقافية المنضمة له. وهنا لا بد من التنويه إلى أن ما يسعى إليه اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان هو تشكيل مظلة ثقافية كردية، أي محصورة بين القوى الثقافية الكردية فقط، فهذا المسعى له أهميته الكبرى في الحياة الثقافية الكردية في روج آفا وسوريا عموماً، ولكن يبقى الفارق بينها وبين مسعى تشكيل المظلة الثقافية لشمال وشرق سوريا أن الأخيرة تشمل كافة مناطق وشعوب شمال وشرق سوريا، وسيكون إنجازاً ثقافياً تاريخياً لم يسبق له مثيل إن تحقق وحقق أهدافه في استقطاب وضم جميع المؤسسات والاتحادات الثقافية والأدبية “الكردية والعربية والسريانية” في شمال وشرق سوريا وتحقيق وحدة مثقفي شمال وشرق سوريا ضمن إطار تنظيمي مشترك، ليكون بمثابة الدرع الثقافي في مواجهة التحديات والأخطار، وخصوصاً التهديدات المجاورة ” تركيا، النظام السوري..”، وهذا هو الهدف الذي لا بد لكل المثقفين من السعي نحوه وتحقيقه.
3- المواضيع التنظيمية للاتحاد: على الرغم من إيجابية العديد من أنشطة اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان، إلا أن هناك بعض الظواهر والمواضيع التي قد تؤثر في سيرورته إن لم يلجأ إلى وضع حلول لها، ومنها: الانتباه إلى سلبيات بعض من المقاربات الشخصية وخاصة في الطاقم الإداري، ونحن نتذكر أن مقاربة شخصية سلبية قبل أكثر من عام أدى إلى وقوع إشكالية بين إدارة الاتحاد وأحد الأعضاء مما تسبب في استقالة عدد من أعضاء الاتحاد. وكذلك الانتباه لظاهرة تواجد الأزواج معاً في الإدارة أو لجنة أو هيئة ما والتي قد تقود إلى نتائج سلبية وخاصة مع ازدياد أعضاء الاتحاد.
وأخيراً نأمل كل الخير والتوفيق والنجاح للمؤتمر السابع لاتحاد مثقفي روجآفاي كردستان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب وصحفي، رئيس تحرير مجلة شرمولا الأدبية.
*زاوية الحديث الثقافي، صحيفة روناهي، نشر في جزأين  (العددين الصدرين في 9 و16 حزيران 2021م)
https://ronahi.net/?p=105586
https://ronahi.net/?p=106168


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات