القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قراءة في كتاب: رواية نواقيس روما للكاتب جان دوست

 
الثلاثاء 14 نيسان 2020


د. بسام مرعي /12/4/2020

الكاتب الفذ هو الكتلة المتراكمة المتناثرة من الأحاسيس والمشاعر والهواجس التي ربما تعبر عن لسان حاله وهذه الركيزة التي تنطلق منها إبداعاته تاركا بصمته على القارئ لا يتركه حتى يشاركه آلامه ومعاناته وهل يستطيع الكاتب أن يعيش بمعزل عن هموم الآخرين ؟
إنه الحديث الذي يقود إلى الروائي الكوردي جان دوست عن روايته نواقيس روما الرواية التي تدعونا احداثها الى السفر والترحال لأماكن متعددة وعبر أزمنة  مختلفة تمتد لأكثر من خمسة عقود  ، والتي يحاول فيها الكاتب من خلال شخصية محمد عشيق الانطاكي الشخصية المحورية في الرواية ،أن يطرح لنا قضايا أساسية ومهمة تتعلق بالهوية والإنتماء واللغة والترجمة و الحب، و ذلك من خلال كتابة مذكراته التي يمليها بطل الرواية على مدونه الارناؤوطي بعد أن أخذ منه الترحال و السفر والهجرة في روما بلاد الصلبان و النواقيس في رحلة طويلة تمتد لخمسة عقود وكأنه بهذا أراد أن يؤرخ لنا حقبة زمنية في تاريخ روما .


نواقيس روما تمثل الغنيمة الكبرى التي غنمها محمد عشيق في رحلته بعد خمسين عاماً من الغربة ، أنه الصدى الذي يظل يرن في ذهن القارىء أكثر من كل نواقيس روما، أنه صدى قلب محمد عشيق الذي اتسع لقرع النواقيس وأية نواقيس هذه!!!
أنها نواقيس روما وصدى تكبيرات المساجد إنها غنيمته التي دفع ثمنها معظم سنوات عمره فهو لم يعد يعرف الكره، فكأنه به يدفعنا الى ماهو أسمى، إلى حيث الغاية المثلى وهي إن الأنسان يحمل في أعماقه الحب بالرغم من كل إختلافاته الدينية والدنيوية.
في روايته يجهد جان باحثاً عن الهوية وانحرافاتها وقلقها و اكتسابها عناصر جديدة و يتجلى ذلك بوضح في شخصية محمد عشيق الانطاكي، حينما يتعلم لغة جديدة، ومن ثم يبدل دينه ويتزوج إمرأة من دين آخر، ويعمل في تجارة الخمور ويترك الترجمة، التي كانت هي سبب قدومه إلى إيطاليا، لكي يتماشى مع المجتمع الجديد لعله يندمج معه ويتآلف مع اختلافاته .
ولعل ما يميز هذه الرواية أيضاً هي لغتها وهنا أريد الحديث عن إستحضارالكاتب وسرد الرواية، من خلال قصة قديمة تاريخية ، فهو من خلالها يستحضر تاريخاً قديما، يمتد الى أكثر من ثلاثمئة عام في تناسق منسجم من حيث الزمان والمكان والأشخاص، والأهم من كل ذلك اللغة التي يسرد فيها الحكاية وكأنه يدق بنواقيسه ذاكرتنا، لأحياء مانعيشه الأن من هواجس الزمان والتي عاشها عشيق في زمان غير زماننا .
جان عاشق للغة ومتقنا لها في كل رواياته، كما هذه الرواية التي ترجمت عشقه وشغفه مع إجادة لغة الزمان، وفهم خصوصيته وهذا مايميز إبداعه. .
وحب الكاتب للغة يتجلى واضحاً، في أحاديث شخصيات الرواية فتراه يتكلم على لسان أبطاله عن الحروف ومراقيها، من خلال (( يونس الارناؤوطي )) المدون للمذكرات و عن الترجمة على لسان القس لوسيانو معلم اللغة والذي سمى المترجمين ((الحوذية )) فالترجمة كما يقول :
((أشبه ماتكون بعربة يجرها جوادان هما اللغتان المنقول عنها والمنقول إليها ولاينبغي لجواد أن يكون أسرع من رفيقه أو أبطأ منه، و إلا فأن العربة لن تسير فالمترجم عليه أن يمسك بلجام الجوادين فيسوسهما بلطف وروية حتى لا تنقلب العربة)) .
ولعل الحب في هذه الرواية، مايثير القارىء لكي يتفاجىء في نهاية الرواية به من خلال أستر اليهودية، التي قامت بجلي كل الاواني من الصدأ في المنطقة ولكنها لم تستطع أن تزيل حب عشيق بعد كل هذه السنوات الخمسين لتتحول الى حكاية حزينة تثير في النفس الحزن .
عدد الصفحات :207
الناشر : دار الساقي

للتواصل مع كاتب المقال : elimerimkesk@yahoo.com 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات