القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: كيف لي !

 
الجمعة 20 تموز 2018


عبد الستار نورعلي

كيف ليْ أنْ أتغزَّلْ،
وبلادي بينَ أنيابِ تماسيحَ
وآياتِ هُبَلْ!

كيفَ لي أنْ أذكرَ الوردةَ والعطرَ،
وهيفاءَ وسلمى وأملْ،
ونساءُ الوطنِ المنكوبِ منْ غيرِ أملْ!


كيف ليْ أنْ أسجرَ التنورَ في صدري
لصدرٍ ناهدٍ، أو جسمِ غيداءٍ عبَلْ،
وصدورُ الناسِ جلدٌ فوق عظمٍ
نخرَ الجوعُ بها  حتى الأجَلْ!

كيف لي أنْ أتخيَّلْ
أنَّ مثليْ بين أهدابِ الجميلاتِ انشتَلْ،
وقطارُ العمرِ في رحلتهِ ها قد وصَلْ،
وثكالانا سوادٌ في سوادٍ،
والمراثي مثلُ شلالٍ هطلْ
بينَ أسرابِ عِماماتِ الدجَلْ!

كيف ليْ أنْ أتجمّلْ
بحروفٍ منْ يواقيتَ،
بيانٍ وبديعٍ، وكلامٍ منْ عسلْ،
ولسانُ الناسِ جفَّ الحرفُ فيهِ
منْ مراراتِ لصوصٍ، لا حياءٌ، لا خجلْ!

كيف لي أنْ أحتسي الخمرةَ نشواناً
على همسِ الغزَلْ،
ومياهُ الوطنِ الموبوءِ ِ ذِبّانٌ، بعوضٌ، 
سرطانٌ قد قتلْ!

كيف لي أنْ أتدلَّلْ،
وأنامَ الليلَ فوق الريشِ والقطنِ،
وطفلٌ في بلادي فوق حِصرانٍ وتربٍ
يتلوّى منْ عِلَلْ!

كيف لي، 
يا أيُّها السيدُ،
قلْ لي:
كيفَ لكْ!

عبد الستار نورعلي
الأربعاء 18 تموز 2018 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات