القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: ورثة المناضل الراحل.. بألوان القوس قزح

 
الأثنين 03 تشرين الاول 2016


سيامند ميرزو

كان هناك أخوان كرديان، أحدهما أكاديمي مثقف جامعي والآخر
أمي، جرب كل المهن.. إذا أدركنا قيمة العلم وقيمة الجهل لا شك أننا سنحكم بتقدم وتفوق الأكاديمي على أخيه الأمي في كسب المؤيدين وجني الشعبية إلا أن الحقيقة كانت بعكس ما توقعنا... الأمي في تقدم مستمر، وأخوه في تخلف مطرد. فما هو السر؟
 والدتهما قالت للأكاديمي : يا ابني لماذا تتخلف عن اخيك وانت متعلم  ؟! وأخوك يتقدم وهو أمي؟! الأمي: مع الأسف إن الموازين قد اختلت. إلى درجة أن الناس لا يفرقون بين أمي  وجاهل. لكن الجواب لم يكن كافيا ومقنعا لوالدته في معرفة السر الحقيقي.
 فقررت أن تذهب بنفسها إلى مكاتبهما الحزبية لكشف السر الحقيقي وراء هذه الظاهرة.


فذهبت لولدها الأمي وراقبته، فرأته غارقا في زحام الناس، والناس يتقاطرون عليه بعدما يقرؤون اليافطة الكبيرة... المزينة بألوان القوس قزح وكلمة آزادي باللغات الثلاث وكلمة الله أكبر ... تتوسطهما المطرقة والمنجل والسيف ضمن هلالين، وهو بين مجموعة في مكتب احد زواياه مزينة بسجاجيد الصلاة....والزاوية الأخرى .. رفوف مزينة بقناني... جميع أنواع المشروبات، ويتحدث  قائلا: لست مثل هؤلاء الذين يلوكون الأحاديث المتكررة كل يوم لا أدري لماذا لا يملك البعض الشجاعة الكافية لنقد ذاته ليعلن أنه حمار....عاجز عن مواصلة القيادة... لما رأى أن والدته تراقبه غير حديثه 180 درجة من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار.. رافعا صوته قائلا .. بذل والدي المناضل الله يرحمه جهدا ... في الحفاظ على الحزب ... أخشى أن يستيقظ يوما من قبره ويصفعني ... لأني قمت بانشقاق عن أخي .... منتظراً أن يصفق له الحضور.. ثم  يوزع عليهم ابتساماته، كما كان يوزع عليهم ... السجائر والشاي وكانت لباقته في الكلام تساعده على شد القلوب والأذهان إليه، ثم يسرد عليهم بين حين وآخر نكتة لطيفة ظريفة. يضحكون عليها، وهو يضحك عليهم ثم ينصرفون . والفرحة في وجوههم من ذلك كان يجني  ثمار نضاله جماهيريا وماليا ومعنويا بسرعة قياسية. ذهبت تراقب ابنها في مكتبة حزبه.
لفتت نظرها يافطة عريضة على واجهة المكتب
بين قوسين :..حزب الجماجم....النيرة
فرأته فريدا وحيدا. جالسا على كرسيّ فخم . وفي يده كتاب كبير اخذه من الكتب المرصوفة بأناقة ظلت والدته تراقبه . لعل أحدا يأتيه . لتكشف طريقة نضاله و في المعاملة. كما كشفت طريقة أخيه الأمي. وفي النهاية جاءه رجل يريد دعوته لندوة جماهيرية. وسأله عن اليوم والتاريخ . فبدلا من أن يشكره . رفع صوته في وجهه قائلا : اسمع كلامي ياغبيّ . أعلم أنك لا تصلح للنضال كرديا . وذلك ظاهر لي في وجهك وشكلك الفقر.... ابتعد عن وجهي. وإلا هشّمت أنفك وحطّمت رأسك بهذا الكتاب وهو يلوح به في الهواء. ولما أحس الرجل بالخطر يهدده. ولّى هاربا  ولم يُعقّب. بعد هذه المشاهدة المزعجة . . عادت الوالدة إلى دارها حزينة ... حزينة ...ولم ترتح الا بعدما وجدت الحل في استعادة مجد زوجها الراحل المناضل ..فتزوجت ضابطاً عسكرياً ، لتوحد الحزبين ... وتسجن الولدين...
ما حدث أنها اختفت أخيراً مع رجل إمام الجامع القريب الذي تكلف بعقد قرانها والضابط ....!

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات