القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

الكاتب والسلطان

 
الأربعاء 01 تشرين الاول 2014


 إبراهيم محمود
 
" الحوارية التي يجب على القارىء النبيه إتمامها، وإلا فإنه سيلقى ما لا يسره "
  
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم ترفع من شأني سأجعلك تعوي كالكلب 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان أسداً بكتابته 
السلطان مهدداً الكاتب: إن لم تعلِم الآخرين بمقامي لأنزلتك إلى الحضيض 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان قمة شامخة بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم تضفي لقباً من ألقاب القوة، لجعلتك دودة 
فما كان من الكاتب إلا أن سمّى السلطان بـ" المقتدر الأعظم " بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب : إن لم تعظّم اسمي، سأجعلك حشرة 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان صقراً بكتابته 


السلطان مهدّداً  الكاتب: إن لم تجعلني أمثولة باهرة للناس سأجعلك عوداً يابساً 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان شجرة باسقة بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم تجعل مني ملاذاً للناس، لجعلتك مستنقعاً 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان نهراً هادراً بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم تجعلني قسَماً للناس، لجعلتك فحمة 
فما كان من الكاتب إلا جعل السلطان شمساً بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم تمنحني لقباً يليق بي لجردتك من اسمك 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان سلطان السلاطين بكتابته 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن ترغّب الناس برؤيتي على مدار الساعة لجعلتك سخرية الناس 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان واهب الحياة بكتابته 
السلطان مهدداً الكاتب: إن لم تضفي علي قيمة يشتهيها كل امرىء للجعلتك مخصياً 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان فحل الفحول 
السلطان مهدّداً الكاتب: إن لم تجعلني متباهياً بنفسي لأفقدتك ظلّك 
فما كان من الكاتب إلا أن جعل السلطان ظلاً لكل من سمع باسمه بكتابته 
السلطان مهدداً الكاتب: إن لم تشعرني بسعادة غير مسبوقة لجعلتك منبوذاً طوال عمرك 
فما كان من الكاتب إلا أن سمّى السلطان بـ" صاحب الغبطة " بكتابته 
السلطان مهدداً الكاتب: إن لم تثبّت مكانة في الأبدية لأعدمتك في الحال 
فما كان من الكاتب إلا أن توقف عن الكتابة في الحال 
ولم يتردد السلطان في قطع رأسه 
ولم يجد السلطان بعدها من يسميه أو يشير إليه أو يكتب عنه 
فمات مقهوراً مدحوراً 
  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.83
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات