القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: اللغة وطنٌُ قومي واجبٌ علينا جميعاً أن نحرسها بكل مسؤولية

 
الجمعة 11 نيسان 2014


مروان بركات

العلاقة بين اللغة الكردية والشعور القومي لا تقتصر على نقطة محددة ساكنة من الزمن، بل إن العلاقة موجودة أيضاً إذا ما نظرنا إلى اللغة والشعور القومي بمنظار زمني متحرك. وبعبارة أخرى نستطيع أن نقول كون الكردي يتكلم الكردية، فإن عاملاً أساسياً من عوامل تكوين شعور قومي عنده قد توفر. وكلما زادت معرفته وإتقانه للغة الكردية ازداد شعوره القومي قوة.
فزيادة المعرفة باللغة الكردية والإمعان في إتقانها من قبل مختلف شرائح المجتمع الكردي يعني طردياً زيادة أمور عديدة أخرى كفهم التراث وتذوق الأدب واستيعاب التاريخ ومختلف الفنون الأخرى، ومن هنا نقول العلاقة طردية بين اللغة الكردية والشعور القومي ليس على أساس ساكن، بل وعلى أساس متحرك أيضاً.


ومن هذا المبدأ أقول كل عناية تولى للغة الكردية سواءً أكانت من قبل المؤسسات، أو من قبل الأفراد هي عناية بالوعي القومي. فما أجدرنا أن نحمي لغتنا الكردية من الأخطار التي تهددها. فالأمم التي تولي قضية اللغة اهتماماً بالغاً من جميع النواحي، لأنها تدرك معنى سلامة لغتها القومية وتعميم استخدامها ودورها في تكوين الشخصية المستقلة للأمة وتقوية أصالتها.
الكردية لغة عشرات الملايين من الكرد المتحدثين بها في كردستان وبعض أرجاء المعمورة الأخرى.. إنها لغة موغلة في القدم، وهي متصلة بالأمة الكردية التي حملتها منذ آلاف السنين، ومعبرة عن خصائصها العقلية والنفسية والروحية، وهي الرابط التاريخي الذي يشد أبنائها إليها، ويعزز في نفوسهم شرف الانتماء, وهي مستودع لعقائد الأمة الكردية وتاريخها وآمالها وآلامها.
اللغة مظهر من أهم مظاهر استقلال الشخصية القومية لأي مجموعة بشرية كانت، فإذا كانت اللغة العربية المقوم الرئيس للوجود العربي، والفرنسية المقوم الرئيس للوجود الفرنسي.. وإلى ما هنالك، فالكردية هي المقوم الرئيسي للوجود الكردي. فالمجموعات البشرية على اختلافها عندما تستخدم لغة بديلة عن لغتها الأصلية، يخلق بذلك في المجتمع الواحد جماعات ذوات ثقافات مختلفة، وقد تزول بذلك اللغة الأصلية.
تعتبر اللغة الكردية إحدى اللغات العالمية، على أي مقياس اتخذه الإنسان. فان أراد كثرة المتحدثين بها، فالكردية اللسان القومي لما يزيد عن ثلاثين مليون كردي، وهي اللسان المقدس لكتاب الزرادشتية المقدس ( أفستا )، وهي لسان الكتب والأقوال الأزداهية المقدسة، يتخذون منها أداة لصلواتهم وشعائرهم. وإن قاسها الإنسان على التاريخ، وجدها قد رسخت قروناً قبل الميلاد، وكانت لغة الإمبراطوريات، وقروناً أخرى بعد الميلاد لبعض الدول والإمارات الكردية التي أقيمت على أرض كردستان، وهي أنتجت أدباً متعدد الأجناس الفنية، وهي غير قاصرة عن الإسهام في إنتاج الثقافة الحديثة إن أُهتم بها كما يجب.
ويجحف من يصف اللغة الكردية بالقصور التام والتخلف، أو أنها غير قادرة بالنهوض في عصر العولمة والأنترنت، وسيطرة اللغات الأجنبية على مختلف فروع العلوم العصرية. مخطئ وجاهل من يحاول تشويه صورة اللغة الكردية، أو يخشى أن يُقْدِمَ على تعلمها واستخدامها. ولن أعتمد فيما أقول على أوهام أو أماني، بل أرتكز فيما أقول على ما يُقَدم بها من نتاجات بمختلف العلوم، وبخاصة في العقدين الأخيرين.
فاللغة الكردية بحكم نشأتها الفطرية وأصالة الإنسان الذي أبدعها في بيئة مؤهلة لإقامة مختلف الحضارات الإنسانية، ولغيره من الأسباب حافظت حتى الآن على أصالتها وفطرتها. وهي قادرة بأن تقوم بسد الحاجة من أبنية الكلام على أتم وجه، فترى المعنى الواحد قد وضعت له ألفاظ متعددة. فالمخاطب بها إذا غاب عنه لفظ يأتي بمرادفه، وإذا تعسر عليه النطق بكلمة عدل عنها إلى غيرها، وهذا دليل على غزارة مفرداتها.
إن أعداء الشعب الكردي وعلى مدى قرونٍ من الزمن محاولين بشتى الوسائل ومختلف الطرق وبأشرس أنواع السياسات الشوفينيّة لفرض لغاتها على الشعب الكردي بغية القضاء على عفافه القومي. ومن هنا علينا أن ندرك ما علينا نحو لغتنا القومية من واجب جسيم, فاللغة كالوطن واجب علينا جميعاً أن نحرسها بكل مسؤولية حتى لا تكون حدودها مفتوحة لاستيطان لغات الشعوب التي تحاول القضاء عليها.
قيل: " إن لغة الأم لا تقبل لها ضرة تحت سقف بيتها " نعم.. لكل أمة من الأمم لغتها القومية تعكس نبضات حياتها وأفكارها وعواطفها، وهي الكفيلة وحدها أن تسموا بالفكر إلى درجة العبقرية الخالدة، والأمة التي تتنازل عنها إنما تتنازل عن جوهر حقيقتها، وتصبح في دركات الانهيار والانحلال.
فإذا كان من حق اللغة على أصحابها في الظروف العادية أن يبذل لها أكبر قدر من العناية في الحياة والمجتمع والناس، فإن هذا الحق في مثل الظروف التي تمر بها أمتنا الكردية يبدو وكأنه فوق كل حق آخر، وقبل أي حق آخر.
وفي هذا المجال كثيراً أتباحث مع بعض المثقفين والمتعلمين والمهتمين بشؤون اللغة وعلومها في مجالس متنوعة حول مسائل اللغة الكردية، فأجد في وجوه البعض منهم حيرة، وفي أعماقهم قلقاً حول العديد من المواضيع اللغوية، فمنهم من يخشى البحث في مواضيعها. ومنهم من تتوق نفسه لكشف أسرارها، ولكنه أعزل من عدة البحث وآلياته. ومنهم من يتخبط بحماسة المعجب المغرور. ومنهم من يملك أكثر آليات البحث الأكاديمي، وكل الإمكانيات اللازمة في هذا المجال، لكنه يقف بعيداً.. صامتاً.. وأحياناً أخرى متفرجاً.
ولا بد لي في هذه العجالة من أن أتطرق إلى بعض الآراء التي تطرح حين المناقشة في شؤون اللغة الكردية. فهناك من يريد منا أن نخرس ألسنتنا من الجهر بالشكوى مما تعانيه لغتنا الأصيلة والعريقة، والإدانة جاهزة إذا نطق أحدنا بإصلاح بعض الأمور فيها لتسهيلها وتبسيطها، متناسين متجاهلين أنه إذا بقيت أقلام النهضويين في مجال اللغة ساكنة عن سوء الأداء في الكثير من الجوانب التي تعانيها لغتنا فلن تندثر الأخطاء، ولن تنهض اللغة إلى المستوى الذي يمكن اعتبارها لغة راقية أسوة باللغات الإقليمية والعالمية.
وأجزم أن اعتراض هؤلاء على إصلاح بعض الجوانب التي تشكو منها لغتنا بحجة أن الوقت لم يحن بعد لهو عبث لا خير فيه. فالاعتراض على أي أمرٍ من الأمور دون تحليل علمي، أو تقديم ما هو بديل للمطروح هو متكأ العاجزين.
وهناك بعض أصحاب الآراء الذين يرون أن السهولة أصبحت سمة من سمات اللغات العالمية، وأصبح الاختصار جزاًَ منها، وأنه ليست هناك لغة فصحى بالمطلق، لأن اللهجة العامية جزء متمم من الفصحى، وبخاصة في الدراسات العلمية بمختلف فروعها. وحين يبرز في الجانب الآخر فئة معارضة. أعتقد أن هؤلاء المعترضين يقيسون الأمور بمقياس عقليتهم، وما في أدمغتهم من ألوان التوهمات والتخيلات البعيدة كل البعد عن المنهج العلمي والمعرفي.
وهناك أراء تُطرح بأن تكتب الكردية نقية سليمة من الدخيل والمتسرب إليها، وحتى من العاميات الكردية، ناسين أن هذا في أغلب اللغات العالمية الراقية أمر مستحيل التنفيذ. فكيف للغتنا التي تنحصر دائرتها ضمن المحيط الكردي الضيق، وهي منذ قرون في صراع مع مجموعة من اللغات التي في محيطها، ومجموعة من اللغات العالمية، كيف يمكن أن تكون كردية خالصة ونقية من كل تسرب؟ إنه لأمر يزيد من أعباء الكُتاب والباحثين، ويكون ذلك عاملاً زائداً من عوامل النفور لمن يريد الخوض في كتابتها أو تعلمها.
أما الفئة التي تحاول النهوض باللغة حسب إمكاناتها المتواضعة، فهي كلما خرجت من مطب مصطنع لها، أو غير ذلك وقعت في مطب آخر. لكنهم رغم ذلك لا يرون أن ذلك أمر غير متوقع، فهم يسيرون بخطى ثابتة وواثقة لعلهم يصلون إلى فسحة خالية من المطبات. وكل ذلك لا يصرفهم عن واجبهم، بل هم يمضون قدماً في طريقهم لأنهم مؤمنون أن العقل الإنساني لم يرق في أية بيئة إلا على سنة التدرج وباستفادة اللاحقين من عمل السابقين.
وكم هو متخلف من يتقول علينا بأن نحفظ لغتنا في المعاجم حتى لا تقع في مصائد الضياع والنسيان، ليعلم هؤلاء أن اللغة لم يبدعها الإنسان ليدعها في بطون المعاجم وغيرها من الكتب، فهذا كمثل من يحفظ لغة ما ويحبسها في مخه لا يخاطب بها أحداً ولا يخاطبه بها أحد، ولا يكتب بها لأحد ولا يكتب له بها أحد، كان في تعلمها عابثاً مسرفاً على نفسه.
أرى أن أجدى الوسائل للحد من هذه الآراء وتلك التي لا تدخل في خدمة نهضة لغتنا في مجمل مناحي حياتها وجعلها لغة حية كباقي اللغات العالمية السائدة، فلا بد لنا من أن نجمع القوى وعدم هدر الجهد في البحث عما يجب أن يكون، وعلينا أن نرتقي بثقافتنا اللغوية، ونشبع أنفسنا بالمعارف ونعودها البحث والتفكير، فالثقافة منبع الآراء والأبحاث الصحيحة، والخروج من دائرة العقلية الترقيعية، والتخلي عن الخلط بين العلم والعاطفة.
كلما كان صاحب الرأي في المسائل اللغوية، لديه مقدار من الثقافة العامة إلى جانب ثقافته اللغوية، وقدرته الفكرية، ومحصول جيد من المعلومات العامة والمعارف المختلفة، وثروة كبيرة من ألفاظ اللغة الكردية وتراكيبها، كلما انعكست تلك القدرة ايجابياً على التوضيح وخدمة اللغة بجوانبها المختلفة.
ولا شك في أن قلة المحصول اللغوي والعلمي من أهم عوائق إبداء الآراء الصحيحة والدقيقة والصائبة في المواضيع اللغوية. ولكي نجنب أنفسنا مقولة ((نحن قوم أهل كسل وخمول، نريد أن يُهَيَّأَ لنا كل شيء ونحن نائمون)). يجب علينا أن نتسلح بالثقافة العامة، بالعلم والمعرفة اللغوية حتى نتمكن من معالجة مشاكلنا اللغوية التي هي بأمس الحاجة إلى المعالجة. فإذا قال بسمارك يوماً ((إن الناس يغفرون للناجح كل أخطائه)). أقول : (( إن أخطاء اللغوي لا يجب أن تغتفر بسهولة)).
إن الذين نشأوا في حجرة الكردية مبكراً (أعني القراءة والكتابة) ولا يزالون يمارسونها، وأعتقد أنهم سيمارسونها ما دام في الحياة فسحة، وليست ممارسة الكردية في الحياة الأدبية والحياة البحثية بالأمر الهين. فقد شقوا بها شقاءً مُرّاً، لأن الكثير منهم تعلموها خارج أسوار المدارس والمعاهد والجامعات، تعلموها تلقاء أنفسهم وبرغبة منهم، حتى أصبحت تتدفق من أفواههم بكل شوق ويسر ذاكية باهرة وسليمة من الآفات قدر المستطاع، حتى إذا وجدوا في القواعد أحياناً صعوبة أو عسراً وارتباكاً أخذوا ينشدون مراجع القواعد لجلادت بدرخان وقاناته كوردو وغيرهم.
فيا أيها العقلاء.. أيها المنقبون المهتمون بلغتنا الأصيلة، حق علينا أن نبقي على ما بين أيدينا والمحافظة عليه، ولكن يجب علينا أيضاً العمل على تنسيقه تنسيقاً يتلاءم مع الحياة وحاجات الزمن. وعندما ننادي بالتجدد والتنسيق فهذا لا يعني أننا نحاول إماتة القديم الذي هو الأصل. بل القيام بإصلاح بعض جوانبه إن كان في حاجة إلى ذلك حتى نحافظ على بقائه.
نعم.. كلما اكتملت حضارة أمة تعددت مرافقها، وتنوعت اتجاهاتها، وكثرت حاجاتها، وأضحى لزاماً أن تسايرها في كل ذلك لغتها، فيتسع متنها، وتزيد مفرداتها.
فمن الغرور والجهل أن نقول أن اللغة الكردية كاملة مستوفاة لا يفوتها شيء. فمن يقول هذا كأنه يردد قول ابن فارس في علم اللغة حين قال : ( ليس لنا اليوم أن نخترع، ولا أن نقول غير ما قالوا، ولا أن نقيس قياساً لم يقيسوه ). أرى أننا لا يمكن أن نعيد للغتنا ثقتها بنفسها إلا إذا هبَّ المجددون والمصلحون بتجددها وتغذيتها بالألفاظ والمصطلحات التي تحتاجها العصر. وأنه لا بد أن يسير الإصلاح في تدرج وهوادة لأن طبيعة كل الأشياء تأبى الطفرة.

الكردية تحتاج إلى حياة  وقوة:

اللغة الكردية كغيرها من اللغات لها حرمتها وقدسيتها لدى الناطقين بها من حيث تاريخها، ولها حكمة وضرورة في الحاضر. بقيت مع الزمن تعلو حيناً وتهبط حيناً آخر. أدت ألواناً من ضروب العلم والمعرفة خلال أزمنة مختلفة. فلها قديمها الخالد، ولكن حاضرها موهن أصابها الكثير من الأمراض وهي تحتاج إلى وسائل لشفائها كي تزدهر... تحتاج إلى حياة وقوة... شمول وكفاية... كي تتمكن من مواجهة حاجات العصر ومقتضيات النهوض والتقدم، وأن تكون لغة العلم والثقافة.
فإذا نهضت الكردية كما يجب ستكون أكثر عذوبة وسهولة في اللفظ والأسلوب، وستسير مع الزمن، وستساهم في مجمل مناحي التطور. وليس هذا بالأمر اليسير والهين، وذلك بسبب تأخرها في مواكبة العلوم وما تعانيها من أمراض في الكثير من مناحي حياتها، وأرى أن الجمود والبطء والتردد في نهضتها يزيدها مرضاً.
وقد يسأل سائل: ماذا تعني بتطور حياة اللغة الكردية؟.
أقول حين تصبح اللغة الكردية حياة في البيت والحقل، في السوق والملعب، وتدخل في حياة جميع الحرف والمهن، في المنشرة والمصنع حينها تحيا وتتطور وتسير مع الزمن. نعم.. حين تصبح اللغة الكردية حياة الأدب من الشعر والقصة وغيرها من فنون الأدب، وحياة الموسيقى والطرب، وحياة شتى أنواع العلوم والمعارف أكثر مما هي عليها اليوم، حينها تحيا وتتطور، تخلق وتبتكر وتسد مقتضيات الحضارة. أما إذا بقيت بعيدة عما ذكرناه فلن تحيا ولن تتطور، بل ستنتهي إلى الاندثار والضياع الكامل. فاللغة حين تكون في حالة الوهن والانكماش تعيش في دائرة ضيقة وتكون أغلب نتاجاتها ثقيلة، وتبقى ألفاظها قديمة بعيدة عن لغة العصر، وعباراتها ركيكة بسبب قلة الألفاظ الجديدة، وتعاني العجز والقصور في مختلف المجالات، وتسير عكس تيار الحياة وأمواج التطور، وبالتالي لا تصلح لمسايرة الزمن، وتكون النتيجة الأخيرة لها هي إحلال لغة أخرى محلها.
أما حين تكون اللغة أداة للفهم والتفاهم بين مختلف فئات وطبقات الشعب، وتكون لغة المؤسسات في مختلف المجالات، حينها يعلو شأنها وتحيا.
وهنا لابد لي من أن أنوه بأن للمجددين والمصلحين والنهضويين  لهم دورهم الفعال في إبقاء اللغة حية، لأنهم يمدّونها بالمفردات والألفاظ والمصطلحات، أنهم يجددونها بتجدد الحياة، حيث لا حياة للغة بدون ابتكار الجديد للمتجدد، وبدون ذلك لا يمكن للغة أن تواجه مستحدثات التقدم والتطور.

الكردية بحاجة إلى مجمع:
اللغة الكردية كغيرها من اللغات العالمية تحتاج إلى الوسيلة التي تنهض بها وترفعها إلى مستوى اللغات الراقية، وتجعلها تسير مع العلم والحضارة جنباً إلى جنب. وأعني بتلك الوسيلة هي أن يكون هناك مجمع لغوي ينظر فيما تجدد أو يتجدد من المعاني ويضع لكل معنى لفظاً يناسبه، وينظر في مجمل عوائق اللغة. حيث أن كل الشعوب سبقت الشعب الكردي إلى تأسيس المجامع اللغوية. فالمجمع اللغوي في فرنسا تأسس عام / 1734م /، والمجمع اللغوي في ألمانيا تأسس عام / 1617م /،و المجمع اللغوي العربي تأسس عام / 1919م / وإلى ما هنالك.
ان الحفاظ على اللغة الكردية بحاجة إلى مجمع لغوي ليقوم بما يلزم اللغة من خدمات ومنها الآتي:
ـ المحافظة على سلامة اللغة، وجعلها ملائمة لحاجات الحياة العصرية.
ـ تحديد أو البت في استعمال أو تجنب الألفاظ والتراكيب.
ـ وضع معجم تاريخي للغة الكردية.
ـ وضع دراسات وأبحاث علمية بشأن لهجات اللغة الكردية.
ـ توحيد لغة الكتابة والتأليف والتدوين.
ـ البحث في كل ما له شأن في تقدم اللغة الكردية، ووضع الأسماء والمصطلحات للمسميات والمخترعات الجديدة باللغة الكردية.
ـ محاولة تنقية اللغة الكردية من المفردات المتسربة إليها.
ـ جعل اللغة متمكنة من مواكبة لغة العصر من العلوم والفنون، والقيام بوضع معاجم صغيرة للمصطلحات الجديدة لمختلف أنواع العلوم العصرية علم الرياضيات، والعلوم الاجتماعية، وعلم الاقتصاد، ومصطلحات التاريخ والجغرافية وغيرها من العلوم، ومختلف أنواع الابتكارات العصرية.
ـ النظر في الأبجدية الكردية والقواعد ان كانتا في حاجة إلى ذلك.
لا شك أن الجهود الفردية في خدمة اللغة مهمة للغاية، ولكن تبقى الجهود الجماعية أهم منها بكثير. وخاصة أن العلوم تتدفق تدفق السيل، ومقتضيات المدنية تتجدد تجدد الليل والنهار، والتكنولوجية طغت على مختلف مناحي الحياة، و أصبح العالم بأسره يعيش تحت خيمة العولمة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات