القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: منزل هيثم حسين

 
الخميس 24 كانون الثاني 2013


عمر كوجري

إلى صديقتي هيفي حسين
شفت بيتي المدمّر؟؟
هكذا، وبحيادية تامة يقولها صديقي الروائي والناقد هيثم حسين، وكأنه يقول: هل قرأت بوستي الأخير، أو قرأت مقالتي الأخيرة؟؟ أو حتى: رأسي اليوم يؤلمني هل عندك حبة مسكّنة للألم!!
صعقني الخبر، فأنا أعرف كم شقي صديقي؟ وكم تعذب حتى جمع ثمن منزله في قرية شبعا بريف دمشق!!


صعقني الخبر، لأن البيت رغم حداثة بنائه وعمده، كان مقصد فرح هيثم، كنت بمشاعري معه منذ حجر الأساس، وحتى إكساء البيت، كلما التقينا لنزرع شوارع الشام بخطواتنا العاشقة لكل جمال، أو نجلس في مقهى لنناقش موضوعاً ثقافياً، كان هيثم يخص بيته وآخر أخباره ببعض الوقت.. كان فرحاً ببيته الجديد..
لم يصدّق أنه تخلّص بعد جهد جهيد من السكن بالآجار.
 كأن هيثم كان يشعر أن طائراً حقيراً من حديد أصم ضخماً سيلوّث سماء بلدته، وسيوجّه سهام موته وحقده الزؤام إلى منزله ومنازل آخرين كثر.. حدس هيثم الروائي، قلقه أخبره، وأشعره بكل ذلك القلق!!

 لهذا نشر قبل سفره الأخير ورحلة غربته صورة صالونه الكبير، بكنبياته الجديدة، وسماه "صومعتي" مستفسراً عن حالها هل مازالت على عهده بها؟؟ مشرقة ودافئة وحنونة؟؟
في لحظة ينسى صديقي غابة" ديونه" من وراء بناء البيت، ويضع دفتر الحساب جانباً ليقول لي الحمد لله ما كنّا فيه، المهم الإنسان، الإنسان وحده لا يعوّض.
 أشد من شكيمة إرادته رغم فيض حزني، أقول له عوضك على الله، وحمداً على سلامة قلوبكم أنتم العائلة التي أعرف نبلها، وأنا أغتلي حزناً وحنقاً على ذلك الطائر "الواطي" وأحزن أكثر لأن صديقتي الجميلة "هيفي" ابنة هيثم الجميلة، لم تكحّل عينها بمنزل والديها، ولم تطب المقام فيه.. هيفي البريئة كم ستحقد على ذلك الطائر الخسيس حينما تكبر!! 
ببراءة طفل، أهمس لصديقي: يا ليت اليوتيوب يكذب!! يا ليت بيتك سليم الركن!! فيتأفف يااااا عمر: البيت اللي عليه الصحن وحيطانو مدهونة.. الحمدلله.. الله يسترنا من الأعظم.. أخذت بس اللابتوب وأوراقي..
صديقي هيثم، صديقتي هيفي، أختي أم هيفي:
نعم، شفت منزلكم المدمّر، نعم، غداً سأشوف منزلكم " المعمّر"، قروا عيناً أيها الرائعون..
على صفحته في الفيس بوك، يكتب هيثم حسين الصديق: طوبى" لك أيّها الطيّار الأحمق.. يمكنك أن تدمّر الحيطان.. لكنّك لن تستطع قتلَ الأمل في روحي..!
إننا نربّي الأمل.. أرواحنا أسمى من أن تطالها الدمار..

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات