القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: الفنانة جميلة: غنيت للثورة السورية وفاء لدماء الشهداء!!؟

 
الثلاثاء 18 كانون الأول 2012


حوار أحمد حيدر

من الأصوات التي فرضتْ حضورها في الساحة ِالغنائية الكردية في سوريا ولفتت الأنظارَ الى مَوهِبتها منذ ُبداية مَسيرتها الفنية من خلال ِحرصَها على اختيار أغانيها النابعة من حس ٍّفني وجَمالي فأبدعت ْفي أداء العديد من الأغاني التي تلامسُ الروح .
فنانة متصالحة مَعَ نفسها ، تمتلك ُمَعرفة ثقافية – فنية- وقدرات صَوتية مُتميزة ، اختارتْ الغناءَ ليسَ كمجال ٍللعمل ِأو إبراز طاقاتها الإبداعية فحسب ،بَلْ كفَضاء للحرية ، ِورسالة إنسانية مفعمة بالأمل بغد ٍأفضل وعالم ٍتَسودهُ المجبة والسلام ...


عن بداياتها ، الأغنية الأولى ، بمن تأثرت ، تقول الفنانة جميلة :
كانتْ بدايتي كأية ِطفلة ٍكردية تكتشفُ وَتندهش ُلكل ّما يَحدث ُحولها من مفارقات ِالحياة اليومية  ولدتُ في قرية ِ( دكشورية ) القريبة من مدينة ِ قامشلو في غرب ِكردستان ..
منذ وعيتُ أخذتني الموسيقى إلى عوالمها ، عشقاً يَسيرُمع كلِّ نبضة ٍمن قلبي ،،حتى في فترة مراهقتي كنتُ أخطط ُللدخول ِإلى هذا العالم الساحر،العالم الذي لا يَحتاجُ إلى مفردات ٍوقوانين وقوالب وصكوك ،البعيد كلَّ البعد عن هذا العالم ، وكانت مهارة أخي في العزف على آلة البزق تنميّ فيّ هذا العشق أكثروتدفعني للسيرقدماً صَوبَ أبوابها .
في مرحلة ِالدراسة الابتدائية – في الحادية عشرة من عمري – شاركتُ في مهرجان لأغاني الأطفال بعدَ حصولي على المركز الأول في الغناءِ على مستوى محافظة الحسكة وغنيتُ على مسرح المركز الثقافي بالقامشلي للفنان مارسيل خليفة (بين ريتا وعيوني بندقية وأغانٍ أخرى للإنسان وللحرية ولصبرا وشاتيلا ) ثمة مشهد تركَ جرحاً لا يندمل في أعماقي ، تندرج ضمن  محاولات أصحاب الرؤى الضيقة إلغاءَ الآخروالسعي إلى تهميش ِشريكه في هذا الوطن بشتى الوسائل وحرمانه ِمن ابسط ِحقوقهِ ، حتى من الاستماع ِإلى نغمة ٍكردية ٍ، انتابني آنذاك شعورٌمريرٌبالظلم والاضطهاد ، حَدثَ ذلك قبلَ دخول الجمهور إلى الصالة عندما شغل مدرب الموسيقا آلة التسجيل لتصدحَ حنجرة شفان برور بإحدى أغانيه ِ، كمْ غََمرتني الفرحة ، وكم تألمت ْحينما أطفئ المدرب آلة التسجيل على عجل ٍكما لو أنهُ ارتكبَ جريمة وبقيتْ أرجاء الصالة ترددُ صَدى الأغنية ، منذُ تلكَ اللحظة صّرتُ أبحث ُعنْ هويتي المفقودة وانتمائي المتجذر في هذه الأرض ، أنتشي بمواويل ِمحمد عارف جزراوي ومحمد شيخو ، أذكرُأيضاً إنني أولَ مرّة خرجتُ من البيت ِفي السرِّ(كنتٌ في المرحلة الإعدادية) لأغني على مسرح فرقة خلات للفلكلورالكردي سكتش غنائي بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة حلبجة بحضورالكاتب جليلي جليل وجميلة جليل من كلمات وألحان الدكتور المرحوم عبدالمجيد خليل :
hekîmê min min dermanbik ..derman bîne lo..
birînê min tu nizanê çend alîne lo..
fosfor û napalm û xerdel ser danîne lo..
jana xerdel dil û canê min dikşîne lo..
كانت أختي تحاولُ دائما إيجادَ مبررات لخروجي – وتغطي على غيابي من البيت – ودونما جدوى ، عندما رجعتُ إلى البيت نلتُ عقوبتي من الأهل (لحرصهم الشديد علي) لكن سرعان ما نسيتُ كل هذه الأوجاع عندما استعادت ذاكرتي مشاهد من تلك الأمسية ونظرات الجمهورلي وذلك الانسجام والدموع التي تلتمعُ في أعيننا جميعا ، ثم تتابع الفنانة جميلة :
تأثرتُ بالمدرسة الزاخولية - أردوان وأياز يوسف – هذه المدرسة التي رسمتْ نهجاً مغايراً في دوحة ِالغناء الكردي  .

كل تجربة إبداعية تعترضها مجموعة من المشاكل والعوائق ماهي العوائق والصعوبات التي واجهتها الفنانة جميلة  ؟

الفن بالنسبة للمرأة الكردية - كمن تسير في حقل ِالألغام - لا تَعرفُ متى سينفجر بها لغمٌ ما..
العادات والتقاليد..الدين..المجتمع الذكوري كلها عوائق..
تزوجتُ مبكرا من عازف العود الفنان حسين برزنجي وأخذتُ منهُ لقبي،كانتْ عائلة دافئة تحبُّ الفنَ والموسيقا اثمرت عن مشاركتي في العديد من الحفلات الفنية في المناسبات الوطنية والقومية مثل : عيد النوروز وعيد المراة وأقيمت حفلة خاصة لي في لبنان بالمقابل كانت ضريبة ذلك ،  حرماني من متابعة دراستي بعد فصلي من معهد إعداد المعلمين (لأني لم أغن لميلاد حزب البعث ) كان َعليَّ إذنْ أن أتعلمَ كيفَ أكونُ ربّة منزل ، وأتعلم طريقة طبخ الرزوالملوخية ، وكيف أعدُّ لحافا بالخيط والإبرة وأنجبتُ روان وأردوان وأجمل هدية جان، صرتُ أقلد مشية حماتي والعالم من حولي يتغير، لكن ذلك العشق القديم للغناء لمْ يبرح ْمخيلتي لحظة ًواحدة ،ظلَّ يَستفزُ كلَّ حواسي، ويبحثُ عن منفذ آمن لينطلقَ منها -  حتى أفرجت – عندما افتتحَ الدكتورمحمد عزيزظاظا مركزاً للفنون الموسيقية في مدينة قامشلو والذي كان بارقة أمل لي وللكثيرين من ْأمثالي (المحكومين بالأمل ) وشكل منعطفاً كبيراً في حياتي ، حيث تعلمتُ النوتة الموسيقية واكتشفتُ حجمَ صوتي وامكانياتي في الغناء ، وبتشجيع ٍمنهُ صَدرأول ألبوم غنائي لي باسم (مستانه ) كلمات الشاعر ملا جزيري وألحان حسن برزنجي،لاقى صدى طيباً لدى الجمهوروالوسط الفني لمّا تضمنهُ الألبوم من أغان ملتزمة وهادفة ، منتقاة بعضها من الفلكلور الكردي وبعضها من كلمات وألحان الفنان محمد علي شاكر والاستاذ هاشم موسى ، كما منحتني زيارة كردستان العراق الثقة بما قدمته ُ، وباختياراتي وطريقتي في اداء الأغنية ، بقيتُ بعدها أجترُّ نفسي ، وروحي ، أكبر سجن وأكبرثورة كانت في داخلي ، الى أن جاءت ساعة هجرتي إلى السويد تاركاً ورائي ذكريات بحجم ِجرح وأغنية .

*-- ما مرد حرصك على الطابع الفلكلوري في أغانيك ؟
لأحافظ َعلى صبغتي الكردية في أغانيّ ، نحنُ مَدينونَ للفلكلورالكردي – الغني- الذي حَفظ تراثنا ولغتنا من الضياع بالرغم من كلّ الأساليب التي اتبعتها الأنظمة الغاصبة لكردستان لطمس الهوية الكردية .

*- أنت بصدد إصدار كليب جديد حدثينا عنه ؟
هي أغنية للفنان أردوان زاخوي غنيّتها قبلَ الآن ، وكانت الموسيقى من توزيع الفنانين شيارآكري ولازكين خالد وقد أعادَ توزيعها في تركيا الفنان هجاردهوكي الذي قامَ بإخراج أول فيديو كليب لي وهو جاهز للعرض حاليا ، وهنا أحبُّ أن أتوجه بالشكرللمرأة التركية صديقتي نانسي نورين التي ساعدتني ماديا ومعنويا والى أخي الدكتورسعيد .

*- وعن نشاطاتها الفنية في السويد قالت :
أقمتُ العديد من الحفلات ِفي مختلف ِالمدن السويدية مع ابني عازف الاورغ أردوان ..
وحضّرت ُمع المخرج السوري الشهيد تامرالعوام أغنية للثورة السورية من كلماته ِوألحانه ِ، بالاضافة ِالى إخراج كليبين لي ، لكن عدم حصولي على الإقامة وقتها عرقلَ المشروع ، بعد استشهاده وجدت ُالأغنية منتشرة بصوته ِبين التنسيقيات ، لكنني قررت أن أغنيها وفاءً لذكراه ، لهدفه ِالنبيل الذي استشهدَ من أجله ِ، تاركا حَياة الرغد في المانيا ليستشهدَ مَعَ الثوارفوق تراب وطنه ، وسأحققُ أمنيتهُ انشاء الله ، كانَ يقولُ لي قبلَ أن أبدأ بالغناء ِعلى السكايب اثناء للتمرينات :
- يلا جميلة ارفعي رأسي ..
أنا من تَحني رأسها الآن لقامتك وَشَهامتك أيها الشهيد .
كان َنبأ استشهاده ِصدمة قوية بالنسبة ِلي ...

كلمة أخيرة ؟
مازلت ُجميلة ابنة الحادية عشرة الواقفة على المسرح ِ، وأسألُ نفسي أية قوة ، وأية طاقة كانت تسكنني حتى أستمر في نفس الحلم طوال َهذه السنين .
لِمَ نبحث ْعن الدفءِ في بلادٍ باردة ٍبديلاً عن وطننا الذي احترقنا بنارعشقهِ ولمْ نجد في كل تلك المساحات زاوية تأوينا وتحتوي ألمنا وحلمنا .

 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات