القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: «أرحل عن دمنا يا عيد» إن سوريا تنزف

 
الخميس 25 تشرين الاول 2012


 كريمة رشكو

يذكرنا الشاعر المتنبي مرة أخرى بالعيد :" عيدّ بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد " , فهاهو العيد يعود إلينا ثانية ويذكرنا للمرة الرابعة  بأنه  مازال  يبحث  عن  الفرح والمستقبل , ولكن طاغية دمشق موجود , يقتل ويقتل فينا كل معاني الفرح والسرور , ويأتي  العيد والوطن  يعتريه الحزن والسواد , ويأتي العيد ليس بمذاق الأعياد السابقة , اقصد أعياد ما قبل اذار 2011 يأتي العيد بلا صخب ولا مارة , والتحضيرات غائبة , وحركة الأسواق مشلولة.
في كل الأوطان العيد تبدد لهم الحزن الذي في وجوه الأطفال , أما في سورية فالحزن في عيون الكل كبارا صغارا أطفالا رجالا , حتى الأشجار تبكي والغيوم سحابة من حزن عميق .


في سوريا  كل شيء على غير عادته ومنها العيد ايضاً.
في سوريا تقدم أرواح الأطفال قرابين العيد , وتتزين الشوارع بدم الشعب من درعا إلى حمص وحلب الشهباء ودير الزور .... إن أجمل ما يحمله العيد للسوريين هو سماع المآذن فجر العيد (الله اكبر الله اكبر لا اله إلا الله) ولكننا في سوريا نضيف أيضا لتكبيرات العيد : (لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله).
في العيد تمتد الأيادي للتحية والسلام , في سوريا فإنها تمتد لترفع جنازات الشهداء , الذين يقتلون بيد البطش الذي لا مثيل له في تاريخ العالم , وتحيي الشهيد بالزغردات الصارخة " حيو الشهيد , حيو البطل "
عذرا أيها العيد, فكل أطفال سوريا راحلون , والباقون قلة , وهم أصبحوا خارج أسوار الوطن يبكون والشوق إلى سوريا تقتلهم والحزن يمزقهم.
في الأردن يبكون سورية وأيضا في لبنان يبكون سورية في كل الدول يبكون والوطن سورية .
عذرا أيها العيد ......هاجر هذه العصفورة الجميلة رحلت , حمزة الخطيب هذا العصفور الجميل رحل , أصبحوا يمثلون صرخة الثورة.
أيها العيد :ما أكثر شهداؤنا .....رحل مشعل , فلم يعد لنا من يشعلنا ثورة غاضبة في وجه القمع والطغيان.
عد أدراجك أيها العيد , إلى بلادِ أخرى.
فنحن حزينون , لا تأتينا أيها العيد ونحن لن ننتظرك , لان أحبتنا غائبون عنا ودمنا يسيل كالأنهار ولا احد يبالي بجراحنا أيها العيد الحلم الذي في عيون أطفال سوريا ستصنع سوريا جديدة , وعندها سيكون عيدنا عيدُ.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.11
تصويتات: 9


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات