القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: فزَّاعة النقد

 
الجمعة 09 اذار 2012


إبراهيم اليوسف

أمام الحجم اليومي الهائل من الكتابات الأدبية، في حقلي النثر والشعر، في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات، وبعد أن صارباستطاع أي كاتب، بل أي شخص أن يوجد لنفسه مايشاء من أوعية ووسائل نشرإلكترونية،حيث تم تلاشي الزمن مابين لحظتي الانتهاء من الكتابة والنشر،  وغدا في مكنة الكاتب أن يجمع بين دوره كمنتج للنص وكناشرفي آن واحد،  وانحسردورالرقابة، بما في ذلك الرقابة الفنية والتقنية التي كان من شأنها أن تضع ضوابط لمجالات الكتابة، كافة، قد أصبحنا، فجأة، ومنذ عقد ونيف، أمام سيل يومي من النتاجات المختلفة،


 إذ باتت الصفحات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي تحتضن يومياً ملايين النصوص المختلفة، حيث بات الغث يجتمع إلى جانب السمين، بل إننا أمام حالة التباس شديدة، مدمرة، إذ يختلط هذان النوعان من الكتابة، إلى تلك الدرجة التي  يمكن تقديم مادة هابطة، لاتمتلك شروط النشر، على أوسع مجال ممكن، وقد يتمكن صاحب مثل هذه المادة المتهافتة، الهابطة، أن يهيء لنصه عدداً لامتناهياً من القراء، وبأكثرمما يمكن أن يوفره الكاتب الأصيل.

 طبيعي، إن هذه الثورة الكبرى في مجال المعلوماتية والاتصالات، حققت إنجازاً مهماً في ميدان توفيرفرص النشرللكتاب أصحاب التجربة الحقيقية، بالإضافة إلى أصحاب المواهب الواعدة، بل إنه صاربمقدورأي شخص أن يؤمن لكتاباته عدداً لا متناهياً من أوعية ووسائل النشر،حيث حققت  حرية النشر والرأي فتوحات كبرى، وهو ما انعكس إيجابياً على عملية القراءة، إذ تطورت عملية القراءة، نتيجة هذه التحولات الهائلة، لتحقق أعظم مدى لها حتى الآن.

ومن إيجابيات الكتابة، في ظل هذه الحالة الجديدة، أننا صرنا على موعد يومي، وعلى مدارالساعة، مع كتابات هائلة، يعجز القارىءعن متابعتها، ما أتاح اكتشاف كتاب جدد، وماكان لمواهبهم أن تظهر، في ظل سياسات  وإمكانات النشرالتقليدية، مادام أن  توافروعاء النشرالإلكتروني كسر جدار الخوف، واحتكارالنشر، لذلك فقد برزت ظاهرة الكاتب/المواطن، الأمرالذي فتح المجال أمام طاقات ما كان لها أن تظهر، في الحالة العادية.

هذه الحالة الجديدة، من التكاثرالمذهل لأسماء الكتاب في مختلف المجالات، بات يفرض حضورأسماء جديدة، صاربعضها يشق طريقه إلى المؤسسات الثقافية، وهذا ماجعل المؤسسة ترفد بدماء جديدة، بيد أن هذه الأسماء الجديدة،غدت أحوج إلى  أن  يتم تناول كتاباتها نقدياً، لاسيما أن الأسماء الدعية، صارت تختلط بالإبداعية، وهذا مايجعلنا أمام ضرورة إخضاع  إنتاج مثل هذه الأسماء للغربلة النقدية.

وإذا كان صحيحاً، أن النقد الأدبي، بأدواته، وإمكاناته التي تنتمي إلى مرحلة ماقبل هذه الثورة المعلوماتية، غيرقادرللقيام بأداء مهمتها، على أكمل وجه، وهوما يجعلنا في حاجة كبرى لتكوين حالة جديدة، وبالتنسيق مع المؤسسات الثقافية، والجامعات، يستطيع فيها النقد لعب دوره، على أكمل وجه،لاسيما وأن ذائقة الأجيال الجديدة باتت مهدَّدة بالتلوث من جراء انتشارالكتابات المتهافتة على نحو سرطاني، قياساً لانتشارالشبكة العنكبوتية نفسها. إلا أن المتابع للمشهد الثقافي الأدبي، يجد أن هذه الصروح الثقافية، لما تتمكن من لعب دورها المطلوب، في هذا المجال، ناهيك عن أن هناك بعض المؤسسات المعنية لاتزال تريد من النقد أن يكون ملحقاً بها، لتلميع صورتها، ودرجة أدائها، لأن بعض القائمين عليها- ولدواع وظيفية لا أكثر- يدعون إلى نقد تزييني، زخرفي، مزور، بل  ينظرون بعين الريبة والحذر إلى النقد الذي يمس المادة الأدبية التي تقدم على المنابرالتي يديرونها، بالرغم من أن هذا التقديرمن قبل هؤلاء، أنى وجدوا، غيردقيق،البتة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.27
تصويتات: 11


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.