القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: أفكار للحوار .. الإعلام ومواكبة الحدث (3)

 
الخميس 15 كانون الأول 2011


محمد قاسم" ابن الجزيرة "
m.qibnjezire@hotmail.com

لا أستطيع أن أخفي غيظي من أولئك المتشاطرين، والذين تتعثر الكلمات على شفاههم، وتتمطى على ألسنتهم، و يحاولون  أن يخرجوها بطريقة يظنون أنها مؤثرة على عقول وأفهام الناس...!
يفترضون ذواتهم أذكياء؛ والآخرون لا يرقون الى مستوى نباهتهم.


وهم -في الغالب- أناس مرهونون للدفاع عن قضايا مبتذلة، وفاشلة أخلاقيا، وواضحة في مضمونها ، ليست فقط مغالطات- بل وافتئات على الحقائق في نهج مرذول ولا مسؤول...
في محاولة لفهم شكل وطبيعة الثقافة السائدة في كل منطقة في العالم، وفي كل مجتمع أيضا...نقع على نماذج متعددة ومختلفة.
وفي نوع وشكل الثقافة هذه تتجلى طبيعة تكوين الشخصية في كل منطقة، وفي كل مجتمع أيضا.
فإذا حاولنا استقراء حقيقة هذه الثقافة السائدة- التي تتبنى الخطأ والمغالطة وعدم المسؤولية...- و تؤدي الى النتيجة المؤذية للقيمة الإنسانية على مختلف الصعد، سنجدها تحيل الإنسان- الإعلامي والمحلل السياسي...والسياسي نفسه أيضا في معظم الحالات...- إما الى مجرد كائن ببغائي-أو مناور ضمن إطار محدد له- أو كائن مسلوب الحق والقوة والإرادة...فهو منفذ سواء لنزوعه الداخلي المنحرف،أو استجابة طوعية أو قسرية لأوامر وتوصيات من الخارج-خارج ذاته-
فترهن نفسها لحكام وقوى متنفذة –غالبا ما تكون ذات خصائص اجتماعية عائلية، أو طائفية، أو حزبية خاصة، أو قبلية، أو فردية استبدادية، أو غير ذلك من التشكيلات الاجتماعية، والتي – من المفترض- أن المجتمع البشري قد تجاوز تأثيرها العملي، كنتيجة لترسيخ معنى الوطن والمواطنة.
 ووفقا لفهم قانوني، وأخلاقي جديد؛ يكون السكان جميعا فيه، متساوين أمام القانون،ويفترض أنهم مشاركون في تقرير مصير ومسار البلاد والشعب فيها.
وبالتالي فإن الخصائص الجزئية السابقة هذه، تنحصر في مساحات ضيقة جدا ،لأن المواطنة تعتمد الكفاءة أساسا في تقدم هذا أو ذاك، وتسلمه المراكز والمسؤوليات...  كمسرى ثقافي اجتماعي سياسي...وان كانت العوامل الذاتية لا تزال ذات تأثير، بحسب طبيعة ومستوى تقدم المجتمع ثقافيا وقانونيا...(حضاريا بشكل عام).
في الحياة الإنسانية العامة هناك أكثر من ثقافة...لكن الأشهر فيها هي: ثقافة دينية-وثقافة مدنية، وبعضهم يسميها علمانية- مع أن الفارق الاصطلاحي يحتاج لبعض تدقيق، وإيضاح، من الناحية الفقهية أو الفلسفية-. أما على الصعيد العملي اليومي فلا اختلاف كثيرا بينهما.
فإن عدنا الى الثقافة الدينية نجد أن الثقافة الدينية المسيحية – ظاهريا على الأقل-هي المهيمنة على مساحة كبيرة-وربما اكبر –في الخارطة الثقافية العالمية- ونجد أن الثقافة الإسلامية تتلوها، ومن ثم اليهودية، وهي التي تسمى أديان سماوية –وربما الأصح أن نقول الشرائع السماوية على اعتبار أن الدين عند الله واحد.
وهناك أديان-أو شرائع- عديدة، بل وكثيرة، تتوزع في مختلف أنحاء العالم، كالبوذية والزرادشتية والكونفوشية....الخ.لا تصنف سماوية ولكنها تمثل عقيدة مساحة كبيرة في خارطة البشر عالميا.والعقيدة حق لكل إنسان يعتنقه بحرية ودون وصاية كما في القرآن" لا إكراه في الدين "
ويقابل ذلك ما يمكن تسميته "دين الإلحاد" –إذا جاز التعبير-. فالإلحاد قد لا يصنف دينا، ولكننا وضعناه مقابل الأديان، لأن أصحابه لا يعتقدون بأي دين، ولهم عقيدتهم في ذلك.
و هناك من تبنى العقائد عموما، تقليدا- في المجتمع ؛ عبر تربية اجتماعية قاصدة أو غير قاصدة(عفوية).
بالنسبة للشعوب التي كانت- ولا تزال -عقيدتها المسيحية في الغرب ،تكاد تتحرر منها، سوى بقايا تبعث دفقا روحيا في لحظات معينة في حياتهم،لأن هناك انفصال كليا أو شبه كلي -على صعيد روحي- بين الحياة الرسمية والحياة الدينية-واقعيا-
من هنا ربما كانت نشأة العلمانية، إذ انفصلت السياسة عن الكنيسة في العهد الإقطاعي الأوروبي، بعد أن تحررت الشعوب من هيمنة إقطاعية كنسية على ثروات الشعوب...وحياتهم عموما.
وقد ساعد هذا التحرر من هيمنة السلطة الدينية المسيحية-أو الكنسية – على بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية...بلغت الممارسة في الحريات الشخصية مدى ساعد على تفجير طاقات بشرية مبدعة؛ أنتجت ما أنتجت من تكنولوجيا نشهدها اليوم في مختلف ميادين الحياة.
 طبعا رافق ذلك أخطاء ومشكلات على الصعيد الروحي، وأدت الى غلبة التفكير في الماديات بدرجة مغالى فيها، وأنتجت سلوكيات سلبية كالاستعمار مثلا واتجاه نحو الانحلال...!
لكن الميزة المهمة في هذه الثقافة أن مساحة الحرية –وأساسها الحرية الفردية- أتاحت إمكانية معالجة هذه الأخطاء -أو على الأقل البحث فيها وبيان مشكلاتها وأساليب معالجتها...-
لذا فإن ظاهرة العنف –والكذب الممنهج- تلاشت تدريجيا، وأصبحت إمكانية التفاعل –كل من موقعه – بنوع من  الحرية -التي لم تخل من مضايقات لا بد منها مادامت تركيبة الإنسان، فيها نزوع عدواني- لكن التحدي كان يوصل الى ما هو أفضل، دوما.
فكان مسارا تطوريا في اتجاهات مختلفة ومتكاملة في نهاية الأمر.
أما في المجتمعات الإسلامية والتي يغلب فيها اتجاهان مذهبيان بقوة هما:
 السنة والشيعة...فقد ظلت تعيش صراعا في ثقافة اكتنزت –تاريخيا- نوعا من العداء المستحكم –ويبدو انه غير قابل للإصلاح في المدى المنظور، لسبب بسيط ووحيد..هو أن هذا الحقد أصبح ثقافة تحرك الفهم للدين قرآنا وسنة و...غير ذلك مما يتعلق بالدين. وزاد الطين بلة أن البعد السياسي الذي كان أصلا السبب في هذا الحقد، لا يزال حاضرا بقوة ، ويتخذ المنبع للتفسيرات الدينية التي تخدم هذا الواقع السياسي الديني –إذا جاز التعبير...
فالمصلحة السياسية لهذه الطائفة أو تلك، أصبحت الملهم لفهم الدين وتفسير أدبياته-أو معتقداته الأساسية- فأصبح الخلاف عميقا –وأحيانا عميقا جدا- وانفصل عن حقيقة الدين، وإنما تديرها المصالح السياسية...لنأخذ مثلا بسيطا الشيعة وعلاقتهم بإيران، القوى الشيعية والعلاقة مع سوريا النظام.
فكانت النتيجة واقعا نشهده اليوم، لا أفق للتصالح فيها حتى على المستوى السياسي،لأنه أصبح مؤد لجا دينيا وطائفيا...على خلفية تاريخية للأسف. فكانت الإساءة الى القيمة الروحية ولخصائص العملية حياتيا في الاسلام. ويبدو ان الفصل بين الحياة السياسية والدين آت أيضا ولكن قد لا يكون ناضجا في منهجه الميداني نتيجة التخلف الثقافي والأمية السائدة.


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات