القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: المثقف الكردي وإشكالية مناهله الثقافية (1)

 
الأحد 21 اب 2011


دلكش مرعي

  لقد قيل الكثير عن ماهية المثقف وعن دوره في الحقول الاجتماعية المختلفة إضافة إلى أسئلة وجدل واسع قد دارت رحاها حول ماهية الثقافة ذاتها ومرتكزاتها الفكرية التي تبنى عليها ثقافة المثقف وثقافة المجتمع بإطارها العام التي تتشكل عليهما مجمل المفاهيم والسلوكيات الاجتماعية المكونة للرأي العام التي تنتج التوجه المجتمعي ونهجه في المسارات المختلفة بالإضافة إلى أسئلة عديدة قد طرحت وتطرح في هذا الإطار  .. 
 والموضوع الذي نهدف إلى طرحه هنا في هذا المجال للمناقشة تهدف إلى البحث عن ماهية المثقف ذاته أو لنقل باختصار من هو المثقف  ؟


هل المثقف هو المثقف العضوي أو مثقف الطبقة حسب تصنيف الفيلسوف الإيطالي // غرامشي // أو المثقف هو ذاك الذي يمتلك إنتاجاً غزيراً في التأليف والنشر ؟ أو ذاك الذي يكتب بصياغة سلسة وكلمات مختارة يختارها بعناية فائقة تحتاج بعض كلماته إلى قواميس لغوية لتفكيك معانيها ؟ أو الذي يمتلك لساناً سليطاً ولاذعاً ينتقد هذا وذاك وبقسوة من أجل النقد فحسب ؟ أو تقاس ثقافة المثقف بمضمونها الإنساني التي تنطلق من نظم وأنساق معرفية تهدف إلى خدمة الإنسان وتحريره من الثقافات المتخلفة المنتجة للاستبداد والطغيان والظلم والاضطهاد والعبودية والجهل والتخلف ؟... قبل الإجابة على جملة هذه الأسئلة لابد من تعريف الثقافة ذاتها كونها هي الأخرى تتضمن العديد من التعاريف ولكننا لن نطيل في الحديث عنها بل سنختزلها في تعريفها العام التي تعرف بأنها // هو النشاط الذهني والإنتاج الفكري والمادي والروحي // الذي ينجزه وينتجه أناس متميزون في هذا المجال المعرفي أو تلك كالعلوم التجريبية والاجتماعية والفلسفية والروحية والأدب والفن وغيرها من العلوم  .... ولو بدأنا بمناقشة فكرة السؤال الأول التي تدور حول المثقف العضوي من وجهة نظر // غرامشي // علماً أن مناقشة فكرة غرامشي حول البنية الثقافية للمثقف وعضويته ستلقي بقعة من الضوء على جملة  المحاور التي طرحناه في المقدمة  ... فحسب تصنيف غرامشي فإن لكل شريحة اجتماعية أو طبقة لها مثقفيها التي تمثلها أي هناك مثقف الطبقات الكادحة الفقيرة ومثقف الطبقة البرجوازية أو الرأسمالية ومثقف السلطة وغيرهم من مثقفي الطبقات والشرائح الاجتماعية المعروفة ....  والسؤال في هذا الصدد تكمن في البحث عن ماهية الفكر الذي أنتج عدة طبقات وشرائح اجتماعية داخل المجتمع الواحد الذي ينتمي أبنائه إلى ذات الثقافة والقيم والمفاهيم السلوكية ؟ وبصيغة أخرى هل هناك عدة ثقافات داخل المجتمع الواحد ؟ لينتج مجموعة الشرائح الاجتماعية المختلفة وبمناهل ثقافية متباينة ؟ اختصارا نقول وحسب إعتقادنا بأن تراث الشعوب وما يتضمن من قيم فكرية وعادات وتقاليد ومفاهيم هي التي تنتج التناقضات الاجتماعية المذكورة أي بخلاف تصنيف غرامشي واعتقاده مع تقديرينا الكبير لفلسفته  التي كان تهدف الى خدمة الطبقات المسحوقة والمضطهدة فنحن نعتقد بأن لكل تراث له مثقفوه وليس لكل طبقة مثقفوها    
  ...  فلو ألقينا نظرة على التراث العالمي سنلاحظ بروز ثلاثة تيارات فكرية أساسية أنتجه التراث البشري خلال تطوره التاريخي هي الفكر الديني والفكر الرأسمالي بتوجه النفعي // البرغماتي // والفكر الاشتراكي // ... وكل تيار فكري من هذه التيارات قد أنتج فروع وأنساق فكرية عديدة تنتمي إلى الجزر والمنهل الفكري ذاته ...
ويمكن ترتيب مراحل تطور الفكر البشري منذ بدياته وإلى عصرنا الراهن بصيغة أخرى وعلى الشكل التالي // فكر السحر والشعوذة // الفكر الديني // الفكر الفلسفي // مرحلة العلوم التجريبية // وكما هو معروف فإن معيار الحكم على صحة الفكر علمياً تعتمد على ما أنتجه كل تيار فكري تاريخياً من تطور وتقدم للبشرية أو من تخلف وحروب ومآسي وأزمات للبشرية علماً أن ممثل كل فكر من هذه الأفكار وفي هذا العصر يدعي بأنه يمتلك الحقيقة الكلية المطلقة ...فما زالت بعض الشرائح الاجتماعية مع مثقفيها في هذا العصر تؤمن بالسحر والشعوذة أي أن هذه الشرائح لم تستطع حتى الآن الخروج من دائرة فكر الإنسان البدائي أما ممثلي الفكر الديني فأنهم يدعون بأن الفكر الديني ببنيته الغيبية الأسطورية يدعون بأنه هو صالح لكل زمان ومكان وهو الحقيقة الكلية المطلقة بينما منظري النهج الرأسمالي ومنهم // فوكوياما // يدعون  بأن نهجهم سيكون نهاية للتاريخ البشري أما الماركسيون فهم إيضاً يدعون بأن الشيوعية هي حتمية تاريخية علماً أن مجموعة هذه التيارات الفكرية لم تستطع حتى الآن حل المشاكل والتناقضات الحادة التي تعاني منها البشرية ولم تتمكن إلى حينه من أن توصلها إلى بر الآمان ...
 أما نحن فنعتقد بأنه لايوجد فكرة كلية مطلقة ونهائية للتاريخ البشري فالحقائق تبقى نسبية دائماً حتى العلمية منها فهناك نظريات علمية تنسف مثيلاتها أو تضيف إليها أمور علمية أخرى ... 
 أما إذا كانت هناك نهاية ما للتاريخ البشري فنحن نعتقد بأنها ستكون للعقل البشري ذاته العقل القائم على العلم والمعرفة  الذي يسعى لخدمة البشرية وإسعادها ووضع حداً لمآسيها وتناقضاتها لأن العقل البشري لا حدود لطاقاته وستكون هناك طفرات للجنس البشري ستكون أكثر تطورا وذكاء ومقدرة في الإبداع والاكتشاف من الطفرة الحالية حسب نظرية النشوء والتطور والارتقاء أي لن تكون هناك نهاية تاريخية لفكرة حتمية ما إلا بنهاية الجنس البشري
يتبع ...


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.4
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات