القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: عشق صلاح برواري يحلق بعيداً! (الحلقة الثالثة)

 
الخميس 09 كانون الأول 2010


عبدالباقي حسيني

يحار المرء وهو يتناول شخصية صلاح برواري، الغنية، حيث هناك: صلاح برواري عاشق الكلمة، وصلاح عاشق الثقافة، وصلاح عاشق السياسة، وصلاح عاشق المعرفة، وصلاح عاشق المرأة بكل تجلياتها، وصلاح عاشق الحياة. ومن هنا فقد رحل برواري ولم يتعرف الكثيرون الذين سمعوا عن هذه الشخصية المميزة، سوى قراءة بعض مقالاته أو التعرف على بعض نتاجاته المطبوعة. فالحقيقة كان برواري أكبر وأكثر ثقافة من هذا المتوافر من مؤلفاته الموجودة بين أيادي القراء. قبل أيام قرأت مقالاً عن أديبنا الراحل صلاح برواري، لصديق آخر كان قريبا منه، يقول:" يجب ان لا نذكر كلمة (كان) أمام اسم صلاح برواري، لان أفعاله وأعماله حية، وستبقى حية في الحياة". أشاطرهذا الصديق ماقاله عن برواري الخالد، لأن نتاجاته المطبوعة وغير المطبوعةستبقى إرثاً أدبيا وثقافيا للأجيال القادمة وسيتناوله المهتمون بكل وفاء وإخلاص.


أعود إلى مساهمات صلاح برواري ونصوصه التي نشرها في مجلة زانين ( 1991-1997)، والتي كنت أدير تحريرها ،بالمشاركة مع الصديق الراحل فرهاد جلبي. وسأسرد للقراء الأعزاء بعض الذكريات الجانبية والمتعلقة بتلك الفترة.
ساهم برواري في أكثر من مجال أدبي وثقافي في المجلة، حيث كتب في الأدب والفلكلور والتاريخ.
في العدد الأول – تموز 1991. طلب مني برواري ان أعلن عن صدور كتاب جديد له كبشرى للقراء. وبالفعل تم نشر خبر الكتاب والمعنون ب " مختارات من الشعر الكردي المعاصر" من إعداد و ترجمة صلاح برواري. و الكتاب كان يضم مجموعة مختارة من شعر أربعة شعراء من كردستان العراق وهم معروفون بإبداعاتهم الشعرية العالية: رفيق صابر، لطيف هلمت، شيركوه بيكس وعبدالله بشيو. كما ساهم برواري في العدد الأول من زانين بمادة قيمة جداً عن الفنانةالكردية عيشه شان، موقعة باسمه الحقيقي. هنا أريد ان أزود القراء بمعلومة قيمة عن برواري، إذ كان برواري مهتما جدا بالمرأة الكردية، وخصوصا المميزات منهن، فكان يجمع معلومات عنهن، يقابلهن، يكتب عنهن. أجل،كان لديه كم هائل من المعلومات القيمة عن نساء الكرد في التاريخ القديم، وكان بصدد إصدار كتاب عنهم تحت اسم " قاموس المرأة الكردية". سآتي على ذكر هذاالكتاب لاحقاً.
في العدد الثاني - إيلول 1991. كان برواري مشغولا بطباعة كتابه " مختارات من الشعر الكردي المعاصر"، الذي أعلن عنه في العدد الأول، وبالفعل خرج الكتاب الى الضوء بحلة جميلة ومضمون ذي قيمة أدبية عالية. الكتاب مؤلف من سبع عشرة قصيدة، حديثة الأسلوب، موزعة بين نتاجات الشعراء الأربعة: شيركوه بيكس خمسة قصائد، عبدالله بشيو أربعة قصائد، رفيق صابر أربعة قصائد، وأخيراً لطيف هلمت أربع قصائد. القصائد ترجمت من الكردية اللهجة السورانية إلى اللغة العربية، بأسلوب صلاح برواري الجميل ولغته العربية القوية والشيقة. في هذا العدد تم تعريف وعرض الكتاب المذكور لقراء مجلة زانين، مع صورة لغلاف الكتاب.
في العدد الثالث- تشرين الأول 1991. ساهم برواري أيضاً بمادة قيمة عن المرأة الكردية، حيث تحدث هذه المرة عن الفنانة الراحلة مريم خان،تاريخها، مسيرة حياتها الفنية، معاناتها وأخيراً قيمتها في الغناء الكردي وأثرها في الغناء النسائي عند الكرد. وهذه المادة كانت أيضاً جزءاً من كتاب الحلم " قاموس المرأة الكردية". للعلم فقط كان هذا الأهتمام (الكتابة عن المرأة الكردية والمميزات منهن) قاسم مشترك بيننا في إنجاز هكذا كتب. قريبا سأكتب عن نساء الكرد على صفحات الأنترنيت رأفة بروح صديقي صلاح برواري.
في العدد الرابع – آذار 1992 من زانين. ساهم برواري بمادة شعرية رائعة وكانت إحدى قصائد الشاعر عبدالرحمن مزوري ( معلقة عن القائد ملا مصطفى البارزاني) والمعنونة ب " قصيدة لقائد العاصفة" والمكتوبة في 08.08.1973. برواري بدل حروف القصيدة من الحرف العربي الى الحرف اللاتيني مع إضافة بعض الشروحات للمفردات الخاصة باللهجة البهدينية إلى اللهجة الكرمانجية. في هذا العدد طلب مني ان أعلن للقراء أن كتابه القادم سيكون " قاموس المرأة الكردية" وهذا الخبر سيكون بمثابة هدية للمرأة الكردية في عيدهاالمصادف 8 آذار. الكتاب كما وصف لي وجعلت منه خبراً، انه يتحدث عن حياة وسيرة سبعين امرأة في التاريخ الكردي القديم والحديث، وكل شخصية منها مدعومة بالوثائق والصور الخاصة بها. الكتاب يتحدث أيضاً عن بعض المستشرقين اللذين جاؤوا على ذكر دور المرأة الكردية وخصائلها في كتبهم. الكتاب كان سيضم المعلومات فريدة عن عالم المرأة الكردية. أعتقد ان الكتاب لم ينجز حتى الآن مع الأسف الشديد. أتصور ان برواري كان مشغولا في تلك الفترة بالأمور السياسية. في مكالمة لي معه في ربيع هذه السنة 2010، عندما كان في السليمانية قال لي المرحوم برواري، احزر يا أباماني من التقيت اليوم؟ فقلت على الفور، على الأغلب إحدى النساء المشهورات. فقال: هذا صحيح، اليوم كان لي لقاء مع الفنانة المخضرمة "شيرين برور". فقلت له، أضفها إلى قاموسك الذي لا ينتهي. فضحكنا معاً.
في الفترة التسعينيات كانت المجلات الكردية القادمة من أوربا الينا لها صدى كبير، ومن بين هذه المجلات مجلة " نودم" (العهد الجديد). فعرض علي برواري ان يجري معي مقابلة تتعلق بالأمور الثقافية الكردية في سوريا و كذلك عن تجربة مجلة زانين، لكي يرسلها الى مجلة نودم للنشر. وبالفعل تمت المقابلة ونشرت في العدد الثالث من المجلة (1992)، تحت عنوان " زانين، تفتح قلبها لمجلة نودم".
في العدد الخامس- حزيران 1992. كما ذكرت سابقا، كان برواري مشغولا جداً بالمجال السياسي، كون الظروف الأقليمية كانت معقدة، حرب الخليج وتبعاتها. لكنه لم يبخل في عطائه، وقال وقتذاك، هذه المرة ستساهم أم آلان لكم بمادة مناسبة. وبالفعل قدمت لنا السيدة لمعان إبراهيم ( أم آلان)، زوجة أديبنا الراحل برواري. مادة مترجمة من الروسية إلى الكردية. المادة كانت عبارةعن قصة قصيرة للكاتب الروسي ليف تولستوي، بعنوان " القاضي العادل". قال برواري وقتها مازحا ومعلقاً، " لا يجوز ان نساهم كلانا في المجلة، فأما أنا أو زوجتي!". برواري كانت عنده روح المداعبة والأطراء عالية جداً.
في العددين السادس والسابع، لم يساهم برواري بأي مادة، كونه كان مشغولا بطباعة الكتب ولملمة قصاصاته، لكي يضع بين أيدي القراء أكبر عدد ممكن من نتاجاته. فصدر وقتها كتاب "الكرد" ل باسيل نيكتين (طبعة جديدة)، مراجعة و تدقيق صلاح برواري.
في العدد الثامن – خريف 1993. كان برواري يرتب وينظم رحلات معلمه المام جلال طالباني، ففي نهاية شهر حزيران، كان للمام جلال زيارة إلى مدينة القامشلي لكي يمر من خلالها إلى كردستان. أخبرني صديقي برواري بأنه يعمل على ترتيب لقاء بين مام جلال وبين أسرة تحرير مجلة زانين. وبالفعل تم ترتيب اللقاء في فندق مدينة الشباب بالقامشلي، وكان من طرف زانين الأخ والصديق الشاعر إبراهيم اليوسف كنت اتخذته كمستشار للمجلة، و الداعي. وقتها نشرنا في هذا العدد خبراً عن لقائنا. محتوى اللقاء كان يدور عن دور مجلة زانين و الثقافة الكردية في سوريا وكيفية المحافظة على استمراريتها. وتحدث وقتها أيضاً إبراهيم اليوسف للمام جلال وكنا ثلاثتنا فقط وبناء على موافقة المام جلال على اللقاء الخاص -في غرفة إقامته في الفندق بعد انتهاء المأدبة التي دعا إليها المام جلال و لم يحضرها الصديق إبراهيم لموقفه من بعض ضيوف المأدبة- عن مشروعنا حول تشكيل "اتحاد الكتاب الكرد في سوريا" وقال نفكر ان نستفيد من تجربة كتاب كردستان العراق في هذا المجال. فكان رد مام جلال التالي: أنتم في سوريا لكم خصوصيتكم، وأكراد العراق لهم خصوصيتهم. حاولوا ان يكون "اتحادكم" مناسبا لظروفكم. في نهايةاللقاء أبدا مام جلال كل الدعم للمجلة. وكانت لهذه اللحظة التاريخية كل الفضل لصلاح برواري.
في العدد التاسع- ربيع 1994. قمنا في هيئة التحرير بدعاية لكتابين لصلاح برواري و زوجته. الأول " آراء عربية حول القضية الكردية" إعداد وتقديم صلاح برواري. والثاني للسيدة لمعان إبراهيم " يلماز غوني – الحياة ، المأثرة".حيث قامت السيدة لمعان بترجمة هذا الكتاب من الروسية الى العربية، وقام صلاح برواري بتدقيق و مراجعة الكتاب.
في العدد العاشر – ربيع 1995. شارك برواري في ملف زانين عن " مرور 300 سنة على كتابة ( مم و زين) للعلامة أحمدي خاني. مادة صلاح برواري عن هذا الموضوع كانت شبه دراسة أكاديمية، حيث تطرق الى أكثر من جانب في هذا الموضوع. حاول في مادته ان يبين الفروقات بين ملحمة ممو زين، وملحمة ممي آلان. بحث في مكان وبيئة ممي آلان. كذلك أظهر الفروقات البسيطة بين الروايات الشفهية عن هذه الملحمة. وأخيراً تطرق في دراسته عن تاريخ طباعةمم و زين وإلى كم لغة حية ترجمت هذه الملحمة.
في العدد الحادي عشر – خريف 1996. شارك برواري بمادة فلكلورية جميلة بعنوان " الآغا الكذاب" حيث قدمها برواري بأسلوبه الشيق ولهجته البهدينية، وأضاف الى المادة ملحقاً بالمفردات المميزة من هذه القصة مع معانيها باللهجة الكرمانجية.
في العدد الثاني عشر و الأخير- صيف 1997. ساهم برواري أيضاً بمادة فلكلورية – غنائية بعنوان ( هه ره حسيكوه )، من منطقة بروارا في كردستان العراق. وكعادته زود المادة الفلكلورية بمجموعة كبيرة من المفردات مع شرح وتعليق. طلب مني برواري في تلك الفترة ان أعرض كتاب " حول القضية الكردية في العراق" لمام جلال طالباني، حيث تم ترتيب وتجميع الكتاب من قبل الفقيد صلاح برواري.
في نهاية عام 1998 غادرت سوريا، و غادرت كل الأحبة ومن بينهم الخالد صلاح برواري. ذكرني مؤخرا صديقنا المشترك الغالي عمر كوجري عن اللقاء الأخير الذي جرى بيننا الثلاثة في دمشق وعلى أساس ان أعود اليهم قريبا، لكن لم يتم هذا.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 21


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات