القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: الصَّنم وقميصُ ليلى.. إلى الشَّاعر كمال نجم

 
الخميس 25 شباط 2010


هوشنك أوسي
 
حَنَّتْ عليكَ بدرَّاقها، وقالت: اغزلني، غزلَ الزَّوبعةِ للعراءِ، يا صَنَم.
فما عادَ الليلُ يطيقُ عويلي، وعافتْ مضغيَ وسائدُ الاشتهاء.
اغزلني، عزلَ الماءِ للماء، واهطلْ هطولَ الفضيحةِ على الخواءِ.
اضربْ بفأسكَ عنقَ القداسةِ الصَّمَّاءِ.
آآآآنَ اكتواءُ وهمُ الوجودِ بسعيرِ الفناءِ.
أجابَها خبثُ الحكمةِ فيكَ: يا ضرامَ العُهرِ في صمتي، وسراحَ الوطنِ في صوتي، ما أنا بغازل.
أنا آفةُ التعقُّلِ، وداءُ التمهُلِ، وحضيضُ الخيبةِ، ومديدُ الرَّيبة، فإليكِ بقميصي بديلاً عنَّي، واغربي.


اغربي في ندمِ دمي جحيماً وقصائد.
اغربي في ألمي أغلالاً وحقول.
اغربي بحراً في لهيبي، واعلمي بأنَّي غاربٌ الآنَ، وعائد.
عائدٌ إليكِ، حيثُ تغتابينني للجدانِ الباكية، وتناهلين طعناً على قميصي، وأعلمُ بأنني لنْ أجدكِ...
لكنني عائدٌ لشيءٍ يجهلُ وجودي، وأعلمُ غيابهُ.. لكنني عائد.
***
كالرِّيحِ غازلها...
واغُزلها كالليل، وألقي بها صوبَ لآلئ الهتك، لئلاً يندمَ الرَّمادُ على أنَّه الرَّماد.
وقامشلو ولياليها، لو كنتُ أنا، لتركتُها تنهشني، كلبوةٍ، وتعيثُ فيَّ حرائقاً وزئيراً وكوارث.
***
تناولها، تناول البُخارِ لغنائمها، واطلقْ المدنَ في مهبِّ الشَّوارع، ودعِ الثَّوارتَ تشفع لمتاهةِ الوالهِ، ولا تكنْ جباناً أكثر مما ينبغي، وكنْ حصاناً أكثر مما ينبغي.

كارتجافِ ماءِ الجدولِ، جلست أمامكَ، وحنَّتْ عليكَ بأنْ ألبستْ عريها قميصكَ، وقالت: تلألؤي، شذرٌ من غليانِ الوطنِ في أحشائي.
أنا الجُبُّ، مذْ كان القمحُ شاعراً، واشتهيكَ يوسفاً، مُذْ قادني الجرحُ للصَّهيل.
فالقِ بتفعيلاتِ وأوازنِ اليقينِ خلفَ ضرحيكَ، وناولني خرائطَ يدكَ، افتِّقُ بها مخابئي، يا صَنَم.

أجابها ويحُكَ المكبوتُ، بلسانِ اليباب: يا حروباً وقتال... يا بللَ النِّهايةِ والحريق، إنِّي صحيحُ الحَجَرِ، وقديدُ الهباء.
إنِّي استواءُ الغلطِ على تيجانِ القلق، لا ترتجفي أكثر، علَّني أقصُّ خطيئتي على صاحبي:
ـ وليلى وقميصها، غادرتُها، تحتَ جَلدِ النَّدم. وكانَ عليَّ ألاَّ أكون الصَّنم.
يا جرحاً، نكَّأهُ صاحبي، لو عادَ الزَّمان بيَّ، لمنحتُها المطارقَ، وقلتُ: حطِّميني، تحطيمَ الألفاظِ للمعاني، وتحطيمَ المعاني للألفاظ. حطميني، تحطيمَ الأوطانِ للشُّعوب، والشُّعوبِ للأوطان.
يا ليتني الآن ووقتها كنتُ قميصي!. لكن ما عساهُ النَّدم...؟!.

اسطنبول
25/1/2010

عن جريدة الأيّام الجزائريّة


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات