القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: حوار مع الكاتب والشاعر إسماعيل كوسة

 
الأربعاء 06 ايار 2009


  إسماعيل كوسة الشاعر الذي يُنظر إلى كتاباته بنوع من الغموض المباح في السّرد المفرط إلى حد ما من الحدود الموجودة على أرض خصبة للتأمل الطفولي للواقع المغبر، وبأسلوبه الحديث في الشعر شفافيةً وغموضاً في القصيدة الواحدة، بعد هدم الثوابت التي قيدت أفواه كثيرة لم تستطع أن تتخلص منها كما فعل شاعرنا.وكان معنا الشاعر إسماعيل كوسه في الحوار الآتي:

  س- لعامودا دوماً بصمتها الخاصة على الشعراء، كيف أخرجتك عاموداً إلى الحياة الشعرية، ولماذا هذا العشق الأزلي بينكما ؟
   ج- عامودا والشعر توأمان سياميان لا ينفصلان على الإطلاق هما في الحزن والألم متوحدان ومن هذا التوحد الوجداني خرجت أنا إلى الحياة الشعرية ما زلت مرتكباً خطيئة الشعر حتى هذه اللحظة المتوترة، أحمل الشعر دائماً ما لا طاقة له به وأنا على يقين أن من يعشق عامودا عشقاً أزلياً عليه أن يختار إما الشعر أو الجنون. 


س- عامودا والشعر تجمعهما علاقة سرمدية أين أنت من هذه المعادلة وكيف كان ظهور إسماعيل كوسه على الساحة الأدبية ؟
ج- كانت طفولة متكسرة ثمة في الذاكرة براري شرسة كنا نرتمي إلى أحضانها لنصطاد كل شيء نعم كل شيء الأفاعي العصافير والباشوكة ...الخ هذه البراري نفسها علمتني التأمل الطفولي وحينها بدأت باصطياد الكلمات وربما من هذه القسوة الملعونة أبضاً خرج هذا الرجل الكسول والذي سموه دون إرادة منه إسماعيل كوسه وفيما بعد  فيما بعد عرفت ما هي وما معنى الساحة الأدبية أي بعد انقلابات شعرية وثورات في داخلي عندها فقط ركبت موجة الشعر والأفول جدياً.

س- كيف يتعامل إسماعيل كوسه مع الأدب المعاصر وما هي نظريتك في الشعر؟
ج- أنا قارئ نهم أقرأ وأقرأ حتى الثمالة لدي خربشات وإزعاجات كتابية لكنني أحاول دائماً أن أضع خربشاتي هذه ضمن رؤية خاصة ومتميزة وأضع إزعاجاتي ضمن إطار كتابي جميل ربما يسمونه أحياناً بنقد لاذع أعترف هنا وربما هذا نقص حاد في معرفتي وذائقتي الثقافية أنني لا أتقبل كثيراً من هذه الكتابات السائدة من منطلق الكشف دائماً عما هو أجمل فأنا أنظر إلى الشعر كما ينظر بودلير له ففي تعريفه للشعر يقول" الشعر  كشف عن عالم يظل دائماً بحاجة إلى الكشف".

س- إسماعيل كوسه..أين أنت اليوم مع كل هذا الصخب الذي يحيط بك وكيف تضبط جملتك الشعرية وسط هذه الفوضى والغبار؟
ج- نعم الفوضى والغبار هما سيدا المكان اليوم لكن بغض النظر عن هذا الشيء، مستحيل أن تنضبط الحياة داخل جملة شعرية معينة، إذاً ثمة فوضى في جملتي الشعرية، مرات كثيرة حاولت أن أكون منضبطا لكن دائماً تأتي قصيدتي انفلاشية، فوضوية تعبث بي أولاً وقبل أي شيء آخر.

س- عندما تكتب القصيدة بالعربية، هل أنت كشاعر تفكر(عربياً أم كوردياً ) بمعنى أن الثقافة السائدة عندنا هي عربية وقراءاتنا أيضاً أكثرها عربية ولكن المشكلات التي نعاني منها تندرج ضمن الهم الكوردي؟
ج- لدي هم إنساني كبير من هنا تنكشف عذاباتي ككردي مقموع من كل شيء من الجبال الشرسة والبراري الموحشة والسلطة الطاغية نعم أكتب بالعربية، ربما هو قدر أخذتني رجلاي ببراءة إليه، وأكتب مرات ومرات بلغتي الكردية المقموعة لأن داخلي يفرض علي الكتابة حتى وإن جاءت هذه الكتابة مرتبكة وغير مقبولة فالكتابة بأي لغة من هاتين اللغتين بالنسبة لي هي إشراقة جديدة لعالم جديد بوطن جديد.

س- كيف يمكن لقصيدة النثر أن تلعب دوراً تطويرياً في مسيرة الأدب وهي المتهمة بالتخبط لإثبات الذات؟
ج- العقلية الأصولية هي السائدة التي تتهم هذه القصيدة بالتخبط، هذا ليس اتهاماً للقصيدة الكلاسيكية فلم يعد اليوم إمكانية التعبير أدبياً عن هذه التغيرات الكونية المرعبة بتفعيلات أحمد بن خليل الفراهيدي ولم يعد ممكناً التعبير فكرياً بالارشادلت الدينية لأحمد بن حنبل يتغير العالم لحظة بلحظة، إن قصيدة النثر العربية لعبت دوراً كبيرًا على جميع الصعد الثقافية، فكرياً واجتماعياً وتجربة الماغوط و أدونيس وأنس الحاج خير مثال لا يمكن مطلقاً استقصاء هذه التجارب من الثقافة العربية لا بل صارت الثقافة العربية نفسها ترتكز في كثير من استنتاجاتها على هذه التجارب، القول أن قصيدة النثر متهمة بالتخبط، هذا إجحاف بحق تجربة غنية ومزدهرة بأسماء جميلة جداً هذا الاتهام مرفوض أساساً لأن قصيدة النثر هي بؤرة التوتر في قلب الثقافة العربية. 

 س- ما هي القصيدة التي تستفزك اليوم وتهزك من الداخل؟
ج- كوردياً (ملاي جزيري) وعربياً (المتنبي و أدونيس) هذه التجارب تستفزني وتجعلني أنظر إلى المستقبل وأتأمل فيه بعمق لأن في طيات هذه التجارب دلالات شعرية وإنسانية عظيمة. 

 س- أقلام كثيرة تخطو فوق الأوراق البيضاء لكن أسماء قليلة جداً تطفو على السطح وتثبت ذاتها برأيك، من أين تؤكل الكتف؟ أي كيف تكسب قارئاً حقيقياً وتصنع من قصيدتك جسراً للعبور إلى الفكرة التالية..
ج- ينتج الواقع أحياناً أقلاماً فوق الأوراق البيضاء مع مرور الزمن تهترئ الأوراق ولا يبقى سوى الصوت المتميز، هذه الأصوات هي التي تطفو على سطح الكتابة الشعرية بقوة وهي التي تكسب في عملية العبور قارئاً حقيقياً بامتياز. 

 س- في مجموعتك الشعرية (حديقة واسعة للتعب) علامات كثيرة على التعب والإرهاق.. فما هو الشيء الذي فجر فيك هذه الطاقة على الكتابة بعد كل هذا التعب؟
ج- أنا متعب وكسول ومرهق ورافض ونزق دائماً والكتابة لا تأتي إلا بعد تعب طويل جداً هكذا تركبني موجة الكتابة لتأخذني إلى أقاصي الكلام والحب والتعب اللذيذ، ثم ألا تلاحظ معي في (حديقة واسعة للتعب) كم هو الشاعر متعب نعم هذا صحيح لكن الكلمات يقظة نشيطة مستنفرة تبحث عن مغامرة في المجهول عن أسئلة جديدة لصياغة هذا العالم، عن (سفر تكوين) جديد لمعنى الحياة نعم عندما أتعب من الحياة ألتجئ كغريب إلى عزلتي الكتابية وعندما أتعب من جنوني الفاضح أركض إلى الحياة كطفل صغير، التعب ولادة دائمة إذا كان هناك ثمة شاعر. 

 س- أنت عدو شرس للتكرار والرتابة والملل، لكنك متهم في مجموعتك الشعرية أنك تكرر كثيراً نظرياتك في الأدب وأنك مصر جداً على تبني مذهب سليم بركات في الشعر فأين هو الجديد لديك؟
 ج- سليم بركات شاعر مهم وكبير جداً وفوق ذلك كردي بامتياز(إلهي هؤلاء أكرادك إلهي) وأنا أقرأه بين حين وآخر لكني حتى الآن لا أعرف ما هي نظريته الشعرية أما إذا كنت تقصد أسلوبه الشعري الكتابي فأولاً أنا لست بقامته الإبداعية الكبيرة، ثانياً أعتقد أنني وبالرغم من كتاباتي المتواضعة أبتعد عنه هارباً من التكرار والتقليد لأنني أحاول أن لا أكون تحت سلطة وسطوة أي شاعر كبير عدا أدونيس الذي أجدني رغماً عني تحت سطوة كتاباته، لست مصراً على شيء سوى الكتابة فقط لأنني أرى مادام هناك حياة لابد من حبر يسيل على الأقل بدلاً من الدم.  

 س- في كتابك ثمة انسجام غير تقليدي مع المكان، ما سر هذا الانسجام؟
 ج- المكان هو طرد بريدي مسافر مع الشاعر أينما كان، مكتوب عليه بالحبر الأحمر(سري للغاية) لذلك لا يمكن فك شفراته بسهولة وهنا سؤال يطرح نفسه، لماذا يصر الكوردي على كورديته، والأمازيغي على أمازيغيته والبربري كذلك يصر على بربريته؟ أليس هو المكان بشيفرته السرية وهل للسمك مكان آخر غير البحر أو الماء، وعامودا مكاني على الرغم من كل قسوتها الشرسة عليّ، هلوساتي تقول: ستفقد الحياة بدونها.

س- أين عامودا في مجموعتك الشعرية.. وأين خطواتك على أرصفتها؟  
ج- عامودا موجودة في كل كلمة من (حديقة واسعة للتعب) وستكون موجودة في كل حرف وهمزة وصل في كتابات المستقبل، عامودا تجعلني قوياً أمام ضراوة الذئاب وشراستها، وخيانة التماسيح وعربدتها  
  - الشاعر إسماعيل كوسه.. شكراً جزيلاً لك على إتاحة هذه الفرصة.
ــــــــــــــــــــــ
 عن جريدة (BERBANG) العدد ( 3)

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.71
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات