القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: نوروز حليمة!

 
الأحد 29 اذار 2009


بسام مصطفى

عشت كل طفولتي و صباي و شبابي في (جمعايا) الملقية عند أقدام باكوك. و رغم أن مصائب و شوائب كثيرة كانت تشوب حياتنا هناك و من كل النواحي لكن لم اكن لأتوقع يوما من الأيام أن تقع عيناي في  تصفحي اليومي لشبكة الانترنت على خبر مذهل، مهول و مرعب و غير متوقع أبدا. أعلم أن أباطرة سليمو و يأجوجه و مأجوجه يقودون الرياح هناك بشباك الثعالب، و أعلم أن لتلك الجهة ريح لا تهب إلا مع المهازل و الفجائع...لكن أن تمتد أياد بعضهم إلى حليمة كوزى ، تلك المرأة البسيطة جدا و الحنونة جدا و التي تعذبت في حياتها جدا كأنما خلقت للعذاب فأن ذلك ما لم يكن بالحسبان!


أتذكرها- وأنا الذي أتذكر قليلا- جالسة أمام عتبة دارها مع بعض القريبات و الجيرة وهي لا تزعج أحدا بلعبتها، ذات وجه حنون و صبوح تبتسم لنا -نحن الشباب المقامر بأعمارنا و أقدارنا و نحن ذاهبون إلى مكان ما لندخن أو نتناقش في كل شي وعن لا شيء-و تسألنا عن أحوالنا بصدق و تدعي لنا و تتمنى لنا التوفيق و الخير والنجاح-الكثيرات سألن عن احوالنا و تمنين لنا التوفيق و الخير و النجاح و لكن ليس بصدق!- كانت حليمة تعرفنا بأسمائنا و أعتقد جازما أن الحقد لم يمر بطريق قلبها يوما رغم أن للحقد، هناك، جذورا من غمام و مكائد.
   أن أكتب عن زوجها السيد خليل كوزى الذي يعرفه أهل جمعايا برمتهم لبعض أقواله و تصرفاته المميزة و احتلاله لجزء من ذاكرتنا المشوهة أصلا فأن ذلك أمر متوقع، لكن أن أحمل قلمي و أسطر هذه الكلمات بسبب مقتل السيدة حليمة-وفي يوم النوروز!- فأن هذا ما لم يكن واردا في الحسبان.
ربما أرادت حليمة و هي في السبعين من عمرها أن ترتاح قليلا و تختلي بروحها و ترتاح قليلا من صخب أحفادها لذا فضلت البقاء في البيت و لم تكن تعلم ما الذي خبئه القدر لها...فأية لعنة هذه حلت علينا و على جمعايا و على الشمال و على كل الشمالات، حيث الغبار يغطي كل شيء بمئزره و يشوه أكثر فأكثر. أية لعنة هذه التي قادت أياد المشوهين إلى امرأة في السبعين من عمرها ترتاح في دارها وحيدة  ليذيقوها عذابا و تشويها و ليهبوها موتا ما كانت تستحقه و هي التي لم تؤذ احدا في كل عمرها! أية لعنة جاءت لتأخذ بثأرها و ممن؟
حليمة كوزي المرأة الكردية البسيطة، التي عايشت و رأت و عاشت تفاصيل حياة الكردايتي  من حصاد و جني قطن و لم تتحدث بغير لغتها الكردية و كانت رمزا للمرأة الكردية الأمية لكن المحبة لقوميتها و شعبها فطريا، تستشهد في يوم النوروز من هذا العام (2009)، و في جمعايا  الكردية...
لن أسطر المزيد لروح حليمة، فها روحها قد إرتاحت بعد طول عناء.............
هولير 29/3/2009   

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 10


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات