القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: محكومون باصطياد الفرح

 
الأثنين 02 اذار 2009


غسان جان كير

دعاني احد أعضاء فرقة (gerdelûl) لحضور أمسية تقام بمناسبة مرور (30) عاما على رحيل القائد الكردي (مصطفى البارزاني)
واجتمعنا - قُبيل الانطلاق إلى مكان الحفل - في احد البيوت الفقيرة , في احد الأحياء الفقيرة , في مدينة عامودا الفقيرة , في هذه المُحافظة المُفقرة , وهل يُحاصرنا إلا الفقر, وهل إذا وصف احدنا الآخر إلا أن يقول : مقطوعو , فقيرو ....
كانت الحميمية سيدة الموقف بين المشرف على الفرقة و أعضائها , ولكنها كانت حميمية , تُكسر حاجز الاحترام الدبلوماسي , بين أعضائها , الذين يتبادلون النكت والضحك , وهم يتجهّزون للأمسية , الأجواء المُفعمة بالبهجة , بتنا نفتقدها , يوما إثر يوم , وهل أبقى (أولاد الحرام لأولاد الحلال) شيء من البهجة.


وبجهد عسير , سار بنا الباص , ولا نقول انطلق بنا الباص , لأن فعل  (الانطلاق) لا يتماشى مع هذا النوع من الباصات , بل , نستطيع القول : (سَلْحَفَ) بنا الباص , (فعلٌ من اسم السلحفاة) , ذلك أن حمله من الركاب كان أضعاف أضعاف طاقته , فعدد الواقفين فيه , كان ضعف الجالسين , وعدد الجالسين , كان ضعف المقاعد , وهذا العدد كان كفيلاً , بجعل مُخمّدات الصدمة (المقصات) تُطقطق لدى مرور الباص فوق حُفر الطريق (وما أكثرها) , أو بميلان الباص ذات اليمين والشمال , بحسب الطريق , وقد كانت إحدى الحفر كفيلة , بإسكات - ولثوان - صوت الفنان (فواز) الذي ينبعث من آلة التسجيل القديمة , في الباص القديم (المتحفي) , الذي ما كان (لدعسة المازوت) فيه أن تتجاوب مع سرعة الإيقاع في الأغاني .
ترى , أ كان تكفل الله بحمايتنا , وراء عدم تجاوب الباص مع (دعسة المازوت) , أم العدد الزائد من الركاب , أم أن روحاً بُعثت في الباص , وتُدرك أن صرف (المازوط) , بات ترفاً , على الفقراء , ومزروعاتهم , أم جميعها معاً .
فشكرا للباص , لتآخيه مع بيوتنا الطينية , واختصارهما , للمطر , بنقط من (الدلف) على رؤوسنا .
وشكرا لمن ساهم بتجهيز القاعة , الذين كانت حبات المطر (تُداعبهم) , وهل يمكن تسمية أقوى العواصف , في هذه السنين الجدباء , إلا بالمداعبة , وهل لأحد أن يتبرّم من المطر , الذي لا يُحيينا سواه , وهل لنا إلا شكر السماء , التي أدركت , (أن العودة عن الخطأ فضيلة) .
وشكرا لله , بأني شاهدت عروض (فرقة نارين) , التي كان لدي شوق للتعرف عليها , فرأيت أعضائها شبيهين بزهور الكرز, وأصواتهم ترتاح لها النفس , وليسوا , بغيلان , أو أشرار يهددون أمن المواطنين, كسببين افتراضيين, لمنعهم , من أداء عروضهم , في احد المهرجانات الرسمية , وتلقيهم لدعوة رسمية أيضا
وشكرا لتلك القاعة , التي آوتنا من البرد , والتي عرفت عنها , أنها كانت بالأساس مكانا , لتربية الأبقار , و لعمري أن تلك الزريبة , اطهر ألف ألف مرة , من قاعة المؤتمرات , في أرقى الفنادق , حيث يتآمر فيها البعض , ويأتمرون , على كيفية تجريد الفقراء من قوت يومهم.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات