القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: لمن تأخذون البلاد ؟

 
الأربعاء 18 شباط 2009


شعر: منير محمّد خلف

لمنْ تأخذون
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيُّها الأصدقاءْ..؟

لمن تأخذونَ يَدِيْ..‏
وهوائي ومائي‏
وهذا النداءَ الذي‏
قد تبقّى لديَّ‏
من الحلْمِ والانتماءْ..؟‏


لمن سأوزّعُ باقاتِ قلبي‏
وأنتمْ ترونَ البلادَ‏
تُوزَّعُ مثل سبايا الخريفْ،‏
تُساقٌ إلى المقصلاتِ‏
بلا شارعٍ..‏
أو رصيفْ...؟‏

لماذا أجرُّ أمامي‏
مواقفكم‏
يا انتظاراتِ مَنْ لا يجيء !؟‏
لماذا تُقيمون في جسدي‏
رايةً لاحتواءِ الصقيعِ‏
وناياً يلمُّ طيورَ الغروبْ؟!
لماذا تظلّ‏
أصابعُكم‏
مثل أشجار حزنيَ‏
تخنقُ فيَّ عصافيرَ زهرٍ وماءْ؟‏
لمن تأخذون‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ؟‏

"حلبجةُ" كانت ردائي‏
وكانت يَدِي في غدي
تتهيّأ للغيم‏
لكنّ قلبي تساقطَ‏
بيني وبين الجزيرَهْ،‏
وضاعتْ يَدِي من يدي،‏
دمي كان ينقشُ ظلَّ الغيابِ‏
على شرفةٍ‏
في مداهُ المُخيفْ .


وحيداً..‏
أنا مثلما كنتُ مازلتُ‏
أبحثُ عن كسرةٍ‏
من رغيفٍ نظيفْ،‏
وما زلتُ أسقطُ‏
قبل النهوضِ‏
وأصرخُ قرْبَ يَدِي‏
كي أرى‏
أنني أنحني للإلهْ.‏

تسافرُ فيَّ جهاتُ الفناءِ‏
تُلملمُ مالم أَقلْهُ‏
وما كنتُ يوماً‏
أظنُّ‏
بأني أراهْ‏ .

أسائِلُ‏
أين طيورُ البلادِ‏
التي خبَّأتْ في زوايا الكلام انتمائي‏
وجرحي وملحي‏
وأين الذي‏
كان قلبي يدلّ عليهْ؟‏

أُسائِلُكُمْ‏
يا الذين تُحيطون بي من بعيدٍ‏
وتقتلعونَ صباحي‏
من الوهج والابتهاجْ!‏

سأخلعُ جلدي‏
وأبني خرائبَ روحي،‏
أراكم بلا قامةٍ‏
والحرائقُ‏
لمّا تُكنِّسْ حرائقَها‏
ذكرياتُ الذين‏
عَدَوا خلفكم من قديم الجراح.‏
أرى أنني رحلةٌ‏
لا تعيدُ الحياةُ طفولة أحلامها وهواها،‏
تحاصرُ كُلَّ الحمامِ‏
حماقاتُكم يا خزائنَ‏
مِنْ ورطةٍ وانحناءْ!‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ

تجاوَزْتُمُ يارفاقَ الغيابِ‏
حدودَ الخرابِ،‏
أقول للِيلى: سلاماً!‏
أنا لا أجيدُ الزّهورَ‏
فُرشِّي بلاداً عليَّ‏
ورشي العراقَ ـ بدون أصابعَ ـ‏
نخلاً وخبزاً وماءْ‏
أقول: امنحيني موتاً جديداً‏
وحزناً لعصفورةٍ‏
من ندىً وارتقاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيها الأصدقاءْ؟‏

أنا المتشرّد مثل بلادي‏
أرى زورقي‏
في مهبّ الضياع الأليفْ‏
وأملأ ظلّي صوتاً بعيداً‏
يخفّفُ أوقاتَهُ من ظلامي‏
ويُعلِنُ أنَّ النوافذ لا زهرَ فيها‏
وأنّيَ لا أستطيعُ اغتسال كلامي‏
من الطائر الحائر المتشظّي‏
الذي يحتويني‏
ويذبحُ فيَّ الحياهْ.‏

أَلمُّ خُطايَ‏
فترحلُ عنّي المسافاتُ‏
تُلبِسُني طعناتِ الوداعِ‏
تُرتِّبُ ما يشتهيني‏
من الجرحِ والنزف والانتهاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة‏
يا أيَّها الأصدقاءْ ؟‏

بلادي تمدُّ لكُمْ‏
يارفاقَ الهواء‏
تمدّ لكم من خلال شبابيك هذا الأَبَدْ‏
طيورَ الكلامِ‏
وملحَ ازدهارِ الأسى‏
في بقايا الحمامِ‏
ورؤيا غَرَقْ.‏

بلادي الخجولةُ تأتي‏
لِتُكْمِلَ أحلامها من جديدٍ‏
تعانقُ خصْرَ الأغاني‏
وتأتي‏
كوجهِ المياه الجريحَهْ‏
تشيلُ مواويلَ أُمّي الذبيحَهْ،‏
وتطوي‏
بيارقَ حريّةٍ من وَرَقْ‏
تُدمِّرني من بعيدٍ‏
وتنهبُ من شفتي طفلةً‏
حلمُها فرحةٌ وعَبَقْ‏

أُكوِّنُ لي من وجودكِ قربيَ‏
فاكهةً للنقاءِ‏
وخارطةً للبقاءِ‏
وأُخرى لـ لا لافتقادِكِ‏
يارحلةً من قَلَقْ،‏

وحين تكونين قُربي‏
أناديكِ...‏
حتّى أحسَّ بأنَّكِ‏
مازلتِ قربي‏
وكي لا تصيري بعيدَهْ‏
وحتّى أُحقِّقَ لي ما أشاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة يا أيَّها الأصدقاءْ؟‏


كعادتِكُمْ‏
لا تجيئونَ إلاَّ غياباً غيابْ‏
ولا تحملونَ إلينا‏
سوى باقةٍ من عذابْ،‏
وكم لا تعودون‏
إلاَّ وتُلبِسُكُمْ شهقةُ الانطفاءْ‏
ويحرسكم جبنكم من جيوشِ البكاءْ‏
لماذا أخذتُمْ بلادي‏
وقلتُمْ: هي الآن في سلّةِ الأنبياءْ..؟‏
لماذا أخذتم بلاديَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ؟‏

لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجديدة‏
يا أيَّها الأصدقاءْ ؟‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة‏
يا أيُّها الـ.......؟‏
mner-l@scs-net.org
*******

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات