القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قراءة في كتاب: مقود الفلسفة بين ماركس وسربست

 
الأربعاء 24 كانون الأول 2008


  حسين علي /سيدا/ القامشلى

في كل مكان يمكن أن يوجد الافتقار الى الابداع النقدي، أي الى الابتكارية المقترنة بالفطنة النقدية. وفي كل مكان يفضي هذا الى ظاهرة العلماء الشبان التواقين الى اللحاق بآخر بدعة شائعة وبأحدث رطانة اصطلاحية. هؤلاء العلماء العاديون في حاجة الى اطار الى روتين والى لغة مشتركة خاصة بهم لتميزهم . بيد أن العالم غير العادي، العالم الجريء، العالم النقدي، هو الذي يحطم قضبان ماهو عادي، وهاهو سربست نبي يفتح النوافذ ليدخل الهواء الطلق، ولا يفكر في التأثير الذي يخلفه، بل يحاول أن يكون مفهوما بصورة جيدة بعدما فرمت مسألة الدين عند كارل ماركس وطرحها بصورة مؤثرة للجدل.


-ما كان يسميه ماركس في مرحلة التحرر السياسي بزوال دين الدولة لا يعني بالضرورة حذف الدين في حياة الفرد، ولكنه يعد بقاءه هذه لمرة علامة على محدودية التحرر السياسي.
من هنا يصرح في (البيان الشيوعي) وفي أماكن عديدة بضرورة الغاء الدين وزواله كليا في حياة المجتمع الشيوعي عوضا عن تجديده.
(لأن بقاء الدين بنظره يناقض التطورات التاريخية)، والتحرر الانساني الشامل. وأن هالة القدسية بالنسبة لماركس، هي رمز رئيس وأول للممارسة الدينية >وهو ينوه بأن كل ما هو مقدس ينقلب الى دنس في المجتمع الحديث -ص318- كارل ماركس ومسألة الدين_تأليف: سربست نبي.
يلمح هنا الدكتور نبي وفي صفحات سابقة لدى ماركس ثلاثة معاني مختلفة لموت الدين من نصوصه.
ولنكون طرفا آخر في هذا النقاش ولكي نخالف ماركس في رؤيتنا وتوضيح الشيخ سربست نبي بخبرات حية وذات عارفة وأن لدى الشيخ معرفة تاريخية مخزونة يصارع بها فلسفة ماركس وبأنه لا ليس نقدا عادلا لماركس حول مسألة الدين يجب أن نناظره أو نسترجع بذاكرتنا  الى كتاب -الأشكال الأولية- حيث يشرع دور كايم في توضيح كيف يمارس أعضاء المجتمع سيطرة على بعضهم البعض، عن طريق المعتقدات والطقوس الدينية.
وهو يجادل بأن على كل ما هو مقدس والأخرى تحتوي على كل مدنس>.ويشرح دور كايم أن الأشياء المقدسة ، ولا ينحصر نطاق الأشياء المقدسة في ، ولكنه ربما يضم.فمعيار التقديس يرتكز في العلاقات الاجتماعية،وليس في طبيعة الأشياء.
عندما يقول دوركايم. أنأوأنالمجتمع في شكل مغاير وعلى نحو مشخص>فهو لا يطلق كلاما ميتافيزيقيا ولكن يحاول اثبات أن أعضاء المجتمع يتفقون على أن يختلفوا، حسب تعبيرات ماري دوجلاس، .وبفضل الأشياء المقدسة عن الأشياء المدنسة يقوم المجتمع بتعليم أعضائه ماذا يمكن التساؤل حوله، وفحصه، وتجربته، وماذا يجب أن يبفى بلا اختيار.
يمكن للمرء أن يرى في نظرية دوركايم عن المقدسات، وقد صيغت بهذه الطريقة، نظرية مفادها (حول كيف تتشكل المعرفة بالكون اجتماعيا).
وهذه نقطة ترجح نظرية ماركس الى الكسل
فدوركايم يحاول اثبات أن وظيفة الدين هي
وبرغم أن أشكال الممارسة والمعتقدات الدينية قد تتنوع، فانها واذا تسائلنا هل الشيوعية نمط حياة جديد؟
وعوضا بعد أن يغيب الدين عن الدولة المنشودة:
أن تحول الوسيلة الى غاية هو أمر أقل مفاجأة عندما ينظر له من منظور ثقافي يصح فيه القول المأثور (كيفما تنظم ، فسوف تتصرف)
فعندما كانوا خارج السلطة استطاع قادة الحزب الشيوعي السوفييتي مناصرة الشعار المساواتي دون أن يكونوا ملتزمين به .
وعندما وصلوا الى السلطة، أفصحوا عن مضامين هيكلهم الداخلي التدرجي. والاستثناء الوحيد الذي نعرفه هو الثورة الثقافية في الصين.
حينما ترنح الحزب الشيوعي الهرمي، أصبح_ ماو تسي تونج_ زعيما ملهما لفصيلة مساواتية لكي يقلب تماما الأمور -الشعار المساواتي المبكر عند البقاء خارج السلطة_هذه المعضلة التنظيمية تفسر التباين بين الشيوعية المساواتية التي وصفها ماركس والشيوعية السلطوية التي جربها السوفييت وشعوب أخرى.
فكمنظر، فأن عيب ماركس الرئيسي هو أنه لم يعط أبدا نفس القدر من التمحيص البحثي لانحيازات المساواتية كما أعطاه لانحيازات الفردية والتدرجية والقدرية. فلو كان قد حلل الشروط والسلوكيات التي يحتاج اليها نمط حياة مساواتي لدعم نفسه، فقط بنصف النظر الثاقب الذي أبداه في التساؤل حول قابلية الفردية للنماء، لربما كان قد رأى الخلل في طوباويته الشيوعية المستقبلية.
ولو كان، وأتباعه، قد فهم ديناميات نمط الحياة المساواتي، لكانوا قد رأوا أن تماسكه يعتمد على بقائه خارج السلطة،وأن أنصاره لم يكونوا بالتأكيد قادرين على الحكم بمفردهم.
أن فشل ماركس في رؤية أن المساواتية ليست وضعا ممتازا، أي أنها، مثل كل نمط حياة آخر، ترد عليها القيود، كانت له عواقب ليست نظرية بل وعملية أيضا.
يستمر المنظرون في تتبع الاتجاه الوظيفي في الفكر الاجتماعي للرواد الأوائل، الى أن وصلوا الى كارل ماركس والماركسيين، الذين كانوا من بين أهم النقاد للوظيفة، باعتبار ان التحليل الوظيفي،في نظر هؤلاء النقاد،حريص على النظام القائم،ومن ثم يقف بشكل أو بآخر ضد التغيير.
_حاول المؤلف الدكتورنبي البحث عن التفسير الوظيفي للدين في نظريات ماركس، بدءا بنظريته حول المادية التاريخية.
وقد استعان في ذلك بعدد من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع،فوجد أن التفسيرات الوظيفية، أولها أن قوى الانتاج ( أدوات الانتاج ) تفسر علاقات الانتاج (توزع القوة الاقتصادية). وثانيها أن علاقات القوة الاقتصادية تفسر البنية الفوقية (القانونية والحكومية والأيديولوجية).
وكلاهما تفسيران وظيفيان.وبمقارنة تلك التفسيرات بنظرية الثقافة نجد أن اعطاء الأولوية للقوى المادية أمر مضلل.
فالتقنيات تأتي وتذهب،ولكن أنماط الحياةالقابلة للنمو تظل معنا دائما.
بل أن انماط الحياة هي التي تسبغ المعاني على التقنيات، كما أن العنصر البشري هو الذي يتحكم في العنصر غير البشري.
_في النهاية اتسائل عن الشيوعية التي قدمها ماركس كصيغة للتنظيم الاجتماعي، سواء ما كان منها في الماضي السحيق،أوالمتوقع لها في المستقبل البعيد.
وهل تقدم الشيوعية نمطا جديدا للحياة لا يدخل ضمن أنماط الحياة الخمسة التي قدمتها نظرية الثقافة ؟
الواقع أن ماركس لم يقدم وصفا تفصيليا أو تصورا كافيا للحياة المستقبلية للشيوعية. ولكنه بدلا من ذلك وصف الشيوعية البدائية.
_ويعلمنا ماركس أن وسائل الأنتاج هي التي تتغير أولا. وبالأرتكان على هذا، سوف يتغير البناء الطبقي للمجتمع ،وتتبعه الأفكار الدارجة، وفي النهاية، حين تتغير مجمل البنية التحتية، سوف يتغير نظام السلطة السياسية أيضا.على أن التاريخ قد فند هذه النظرية، التي تناقض أطروحتنا بسلطة الأفكار الفلسفية،خذ مثلا تاريخ روسياحتى العام 1917.ها هنا ما حدث أولا كان أعتلاء السلطة،: أي ما يجب لاحقا وفقا لنظرية ماركس.
وبعد هذا اتت فكرة لينين العظيمة: الفكرة القائلةان الاشتراكية هي ديكتاتورية البروليتاريا بالاضافة الى الكهربة.
وأخيرا جاءت الكهربة والتصنيع والتغيرات التي جرت فيما يسمى بالبنية الاقتصادية التحتية. وبالتالي فرض هذا التغير من أعلى،وعن طريق أداة مستجدة للسلطة، هي الديكتاتورية المستجدة للطبقة.
هذه اشارة . الأخرى يحتاج ماركس الى البرهان أنان بقاء الدين في حياة الفرد هو علامة على تلك المحدودية وأنه يقوم عقبة أمام جذرية التحرر الانساني الشامل>.ص_295_كارل ماركس مسألة الدين.
يعتبر الشيخ ان نقد ماركس للدين سابق على نقده للسياسة، وهذا الأخير سابق على نقده للأقتصاد السياسي.
حيث اختلافنا مع ماركس أنه يقيد العلاقات الاجتماعية للفرد بوسائل الانتاج.
فالفكر عند ماركس ليس تعبيرا عن وتعني الايديولوجية لديه أو البناء الايديولوجي أنها
مفاهيم تقلب الأشياء رأسا على عقب،وأنها خيالات،أو أنها بعبارة أبسط الصورة الكاذبة التي يرسمها الناس عن أنفسهم، انها آراء جزمية (دوغمائية).
على العكس من ذلك، أكد علم الاجتماع الديني عند ماكس فيبر على عنصر الفعل في أشكال الايديولوجية المختلفة،فالكاليفينية (calvinismus) والتقوية (pietismus)والكاثوليكية والكونفوشية،كانت كلها ايديولوجيات دينية،ارتبطت ارتباطا وثيقا بنصائح معينة من الجماعات الاجتماعية التي أمدتها بالدافعية السيكولوجية اللازمة، اما لكي يقدم الأفراد قيم تراكم رأس المال أو لكي يتحولوا الى نشاطات دنيوية أخرى.
ومن ثم لم تكن الايديولوجيات أوهاما،أو وعيا زائفا،أو مجرد أشكال تابعة،تعكس مصالح الجماعة بل كانت بناءات معقدة للفكر،من خلالها يوجه الفرد نفسه نحو الحقيقة،ومن خلالها يستطيع أيضا تحديد وتعريف الحقيقة.
يتضح لي بعد قراءتي لمحتوى الكتاب كالتالي وكما يتضح أيضا ثمة مقاربة بين سربست وبين ماركس،من حيث البناءان التحتي والعلوي،لكن البناء التحتي عند الأورجينال سربست نبي ، ليس العلاقات الانتاجية، وانما الدوافع كأسس نفسية وايديولوجية.
يتناول الدكتور نبي الايديولوجية والطوباوية. ويشير بحق الى الارتباط الوثيق لمفهوم الايديولوجية بالماركسية، ويميز بين مفهومي الايديولوجي الخاص والعام .
لقد طغت ا لايديولوجية على حساب الانتاج المعرفي، ولكن لا بد من تأسيس ايديولوجية أو فكر يهتم بهموم الناس، ويحول الواقع الى مادة بحث، يفكر فيه.


23/12/008

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.33
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات