القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: أقدم ديموقراطية، وأقدم قصيدة حب، وأقدم معاهدة، وأقدم حكم ذاتي في التاريخ

 
الثلاثاء 08 تموز 2008


خالص مسور

1- أقدم ديموقراطية في التاريخ:
تلك هي ديموقراطية مدينة أوروك السومرية في جنوبي العراق، حيث يرد في ملحمة جلجاجاميش الذي يرقى تاريخها إلى عام 2725 ق.م. إن ملك مدينة اوروك السومري (جلجاجيش) اقام أقدم ديموقراطية في التاريخ، حيث كان قد شكل خلال حكمه في مدينته مجلسان، هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب أوالشباب المحاربين، أي أن المجلس هو الذي كان يقرر الحرب أو السلم في البلاد.


 وقد توصلنا إلى ذلك من مضمون وثيقة تاريخية عثر عليها هناك تقول:
قدم رسل من دولة كيش المجاورة يطلبون من جلجاجاميش الاستسلام لأوامر ملكهم، وإلا فسيشن هذا الاخير عليهم حرباً لاهوادة فيها، عندها يجمع جلجامش المجلسين الشيوخ والنواب يستشيرهما في الأمر،وقد دار في مناقشة الجلسلت المحاورة التالية، وحسب الوثيقة المذكورة مايلي:
......وقد أرسل اجَا ابن انبارَجازي الى جلجاميش في الوركاء،
(عندها) طرح جلجامش على شيوخ مدينته
(السؤال التالي) وطلب الجواب:
انستسلم لبيت كيش، أم نجابهه بأسلحتنا؟
وأجاب شيوخ المدينة المجتمعون
جلجاميش:
نستسلم لبيت كيش ولا نجابهه بأسلحتنا،
جلجاميش سيد جولاب،
الذي يبرهن عن (بطولته) بأعماله للربة إنانا
لم يهتم؟ بجواب شيوخ المدينة.
وللمرة الثانية يطرح جلجاميش سيد جولاب،
نفس السؤال على محاربي المدينة وطلب الجواب:
وأجابه محاربوا المدينة المجتمعون:
جلجاميش ((لا نستسلم لبيت كيش نجابهه بأسلحتنا))
عندها أفرح هذا الجواب قلب جلجاميش سيد جولاب
وبعث في نفسه الشجاعة(والأمل).
المصدر:
دراسات – في حضارات غرب آسية القديمة – من أقدم العصور إلى عام 1190ق.م.
تأليف الدكتور توفيق سليمان – ص- 64. 
..............................
2- أقدم فصبدة غرام في التاريخ:
تقبع على رفوف متحف الآثار الشرقية في استانبول لوحة سومرية نادرة، من مكتشفات العالم الأمريكي المختص بالسومريات (صموئيل كرامر)، واللوحة منقوش عليها أقدم قصيدة حب في التاريخ، وفيها تتغنى الزوجة الملكة بجمال زوجها الملك السومري والذي حكم مدينته منذ أربعة آلاف عام، ويذهب كرامر إلى الإعتقاد بأن الفصيدة ألقيت على الملك من قبل عروسه ليلة زفافها، وحيث كانت العادة تقتضي أن يتزوج الملك كل سنة إحدى فتيات معبد إله الحب (إينانا) من اللائي نذرن أنفسهن للمعبد حتى يضمن خصب الأرض ووفرة إنتاجها، وفيها تقول العروس:
أيها الزوج العزيز على قلبي
جمالك باهر، وحلو كالعسل
أيها الأسد العزيز على قلبي
جمالك باهر، وحلو كالعسل
أسرتني، فدعني أقف مضطربة أمامك
أريد أن تقودني بيدك إلى الغرفة
اسرتنتي، فدعني أقف أمامك مضطربة أمامك
أيها الأسد، أريد أن تقودني بيدك إلى الغرفة
أيا زوجي دعني أداعبك
فمداعبتي الولهى أحلى من العسل
وفي الغرفة المملوؤة بالعسل
دعني أنعم بجمالك الساطع
أيها الأسد، دعني أداعبك
فمداعبتي الولهى أحلى من العسل
وجدت في يازوجي كل لذائذك
فقل ذلك لأمي فتهدي إليك الثمار
وقل ذلك لأبي فيغمرك بالهدايا
وأنت ما دمت تحبني
فاقترب، أتوسل إليك، وداعبني
أنت يا إلهي وحارسي
اقترب، أتوسل إليك، وداعبني.
.................................
3- أقدم معاهدة في التاريخ:
هي المعاهدة المصرية الحثية في عهد الملكين الحثي خاتوشيلي الثالث 1282- 1250ق.م. والمصري رعمسيس الثاني، والتي تم عقدها بعد 16 سنة من معركة قادش الشهيرة في التاريخ والتي جرت بين الطرفين، وكان الملك الحثي الذي دار معركة قادش هو موَواتالي(1315-1290ق.م).
ويرد في المعاهدة نص يعتبر بحق أكثر تطوراُ من نصوص القوانين الحالية في الكثير من البلدان الحالية، وهو يتعلق بتبادل المجرمين وبشكل خاص السياسيين منهم يقول النص:
إذا هرب إنسان من بلاد مصر أو إثنان أو ثلاثة وأتوا إلى أمير البلاد الحثية العظيم، فعلى أمير البلاد الحثية العظيم أن يلقي القبض عليهم ويعيدهم إلى (أوسر- ماعت- رع سيتيب – عن – رع) حاكم مصر العظيم. أما فيما يخص الشخص الذي يعاد إلى (رعمسيس ميري – عمون) حاكم مصر العظيم، فيجب ألا يعاقيه على ذنبه وألا يلحق الضرر ببيته ونسائه أو أطفاله، وألأ يلحق الضرر بعينيه، أو أذنيه، أو فيه، أو قدميه، ويجب ألا يتهم بجريمة. وإلى الجانب المصري ورد نفس الكلام الكلام السابق بتفاصيله.
نفس المصدر السابق – ص- 302
...................................
4- أما أقدم حكم ذاتي في التاريخ، فهو الحكم الذي منحه الغوتيون وهم أسلاف الأكراد، للسومريين في بلاد مابين النهرين ويرقى ذلك إلى عام 2200ق.م تحديداً.
الغوتيون أو الجوتيون أي المشتغلون بالحراثة والزرع باللغة الكردية، حيث لازال جبل جودي يحمل اسم هذا الشعب المقدام، هم أفراد إحدى القبائل الكردية الذين هبطوا كالسيل الهادر من معاقلهم الجبلية في جبال زاغروس شرقي العراق عام 2200ق.م. وتمكنوا من إسقاط الدولة الأكادية ثم السيطرة على ممالك المدن السومرية والاكادية واحدة بعد الأخرى، متخذين من مدينة لاغاش السومرية مركزاً رئيسياً لهم، ورغم أن الغوتيين كانوا من الشعوب الجبلية الأقل حضارة وتطوراً من السومريين والأكاديين، ألا أنهم أظهروا الكثير من التسامح مع هذين الشعبين، ومنحوهما أي السومريين والأكاديين حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتهم، وبموجب هذا الأمر المثير، يصبح أسلاف الأكراد أول من منح أقدم حكم ذاتي في التاريخ للشعوب الخاضعة لسيطرتهم العسكرية والسياسية.
 حكم هؤلاء الغوتيون البلاد عن طريق الإتفاقيات مع الممالك السومرية المختلفة، ولا أدل على ذلك من ازدهار مدينة لاغاش ذات الحكم الذاتي تحت حكم الملك (غوديا) السومري من قبل الغوتيين، ويلاحظ أن الغوتيين كانوا محتلين للمنطقة على مايذكر التاريخ، بينما بقي الملك غوديا السومري شعبه ومدينته يتنعمون بالحرية تحت سيطرتهم. ويقيناً هذا هو الحكم الذاتي عينه، الحكم الأكثر تطوراً مما تطالب به الكثير من الشعوب في عصرنا الراهن.
وهذا تأتي عظمة حكم غوديا تحت السيادة الغوتية، من قيامه بأعمال سياسة وعمرانية نشطة، حيث عمد إلى جلب الأخشاب من ماغان وميلوخا، لبناء المعبد الكبير في المدينة، كما قام بأعمال هامة أدت إلى ازدهار مدينته مع بقية المدن الاخرى التي انضوت تحت السيادة الغوتية،. ولهذا ظل وفياً للغوتيين ونال منهم كل الرعاية والدعم والمساندة، وعملوا مثل ذلك مع الممالك السومرية الأخرى الخاضعة لسيطرتهم، مما يثبت أن الأكراد لم يكونوا عنصريين أبداً خلال تاريخهم المديد حتى اليوم، وأنهم أول من منح حكماً ذاتياً في التاريخ، وهذه ولاشك مأثرة من مآثر التاريخ، ومفخرة سياسية وأخلاقية مابعدها مفخرة. وكان يقال بأن سكان مدينة لاغاش(تللو حالياً) في العراق، بلغوا تحت حكم غوديا مع سكان المناطق المجاورة لها، أكثر من (215000) من المواطنين الأحرار. وبقي الغوتيون يحكمون جنوب ووسط العراق إلى أن طردهم السومريون من جديد عام 2018 ق.م.  وبدأ عهد جديد يطلق عليه عهد الإنبعاث السومري، أو ما يطلق عليه المؤرخون اسم عصر سلالة أور السومرية الثالثة.
المصدر:
    نعيم فرح معالم حضارات العالم القديم – ص- 150.


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات