القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مسرح: مسرحية البارزاني (المشهد السابع والثامن)

 
السبت 12 اب 2006

المشهد السابع

(المكان عبارة عن نهر صغير، يتناهى من بعيد صوت غناء جماعي، يقترب الصوت تدخل مجموعة من البيشمركه وهي تغني)
بيشمركه1 : وقوف قف.
البيشمركه : ماذا حدث ؟
بيشمركه2 : دعنا نكمل السير يا خوشناو.
بيشمركه3 : كف عن المزاح يا أخي.
بيشمركه4 : لنتقدم يا بيشمركه ثورة أيلول.

(يتقدمون)
بيشمركه1 : وقوف قف.
البيشمركه : (بضيق) هوْ هوو!!
بيشمركه2 : كف عن المزاح يا خوشناو.
بيشمركه1 : إني جاد يا صديق.
بيشمركه3 : ما الحكاية ؟
بيشمركه1 : نهر صغير يعترض طريقنا، فإلى أين المسير ؟
بيشمركه2 : سنجتازه.
بيشمركه3 : هل تخشى اجتياز الأنهار الصغيرة يا خوشناو ؟
بيشمركه1 : بل أخشى عليكم من الليل يا صاحبي.
بيشمركه2 : لا يهمني البلل.
بيشمركه1 : حسن تفضل يا بطل.
بيشمركه5 : قف يا أخي.
بيشمركه2 : لن أقف، سأخوض في مياه النهر يعني سأخوض.
بيشمركه5 : لماذا تفعل ذلك والأحجار التي تصل بين ضفتيه موجودة انظروا إليها. (يشير إلى مكان الأحجار)
بيشمركه1 : محظوظ.
بيشمركه4 : لنعبر بسرعة قبل أن يصل القائد.
بيشمركه2 : اطمئن، سأنطلق فوق الأحجار كالحصان.
بيشمركه1 : انطلق يا حصان ثورة أيلول.
البيشمركه : (يضحكون) حصان ثورة أيلول؟!
بيشمركه2 : نعم، أنا حصان الثورة انظروا كيف سأنطلق.
البيشمركه : (بمرح) واحد، اثنان .....بم.
(ينطلق بسرعة، وقبل أن يصل إلى الضفة الأخرى يسقط في النهر)
          (يضحك الجميع)
بيشمركه1 : والآن من سيعبر ؟
بيشمركه3 : أنا سأعبر كالصاروخ وليس كالحصان.
بيشمركه1 : تفضل يا صاروخ أفندي.
البيشمركه : واحد، اثنان...بم
(يحدث له ما حدث للبيشمركه2، يضحك الجميع)
بيشمركه1 : وسقط الصاروخ كالصاروخ، من يعبر كالطائرة؟
بيشمركه4 : عبور النهر لا يحتاج إلى صاروخ أو طائرة يا خوشناو.
بيشمركه1 : إلى ماذا يحتاج يا حكيم ؟
بيشمركه4 : إلى الحذر، و إلا كان مصيره البلل.
(يعبر بحذر، يتأرجح حين يطأ حجرة غير ثابتة، يسقط في النهر يضحكون)
بيشمركه4 : (وهو في النهر) وجدتها، هذه الحجر هي السبب إنها غير ثابتة.
بيشمركه5 : حسن، ثبتها إذاً.
بيشمركه4 : لن أثبتها حتى أرى خوشناو مبللاً مثلنا.
بيشمركه1 : ليثبتها سكفان.
بيشمركه5 : أخشى أن يؤثر البلل فيّ كثيراً.
بيشمركه1 : اطمئن يا صاحبي، سأدعو لك بالسلامة والعافية.
(يدخل البارزاني وبرفقته بيشمركه كهل، يهم بالعبور)
بيشمركه5 : لا تعبر يا سيدي.
البارزاني : لماذا ؟!
بيشمركه1 : إحدى الأحجار غير ثابتة، ولقد سقط في النهر كل من عبره.
البارزاني : لماذا لم يثبتها العابر الأول منكم ؟
(يتبادل الجميع نظرات الخجل، يشمر البارزاني عن رجليه ويدخل في النهر)
البيشمركه الكهل : ماذا تفعل يا سيدي ؟
بيشمركه1 : انتظر يا سيدي.
بيشمركه5 : سأثبتها عوضاً عنك يا سيدي.
(يثبت البارزاني الحجر جيداً ويعود)
البارزاني : تفضلوا بالعبور يا بيشمركه ثورة أيلول.
(يعبرون النهر، يخرجون، يبقى البارزاني و البيشمركه الكهل)
صوت البيشمركه : (يغنون)
قائدنا بارزاني            يا شمس الأعالي
معك على الأعادي      بيشمركه ضواري
سر يا أسدنا             يا روح شعبنا
ستبقى قائدنا             يا أمل أمتنا
يا نسر جبالي            يا قمر الليالي
قائدنا بارزاني            يا شمس الأعالي
البارزاني : (بضيق) ما هذا ؟!
البيشمركه الكهل : إنهم يغنون قائدهم.
البارزاني : لكن هذا لا يجوز.
البيشمركه الكهل : كيف لا يجوز وأنت البطل وعين الشعب و...        
البارزاني : بل أنا خادم الكرد وابن الشعب هيا نلحق بالرجال.
البيشمركه الكهل : حاضر.
                             (يخرجان)

المشهد الثامن
(المكان نفسه، الراعي محو يجلس على صخرة وهو ينفخ في نايه لحناً حزيناً يحاول شاب عبور النهر بتردد وحذر، ينتبه إليه الراعي محو)
الراعي : اعبر ولا تخف أيها الشاب.
          (يجتاز الشاب النهر، يقترب من الراعي)
الشاب : شكراً يا عماه.
الراعي : إلى أين تنوي الذهاب يا بني ؟
الشاب : (بتردد) إلى...
الراعي : (يضحك) إلى البارزاني، أليس كذلك ؟
الشاب : (باستغراب) كيف عرفت ؟!
الراعي : هل تريد الالتحاق بالثورة فعلاً ؟
الشاب : نعم.
                   (يضحك الراعي بسخرية)
     لماذا تضحك يا عماه ؟! هل قلت ما يدعو إلى الضحك؟
الراعي : قل لي يا بني : لماذا تخشى السقوط في مياه النهر ؟
الشاب : كي لا أبتل.
          (يضحك الراعي بسخرية وعفوية)
          لماذا تضحك ؟
الراعي : وهل يخشى الثائر من البلل ؟!
الشاب : طبعاً لا، لكنني أخشى أن يؤثر البلل في صحتي، فأصاب بالزكام.
الراعي : وهل تخشى الزكام ؟
الشاب : طبعاً لا، بل أخشى أن يرفض البارزاني ضمي إلى صفوف البيشمركه حين يجدني مريضاً.
الراعي : (بصمت) هذا صحيح يا ولدي، هل تعرف ماذا سيفعل حينها ؟
الشاب : ماذا سيفعل ؟
الراعي : سيقدم لك العلاج والدواء ويقول لك مع السلامة يا بني أنت لا تعرف البارزاني جيداً.
الشاب : بل أعرفه يا عماه .
الراعي : تعرفه ؟!
الشاب : نعم، مَن مِن الكرد لا يعرف البارزاني يا عماه ؟!
الراعي : (يتنهد) ايه يا ملا.
الشاب : ماذا حدث يا عماه ؟
الراعي : لا شيء.
الشاب : (بخوف) هل أصاب القائد مكروه ؟
الراعي : لا يا ولدي، اطمئن، القائد بخير لكن....
الشاب : قل يا عماه.
الراعي : اسمع يا بني، حين تلتقي بالبارزاني قل له: إن محو، محو بن مجيد البرواري عاتب عليك كثيراً.
الشاب : من هو محو بن مجيد يا عماه ؟
الراعي : أنا.
الشاب : أنت ؟! (يكتم ضحكه)
الراعي : لماذا تضحك يا ولد ؟!
الشاب : لكن...(يضحك)
الراعي : قل أيها الشاب، لماذا صمت ؟
الشاب : هل يعرفك البارزاني يا عماه ؟
الراعي : ها... لابد أنه يعرفني، البارزاني يعرفنا جميعاً يا بني، لكنني عاتب عليه.
الشاب : لماذا ؟
الراعي : لأنه سيتنازل عن كركوك، اسمع أيها الشاب، حين تجده قل له : إن تنازلت عن كركوك يا ملا، فإنه محو لن يقبل بذلك أبداً.
                             (يضحك الشاب)
          لا تضحك يا ولد، عيب لم أرو لك طرفة، إني أتحدث عن البارزاني.
الشاب : البارزاني لم يتنازل عن كركوك يا عماه.
الراعي : ماذا ؟
الشاب : صدقني يا عماه.
الراعي : هل أنت جاد ؟
الشاب : طبعاً، ألم تسمع ماذا قال عن كركوك ؟
الراعي : ماذا قال ؟
الشاب : قال : كركوك قلب كردستان.
الراعي : (بسرور) حقاً ؟ اسمع يا ولد، قل الصدق وكفى.
الشاب : إني أقول الصدق يا عماه، وقال أيضاً....
الراعي : عن كركوك؟!
الشاب : نعم.
الراعي : قل : ماذا قال ؟
الشاب : قال : ستبقى كركوك كردية حتى لو لم يبق فيها كردي واحد.
الراعي : (يقفز عالياً) أحسنت يا ملا، قلت للآغا : البارزاني لن يفعلها يا آغا، صدقني يا آغا، لكن الآغا أصر على رأيه وقال: بل يفعلها، أنت لا تعرف البارزاني يا محو (يضحك) أنا من يعرف البارزاني، اسمع يا بني، حين تقابل البارزاني قل له : إن محو بن مجيد يسلم عليك ويقبل جبينك.
          (يقبل الشاب) هذه للملا (يقبله ثانية) وهذه للبيشمركه.
الشاب : وأنا ؟
الراعي : (يضحك ويقبل الشاب) وهذه لك، رافقتك السلامة يا بني لا تنس أن تسلم عليه وتقبله....
الشاب : حاضر يا عماه.
(يخرج الشاب، ينفخ الراعي في نايه لحناً سعيداً ويهز رأسه طرباً، يشاهد بعض الشباب وهم يجتازون النهر يعزف لهم بحماس)

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

المواضيع المرتبطة

القسم الثقافي