القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: قصيدة Sten

 
الأربعاء 05 اذار 2008


عبد الستار نورعلي

صدىً بجسمكَ
أم وخزاتُ نازلةٍ
حلتْ عليك
وقد شدتْ مراسيها
هذي الحياةُ
ومرسىً في نهايتها
سفينةٌ يحملُ الأنواءَ حاديها
فتنثر الحلمَ دهراً
ثم تأكله
ترمي العظامَ  على أهدابِ ماضيها


Sten
ها أنتَ تحدثني
منْ غير كلامْ
تلقي في عينيَ
عينيكَ سؤالاً:
هل تعرفني ؟

ـ أعرفكَ !
منذ أبونا آدمُ ألقى مرساه
في صحراءِ الربع الخالي
بعد الجنةِ ....

مرساكَ الآنَ العودةُ حيثُ الرحلةُ
في آخرِ ايام إقامتها .

أتراكَ تراها ؟
أتراكَ تحسُ دبيبَ النملِ
وهي تقيمُ القداسَ
بين خلايا الجسدِ العاري ؟

أتراكَ ترى الأجداثَ
تحتَ الأرضِ
وفوق الأرضِ
وهي تقيمُ الحفلةَ صارخةَ
ونبيذاً منْ أشهى نهرٍ
نهر العودةِ ؟

أخبرْني !

الصخرةُ فوق الكتفين
من أيام الكهفِ وأيام سدوم وعمورةَ
وأيام الحربِ الكونيةِ
بينكَ
وبينَ القادمِ من خلفِ الخارطةِ المذبوحةِ
بسيفِ الغزواتِ
وسيوفِ ذوي القربى !

Sten
هل تسمعني ؟

إني جوابُ الآفاقِ أراكَ
تجوبُ الآفاقِ الأخرى
وتحطُ الرحلَ هناكَ ...
حيثُ هواءُ العالم أنقى
من دنيا الخيباتْ !

هل تسمعني ؟

صخرٌ ماتَ
والخنساءُ تغنيهِ أبدَ الدهرِ
والقاتلُ خلفَ الخيمةِ ينتظرُ
ساعتهُ
في عاصفةِ الرملْ ......

*   *   *   *

Sten
أوتارُ الموتِ
تعزفُ أغنيةَ الرجلِ الغادي
من رحلتهِ
في آخر هذا الليلْ ...

هل تسمعُني؟

إني أسمعُ دقاتِ الساعةِ تقتربُ
لا ريبَ
لن تستأخرَ أبداً لحظتها
أو تستقدمَ  .

هل تسمعُني ؟

إني بجواركَ أحصي لحظاتِ النومِ
أستقدمها
من غير جوابْ !

إن الغارقَ بينَ صخورِ الغفوةِ
لا يسمعني ...

إني أدقُ الصوتَ
فوق جدارِ الجسدِ الراقدِ
مثلَ حجارةِ جبلِ الجودي ....

هل تسمعني؟

وقعُ الخطواتِ على البابِ
تزحفُ ليلَ نهارْ
قربَ الجسدِ العاري ....

ارفعْ رأسكَ عن أوجاعكَ
كلمْني !

ألمسُ وخزاتِ الإبرةِ
تدخلُ في الجلدِ ،
والعظمُ هشاشةُ هذا العالم
حينَ تراوده
عن بهجتهِ ....

هلْ تسمعها
نبضاتِ قطار العمرِ
تقتربُ
من ميناءِ الخارطةِ الأخرى
حيثُ الشجرةُ منتصبه
مثل الجبلِ الراسي ؟

لا تقربـْها !
قد تحرقك الأغصانُ !

هل تسمعني ؟

لم تُخلقْ كي تقربها .

فحدائقُ ذاك الشيطانِ الواقفِ
عند البوابةِ نارٌ .....

هل تسمعني ؟

* Sten: رجل طاعن في السن كان يشاركني الغرفة في قسم طوارئ القلب في مستشفى مدينة اسكلستونا.كان مغطىً بالاجهزة والانابيب لا يعي ما حوله و الأطباءُ والممرضات والممرضون يمرون عليه ليحقنوه ابراً ويعطوه أدوية وهو غارق في نومه يئنُ.
و Sten بالسويدية معناها صخرة وحجر. 

مستشفى ملار في اسكلستونا
السويد
صباح الخميس 21 شباط 2008 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات