القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: دمشق عاصمة للثقافة العربية 2/2

 
الأثنين 31 كانون الأول 2007


محمد قاسم

في القسم الأول أوضحنا بعضا من الأسلوب الذي يعتمده كثير من المثقفين العرب ..إما انسياقا مع الاتجاه السلطوي-أو ابتزازا نفسيا من السلطة....أو انعكاسا لتربية تسربت آثارها الى نفوسهم: ذهنية وسيكولوجية..عبر أسلوب تربية وتعليم ..دوما يصوغه المتسلطون بعيدا عن إرادة الشعوب تسخيرا لها لابتزاز الآخرين..بشكل أو بآخر..!
وأشرنا الى المغالطة التي يلجا إليها هؤلاء في تفسير العلاقة بين الإسلام وبين العروبة وخاصة من الذين لا يؤمنون بالإسلام ولكنهم يتخذونه شعارا لتمرير بعض مشاريعهم الفئوية او الطائفية او حتى المعتقدية...الخ. والتي ترتد سلبا –كما حصل واقعا – على الإسلام كدين..!


واشرنا الى التعامل غير المنطقي مع المفاهيم الغربية وغيرها.. تلك التي أثبتت التجارب  فاعليتها ومصداقيتها على  صعد مختلفة، وخاصة على الصعيد السياسي كالديمقراطية.. والليبرالية الاقتصادية.والتكنولوجيا المتطورة..الخ.وان كانت تعاني من بعض خلل في المستوى الأخلاقي.يبحثون عن علاج له صباح مساء، كما هو ديدنهم في البحث دوما عن سد الفجوات الحاصلة عن اكتشافاتهم في مختلف الميادين..
ففي الغرب  شعوب غلبت في حياتها الذهنية المنطقية والعلمية..وهي مفتاح التكنولوجيا وتنظيم شؤون الحياة .. ولكنهم لم ييأسوا للبحث عن ما هو أفضل انعكاسا على الحياة الاجتماعية أبدا.خاصة أنهم يمتلكون  المعطيات الإبداعية عبر النظام السياسي الذي جسدوه في مسارات الديمقراطية .. والليبرالية الاقتصادية التي تتيح انطلاقا  أرحب، وان كان المدى والانتشار يظل يشكو..وليس هذا البعد والانتشار في الشرق العربي أفضل.بل هو في أسوء حالاته عمليا..
وفي هذا القسم –وهو الأخير – نحاول ان ننطلق من أسئلة نراها مشروعة..وهي:
هل العروبة تعني الإسلام،والإسلام يعني العروبة..؟!
هل الدين الإسلامي دين خاص بأمة العرب.؟!
هل يمكن اختصار الإسلام في ثوب العروبة..؟!
أسئلة وغيرها تطرح في هذا الاتجاه .
فإذا كان الجواب نعم ان العروبة والإسلام شيء واحد..فهذا يعني استبعاد الإسلام عن كونه دينا كونيا..ومن ثم فهو يمثل دينا خاصا بجماعة بعينها (قومية-قبيلة-تجمع من نوعها..الخ).
وفي هذه الحال فلا يلزم هذا الدين الخاص، أحدا من الجماعات أو القوميات أو القبائل.. الأخرى به..وربما بحثت هذه الجماعات بأشكالها المختلفة عن دين خاص لهم.. وهذا ما يحصل هذه الأيام..فهناك توهج في الجماعات المختلفة..للمحافظة على جذور أديانهم ..من جهة. ومن جهة أخرى يكاد الموج يجرف الكثير من أبناء الديانة الإسلامية من غير العرب –ومنهم تيار في الكرد-للبحث عن جذور أديان سابقة للإسلام كان أجدادهم يعتنقونها، وربما رد فعل للفهم العربي المطروح للإسلام..!
لذا لا نجد غرابة في توهج الدعوة الى إحياء الزرادشتية كدين كردي.قديم..
وإذا كان الجواب بأنهما مختلفان -الدين والقومية العربية- ولكن للعرب دور في نشر الإسلام تصبح القضية مختلفة وينبغي تحديد الدور..وطبيعته..بالنسبة للإسلام..
وبالتحليل .. ماذا نلاحظ؟!
من هم الدعاة الأكثر صخبا عن العلاقة بين العروبة الإسلام..هل هم العرب المسلمون..أم هم العرب القوميون..؟
وهل العرب القوميون مؤمنون بالإسلام عقيدة دينية؟  أم أنهم يستخدمونه محطة اجتماعية سياسية تستثمر في هذه الناحية؟!
هذه أمور ينبغي أن توضح وتحدد .ليس من أي
احد ..بل من الذي يوصفون بالتوافق  بين الطرح وعقيدتهم..(أي الذين يمتلكون مصداقية في اعتناقهم للدين الإسلامي وفق طبيعته التي أنزلها الله بها كدين كوني للعالمين جميعا).
ذلك لأن الآخرين الذين لا يتمتعون بهذه المواصفات في هذا الشأن، ليس لهم سوى إبداء رأي او ملاحظات نقدية..أما ان يكونوا هم المشخصون –كما فعل ميشيل عفلق وغيره مثلا –فلا أعتقد انه سلوك صحيح..أو –على الأقل –في هذه الحالة ..فليعتنقوا قوميتهم كما يشاؤون ولكن لا يخلطون بين الإسلام ويصبغونه بالصبغة القومية الى درجة القول في تحريف وتصحيف للآيات القرآنية كما يشتهون كما يرد في كتاب علم الاجتماع العربي –السياسة-[i]((وخاطب القرآن العرب في أكثر من مرة..ان هذه أمتكم امة واحدة)) أو ((وكنتم خير امة أخرجت للناس)). فيخصصون القول الموجه للمسلمين عامة كأمة.بالقومية العربية بزعمهم.
وأما إذا كان الذين يكرهون العرب من القوميات والطوائف والمكونات التي تعيش تحت حكمهم كالكرد والسريان والأرمن والآشوريين والمذاهب المخالفة للسلطات، سواء أكان سنيا في ظل حكم شيعي او شيعيا في ظل حكم سني او غير  ذلك..فالحق اقول ..ربما كان في هذا التوصيف بعض صحة..وان كنت أفضل كلمة استياء على كلمة كراهية..
هذه الشعوب مستاءة من الأسلوب الذي يتعامل به العرب معها باسم المصلحة او الحق العروبي في التاريخ وفي الجغرافيا وفي الدين..الخ.
هذه الشعوب والطوائف مستاءة من أسلوب إدارة شؤونهم، بتذويبهم، واضطهاد ثقافتهم، وحرمانهم من أبسط حقوق المواطنة،  وجعلهم مجرد بيئة تعيث فيها الأجهزة الأمنية رعبا.. واضطهادا.. وتشتيتا.. وتكريسا لسلوكيات مرفوضة من التربية وقيمها –حتى تلك التي تدرس من الجهات الحاكمة ذاتها -.
متى يمكن ان تتغير الطريقة التي بها تعالج مختلف القضايا في حياة المجتمعات المتخلفة كلها ،وفي حياة المجتمعات العربية خاصة..فيصبح الفكر والفعل في اتجاه واحد..ويسعى الفعل للتوافق مع الفكر واقعا.مجسدا..؟!
وطبعا لكي يمكن تحقيق ذلك فلا بد من إيجاد المناخ الصحيح لممارسة الحرية التي تتفاعل في إطارها الأفكار وتبدع.فلا تطور..ولا تقدم..ولا إبداع مادامت الحرية مريضة..!

[i] -كتاب كان يدرس حتى ثمانينات القرن العشرين في الصف الثالث الثانوي(البكالوريا)  في سوريا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات