القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مسرح: مسرحية موت الحجل..... اللوحة الثانية

 
الجمعة 14 تموز 2006



                          اللوحة الثانية 



(مقبرة مهملة، إضاءة شاحبة يفترض أنها ضوء قمر ، قبور متناثرة . قبر بارز بوضوح له شاهدة من الداخل .. هجار يجلس القرفصاء صامتاً إلى جانب هذا القبر .صوت غناء غير منسجم قادم من بعيد لمخمورين يدخلان وهما يترنحان .. يمكن لهما أن يظهرا خلف الجمهور )
السكير 1 : ( بخوف وقد تشبث برفيقه ) هسس . انظر .. انظر هناك .
السكير 2 : ( مترنحا . بسخرية ) هه . وهل أرى كي أنظر . ( يغني )
السكير 1 : ( يقاطعه )  اصمت .اصمت يا حمار و انظر إلى ذلك القبر .
السكير 2 :  تقول القاعدة الذهبية المعروفة يا أخ الحمار :أنا لا أرى .لا اسمع .لا أتكلم . ألم تحفظها بعد ؟ ( يغني )
السكير 1 : حمار .
السكير 2 : ( يجيل ببصره بين الجمهور ) إنها مجرد قبور . قبور متشابهة في الشكل .. والحجم أيضاً . ( يغني ).
السكير 1 : ( يكم فم صديقه )  اصمت يا رجل . ( يمسك رأس صديقه و يوجهه نحو هجار ) ها . . ماذا ترى ؟
السكير 2 : ( بعد تحديق طويل . مندهشاً ) أرى . أرى أحدهم ، ولكن من عساه يكون ؟!
              ( يحاول الاقتراب من هجار . فيمنعه الأول )
السكير 1 : إلى أين يا فهمان ؟
السكير 2 : يحب أن نتعرف عليه .
السكير 1 : ماذا ؟! قد يكون جنياً أو ميتاً خرج من قبره .
السكير 2 : ( برعب ) جنياً أو .. (يجرع من بطحته ) ماذا قلت ؟!
السكير 1 : (يجرع من بطحته )  أو جاسوساً جاء لمراقبة ميت دفن حديثا ً .
السكير 2 : جاسوس ؟! العمى !!
السكير 1 : لقد بدأ يتحرك ..  هيا نختبئ .
              ( يختبئان . هجار ينتقل بين القبور . يصيخ السمع إلى هنا وهناك ..
               يتعثر بقبر صغير )
هجار   : ( بألم ) آخ . من أنت يا هذا ؟! يبدو أنك ضيف جديد ..مسكين . طردوك أنت أيضاً . إنهم لا يكفون عن مطاردة بعضهم البعض . ( يقترب من قبر جدته . يهمس بحذر ) لا تخافي يا جدتي . لا أحد هنا سوى هذا الضيف الجديد  . يبدو أنه صغير السن . ( ينظر إلى السماء بسرور ) استمر أيها الليل واشتد حلكة .. لا أحد غيرك يبعد هؤلاء الناس عني . إنهم.. إنهم الجحيم بعينه . ( إلى قبر جدته ) الآن أستطيع أن أستسلم لملك النوم .
            (يسند رأسه إلى قبر جدته منهكاً . لحظة صمت . يرفع السكير الثاني رأسه . يتجشأ. فيخفض الأول رأس الثاني . ينتفض هجار . يلتفت حوله مذهولاً . يسترق النظر والسمع إلى جنبات المكان . ينادي بخوف ) من ؟! من هناك ؟ من هناك ؟ ( يعود إلى قبر جدته ) من أين جاء هذا الصوت ؟! من الذي تسلل إلى هنا ؟ ( بعد تفكير )  هل لحق الأطفال بي إلى هنا ؟! لا . الأطفال يخافون الظلمة . وخاصة هنا في المقبرة . أوصمانو .إنه أوصمانو بالتأكيد . نعم أنه هو. أبن الكلب يكرهني . يكرهني لأن ابنته تحبني . وأنا.. وأنا أيضاً أحبها . أحبها كثيراً . ( يصيح بانفعال ) أوصمانووو .. هيا اخرج أيها الجبان . أنا واثق بأنك هنا . جئت تريد قتلي ..منذ زمن تحاول  قتلي . أنت تكرهني . لذلك تحرض الأطفال على قذفي بالحجارة كلما مررت من أمام باب دارك , وتشتمني وتهددني بالسكين المخبأة في ثوبك .هيا .هيا اخرج واطعنني بها . جز رأسي كخروف .أنا لا أخافك  . لن أترك نسرين . أنا أحبها.وهي ..وهي تحبني ( يغني لنسرين بتحد, يصمت بعد قليل .ينصت بخوف ) أوصمانو .عمي أوصمان . أين ذهبت؟ ( يرفع السكيران رأسيهما وينظران إلى هجار ) لا تغضب يا عم أوصمان .. هل ستذهب إلى الشرطي لتشي بي مرة أخرى ؟ سيسوطني الشرطي بقوة ويجلسني على ذلك الكرسي و..
            (يتحسس جسده ورأسه برعب . ينفعل وهو يتلوى وكأنه يساط .ينفعل السكير الأول . يجري بين الاثنين ما يشبه التناوب والتناغم في الكلام والحركة )
هجار     : آخ يا ظهري .
السكير 1 : ..ظهري .
هجار     : آخ قدماي .
السكير1 : آ..قدماي .
هجار      : أبعدوا هذه الأسلاك عني .
السكير 1 : الأسلاك عني .
هجار      (برعب) أصابعي . أذناي. لساني ..لن أعترف .
السكير 1 : أذناي .لساني .. لن أعترف .
هجار      : لا. لن أعترف .
السكير1   :  لن أعترف.
            ( يتلمس هجار المنطقة السفلى من جسده .يطلق صرخة ألم ورعب ,يطلق السكير الأول صرخة ألم مشابهة .. يصمتان . يسقط هجار أرضاً . السكير الأول يقف جامداًً كتمثال . السكير الثاني ينقل بصره بين الاثنين مشدوهاً )
السكير2 : أبا نالين . أبا نالين .اجلس يا رجل . اجلس .
             (يجلس الأول . صمت . هجار يئن ) هل تعرفه ؟       
السكير 1 : ( بذهول ) نعم .أعرفه. إنه هجار. هجار عبدي رمو .
 السكير 2 : من ؟
السكير 1 : دلبرين و رشيدو و الأستاذ .
السكير 2 : ماذا تقول ؟!
السكير 1 : والقبو المظلم و العفن .. السوط الرباعي . الكرسي ..
               ( يحس بألم مفاجئ . يهوم بيده أمام عينيه كمن يمسح صورة أو يطرد شبحاً . يجرع من بطحته . هجار يربت على قبر جدته ويدندن بخفوت )
هجار   : ( بهمس ورجاء )  غني يا جدتي .غني . ألم تعديني بأغنية في ليلة عرسي؟ هيا غنيها الآن لتسمعها نسرين . ( يغني بصوت خافت . تتحرك القبور . ينتبه إليها فيجمد في مكانه خائفاً . يصمت برعب ) ما هذا يا إلهي؟ القبور تتحرك ؟! أموات يخرجون من قبورهم . إنها القيامة ( يحتمي بشاهدة قبر جدته ) الأشباح .الأشباح ستقتلني يا جدتي .أبعديها عني . ابتعدوا عني . أنا . أنا لا أحبكم .. أكرهكم . ( يفر من الأشباح التي تحيط به وكأنها تضيق الخناق عليه ) ابتعدوا. ابتعد . عما تبحث ؟! أنا لا أحمل في سترتي شيئاً ( يحمي جسده بيديه ) المناشير كلها معه . أنا لم أعد أهتم بشيء . صدقوني . لقد تركت السياسة للسياسيين . نعم. نعم لم أعد أهتم بشيء.تركت الثقافة للمثقفين . و.. وتركت الشرف للشرفاء ( يضحك ) للشرفاء . نعم للشرفاء ( يضحك بهستيرية ) ألستم شرفاء ؟ هيا اخرجوا من هنا . هذا المكان لي . لي وحدي .. لي ولجدتي أيها الشرفاء . ( يضحك .  يحتضن قبر جدته .. يهدأ ) أبعديهم عني يا جدتي .. ضميني إلى صدرك    ( وقد هدأ تماماً ) غني لي يا جدتي .. غني .
            ( يتهاوى على القبر . صمت .صوت الجدة ينطلق بالغناء شجياً . يأتيه الصوت عميقاً . لحظات ثم ينهض كالمأخوذ . يتهادى راقصاً ثم يبدأ بالغناء . يتلاشى غناء الجدة شيئاً فشيئاً . يستمر بالرقص والغناء . تخرج الجثث من قبورها . بعد لحظات من خروجها ينتبه إليها . يصمت مشدوهاً ومرعوباً . تنتصب الجثث أمامه متلفعة بالأكفان )
هجار   : ( بفزع ) الأشباح مرة أخرى ؟! ماذا تريدون مني ، من أين جئتم ؟
            كيف جئتم إلى هنا ؟ هيا ابتعدي أيتها الأشباح اللعينة .
ميت أول: لا تلعن الأموات يا هجار .
هجار    :  ( برعب ) ماذا ؟ (يحاول الفرار )
ميت ثان : لا تهرب يا هجار .
هجار    :  ماذا تريدون مني ؟
الأموات :  غنِّ .غن لنا يا هجار .
ميت ثالث : منذ زمن بعيد لم نستمع إلى غنائكم أيها الأحباء .
ميت رابع : لماذا استبدلتم غناءكم الشجي بالعويل ؟!
ميت أول  : وأصوات المدافع
ميت ثان  :ومهاترات الكبار .
هجار    : (يضحك بهستيرية ) ها ها .. أنتم الأموات محقون . أقسم على ذلك . (بخوف وحذر ) اسمعوا. لا تقولوا هذا الكلام أمام غيري . القبور أيضاً لها آذان .
الأموات  :لا تخف يا هجار. فنحن أموات .
هجار : لا تكونوا حمقى , سيحيونكم من جديد ويذيقونكم العذاب الأليم .. أنتم لا تعرفون ماذا يعني أن تربط أعضاؤكم بأسلاك كهربائية يا حضرات الأموات
الميت أول : مسكين يا هجار . أنت أيضاً لست حياً ,فلا تخف هكذا .
هجار  : ( مأخوذاً ) أنا ! أنا لست حياً ؟! ( يتحسس جسده ) أنا لست ميتاً .ربما ،ربما كنت مجنوناً كما يقول عني اوصمانو..ولكن لا.أنا لست مجنوناً.أنا هجار..هجار عبدي. فلا تسخروا مني (بعصبية) من أنتم؟ وماذا تريدون ؟!
الأموات   : غن لنا .
هجار      : لن أغني ولن أرقص لأحد .
الأموات  : غن يا هجار .
هجار     : لن أغني .
الأموات  : (يعودون إلى قبورهم ) مسكين أنت يا هجار . مسكين .
             ( صمت .هجار ينتقل بين القبور بخوف واندهش )
هجار : أين ذهبتم أيها الموتى ؟ ابقوا هنا . سأغني لكم . أنا لست مسكيناً . هل خفتم أن أشي بأحد منكم ؟ اطمئنوا (بخيبة )  لقد اختفوا تماماً .. ( يقترب من قبر جدته بتهالك . يتكئ عليه ) أنا تعبان يا جدتي .تعبان جداً ..أريد أن أنام وأنام  ( يغفو.. تدخل المجوعة .. )  
المجوعة:   نم يا هجار
               نم لحظة أو بعض لحظة
               قد تهاجر أسراب السنونو إلى عينيك 
              وقد تصفو السماء
             لا شمس في سمائنا تبين
             ولا قمر
             نم لحظة أو بعض لحظة يا ابن الجبل
            ستمر أحلامنا عبر عينيك
            ستمر سريعاً كأطياف خجلى
            نم يا هجار
           نم لحظة أو بعض لحظة
            (تنسحب المجموعة .لحظة صمت . يتقدم السكير الأول من هجار. فيما يظل الثاني مقتعداً أحد القبور وهو يدندن بأغنية .. )
السكير 1 : ( برفق ) هجار . هجار عبدي ، أنا شيخو  . شيخو أبو نالين . ( هجار يتململ في مكانه ، يحدق في وجه السكير باندهاش وخوف ) هل عرفتني يا رفيق هجار ؟ ( هجار يحاول الفرار ) هل نسيت رفيقك شيخو ؟ غريب ! ألا تذكر رشيدو . دلبرين .. والأستاذ .وأنا ..شيخو. ( يعلو غناء السكير الثاني ..) اسمع . هل تذكر يوم غنى رشيدو أغنية لمحمد شيخو . غنينا معه جميعاً أغنية نسرين ،حينها لم نكف أنت عن الغناء حتى عندما دخل السجان الزنزانة وراح يضربنا ويصرخ : اصمتوا يا كلاب . يا أصحاب اللسان المعوج . فضربته أنت بالحذاء على رأسه ..(يغني ،بخيبة ) يا إلهي كيف نسيت ذلك  يا هجار ؟ ماذا جرى لك ؟! أنا أشرب كل يوم بطحة عرق بطحتين ..ثلاث بطحات ..ولا أنسى ( يجرع من بطحته ) اسمع . هل تذكر ليلة عدت من الحفلة .. حفلة التعذيب ولم تعترف بشيء .جن جنون المحقق والسجان ومع ذلك لم تعترف .
هجار     : ابتعدوا عني .. ابتعدوا أيها السفلة .
السكير1 : أنا شيخو يا هجار . رفيقك شيخو .
هجار    : (يحاول التذكر ) شيخو .. شيخو . رشيدو ..
السكير 1 : ( بسرور ) شيخو ودلبرين .. والأستاذ . هل تذكرت الآن ؟
هجار    : ( بعصبية ) ابتعدوا عني .ابتعد.. هيا اذهب إليهم .
السكير 1 : إلى من ؟
هجار     : إليهم . الذين سخروا منا . كنا حمقى . حمقى .اذهب إليهم. إنهم هناك ، هناك . لقد ضحكوا علينا . حتى أولادهم كانوا يسخرون منا .  ( يصفق )      هجار المجنون          يرقص كالقرود                                                                                           
            رأسه كبير                عقله صغير
           (يضحك بهستيرية . يحاول السكير الأول تهدئته )
السكير 1 :اهدأ يا عزيزي . ( هجار يحاول الفرار )  انتظر يا رفيقي .                 لا تهرب . أنا ..
هجار    : (هارباً )  انتبه . إنهم وراءك . لا. إنهم أمامك .لا تسر وراءهم هذه المرة ها ها ها . إنهم في الخلف ، في الأمام . في الوسط . يمين .. يسار ..ها ها يسار ، يسار .. فوق . تحت ، فوق ، تحت .. ها ها ها . أولاد الكلب . انتبه يا شيخو .انتبه .. ها ها ها .
            ( يخرج .الأول يجمد في مكانه كتمثال . الثاني يكف عن الغناء . يتقدم من الأول )
السكير 2 : شيخو .شيخو. اشرب يا رجل .اشرب . ( يكرع من البطحة ) شيخو . هل تعرف مَمْ يا صاحبي ؟
السكير1 : ...
السكير 2 : أنت لا تعرفه .. إذن فأنت لا تعرف زين أيضاً. ( يشرب ) طيب و سيامند ؟
السكير 1 : ...
السكير 2 : لا تعرفه .. إذن فأنت لن تعرف خجي أيضاً. طيب ( يجرع من بطحته ) وقيس. قيس المجنون ؟
السكير 1 : ...
السكير2 : هذا أيضا لا تعرفه. إذن فأنت لن تعرف ليلى . طيب . ( يجرع . بعد تأمل قصير ) شيخو ، هل تعرفني ؟ أنا صاحبك ، ألا تعرفني ؟ ! اسمع ، إذا عرفتني فستعرفها هي أيضاً .  قل يا شيخو ، هل عرفتني ؟!
السكير 1 : (بذهول كمن عاد إلى حالة السكر ) من . ماذا تقول ؟!
السكير 2 : تعساً لك . أنت لا تعرفني ، ولا تعرف مم أو سيامند أو المجنون أو أي مجنون أو عاقل من العشاق . اسمع يا صاحبي . ( يجرع ) لو كنت تعرفني حقا لعرفت نارين . نارين التي رحلت بعيداً . طارت من بين يدي كعصفور ملون ، صار لها جناحان وطارت إلى بناء عال . صارت تنام على فراش ناعم ووثير . أما أنا ؛ الأستاذ جليل سابقاً ، جلو السكران حالياً . صرت أنام هنا مرة ، وفي خربة زينو مرة أخرى ، لماذا ؟؟ فل لماذا يا شيخو .هيا اسأل. شيخو .. قل شيئاً يا رجل ( يجذبه من كمه ) تكلم يا صنم  .
السكير 1 : ( يجرع من بطحته ثم يرميها.باندهاش ) لماذا .. ماذا لماذا يا جلو ؟!
السكير 2 : ( بحنق ) ماذا لماذا ؟! وهل أعرف ماذا لماذا يا ..ماذا ؟
             ( ينظران إلى بعضهما البعض باندهاش . ثم يقهقهان بسخرية . يرددان أغنية بداية دخولهما وهما يخرجان مترنحين )
                                          إظلام

هسس . انظر .. انظر هناك .هه . وهل أرى كي أنظر .  اصمت .اصمت يا حمار و انظر إلى ذلك القبر . تقول القاعدة الذهبية المعروفة يا أخ الحمار :أنا لا أرى .لا اسمع .لا أتكلم . ألم تحفظها بعد ؟ حمار . إنها مجرد قبور . قبور متشابهة في الشكل .. والحجم أيضاً .  اصمت يا رجل . ها . . ماذا ترى ؟ أرى . أرى أحدهم ، ولكن من عساه يكون ؟! إلى أين يا فهمان ؟ يحب أن نتعرف عليه . ماذا ؟! قد يكون جنياً أو ميتاً خرج من قبره . جنياً أو .. ماذا قلت ؟!  أو جاسوساً جاء لمراقبة ميت دفن حديثا ً .جاسوس ؟! العمى !!لقد بدأ يتحرك ..  هيا نختبئ .آخ . من أنت يا هذا ؟! يبدو أنك ضيف جديد ..مسكين . طردوك أنت أيضاً . إنهم لا يكفون عن مطاردة بعضهم البعض . لا تخافي يا جدتي . لا أحد هنا سوى هذا الضيف الجديد  . يبدو أنه صغير السن . استمر أيها الليل واشتد حلكة .. لا أحد غيرك يبعد هؤلاء الناس عني . إنهم.. إنهم الجحيم بعينه . الآن أستطيع أن أستسلم لملك النوم . من ؟! من هناك ؟ من هناك ؟ من أين جاء هذا الصوت ؟! من الذي تسلل إلى هنا ؟  هل لحق الأطفال بي إلى هنا ؟! لا . الأطفال يخافون الظلمة . وخاصة هنا في المقبرة . أوصمانو .إنه أوصمانو بالتأكيد . نعم أنه هو. أبن الكلب يكرهني . يكرهني لأن ابنته تحبني . وأنا.. وأنا أيضاً أحبها . أحبها كثيراً . أوصمانووو .. هيا اخرج أيها الجبان . أنا واثق بأنك هنا . جئت تريد قتلي ..منذ زمن تحاول  قتلي . أنت تكرهني . لذلك تحرض الأطفال على قذفي بالحجارة كلما مررت من أمام باب دارك , وتشتمني وتهددني بالسكين المخبأة في ثوبك .هيا .هيا اخرج واطعنني بها . جز رأسي كخروف .أنا لا أخافك  . لن أترك نسرين . أنا أحبها.وهي ..وهي تحبني ( أوصمانو .عمي أوصمان . أين ذهبت؟ ( ) لا تغضب يا عم أوصمان .. هل ستذهب إلى الشرطي لتشي بي مرة أخرى ؟ سيسوطني الشرطي بقوة ويجلسني على ذلك الكرسي و..            (آخ يا ظهري. : ..ظهري .: آخ قدماي . : آ..قدماي .: أبعدوا هذه الأسلاك عني . : الأسلاك عني .:  أصابعي . أذناي. لساني ..لن أعترف .أذناي .لساني .. لن أعترف . لا. لن أعترف لن أعترف.            ( يتلمس هجار المنطقة السفلى من جسده .يطلق صرخة ألم ورعب ,يطلق السكير الأول صرخة ألم مشابهة .. يصمتان . يسقط هجار أرضاً . السكير الأول يقف جامداًً كتمثال . السكير الثاني ينقل بصره بين الاثنين مشدوهاً )أبا نالين . أبا نالين .اجلس يا رجل . اجلس .    هل تعرفه ؟ نعم .أعرفه. إنه هجار. هجار عبدي رمو . من ؟ دلبرين و رشيدو و الأستاذ . ماذا تقول ؟! والقبو المظلم و العفن .. السوط الرباعي . الكرسي .. غني يا جدتي .غني . ألم تعديني بأغنية في ليلة عرسي؟ هيا غنيها الآن لتسمعها نسرين . ما هذا يا إلهي؟ القبور تتحرك ؟! أموات يخرجون من قبورهم . إنها القيامة الأشباح .الأشباح ستقتلني يا جدتي .أبعديها عني . ابتعدوا عني . أنا . أنا لا أحبكم .. أكرهكم . ابتعدوا. ابتعد . عما تبحث ؟! أنا لا أحمل في سترتي شيئاً المناشير كلها معه . أنا لم أعد أهتم بشيء . صدقوني . لقد تركت السياسة للسياسيين . نعم. نعم لم أعد أهتم بشيء.تركت الثقافة للمثقفين . و.. وتركت الشرف للشرفاء للشرفاء . نعم للشرفاء ألستم شرفاء ؟ هيا اخرجوا من هنا . هذا المكان لي . لي وحدي .. لي ولجدتي أيها الشرفاء . أبعديهم عني يا جدتي .. ضميني إلى صدرك    غني لي يا جدتي .. غني . الأشباح مرة أخرى ؟! ماذا تريدون مني ، من أين جئتم ؟             كيف جئتم إلى هنا ؟ هيا ابتعدي أيتها الأشباح اللعينة .لا تلعن الأموات يا هجار . ماذالا تهرب يا هجار .     :  ماذا تريدون مني ؟ غنِّ.غن لنا يا هجار . منذ زمن بعيد لم نستمع إلى غنائكم أيها الأحباء . لماذا استبدلتم غناءكم الشجي بالعويل ؟! وأصوات المدافع ومهاترات الكبار . ها ها .. أنتم الأموات محقون . أقسم على ذلك . اسمعوا. لا تقولوا هذا الكلام أمام غيري . القبور أيضاً لها آذان .لا تخف يا هجار. فنحن أموات . لا تكونوا حمقى , سيحيونكم من جديد ويذيقونكم العذاب الأليم .. أنتم لا تعرفون ماذا يعني أن تربط أعضاؤكم بأسلاك كهربائية يا حضرات الأموات مسكين يا هجار . أنت أيضاً لست حياً ,فلا تخف هكذا .أنا ! أنا لست حياً ؟! ( يتحسس جسده ) أنا لست ميتاً .ربما ،ربما كنت مجنوناً كما يقول عني اوصمانو..ولكن لا.أنا لست مجنوناً.أنا هجار..هجار عبدي. فلا تسخروا مني (بعصبية) من أنتم؟ وماذا تريدون ؟!غن لنا . لن أغني ولن أرقص لأحد . غن يا هجار .لن أغني .مسكين أنت يا هجار . مسكين .أين ذهبتم أيها الموتى ؟ ابقوا هنا . سأغني لكم . أنا لست مسكيناً . هلخفتم أن أشي بأحد منكم ؟ اطمئنوا لقد اختفوا تماماً .. () أنا تعبان يا جدتي .تعبان جداً ..أريد أن أناموأنام   نم يا هجار               نم لحظة أو بعض لحظة                قد تهاجر أسراب السنونوإلى عينيكوقد تصفو السماء لا شمس في سمائنا تبين ولا قمر         نم لحظة أو بعض لحظة يا ابن الجبل      ستمر أحلامنا عبر عينيك             ستمر سريعاً كأطياف خجلى             نم يا هجار            نم لحظة أو بعض لحظة             ( هجار . هجار عبدي ، أنا شيخو  . شيخو أبو نالين . هل عرفتني يا رفيق هجار ؟ هل نسيت رفيقك شيخو ؟ غريب ! ألا تذكر رشيدو . دلبرين .. والأستاذ .وأنا ..شيخو. اسمع . هل تذكر يوم غنى رشيدو أغنية لمحمد شيخو . غنينا معه جميعاً أغنية نسرين ،حينها لم نكف أنت عن الغناء حتى عندما دخل السجان الزنزانة وراح يضربنا ويصرخ : اصمتوا يا كلاب . يا أصحاب اللسان المعوج . فضربته أنت بالحذاء على رأسه ..يا إلهي كيف نسيت ذلك  يا هجار ؟ ماذا جرى لك ؟! أنا أشرب كل يوم بطحة عرق بطحتين ..ثلاث بطحات ..ولا أنسى اسمع . هل تذكر ليلة عدت من الحفلة .. حفلة التعذيب ولم تعترف بشيء .جن جنون المحقق والسجان ومع ذلك لم تعترف .     ابتعدوا عني .. ابتعدوا أيها السفلة . أنا شيخو يا هجار . رفيقك شيخو . شيخو .. شيخو . رشيدو .. شيخوودلبرين .. والأستاذ . هل تذكرت الآن ؟ ابتعدوا عني .ابتعد.. هيا اذهب إليهم . إلى من ؟ إليهم . الذين سخروا منا . كنا حمقى . حمقى .اذهب إليهم. إنهم هناك ، هناك . لقد ضحكوا علينا . حتى أولادهم كانوا يسخرون منا .  هجار المجنون          يرقص كالقرود                                                                                                       رأسه كبير                عقله صغير       اهدأ يا عزيزي .  انتظر يا رفيقي .                 لا تهرب . أنا .. انتبه . إنهم وراءك . لا. إنهم أمامك .لا تسر وراءهم هذه المرة ها ها ها . إنهم في الخلف ، في الأمام . في الوسط . يمين .. يسار ..ها ها يسار ، يسار .. فوق . تحت ، فوق ، تحت .. ها ها ها . أولاد الكلب . انتبه يا شيخو .انتبه .. ها ها ها .شيخو .شيخو. اشرب يا رجل .اشرب . شيخو. هل تعرف مَمْ يا صاحبي ؟ أنت لا تعرفه .. إذن فأنت لا تعرف زين أيضاً. طيب و سيامند ؟ ... لا تعرفه .. إذن فأنت لن تعرف خجي أيضاً. طيب وقيس. قيس المجنون ؟ ... هذا أيضا لا تعرفه. إذن فأنت لن تعرف ليلى . طيب . شيخو ، هل تعرفني ؟ أنا صاحبك ، ألا تعرفني ؟ ! اسمع ، إذا عرفتني فستعرفها هي أيضاً .  قل يا شيخو ، هل عرفتني ؟! ( ) من . ماذا تقول ؟! تعساً لك . أنت لا تعرفني ، ولا تعرف مم أو سيامند أو المجنون أو أي مجنون أو عاقل من العشاق . اسمع يا صاحبي . لو كنت تعرفني حقا لعرفت نارين . نارين التي رحلت بعيداً . طارت من بين يدي كعصفور ملون ، صار لها جناحان وطارت إلى بناء عال . صارت تنام على فراش ناعم ووثير . أما أنا ؛ الأستاذ جليل سابقاً ، جلو السكران حالياً . صرت أنام هنا مرة ، وفي خربة زينو مرة أخرى ، لماذا ؟؟ فل لماذا يا شيخو .هيا اسأل. شيخو .. قل شيئاً يا رجل تكلم يا صنم  . لماذا .. ماذا لماذا يا جلو ؟! ماذا لماذا ؟! وهل أعرف ماذا لماذا يا ..ماذا ؟ إظلام
هسس . انظر .. انظر هناك .هه . وهل أرى كي أنظر .  اصمت .اصمت يا حمار و انظر إلى ذلك القبر . تقول القاعدة الذهبية المعروفة يا أخ الحمار :أنا لا أرى .لا اسمع .لا أتكلم . ألم تحفظها بعد ؟ حمار . إنها مجرد قبور . قبور متشابهة في الشكل .. والحجم أيضاً .  اصمت يا رجل . ها . . ماذا ترى ؟ أرى . أرى أحدهم ، ولكن من عساه يكون ؟! إلى أين يا فهمان ؟ يحب أن نتعرف عليه . ماذا ؟! قد يكون جنياً أو ميتاً خرج من قبره . جنياً أو .. ماذا قلت ؟!  أو جاسوساً جاء لمراقبة ميت دفن حديثا ً .جاسوس ؟! العمى !!لقد بدأ يتحرك ..  هيا نختبئ .آخ . من أنت يا هذا ؟! يبدو أنك ضيف جديد ..مسكين . طردوك أنت أيضاً . إنهم لا يكفون عن مطاردة بعضهم البعض . لا تخافي يا جدتي . لا أحد هنا سوى هذا الضيف الجديد  . يبدو أنه صغير السن . استمر أيها الليل واشتد حلكة .. لا أحد غيرك يبعد هؤلاء الناس عني . إنهم.. إنهم الجحيم بعينه . الآن أستطيع أن أستسلم لملك النوم . من ؟! من هناك ؟ من هناك ؟ من أين جاء هذا الصوت ؟! من الذي تسلل إلى هنا ؟  هل لحق الأطفال بي إلى هنا ؟! لا . الأطفال يخافون الظلمة . وخاصة هنا في المقبرة . أوصمانو .إنه أوصمانو بالتأكيد . نعم أنه هو. أبن الكلب يكرهني . يكرهني لأن ابنته تحبني . وأنا.. وأنا أيضاً أحبها . أحبها كثيراً . أوصمانووو .. هيا اخرج أيها الجبان . أنا واثق بأنك هنا . جئت تريد قتلي ..منذ زمن تحاول  قتلي . أنت تكرهني . لذلك تحرض الأطفال على قذفي بالحجارة كلما مررت من أمام باب دارك , وتشتمني وتهددني بالسكين المخبأة في ثوبك .هيا .هيا اخرج واطعنني بها . جز رأسي كخروف .أنا لا أخافك  . لن أترك نسرين . أنا أحبها.وهي ..وهي تحبني ( أوصمانو .عمي أوصمان . أين ذهبت؟ ( ) لا تغضب يا عم أوصمان .. هل ستذهب إلى الشرطي لتشي بي مرة أخرى ؟ سيسوطني الشرطي بقوة ويجلسني على ذلك الكرسي و..            (آخ يا ظهري. : ..ظهري .: آخ قدماي . : آ..قدماي .: أبعدوا هذه الأسلاك عني . : الأسلاك عني .:  أصابعي . أذناي. لساني ..لن أعترف .أذناي .لساني .. لن أعترف . لا. لن أعترف لن أعترف.            ( يتلمس هجار المنطقة السفلى من جسده .يطلق صرخة ألم ورعب ,يطلق السكير الأول صرخة ألم مشابهة .. يصمتان . يسقط هجار أرضاً . السكير الأول يقف جامداًً كتمثال . السكير الثاني ينقل بصره بين الاثنين مشدوهاً )أبا نالين . أبا نالين .اجلس يا رجل . اجلس .    هل تعرفه ؟ نعم .أعرفه. إنه هجار. هجار عبدي رمو . من ؟ دلبرين و رشيدو و الأستاذ . ماذا تقول ؟! والقبو المظلم و العفن .. السوط الرباعي . الكرسي .. غني يا جدتي .غني . ألم تعديني بأغنية في ليلة عرسي؟ هيا غنيها الآن لتسمعها نسرين . ما هذا يا إلهي؟ القبور تتحرك ؟! أموات يخرجون من قبورهم . إنها القيامة الأشباح .الأشباح ستقتلني يا جدتي .أبعديها عني . ابتعدوا عني . أنا . أنا لا أحبكم .. أكرهكم . ابتعدوا. ابتعد . عما تبحث ؟! أنا لا أحمل في سترتي شيئاً المناشير كلها معه . أنا لم أعد أهتم بشيء . صدقوني . لقد تركت السياسة للسياسيين . نعم. نعم لم أعد أهتم بشيء.تركت الثقافة للمثقفين . و.. وتركت الشرف للشرفاء للشرفاء . نعم للشرفاء ألستم شرفاء ؟ هيا اخرجوا من هنا . هذا المكان لي . لي وحدي .. لي ولجدتي أيها الشرفاء . أبعديهم عني يا جدتي .. ضميني إلى صدرك    غني لي يا جدتي .. غني . الأشباح مرة أخرى ؟! ماذا تريدون مني ، من أين جئتم ؟             كيف جئتم إلى هنا ؟ هيا ابتعدي أيتها الأشباح اللعينة .لا تلعن الأموات يا هجار . ماذالا تهرب يا هجار .     :  ماذا تريدون مني ؟ غنِّ.غن لنا يا هجار . منذ زمن بعيد لم نستمع إلى غنائكم أيها الأحباء . لماذا استبدلتم غناءكم الشجي بالعويل ؟! وأصوات المدافع ومهاترات الكبار . ها ها .. أنتم الأموات محقون . أقسم على ذلك . اسمعوا. لا تقولوا هذا الكلام أمام غيري . القبور أيضاً لها آذان .لا تخف يا هجار. فنحن أموات . لا تكونوا حمقى , سيحيونكم من جديد ويذيقونكم العذاب الأليم .. أنتم لا تعرفون ماذا يعني أن تربط أعضاؤكم بأسلاك كهربائية يا حضرات الأموات مسكين يا هجار . أنت أيضاً لست حياً ,فلا تخف هكذا .أنا ! أنا لست حياً ؟! ( يتحسس جسده ) أنا لست ميتاً .ربما ،ربما كنت مجنوناً كما يقول عني اوصمانو..ولكن لا.أنا لست مجنوناً.أنا هجار..هجار عبدي. فلا تسخروا مني (بعصبية) من أنتم؟ وماذا تريدون ؟!غن لنا . لن أغني ولن أرقص لأحد . غن يا هجار .لن أغني .مسكين أنت يا هجار . مسكين .أين ذهبتم أيها الموتى ؟ ابقوا هنا . سأغني لكم . أنا لست مسكيناً . هلخفتم أن أشي بأحد منكم ؟ اطمئنوا لقد اختفوا تماماً .. () أنا تعبان يا جدتي .تعبان جداً ..أريد أن أناموأنام   نم يا هجار               نم لحظة أو بعض لحظة                قد تهاجر أسراب السنونوإلى عينيكوقد تصفو السماء لا شمس في سمائنا تبين ولا قمر         نم لحظة أو بعض لحظة يا ابن الجبل      ستمر أحلامنا عبر عينيك             ستمر سريعاً كأطياف خجلى             نم يا هجار            نم لحظة أو بعض لحظة             ( هجار . هجار عبدي ، أنا شيخو  . شيخو أبو نالين . هل عرفتني يا رفيق هجار ؟ هل نسيت رفيقك شيخو ؟ غريب ! ألا تذكر رشيدو . دلبرين .. والأستاذ .وأنا ..شيخو. اسمع . هل تذكر يوم غنى رشيدو أغنية لمحمد شيخو . غنينا معه جميعاً أغنية نسرين ،حينها لم نكف أنت عن الغناء حتى عندما دخل السجان الزنزانة وراح يضربنا ويصرخ : اصمتوا يا كلاب . يا أصحاب اللسان المعوج . فضربته أنت بالحذاء على رأسه ..يا إلهي كيف نسيت ذلك  يا هجار ؟ ماذا جرى لك ؟! أنا أشرب كل يوم بطحة عرق بطحتين ..ثلاث بطحات ..ولا أنسى اسمع . هل تذكر ليلة عدت من الحفلة .. حفلة التعذيب ولم تعترف بشيء .جن جنون المحقق والسجان ومع ذلك لم تعترف .     ابتعدوا عني .. ابتعدوا أيها السفلة . أنا شيخو يا هجار . رفيقك شيخو . شيخو .. شيخو . رشيدو .. شيخوودلبرين .. والأستاذ . هل تذكرت الآن ؟ ابتعدوا عني .ابتعد.. هيا اذهب إليهم . إلى من ؟ إليهم . الذين سخروا منا . كنا حمقى . حمقى .اذهب إليهم. إنهم هناك ، هناك . لقد ضحكوا علينا . حتى أولادهم كانوا يسخرون منا .  هجار المجنون          يرقص كالقرود                                                                                                       رأسه كبير                عقله صغير       اهدأ يا عزيزي .  انتظر يا رفيقي .                 لا تهرب . أنا .. انتبه . إنهم وراءك . لا. إنهم أمامك .لا تسر وراءهم هذه المرة ها ها ها . إنهم في الخلف ، في الأمام . في الوسط . يمين .. يسار ..ها ها يسار ، يسار .. فوق . تحت ، فوق ، تحت .. ها ها ها . أولاد الكلب . انتبه يا شيخو .انتبه .. ها ها ها .شيخو .شيخو. اشرب يا رجل .اشرب . شيخو. هل تعرف مَمْ يا صاحبي ؟ أنت لا تعرفه .. إذن فأنت لا تعرف زين أيضاً. طيب و سيامند ؟ ... لا تعرفه .. إذن فأنت لن تعرف خجي أيضاً. طيب وقيس. قيس المجنون ؟ ... هذا أيضا لا تعرفه. إذن فأنت لن تعرف ليلى . طيب . شيخو ، هل تعرفني ؟ أنا صاحبك ، ألا تعرفني ؟ ! اسمع ، إذا عرفتني فستعرفها هي أيضاً .  قل يا شيخو ، هل عرفتني ؟! ( ) من . ماذا تقول ؟! تعساً لك . أنت لا تعرفني ، ولا تعرف مم أو سيامند أو المجنون أو أي مجنون أو عاقل من العشاق . اسمع يا صاحبي . لو كنت تعرفني حقا لعرفت نارين . نارين التي رحلت بعيداً . طارت من بين يدي كعصفور ملون ، صار لها جناحان وطارت إلى بناء عال . صارت تنام على فراش ناعم ووثير . أما أنا ؛ الأستاذ جليل سابقاً ، جلو السكران حالياً . صرت أنام هنا مرة ، وفي خربة زينو مرة أخرى ، لماذا ؟؟ فل لماذا يا شيخو .هيا اسأل. شيخو .. قل شيئاً يا رجل تكلم يا صنم  . لماذا .. ماذا لماذا يا جلو ؟! ماذا لماذا ؟! وهل أعرف ماذا لماذا يا ..ماذا ؟ إظلام

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.33
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات