دلدار بدرخان
إن حل القضية الكوردية لا يحتاج إلى دهاليز التعقيد، ولا إلى متاهات الجدل العقيم، ولا إلى الدوران في حلقة الإنكار والاتهام والتخوين، ولا إلى تعليق المصير على مشاجب التقسيم و الخطر المحدق أوالمؤامرة الكبرى، بل يحتاج إلى إرادة حقيقية ونوايا صادقة لا تساورها الشكوك، ويكفيه مبدأ بسيط وهو ” عامل كما تُعامل “
وإن كنت تخشى التفرقة وتطلب شراكة حقيقية لا تتزعزع، فابدأ من الذات وجرب أن تكون كوردياً لساعة واحدة فقط لا أكثر، وتقمّص وجع قرن من التهميش والإنكار والنفي، وامشي بين سطور التاريخ لا فوقها.
وفكر هل ترضى أن تختزل هويتك وتقصى من العنوان العريض لوطنك؟
هل ترضى أن يكون اسم بلدك “الجمهورية العربية السورية” حيث “العربية” تسبق “السورية ، وتمحو كل ما سواها من فسيفساء هذا الوطن، لتنكر وجودك التاريخي وأصالة انتمائك ؟
فإن رضيت بذلك فالكوردي سيرضى أيضاً، وإن لم ترضى فكيف لك أن تطلب من غيرك ما تأنف منه نفسك؟
وقل لي بصدق المجروح والمظلوم لا بمنطق المنتصر، هل ترضى بـ”الجمهورية الكُردية السورية” وهل تقبل أن يكون اسم وطنك مشدوداً إلى قومية دون سواها؟
وإن كان جوابك نعم فامضي على الدرب و طالب بأن تكون اسم الدولة الجمهورية الكُردية السورية ، وإن كان لا فلا تكره غيرك على ما لا تطيقه روحك، لأن الانتماء الى الوطن لا يفرض بل يبنى بالحب والعدل والمساواة ، ولا يتحقق بالهيمنة والإكراه بل بالتعبير العادل عن الجميع.
وقس على ذلك سائر الحقوق، السياسية، والثقافية، والقومية، وكن منصفاً في القياس والتطبيق، لأن تحقيق العدل والمساواة لا يهدد الأوطان، بل يؤسسها على صخر لا يهتز،
ووقتها لن تحتاج إلى فزاعات التقسيم، ولا إلى جدران الشك، ولا إلى صراخ يتوارى خلفه الخوف، هذا إن كان قلبك على الوطن وتحب لأخيك ما تحبه لنفسك وتؤمن أن الوطن يبنى بالتعاضد والتآزر والتكاتف .