صلاح بدرالدين
المؤتمر كفيل بتخفيف ازمات طرفي ( الاستعصاء )
ظاهريا وبالرغم من تلقي أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) شحنة من الطاقة الإيجابية ولو الى حين بعد استقبال الزعيم مسعود بارزاني للسيد مظلوم عبدي قائد – قسد – في شمال شرق سوريا ، الى درجة اعلان البعض ” الانتصار ” بغض النظر على من ؟ وتحقيق ” المصالحة ” غير المعلومة بين من ومن ؟ وذهب البعض الحالم الى ابعد من ذلك : توحيد الامة ، ولكن اية امة ؟ الامة الكردية ام الامة الديموقراطية ، ام الامة السورية ؟ ، ففي الحلقة الفائتة اكدنا ان محادثات أربيل كانت مخصصة لمعضلة ( قسد وتركيا ) ، وهذا ما أكده السيد – عبدي – اليوم خلال مقابلته مع احدى الفضائيات ، وبالرغم أيضا من اللغط الحاصل للإعلان الصريح لقيادة مركز – قنديل – لحزب العمال الكردستاني التركي بوجود قواتهم في سوريا ضمن مسلحي – قسد – وان انسحابها مشروط فقط بقبول حاكمية حزبهم في مناطق نفوذ قسد الحالية ، من دون الإشارة ولو تلميحا الى حل عادل للقضية الكردية ، وكنا قبل سقوط نظام الاستبداد نعلم ان مفاوضات جماعات – ب ك ك – مع النظام البائد أخفقت لان النظام لم يقبل بحاكمية حزب آخر موازية لحزب السلطة ، ولم تتوقف بسبب المطالبة بالحكم الذاتي او الفيدرالية كما ادعى البعض .
الان وكلما يمر الوقت تتفاقم ازمة – قسد – أولا ، وتزداد احتمالات المواجهات العسكرية مع العهد الجديد بدمشق ، ومع تركيا أيضا ، وتضيق مساحة الخيارات امامه ، وفي الوقت ذاته يبقى مصير ( المجلس الوطني الكردي ) غير واضح المعالم ، بسبب خياراته المحدودة ، واتكاله الكامل على الخارج ، وانتظار مآلات شريكه – ب ي د – غير الآمنة في المحاصصة .
أؤكد من جديد ان موضوعة المؤتمر الكردي السوري الجامع تدخل في عداد الأمور الاستراتيجية المصيرية وان قبولها او رفضها يشكلان العلامة البارزة في مدى جدية أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ، وكذلك الامر لمدى نزاهة الوسطاء ، وأصحاب المساعي الحميدة الإقليمية ، والخارجية ، وحدود صداقتهم للكرد السوريين .
كل المعنيين بالملف الكردي السوري بالداخل والخارج يعلمون جيدا ان مشروع المؤتمر الكردي السوري الجامع لتوحيد الحركة وإعادة بنائها ، وصياغة برنامجها للسلام هو الخيار الاصح والامثل للكرد السوريين ، والسبيل الوحيد للتفاهم الكردي مع دمشق ، بالرغم من امتناع البعض من أولئك المعنيين عن الإشارة الى ذلك المؤتمر بالاسم وتجاهله عمدا ، والى جانب ذلك فان عقد المؤتمر المنشود ذاك بغالبية وطنية مستقلة ، ومشاركة أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) فيه بنسب لاتصل الى درجة القدرة على ” التعطيل ” سيكون بشكل غير مباشر انقاذا للطرفين من مصيرهما المجهول ، خاصة اذا استلمت الغالبية القرار الفاصل بالمؤتمر حول مصير الكرد ، والاشكالات القائمة ، والعلاقة مع شركاء العهد الجديد في دمشق ، فمن شان المؤتمر المنشود ، ومن مهامه الأساسية العمل على العودة الى تقاليد حركتنا الديموقراطية ، والمسار السلمي المدني ، والعمل المشترك ضمن اطار الحركة الوطنية السورية من اجل تحقيق الشراكة الكاملة ، والمشاركة في صياغة الدستور الجديد الذي يضمن الحقوق الكردية المشروعة ضمن اطار سوريا الحرة الجديدة .
مهام حملة الأقلام من الكرد السوريين
يقول – فيختة – ” مهمة رجل القلم هي وراثة النبوة ” اما المهمة الخاصة بحملة الأقلام الكرد في هذه الظروف الانتقالية العصيبة فمتعددة ، وشديدة الأهمية ، فحامل القلم او المثقف ، او المتعلم ، او المتنور ، عليه ان يكون مرآة المجتمع ، كاشفا عن الأخطاء ، ناقدا لانحرافات مسؤولي الأحزاب وسائر العاملين في حقل السياسة ، يثير الأسئلة الصعبة في مجال إعادة بناء الحركة الكردية ، وتجديدها ، وكما يقال تحريك المياه الراكدة ، وظيفته ان يكون متصدرا للدعوة الى التغيير ، يسلط الضوء على مكامن الانحراف ، ومصدر الخطر من اجل حماية المجتمع ، والحفاظ على نقاوة الحركة السياسية ، مستشرفا آفاقها ، ومستقبلها ، من واجبه تقديم الحلول للازمة الراهنة التي تعصف بحركة الأحزاب من طرفي ( الاستعصاء ) ، وانارة الطريق بالافكار الجديدة والرؤا الثاقبة ، والبدائل المفيدة ، والخيارات الصائبة ، هذا مطلوب من حامل القلم الكردي السوري الملتزم بقضايا شعبه ، ووطنه ، والحريص على توفير شروط وحدة الحركة ، وتجديدها ، وإعادة بنائها بالسبل الديموقراطية المدنية ، وتفاعلها مع العهد الجديد مابعد الاستبداد ، على قاعدة تعميق الجذور الوطنية نحو التلاحم ، والشراكة ، وإنجاز دستور سوريا الجديدة الضامن للحقوق المشروعة للكرد السوريين .
مهام أصحاب القلم هذه بناءة ، وفي غاية الشفافية ، وهي حق وواجب بالوقت ذاته ، العمل لانجاز تلك المهام ليست عدائية ، ولاانتقامية ، ولا ( حملات إعلامية ) ضد هذا الطرف اوذاك كما يتخيل بعض دعاة العزلة ، والتفرج من بعيد ، خصوصا وان أصحاب القلم الملتزمون بقضايا الشعب والوطن من الكرد السوريين لايملكون الفضائيات ، ولا المنابر الإعلامية الكبرى ولا الصحف ، ولا الإذاعات الخاصة وهي كلها وسائل حقيقية ( للحملات الإعلامية ) ، وبالعكس تماما فان أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ومانحوها هي من تقود – الحملات الإعلامية – ضد البعض الاخر ، وضد الأقلام الحرة ، وضد من يسعى لتوحيد الحركة ، ويقدم المشاريع لتوفير شروط المؤتمر الكردي السوري الجامع ، واكثر من ذلك فان بعض الفضائيات بالمنطقة غير الصديقة للكرد السوريين تساهم أيضا لتعميق الانقسام ، والتغطية على الانحرافات ، وتلميع بعض الوجوه الضارة ، والدعاية لتيارات سياسية معينة ، كل ذلك يضاعف من مهام حملة الأقلام الملتزمين للمزيد من المتابعة النقدية .
صفوف مناصري المؤتمر الكردي السوري الجامع تتوسع
لم تذهب جهود لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” في الأعوام الأخيرة سدى ، بل ان قطاعات من الناشطين في الداخل والخارج بدأوا بالتجاوب – ولومتاخرا – مع مشروع عقد المؤتمر ، واعتباره الحل الوحيد لاعادة بناء الحركة وتوحيدها ، ومواجهة كافة التحديات ، ويشكل ذلك تطورا إيجابيا نقيمه عاليا بغض النظر عن اشكاله المتبعة ، والخلفيات ، والدوافع الشخصية وغير ذلك .