صلاح بدرالدين
اتفاقية دمشق – قسد سيزيل عقبة امام المؤتمر الكردي الجامع
مااعلن البارحة العاشر من آذار من اتفاق بثمانية بنود موقع بين رئيس الجمهورية ، وقائد – قسد – يأتي في سلسلة حل الفصائل العسكرية المسلحة على الأرض السورية ، وضمها الى وزارة الدفاع ، والمؤسسات الشرعية الانتقالية ، اسوة بعشرات الفصائل التي استجابت لنداء الإدارة الانتقالية منذ بداية اسقاط نظام الاستبداد ومن خلال مؤتمر النصر الذي انعقد بدمشق وبعده ، حيث لم يدع اليه حينها – قسد – ، هذا الفصيل العسكري الذي يضم افرادا بغالبية عربية ، وكذلك مجموعات من الكرد ، والمسيحيين في عدة محافظات ( شمال شرق سوريا ) ، ويقوده كما هو معروف كوادر من حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – ، ويدعمه – عسكريا – التحالف الدولي بهدف محاربة – داعش – .
مااردنا من المقدمة أعلاه التأكيد على امرين : الأول – ان – قسد – ليست جزء من الحركة الكردية السياسية ، وهي لم تدعي ذلك يوما لافي برنامجه ، ولا في سياساته ، وماحصل ليس اتفاقا بين ممثلي الكرد السوريين ودمشق ، والبنود الثمانية لاتتعلق بوضع الكرد وحركتهم التاريخية ، وحقوقهم كشعب من السكان الأصليين ، وحل قضيتهم حسب ارادتهم الحرة ، والامر الثاني – ان انهاء الحالة الميليشياوية ، وسلطات الامر الواقع ، في عموم سوريا يصب لمصلحة كل السوريين وخصوصا الكرد بداعي إحلال السلام ، ومن اجل التفرغ لمعالجة كل القضايا العالقة ، وان انضمام قوات – قسد – المتواجدة في بعض المناطق الكردية الى الجيش السوري في سوريا الجديدة سيضع حدا للتوترات العسكرية ، والمصادمات التي يدفع ثمنها المدنييون الكرد من اهل المنطقة ، كما سيزيل عقبة كأداء امام مساعي عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع خاصة عندما تزول مظاهر – العسكرة – وتطبق القوانين الكفيلة بحرية العمل السياسي ، وعقد الاجتماعات والمؤتمرات ، وبعد ان يحل الحوار السلمي الحر مكان إجراءات المنع ، والقمع بسبب الاختلافات الفكرية والسياسية .
ومن هذه الرؤية الواقعية فان الاتفاقية المبرمة ببنوده الثمانية والواضحة جدا موضع الترحيب ، ومانتمناه ، ونطالب به هو التزام الجميع بتنفيذ بنوده خلال المهلة المعطاة وهي الأشهر التسعة الباقية من هذا العام .
عدم وضوح في تفسير بنود الاتفاقية
يبدو الجانب الحكومي بدمشق اكثر وضوحا بشان مااتفق عليه حيث اعلن بوسائل الاعلام عن حل – قسد – وضم مسلحيه الى قوى الدولة ، والنجاح في إزالة عقبة امام وحدة سوريا ، ووحدانية القوات العسكرية ، ووقوف الجميع ضد خلايا النظام البائد ، اما الطرف الآخر فكانه اختلطت عليه الأمور ، وتتفاوت مواقف – مسد – مع موقف –، مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي ، فالاول اصدر بيانا فوقيا متصنعا باعتبار الاتفاق بين ( جنرال ) وبين السلطة الحاكمة من دون ذكر حتى اسم رئيس الجمهورية الموقع على الاتفاقية ، وإظهار الامر بغير محمل الجد ، والثاني اعلن وعلى لسان مسؤول العلاقات الخارجية بانهم باتوا شركاء في كل شيئ : الدولة ومؤسساتها ، ومصدر قراراتها ، ويتحملون مسؤولية صيانة الوضع والحفاظ عليه ، وذلك من دون اية إشارة ولو من بعيد الى القضية الكردية السورية ، والحقوق المشروعة .
ما يتجاهله جانب – قسد –
من الملاحظ ان اعلام – قسد – ومسمياتها الأخرى وفي أجواء من الغموض ، والارتباك ، والتناقض تمضي في تجاهل الحقائق ، وتزييف الوقائع ، :
١ – المبالغة في التعظيم ، والتبجيل ، ووضع هالة خيالية على إنجازات لم تتحقق .
٢ – التباين في تفسير الاتفاقية بين من يعتبرها انتصارا وطنيا سوريا نحو الشراكة الحزبية في الدولة ، وبين من يعتبرها ( حلا ) للقضية الكردية ، وكلا التفسيرين يفتقران الى الدلائل الواضحة .
٣ – من جهة يعتبرها البعض تنفيذا لاوامر القائد اوجلان الذي قرر حل – ب ك ك – وكل التشكيلات المرتبطة به بما فيها المتواجدة في سوريا ، ومن جهة ينفي البعض الاخر اية صلة بقرار ( آبو ) .
٤ – يحاول الجميع إخفاء الدور الخارجي وخاصة التحالف الدولي الذي وحسب المصادر العليمة اخطر – قسد – منذ نحو عشرين يوما بضرورة التفاهم مع دمشق ، واعطاها مهلة شهرين لتنفيذ ذلك ، كما يتجاهلون حقيقة الدور التركي المشجع لتلك الاتفاقية ، وتصريحات المسؤولين الاتراك بانهم منحوا المهلة الكافية للإدارة بدمشق للتفاهم مع – قسد – ، وكذلك الدور العربي – التركي والذي تجسد في قمة عمان ( السياسية العسكرية الأمنية ) قبل أيام .
٥ – يتهرب الجميع من حقيقة بطلان الادعاء بتمثيل الكرد او التفاوض لحل قضيتهم ، فلو كانت الاتفاقية بمثابة نتيجة للحوار الكردي الشرعي مع دمشق لتضمن الوفد المفاوض شخصيات مناضلة اصيلة في العمل الوطني الكردي ، ولقام – مظلوم عبدي – باستشارة الكرد السوريين ولو من باب الاعتراف بجميلهم في إيواء الوافدين من قنديل وبينهم عبدي نفسه .
مرة أخرى فان الاتفاقية بالرغم من كل الملابسات مرحب بها من غالبية الكرد السوريين وكذلك الاطياف الوطنية السورية ، وكما نرى فان حظوظ عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع باتت اوفر الان ، ونجدد نداءنا لكل الخيرين بالعمل معا وسوية من اجل تحقيق هذه المهمة النبيلة كطريق وحيد للانقاذ ، وحل الازمة .
الى متى سندعوا لهذا المؤتمر وسيظل قيد النداء فقط
من الضروري طرح ومناقشة الموضوع حتى تتوفر الشروط الكاملة من اجل نجاح المشروع فالمسالة محكومة بارادة الغالبية وبتاثيرات المحيط وكما الاحظ هناك تفهم واقبال نخبوي وشعبي وعلينا تفعيل ذلك حتى تاتي اللحظة المناسبة مع التحية