شادي حاجي
الحسابات السياسية ليست ثابتة دائماً ، فهي محكومة بفرضيات البراغماتية السياسية ، وضرورات الواقع القابل للتغيير . لأنها ترتبط بالمصالح والمراجعات ، والوضع السياسي الكردي العام في سوريا ليس إستثناء فهو أيضاً يتطلب شيئاً من البراغماتيّة وبشكل خاص في المنعطفات الراهنة ، ولكن ما نحذر منه هو أن حالة اللاثبات في السياسة يجب أن لاتعني تجاوزاً على حقوق الشعب الكردي في سوريا وخصوصيته القومية ، وعلى ارادة الشعب وتضحياته .
الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع و قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي هذا اليوم الاثنين ببنوده الثمانية يمثل خطوة متقدمة وتطور مهم على المستوى السوري العام والكردي الخاص ولكن الاتفاق جاء بصياغة غامضة ومبهمة باستخدام بعض العبارات والمصطلحات السياسية والقانونية التي تحتمل تفسيرات سياسية وقانونية مختلفة الى درجة أن كل بند من بنوده بحاجة الى اتفاق جديد عند التنفيذ ليس هذا فحسب بل الاتفاق يثير تساؤلات مشروعة كثيرة :
1 – هل قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بصفته العسكرية يمثل الشعب الكردي في سوريا أو المجتمع الكردي الأصيل في سوريا كما جاء في إحدى بنود الاتفاق؟
2 – هل حصل الاتفاق برعاية طرف ثالث له القدرة على مراقبة تنفيذ الاتفاق والضغط على طرفي الاتفاق بخصوص الالتزام بمضماينه ؟
3 – هل هناك جدول زمني لتحديد مراحل تنفيذه ؟
هل الاتفاق الذي نشر يشمل بنود سرية غير معلنة بناءً على مقتضيات المصلحة العامة ؟
ألمانيا في 10/3/2025