أزاد خليل*
القصة الكاملة
مع هزيمة الدولة العثمانية مع حليفتها المانيا في حرب العالمية الأولى 1914/1918 ظهرت معالم قوة جديدة بدأت تشكل صياغة ورسم خريطة العالم الجديد فكان لقاء القوى المنتصرة في مدينة سان ريمو الإيطالية لتوزيع مناطق السيطرة والنفوذ فيما بينها
حدث ذلك في بين 26/19 في شهر نيسان عام 1920، اجتمعت القوى الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بمدينة سان ريمو الإيطالية، تلك المدينة الساحلية الهادئة التي شهدت واحدة من أكثر الاجتماعات تأثيرًا في صياغة مستقبل الشرق الأوسط. لم يكن الهدف فقط تقسيم ما تبقى من الإمبراطورية العثمانية المهزومة، بل أيضًا ضمان تحقيق مصالح تلك القوى الاستعمارية على حساب شعوب المنطقة. وسط كل ذلك، كان الشعب الكوردي، الذي لم يحضر أي ممثل عنه في تلك الاجتماعات، هو الخاسر الأكبر في هذه الصفقة الجيوسياسية.
السياق التاريخي
مع نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، وجدت القوى الاستعمارية فرصة لتوسيع نفوذها والسيطرة على المناطق الغنية بالموارد، مثل الشرق الأوسط. وعدت القوى الكبرى، خصوصًا بريطانيا وفرنسا، شعوب المنطقة بالمساعدة على تحقيق تطلعاتهم بالحرية والاستقلال. لكن الواقع كان مغايرًا تمامًا؛ فقد ركزت تلك القوى على تقسيم الغنائم، بما في ذلك الأراضي الكوردية، دون أدنى اعتبار لطموحات الكورد أو حتى الاعتراف بحقوقهم.
اللاعبون الرئيسيون في سان ريمو
حضر اجتماع سان ريمو مجموعة من أبرز الشخصيات السياسية العالمية، وكان لكل منهم أجندته الخاصة:
-
ديفيد لويد جورج: رئيس وزراء بريطانيا، الذي كانت عينه على موارد النفط والمواقع الاستراتيجية.
-
أليكساندر ميلراند: رئيس وزراء فرنسا، سعى لتعزيز النفوذ الفرنسي في الشرق الأوسط، خصوصًا في سوريا ولبنان.
-
فرانشيسكو نيتي: وزير الخارجية الإيطالي، الذي كان يمثل مصالح بلاده في الحصول على حصة من الأراضي والنفوذ.
-
ممثلو اليابان: رغم حضورهم، لم يكن لهم تأثير يُذكر في رسم معالم المنطقة.
نتائج الاتفاقية وتأثيرها على الكورد
خرجت اتفاقية سان ريمو بتقسيم أراضي الشرق الأوسط بين القوى المنتصرة، وتجاهلت بشكل صارخ الكورد كقومية وأمة لها حقوقها. جاءت النتائج كارثية على هذا الشعب، حيث تم تقسيم مناطقهم بين الدول الجديدة التي تشكلت بعد الحرب.
-
التقسيم الجغرافي:
-
وُضعت كردستان الجنوبية تحت السيطرة البريطانية وأصبحت لاحقًا جزءًا من العراق، ليعاني الكورد واحدة من أكثر الجرائم التي ذاقوا مرارتها منذ ذلك التاريخ المشؤوم الى اليوم (ظلم ،سبي ،قتل ، اعتقال ، وجرائم إبادة ،حلبجة وجينوسايد الإبادة بقتل أكثر من 175000 الف كوردي من الاطفال والنساء والشيوخ بوحشية ليس لها مثيل على يد النظام العراقي الذي كان يتزعمه المجرم الديكتاتوري صدام حسين
-
ضُمّت كردستان الغربية إلى سوريا، التي وُضعت تحت الانتداب الفرنسي، الا إن حال الكورد في سوريا لم يكن الأفضل فقد مورست بحق الشعب الكوردي سياسية عنصرية مقيتة بدأت بالحزام العربي وهي تغير جريمة تغير ديمغرافي كاملة الأركان توطين العرب الرحل في المناطق الكوردية
تعريب أسماء القرى والبلدات الكوردية ف كوباني تحولت الى عين العرب ،،وكري سبي -تحولت الى تل أبيض ، و سري كاني تحولت الى /رأس العين
منع اللغة الكوردية ، منع الأحتفال بأعياد الكوردية منها العيد القومي للشعب الكوردي ، عيد نوروز ومحاربة اي نشاط سياسي كوردي وزج بالموطنيين الكورد في غياهب المعتقلات وعدم الاهتمام بالمناطق الكوردية وسرقة ونقل خيرات تلك المنطقة من نفط وغاز وثروات زراعية ومعدنية ومائية لبناء مدن ومحافظات أخرى وتهميش المناطق الكوردية لتكون مناطق شبه منسية
-
استولت تركيا الحديثة على كردستان الشمالية بموجب اتفاقية لوزان (1923)، التي جاءت لتثبيت نتائج سان ريمو، والجزء الملتحق بتركيا لم يكن الأوفر حظاً فقد عانى شعبنا الكوردي هناك إيضاً الأمرين حرف الاف القرى قتل النساء والشيوخ والأطفال منع اللغة الكوردية وتهجير الكورد من مناطقهم وممارسة بحق أبشع اساليب القتل والترهيب والتنكيل الى يومنا هذا
-
بقاء كردستان الشرقية ضمن حدود إيران، ولا نغفل دور الإيراني في ممارسة الأرهاب والإجرام فأول تجربة كوردية في الإستقلال كانت في الجزء الكوردي الملتحق بإيران في الثاني والعشرون من شهر يناير لعام 1946 قامت أول جمهورية كوردية وتشكلت الحكومة وكان رئيس الجمهورية القاضي محمد لروحه السلام ومجد الذكر
ووزير الدفاع القائد الكوردي مصطفى ملا البارزاني لكن ما لبست أن غدر الفرس كما عادتهم واعلنوا الحرب على جمهورية مهاباد وإسقاط الحكم بالقوة العسكرية في 15 ديسمبر من نفس العام 1946 ومازالت الأساليب الأرهابية والقمع وقتل النشطاء وشنقهم مستمر الى يومنا هذا
-
الإغفال الصريح للحقوق الكوردية:
لم تتضمن الاتفاقية أي إشارة إلى الكورد أو حقوقهم، لا في الاستقلال ولا حتى في الحكم الذاتي، مما أدى إلى طمس الهوية الكوردية سياسيًا وثقافيًا.
-
الانعكاسات طويلة الأمد:
أدى التقسيم إلى وضع الكورد تحت حكم أنظمة مختلفة ومتباينة، تعرضوا فيها لسياسات القمع والاضطهاد المستمر. استُخدمت الأراضي الكوردية كمسرح للصراعات الإقليمية، مما جعل الكورد عرضة للتهميش والاستهداف.
النتائج الحديثة لاتفاقية سان ريمو
رغم مرور أكثر من قرن على اتفاقية سان ريمو، لا تزال آثارها محسوسة بوضوح في حياة الكورد اليومية. وفيما يلي بعض الأمثلة:
-
في العراق، وبعد سنوات من القمع، تمكن الكورد من تحقيق بعض الإنجازات، أبرزها إنشاء إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي. لكن العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد لا تزال متوترة.
-
في تركيا، يواجه الكورد سياسات قمعية تهدف إلى طمس هويتهم الثقافية واللغوية، مع قمع الحركات السياسية الكوردية.
-
في إيران، تُعامل الحكومة الكورد كمصدر تهديد أمني، وتُمنع أي نشاطات ثقافية أو سياسية تهدف إلى تعزيز الهوية الكوردية.
-
في سوريا، استغل الكورد حالة الفوضى بعد الحرب الأهلية لتحقيق مكاسب سياسية، حيث تمكنوا من إقامة إدارة ذاتية في شمال شرق البلاد، رغم الضغوط الإقليمية والدولية.