المجلس الوطني الكردي في سورية متى ينجز...؟ وكيف يتحقق...؟
التاريخ: الثلاثاء 09 اب 2011
الموضوع: اخبار



خالص مسور:

يبدو أن انبثاق فكرة المجلس الوطني التوحيدي للكرد السوريين في مثل هذه الظروف الحساسة التي يمر بها الشعب السوري عامة والكردي خاصة، هي على العموم فكرة سديدة وإن جاءت متأخرة حبتين كما يقول أهل مصر، فهذه الفكرة كان يجب أن تطرح منذ اللحظة الأولى لاندلاع الإحتجاجات حتى يتيسر للأحزاب والفعاليات الكردية الأخرى من اتخاذ موقف موحد مما يجري على الساحة السورية من أحداث مصيرية في غاية الخطورة والأهمية، وذلك من أجل توحيد الصفوف وتحديد سقف المطالب الكردية على أن تكون بعضها عاجلاً وبعضها الآخر في الآجل.


ولكن ورغم التأخر الحاصل ألا أن الفكرة لاتزال أمامها هنيهة من الوقت لتخطي حواجز الفرقة والتناثرالسياسي على الساحة الكردية. وقد حظى فكرة المجلس الوطني بالفعل بموافقة الشعب الكردي والذي كانت الوحدة أو توحيد الرؤيا المشتركة للأحداث هو مطلبه الأول وليس الأخير خلال المراحل الطويلة لنضال هذا الشعب الذي ظلم نفسه فظلمه التاريخ وهمشته على الدوام قادة الشعوب المجاورة له.
وفي الحقيقة ما نشاهده هذه الأيام هو محاولات محمومة من كافة الأفرقاء والتنظيمات والفعاليات السياسية والمستقلة لتنشيط الساحة السياسية الكردية، وهو بالتأكيد مجال ترحيب من كل القوى الكردية، ليصار إلى عقد مؤتمر تأسيسي ينبثق عنه مجلس وطني يكون بمثاية لحظة مفصلية في تاريخ الحياة الحزبية السياسية والشعبية للكرد السوريين. وهو ما كنا ندعو إليه في كتاباتنا المتكررة على الدوام، وفي حال إنجازه سيعمل ولأول مرة على لم الشمل وتوحيد مختلف التيارات والقوى الكردي المشتتة أصلاً، واتخاذ موقف كردي موحد حول ما يحدث في سورية من مظاهرات تدعو إلى الكرامة والحرية. وسيشمل المؤتمر بالتأكيد جميع الفعاليات والأجندات السياسية والمتحزبة والمستقلة من الشعب الكردي، دون إقصاء أحد كائناً من كان، وخاصة ممن له مساهمات واهتمامات في الشأن الكردي أو من يريد أن يخدم وطنه شرط التجرد من مصالحه الشخصية أو الحزبية الضيقة.
لكن ما نلاحظه هنا هو ظهور أعراض المرض الكردي المزمن على البعض من المثقفين الكرد، وبدؤأ بالتهجم الشديد وبالتفصيل الممل على هذا الحراك السياسي الوحدوي وعلى الجهات المعنية بعقد المؤتمر أو النيل من مصداقية التنظيمات الحزبية حتى قبل انعقاد المؤتمر، وتحول هؤلاء إلى طرف في تأجيج الصراع ووأد الوليد القادم حتى قبل ولادته وما أنصح به هؤلاء المثقفين هو، أن يستهدوا بالله ويستغنوا ولو لبرهة أو برهتين عن هذا العقل الكردي السجالي لدى البعض من المثقفين والساسة الكرد معاً، وأن يجبوا ما قبل المؤتمر كما جب الإسلام ما قبله وأن يقبلوا إليه ولما بعده، في عملية مصالحة تاريخية بين كافة الفعاليات السياسية وغير السياسية في المجتمع الكردي ونعتقد ان هذا هو أوانه. فما يلزمنا اليوم هو الإعتصام بحبل المجلس الوطني، ووضع الصراعات والتكهنات وإسلوب المهاترات جانباً والسير على دروب الحرية وتحاشى السير على الجوانب الوعرة منها.
ورغم ما يوجهه المثقفون الكرد على العموم من انتقادات حادة لغالبية القيادات الحزبية والمتواجدة على الساحة السياسية الكردية السورية منذ سنين عديدة، ورغم ما مارسه هذه القياداة أو بعضهم بالفعل من بهلوانية وخبرة في إدانة الخصم السياسي الآخر وإضاعة معظم أوقاتهم الحزبية الثمينة في بث التفرقة والتشتت والمهاترت والإتهامات بالعمالة بعضهم لبعضهم الآخر، ألا أن من الواجب علينا اليوم أن نقر بالتسامح وأن ننظرإلى النصف الملآن أيضاً من الكأس، لنرى أن هذه الأحزاب ورغم المآخذ الكثيرة عليها، أن لكل سكرتير وعضو فيها في قليل أو كثير ماضيه النضالي وعرقه وتعبه في خدمة الحركة الكردية وأن له سلبياته كما له إيجابياته وقد تتفوق هذا على ذاك لكن لايهمنا هذا اليوم. بالمقابل يحق لأي أحد مثقفاً كان أو غير مثقف أن ينتقد الأحزاب والمجتمع معاً، ونحن على الدوام مع النقد الهادف والبناء إذ بدون النقد والتقويم لاتخطو الشعوب نحو التطور والتقدم. وأعتقد أن معظم إن لم نقل كل المثقفين الذين ينتقدون الأحزاب يأتي نقدهم في إطار حسن النية وبدافع التقويم والتقييم لا التخريب والتدمير. ونعلم أن هذا هو أوان الوحدة ولم الشمل لا التنازع والتخاصم. ألا أنه ورغم كل هذا، ونظراً للحالة الإستعجالية وحتى لايتم تفويت الفرصة السانحة التي وفرتها الحراك الشعبي والمستجدات الحالية في سورية لرفع الغبن والإضطهاد عن هذا الشعب، يمكن القول الآن: عفى الله عما مضى والبدء بالخطوة الأولى نحو توحيد الرؤيا الكردية المشتركة المتمثلة في ما أسموه بالمجلس الوطني للكرد السوريين، نظراً للظرف الخطير والحساس الذي تمر به المنطقة عموماً وسورية خصوصاً، بحيث يمكن التعامل مع الحدث بروح عصرية وديموقراطية ورؤية الآخر المختلف دون إقصاء أو تهميش، والبدء من صفر الكتابة وأقصد بصفر الكتابة دخول المؤتمرين والمتحاورين الكرد في محراب اللغة العادية فيما بينهم واعتماد الشفافية والوضوح والمصارحة والمكاشفة، ولندع المؤتمر ينعقد بدون الحالة الفلاشباكية أوالحوار بمفعول رجعي وإثارة الماضي والنزعات السياسية القديمة التي تفرق ولا توحد. وعلى كل المعنيين بالأمر تقديم تنازلات للآخر في سبيل غايات عليا وأهداف سامية، وما هو مجال خلاف قد يمكن حله في الجلسة الأولى للمؤتمر بعد إزاحة المصالح الشخصية – كما قلنا – جانباً. وبعدها فمن يتهرب من هذا الإستحقاق الوحدوي سيكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة أمام الشعب الكردي حتى الأبد.
كما نود التأكيد هنا على ضرورة الإشتغال على سوريتنا جميعاً في هذه اللحظة وألا نغرد خارج السرب بما لايستسيغه ركاب سفينتنا الثورية، ولئلا نكون عاملين على شق الصف الوطني وألا نرى أحلاماً لذيذة في الوقت الذي استيقظ فيه شعبنا السوري على دماء القتلى وآهات الجرحى وأنين الثكالى. وما أقصده هو إظهار الحكمة والعقلانية في التصرف أثناء المظاهرات، تمشياً مع مراعاة قواعد اللعبة السياسية الراهنة، والإكتفاء بلافتة واحدة أو أكثر تبين خصوصية الكرد المشاركين في التظاهرات السلمية وأؤكد على أنها يجب أن تكون سلمية بعيداً عن أعمال التخريب أوالعبث بالممتلكات العامة أوالخاصة، وأن نطلب بعدها ما يحق لنا أن نطلبه من الحقوق القومية ككرد سوريين ودوماً ضمن الأصول والقواعد المرعية وكما نقول مراراً وتكراراً لطلب الحق أصوله وقواعده وأوانه ومنهجيته أيضاً. ولهذا نرى أن هذا المؤتمر وما قد ينبثق عنه هو امتحان للجميع لأن كل شيء سيظهر على السطح، من ضد المصلحة الكردية ومن معها... وقديماً قيل بضدها تعرف الأشياء. ... وبالفعل فقد تم البدء للتحضير للمؤتمر من قبل الجهات الكردية المعنية وحتى ربما توزيع الأدوار لكل فعالية لتأخذ دورها في المؤتمر وفي المجلس الوطني لاحقاً وما ينبثق عنه من نشاطات وأهداف وهذه الأهداف قد تنحصر في وجهتين اثنتين: الأول هو كيفية التعامل مع الحراك الشعبي السوري أو حتى الموقف من النظام معاً، والآخر هو كيفية التعامل مع المعارضة الوطنية وطرح سقوف القضية الكردية وسبل حلها بالطرق السلمية والديموقراطية.
كلمة أخيرة نقولها وهي: بما أن الأحزاب الكردية ترى نفسها معارضة داعمة للتنسيقيات وليست بديلة عنها، لذا يجب عند توزيع الحصص في المجلس الوطني وحتى لايصار إلى مصادرة رأي التنسيقيات الكردية أو الجهات الأخرى بقرارات المجلس الوطني المزمع تشكيله والذي سيتخذ حتماً قراراته بنسبة ثلثي أعضاء المجلس، نرى ضرورة توزيع الحصص توزيعاً عادلاً تتفق عليها الفعاليات الآتية المتواجدة على ساحة الحراك الشعبي الكردي والتي نقسمها بالشكل التالي: 1 - الأحزاب الكردية- 2 – شباب التنسيقيات- 3 - المثقفون – 4 - والمهنيون كالأطباء والمدرسون والمحامون...الخ. 5 – باقي فئات الشعب من الفلاحين والعمال والمتدينين...الخ.
حيث يمكن الإتفاق في الجلسة الأولى على الحصص المقررة لكل فعالية من الفعاليات الآنفة الذكر، على أن تنبثق عن المجلس لجنة مفاوضة من عدة أعضاء يقع على عاتقها إجراء المفاوضات مع الأطراف الأخرى الخارج كردية. في الوقت الذي علينا ان ندرك بأنه لا أحد من هذه الفعاليات تستغني عن الأخرى في هذا الظرف العصيب والحساس جداً.  
.............................................................................................







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9501