المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
التاريخ: الأربعاء 06 تموز 2011
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com

إلى د. سربست نبي
بين يدي، مقالٌ للصديق إبراهيم محمود، ينشر ضوعه، في صباح هذا اليوم، وهو يمدّ خلاله يد الحب، حانية، إلى عدد من الكتاب، يذكّرهم بالاسم، علماً علماً، ولقد تمّ بينه وبعض منهم -أو ربّما كلّهم- بعض الخلاف، أو الاختلاف، في فترة ما، كانت تترى مناوشاتِ حبرٍ أو إلكترون، بينما كان إبراهيم يواصل حفره النقدي، ولست في صدد تقويم استنتاجاته، التي خلص إليها، أية كانت، مادامت تخصّه، وحده، أرومةً، وكان المسؤول عنها، ودفع ضريبتها إلى حين، وحده، لتكون الضريبة، مضاعفة، ومثولثة، ومعوشرة،


ولا أنا في صدد ردَّات فعل سواه، فهي تخصّهم فرادى، وجمعاً، وإن كانت شذرات الإلكترون، ستصيب حتّى من هاجسه الدائم زرع الوئام، بين أهله، أنّى آمن أنّ اختلاف الكتّاب اختلاف الأمّة، والتقاء الكتّاب التقاء الأمّة، ولم أُشر-في هذا المقام- إلى غير هؤلاء، فهم الصّفوة حقيقة، لا افتراضاً، إن وعوا رسالتهم، مادام في يد كل منهم أوراقُ اعتماده الرسمية، في دنيا الكتابة، أنشأها بذاته، حصيلة تعب وعرق،  وقلق، ولهاث، وهرولات، على دروب المتاعب الطويل.
أكثر من مرّة، مددت اليد، يدي، على هذه الطريقة، بل وفتحت الصدر، لبعض من الكتّاب الذين اختلفت معهم، خلال رحلتي في عالم الكتابة، وهي رحلة أضعها بين قوسين، أوهلالين،  ينوسان بين منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهذه اللّحظة، ولا أشير إلى سبب الخلاف، مع بعضهم، وهم قلّة، والحمد لله، قياساً لسفارات الحب، في خوافق الكثيرين من الأهلين، والأصحاب، ولقد أشرت، أكثر من مرّة، إلى أنّني عندما أستعرض مسيرتي الكتابية، وهي: المتواضعةُ، حقاً، فإنَّ سوء الفهم بيني وهؤلاء -وهم كتّابنا الكرد حصراً- ممّن يهمونني، من بين من اختلفت معهم، هنا، ليعدّ جمرة ً تكوي الرّوح، بسفودها، حتّى وإن كان بعضهم، في أمثلة صارخة، قد آلمني، أيّما إيلام، وجرحني، أيّما مجرَح، ومنهم من بالغ في ذلك، وراح يتلذّذ في لعبة الأذى، وكان لي-في المقابل-ردّات فعلي، وهي لعمري، كانت في إطار تصويب الحقيقة، و إهاب المرافعة، أو الردّ على الوخزة، بالوخز، والكيّ بالكيّ، أو أقلّ أو أكثر، ما يدعوني إلى الألم الحقيق، لأنّ ذلك ما يشكل نأمة، سيظلّ أثرها طويلاً، يدمغ شغاف الخافق، ولن يبرأ من سقم، حتى تطغي زرقة الحبر، على سواده.
منذ يومين، بينما جمعني الفضاء الإلكتروني، مع د. سربست نبي، وتحدّث كلّ منّا عمّا لديه، بعد خلاف أليم، تمّ بيننا، أدركت "كم أنّ هناك من أناسٍ همّهم تحريض مبدعينا على بعضهم بعضاً، لا يفتؤون يدبِّجون الشّنشنات"، ولماذا؟؟، سامحهم الله، وهم أنفسهم -هنا- موضعُ عطف، وحبٍّ لديّ، اسماً اسماً.
ربَّما لا علاقة بين مادة صديقي، إبراهيم محمود، التي فاجأتني، الليلة، ببهائها الكامل، كما ستفاجىء كثيرين، ومادتي، هذه، على صعيد التخطيط والاتفاق، وهو الذي سبقني في كتابة مادته، وستكون بين أيدي قرائه، الآنَ، وفيها كمٌّ من الحبِ والمسؤولية، وروحانية الكرديِّ، كما هو، إذ كتبها من دون أن يعلم أنَّني -وللمصادفة- كنت – كما يعرف الصديق د. سربست- بصدد نية إرسال إشارات حبّ، كما سيفعل هذا الصديق عينُه، في أكثر من اتِجاه، خلافاً للمتوقع، إزاء اكتشاف اسم في يده النّصل، عارياً، ولاسيّما عندما تجد من لا يزال يلغّم الإلكترون ببعض ردود فعله، يقول لكاتب: لستَ كاتباً، ويقول لمن يقرأ: لا أحدَ يقرؤك، ويقول لمن يرهن حياته في سبيل سواه: أنت نهّاز كذا، وما أدراه أنه لن يموت دون موقفه، الناصع، من دون أن يستطيع هذا الأخ، في تسلله، محو ترجمة دليل أثره الإلكتروني، باسم تتفاجأ به، كما عهدت في كلّ محطة كردية حساسة، منذ 2004 ،2005، 2008 ،20010، لتسألَ: ما الذي يجنيه هذا الأخ الموصوف، ذرَةً ذرَةً، عن ضلالة هدر الوقت، وإلحاق الأذى بمن يسبقه، مجرّد خطو، أو أكثر، وما يدعوه  ليطعنَ سواه في الخفاء، مادام أنه مبصرٌ إياه، يرافع عنه، وعن ابنه، وعن حصّة حفيده في نفط متماهٍ، لمّا يزل يسرق منذ عقود متتاليات،  كما بلد كامل، كما إنسان كامل، يسرقان علانية، ونطالب بالتصفيق للسارق.....! .
كان مشروعي -وأنا في قامشلي- أن أنصب خيمة كبيرة- وثمّة من يشهد- أدعو إليها ملحَ مجتمعنا الكتّاب، واحداً واحداً، كي نمحو معاً، أيّة حدود تحول دون التواصل، مع الآخر/ الأنا، بيننا، وتسحب "البساط" من بين قدمي من يقبل على احتضان سواه، ليطعنه في الظهر، على غفلة، في اللحظة نفسها، ويشير إلى فاعل، آخر، معلناً تضامنه، ولا يروق له، أن يكون بين ظهرانينا أدباء، وكتّاب، ومفكرون، وعباقرة، نكبر بهم واحداً واحداً، بيد أن هذا المشروع أُجهض، عن بكرة خاله، وأبيه، وعمه، بينما كان التضييق الأمني علي، يكاد يهصر أضلاعي، ويكسر قلمي، ويجعلني صيدَ عجلات سيّارة عابرة، كانت تهدّد حياتي، كما يعرف ذلك كثيرون في الدائرة من خواص الخواص، من حولي، وعامتي: الخواص الخواص.
اليد نفسها، فلتمتدّ إلى الجميع، إلى من حاول بيد مماثلة، شطبي، ذات ردّة فعل- لا شأن لي بها، وما أشدّ ردّات أفعالنا تجاه بعضنا بعضاً- واليد نفسها التي قطرت من أصابعها على "كيبورد" الحاسوب، بما يؤلمني، من إساءات، يعرف كاتبها -نفسه- في قرارته، أنّها لا تشبهني، البتّة، وهذا شأنه، مادامت اليد التي تكتب القصيدة، وترسم طريق الحرية للآخر، مادامت يداً يتبعثر من خريطتها جوز الجبال، وزبيبها، ويسيل من بين الأصابع التي تنشدّ إليها ينابيع تسيل، من ذراريها، إلى عناوين من ظمأ كرديّ، تشكّل خريطة يضوِّئها قوسُ قزح.
إنّ الرصاصة التي تخرج من فوَّهة بندقية القنَّاص، لاتفرِّق بين أحدنا والآخر، مادام ليس من بيننا أحدٌ قادراً على أن يكون في الجِّهة المقابلة، حيث: القنَّاص، نفسه، القنِّاص، منثورة ذاكرته الوطنيه، على شكل شهوة، وكرسي، وبارود، ودخان،  وجثث، ليس بيننا -ككتّاب كرد- جبهتان، ضمن هذا المعنى، بل نحن جبهة واحدة، هنا، وما يفصل من خيط وهمي، بين أحدنا والآخر، هو خيط لا يصمد أمام سيل الحكمة، أنَّى تمترسنا خلفها، كي تغسل الرُّوح ممَّا يعلق بها، لتشبه براءة مهادها الأول، تشير بإصبع الاتهام إلى "قابيل" أينما كان، تقول له: بئسَك، سواء أكانت أضحيتُك روحاً أم معنى.
كثيراً، ما كنّا نقول "ما أحوجنا إلى بعض!"، بيدَ أن الترجمة الكاملة -للعبارة- تظهر الآن، صارخةً، بأكثرَ، كي يتردّدَ صداها، في الجهات الأربع، من خريطة وجود الكردي، ليلجأ إلى جوهر روحه، السَّمحة، بعيداً، عما يلحق بها من غبار، طارىء، لايشبهها البتة، وهو ابن الجبل العالي، كما هو ابن اخضرار السهل، كي يكون ذلك ميثاق وئام، مبتغى، طالما تمّت الدعوة إليه، وهانحن نتعلمه، من أبنائنا، آبائنا العظام، في الحكمة، كما أشتهي التعبير، ليحلّ الصّفحُ، مكان الصفع، والحبُّ مكان الخِبِ، لأن القضية أكثر حساسية مما يمكن رميها، بتصور أول، عابر، نحن جميعاً مسؤولون في حضرته، بأشد وأكثر من أي وقت مضى، أوربَّما يأتي.  
*التالية أسماؤهم من الكتاب الكرد:
حبذا لوتقرأ من قبل كتابنا، على أنها مبادرة محمودة من إبراهيمنا، كي نترجمها، كل من جهته، من دون القفز على مايترتب على ترجمة مثل هذا الحب المطلوب...أقول: المطلوب.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9055