رسائل عاجلة... إلى كافة شرائح الطبقة الوسطى الكردية ...(..ثالثاً..)
التاريخ: الخميس 23 حزيران 2011
الموضوع: اخبار



خليل كالو

الأطباء , الصيادلة , المهندسون , المحامون , المربون من أصحاب الشهادات والمهن العلمية  واليدوية , التجار و صغار الكسبة , أصحاب المصالح والنخب الاجتماعية ورجال الدين الأفاضل ومن في حكمهم. هؤلاء من يجدون أنفسهم فوق السياسة والأحزاب والثقافة والمسؤولية والشعب أحياناً , هذا هو طبيعتهم, اخرجوا من صمتكم وسكونكم الرهيب ومن رقادكم, ألستم من صلب هذا الشعب تعيشون أفراحه وأتراحه لكم ما لكم وعليكم ما عليكم إلا من كان مغترب الوجدان والضمير والأخلاق...؟ بلى ..


 لذا نذكر وأنتم خير العارفين بأن آن أوان النهوض من السكون والعطالة والحياة الرتيبة وتغيير السلوك والمنهج وكسر جدار الخوف ونبذ التمسك بالمصلحة بتزمت وبخل شديدين والتفاعل مع المحيط , فمتى ستسمع أصواتكم خارج مكاتبكم وحيطان مجالسكم وسهرات السمر والبطر والكرد بحاجة ماسة  إليكم في هذه الظروف الاستثنائية والمستجدات المثيرة والسريعة و كذلك إلى رأي كل من له صوت ذو ضمير من خلال فعالياتكم وعلاقاتكم العامة للتفاعل مع المحيط والضغط على أصحاب الحل والربط ومنها النخب الكردية في الاتجاه الذي يؤسس لمناخ وتكوين رأي عام من أجل وحدة الصفوف والكلمة والاستعداد للمستقبل الذي ينتظره الشعب السوري برمته في الأيام القادمة ونحن على يقين أن الوطن السوري وكل مجتمعياته سوف يجري فيه تغيرات باتجاه الإيجابي مهما سارت الأمور وفي أي اتجاه كان سوف يكون هناك غد أفضل وحياة سياسية جديدة وما كل التطورات والأحداث الجارية الآن تؤذن ببدء مرحلة أكثر حداثة من الناحية السياسية والثقافية ولن ترجع الأوضاع والتطورات نحو الوراء وفي غضون ذلك يخشى ألا يكون للكرد فيها من نصيب كما يجب في هذا الوضع الضعيف والمتشتت وقد ثبت بالدليل والبرهان وما أعلن عنه الأيام فشل وعجز كل هيئة وشخص بمفرده ما كان يدعو له ولن يكون الغد أفضل من الأمس ما لم يكن للكرد من مركز قرار وهيئة جامعة وصوت واحد والحركة ككتلة متراصة تضم كافة الشرائح الاجتماعية والثقافية والسياسية  تدعمها الجماهير الكردية  الواسعة في كل الوطن السوري ضمن إطار وحدة واحدة .   

    رسالتنا هذه لن تكون خال من النقد واللوم تجاه سلوك تلك الشرائح الهامة المذكورة أعلاه بسبب لامبالاتها وإهمالها لواجباتها الوطنية والاجتماعية وخاصة الكردوارية منها علماً بأن المجتمعات تبنى على أكتاف الطبقة الوسطى وجهودها ونتائج معارفها, وهي الدعامة الأساسية في قيادة مجتمعاتها إلا في المجتمع الكردي فكان العكس هو الصحيح باستثناء بعض النخب منها  , وقد عاش أغلب أفرادها حياة العزلة وممارسة نوع من التطفل وامتهنوا الاكتناز والانزواء والعيش في قمقمهم بعيدا عن الحياة السياسية والاجتماعية وانفصلوا روحيا عن المحيط إلا ما ندر واغتنى الكثيرون منها على حساب جيوب الفقراء وهم مدينون برغد عيشهم إلى بؤساء القوم , في الوقت الذي لا ننكر جمال هيئاتهم من بعيد كالإيقونات الجدارية وفي الشارع والمكتب وخلف واجهات المحلات مثل البضاعة المعروضة وفي المناسبات وخلف مقود السيارة والأعراس وخيم العزاء ..إلخ ولكن سيكونون أجمل لو تنازلوا قليلا عن أسلوب حياتهم وانضموا إلى حراك الشعب والشباب وشاركوا وجدانيا وعمليا في صنع المستقبل بفعالية وضمير أكثر اتقاداً حيث ينتظرهم الواجب و لكن مع الأسف الشديد غابت أفعالهم عن مسرح الحدث في خضم كثرة الأقوال والتنظير واستهلكوا من الوقت الكثير دون جدوى يذكر واعتلوا فوق الحقائق وانتابهم الخوف بلا مبرر أحياناً , لذا آن الأوان لقليل من تغيير السلوك والمنهج والبدء في تقديم قسط من العمل والفعل والوقت (لا المال الذي تخافون عليه) في اتجاه بناء هيكلية فعالة لحراك كردي متوازن وحضاري في هذه الظروف من أجل مستقبل أفضل و التأسيس لشخصية لها قوام وهيئة أكثر حيوية وقبولا من سابقاتها ونحن مقدمون على يوم غد جديد .  

    مطلوب اليوم وقبل الغد من جميع أفراد هذه الشرائح الذين يجدون في نفسهم الغيرة والضمير الحي والوجدان أن يكونوا في موقع المسئولية الحقيقية تجاه ما يحصل, وما سوف يحصل في الغد حيث لا تقتصر مسئولية شؤون الكرد ومستقبلهم على السياسيين والمثقفين فقط بل كل الشرائح, وأن يرفعوا صوتهم عاليا , وبسبب طبيعة أعمالهم وتأثيرهم الفعال على المحيط  سيكون لهم القدرة والدبلوماسية الفعالة في ترتيب وبناء العلاقات العامة إذا ما أردوا ذلك في الوقت الذي لا يخفى على الشارع الكردي تردد الكثير من سكرتارية الأحزاب والدائرة الأولى والثانية إلى أماكن أعمالهم فما عليهم انتهاز فرصة وجودهم للمناقشة بدل شرب الشاي والقهوة والحديث التقليدي وترميم ما أفسده الدهر وحثهم للإقدام على التفاعل البيني ولأعمال أكثر فائدة من تغيير في منهج التفكير والسلوك وأن يكونوا صلة وصل بين رغبات الشارع وطموحات الناس والنخب الكردية المسئولة بالدرجة الأولى و في نفس الوقت أن يسعوا كمشاركين حقيقيين مع كافة الشرائح الأخرى في الحياة السياسية والثقافية الآن ومستقبلا, لهذا نناشد كافة الأخوة الأعزاء من هذه الشرائح الهامة في رفع أصواتهم عالية , كما ندعو كل كاتب ومقتدر على الكتابة من صلبها أن يعبر عن رأي هذه الشرائح لتكوين رأي عام جمعي كردواري والهدف من هذا الحراك  الثقافي والوجداني هو أن نصبح نحن الكرد مكون فعال ومسئول وحيوي في البناء والمشاركة والحضور بشخصية متمايزة وأن نكون كتلة متجانسة وصوت واضح ونتحرك بهويتنا الثقافية جمعاً ضمن إطار وحدة البلاد والعيش بسلام مع كل الشعب السوري في سوريا الغد.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8907