رسائل عاجلة ...... إلى سكرتارية الأحزاب الكردية والدائرة الأولى والثانية... (ثانيا)
التاريخ: الأربعاء 22 حزيران 2011
الموضوع: اخبار



  خليل كالو

  الأخوة الأفاضل والسادة الأكارم , لقد آن وقت الجد والعمل والحركة بصوت واحد وهدف واحد ونبذ الخلاف ورص الصفوف واقتران القول بالفعل ...احترموا من احترمكم , وصونوا العهد الذي قطعتموه على أنفسكم يوم انتسابكم للعمل السياسي الكردي, وكونوا أوفياء للجيل الأول وماضيكم وأهدافكم والشعب الذي علق الآمال بكم وائتمنكم على مصيره وحقوقه , وحافظوا على سجلكم الشخصي والجماعي من التلوث والنقض والنقد وفقدان الصدق والمصداقية , وكونوا أهلا للمرحلة وأديروا الأزمة بجدارة وثابروا على الحق والتاريخ شاهد على ما أنتم فاعلون غداً .


 فلن يرحم ويسامح  كل من يتملص من مهامه ومسؤولياته التي تعهد بها بملء إرادته , الآن ولكل من هو في سدة المسؤولية أن تسامحوا بعضكم البعض عن تاريخ مضى وعفا الله عما سلف  لأن مصير الشعب وحقوقه أكبر من الجميع ومن كل الخلافات الشخصية والنعرات الصغيرة والحزبية حيث لا مقدس أمام إرادة ومستقبل الشعوب ولا أحد فوق الحق إلا من كان لا مباليا ومستهترا يعيش خارج الزمان .  لقد حان وقت العمل والجد للتأسيس لوعي جمعي لأن مرحلة جديدة قد بدأت والوطن السوري مقبل على جديد لا محالة وكل المكونات تستعد و تتجه إلى تجديد نفسها وها قد مضى على ذلك الحراك أكثر من ثلاثة أشهر وأنتم تنتظرون ولا أحد يعلم ماذا أنتم فاعلون فلم يعد البيانات المشتركة كافية ومنتجة وقد ولى زمنها ولن تأتي بالمطلوب أبداً.   

 
    لا أحد يستطيع أن ينكر الحالة المتشظية والتشتت الذي يعيشه المجتمع الكردي والأحزاب الكردية من ضعف وتنافر منذ عقدين من الزمن أو أكثر وأنتم سادة العارفين , بسبب الأخطاء القاتلة التي ارتكبت على المستوى التنظيمي والسياسي ومن فوضى الأفكار والمفاهيم  , حيث لا نتهم أحد بعينه ولا نبرأ أحدا أيضاً فيما قد وقع وحصل. فالجميع يتحمل مسئولية ما جرى , ووزر ما حصل خلال تلك العقود حينما خضعت مسألة و إدارة شؤون الكرد إلى اعتبارات شخصية وحزبوية ضيقة, وتم الرهان أحياناً على السياسات الكردستانية وحصل ما حصل . فكل ما قدمه الكرد في هذا الجزء لإخوانهم من دعم ومساندة أمر يرفع به الرأس ومحل تقدير واحترام , وقد كان ذلك واجب في حينه ولا زالوا أخوة أعزاء , الآن ونحن أمام ظروف ومستجدات وحالة راهنة جديدة يتطلب التفكير والعمل مغايرا لما كان , ويتطلب في ذات الوقت تغيير السلوك ونمط الثقافة والتنظيم بشكل أفضل ومغاير للسابق, وأنتم مسئولون أمام التاريخ والشعب الكردي وضمائركم وليس غيركم , وأن مصداقية الجميع في الظروف الراهنة على المحك . فلن يرحم الجيل والمستقبل كل متقدم للصفوف كما كان في السابق , ولم يعد للحزب الكلاسيكي والمنهج السابق والتحالفات التكتيكية الموسمية من فائدة وقد أثبتت الأيام فشل ذلك و اعلموا أن كل قديم إن  لم يقم بتحديث ويغير من نفسه سوف يرحل مع رياح التغيير والتحديث , كما لا يمكن أن يبرر تقاعس وهروب أي شخص مهما كانت صفته وموقعه وسجله النضالي من أداء الواجب عليه تحت أية ذريعة كانت إلا إذا أعلن على الملأ عجزه وتنكر لواجباته , وقد حان وقت الكفارة عن الذنوب الماضية وإصلاح ما أفسده الدهر والبشر.  

   الآن أنتم أمام معادلة صعبة  حيث الأحداث الجارية أكبر من حجم الكرد ناهيك عن حجم وحراك كل حزب وشخص بمفرده , لذا ينتظر منكم شعبكم  الكثير ونحن نأمل ذلك , ولا يزال له أمل فيكم إذا ما راجعتم أنفسكم , بنية صافية ومسئولة واحترمتم مشاعر الشعب وطموحاته , فلم يعد الاختباء وراء السياسات الحزبوية يقنع الشارع الكردي ويرضيه , وتدرون أن الشارع السوري في حراك تاريخي وملتهب من أخمص القدم إلى شعر الرأس على جميع الأصعدة  , علماً بأنه قد أثبتت الأحداث والوقائع أن الزمن تجاوز الهياكل التنظيمية الكلاسيكية والأطر الحزبية الضيقة والمواقف الضبابية والرؤى الارتجالية والشخصية , وأن العمل في ظل هكذا أسماء وعناوين غير منتجة ولا تؤسس لشيء مفيد, كون المرحلة تحتاج إلى القوة الكافية وامتلاك عناصرها لتحقيق أية غاية, ولا يخفى أن السياسات التي سوف تعمل وترتضى أن تكون كما هي دون تغيير سوف تفلس ولن يفيدها أي اسم وعنوان , ولا السجل الشخصي والجماعي الماضي إذا ما عاندت وغررت بنفسها واستندت في تقييمها للأحداث برعونة ولامبالاة والمنهج الحزبوي, فسوف ينقطع بينها وبين الحاضر الجديد الصلة والاستمرارية. لذا أنتم أمام مرحلة تختلف عن سابقاتها شكلا وجوهرا ومهاما وآن الأوان أن يعمل النخب الكردية معاً في إطار هيئة ومؤسسة  ديمقراطية جامعة لها هوية ثقافية وطراز كردي تعمل في ظل الإطار الوطني السوري تلبية لنداء الشارع الكردي وطموحاته , وكما يؤمل من كل الكتاب والمثقفين المساهمة الجادة وبحيوية في هذا الاتجاه من خلال موقعي كميا كوردا وولاتى مه لإنشاء أرضية ومناخ مقبولين لتكوين مثل هكذا رأي وسلوك.      






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8901