الاحتجاجات السلمية والحركة الكوردية ودعوة الهلالية
التاريخ: الأثنين 16 ايار 2011
الموضوع: اخبار



بقلم د. عبد الرحمن آلوجي
  سكرتير البارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا

لا يمكن للأوضاع المتأزمة في سوريا في ظل - مع تصاعد موجة المواجهة العنيفة- أن تجد الانفراج المطلوب, استمرار حالة العنف المفرط, والاحتكام إلى الحل الأمني الذي حذرنا منه سابقا , بما له من آثار وردود ونتائج عكسية, حيث تحتدم فيها موجة الغضب في الشارع السوري ... هذا الشارع الذي أُقر بحقه في التظاهر والدعوة إلى الإصلاح وفق مراسيم رئاسية.. ولكنّ واقع المواجهة الدامية اصطدم مع هذا الإقرار, مما فاقم الأزمة وهدد بكارثة وطنية حقيقية, حيث السلاح الثقيل يدخل الميادين والساحات في المدن والبلدات...


 وبالمقابل فإن الحراك الوطني عامة والحراك الكوردي المتمثل في أحزاب الحركة الكوردية المؤطرة وغير المؤطرة, لا يمكن أن يدعيا القوة الكافية للتعبير عن مجمل التحرك الشعبي العارم, والذي لا يمكن التحكم به, لما لهذا الحراك من تأثير محدد ومحدود... وهو ما لوحظ في الإجماع المعلن ـ على الهواء مباشرة ـ في مدينة القامشلي ـ والذي دعينا إليه في البارتي من خلال وفد رسمي للأسف ضيفا كسائر الضيوف من المدعوين, مما يعكس الحالة البائسة من التهميش والإقصاء إرضاءً وتزلفاً لفصيل كوردي محكوم بعقلية قمعية انتقائية محددة الهوية والأفق, وضحلة التوجه .. في هذا الوقت الذي يشتد فيه الحراك الوطني الشعبي عامة والكوردي خاصة باتجاه التشبث بمطاليب إصلاحية جذرية فعلية وعلى أرض الواقع ... والتي لا يمكن لأية جهة حزبية أن تدعي أنها سوف تسهم في الحد من انطلاقتها مع الاستعداد الكامل لمتابعة المسيرة والدعوة إليها, واشتداد الوتيرة مع تزايد نزعة العنف في الواقع, والذي بدا التركيز في ذلك اللقاء المباشر على الهواء ـ على التوجه بقيم ومطالب وتتطلعات تحاول التعبير عن هذا الشارع والتحدث عنه بالنيابة, ومحاولة لجم اندفاعته من خلال التلويح ـ بشكل مبطن ـ إلى أنّ تلبيةً منتظرةً لوعود غامضة وغير محددة هي في الطريق, دون أن تبدو أية علائم على ذلك وهو ما طرحه بعض الحضور ـ عبر مناقشة مفتوحة ـ في ذلك اللقاء, عن زمن ومدة التجاوب مع تلك المطالب والتطلعات, وهو أمر لا يملكه أحد إلا المخولون من الجهات الرسمية التي طرحت موضوع الحوار الوطني المرتقب عبر الإعلام الحكومي الرسمي ..

في هذا الوقت لا يمكن برمجة زمن الإصلاح وتحديد أفقه أو الإيهام بشيء من ذلك, مع رفع المطاليب المشروعة والتي تعد بمثابة وثيقة تقدم باسم هذا الحراك الشعبي ... والذي وجد معبره الحقيقي في الشارع المتحرك والمحتدم, دون أن تتحدد هوية من يقود هذا الحراك والقائمين عليه والذين لم يعلنوا عن أنفسهم لدوافع عديدة, إلا أن الحراك يظل محتدما ومرتفعا في بعض الأحيان رغم كل ذلك وفي ظل تصاعد التوتر وعدم وضوح معالم الطريق ...
إننا في البارتي نتصور عملية الإصلاح الجذري والديمقراطي الشامل والملتزم من خلال فعل يترجم إلى واقع ميداني يعيد الحركة إلى الحياة البرلمانية الدستورية, وفق قيم المواطنة الحقة, ومفهوم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص, على نطاق المسؤولية الوطنية المشروعة التي توفر الحد الممكن والفعلي لتهدئة النفوس وتلبية المطالب الوطنية المشروعة, والخروج من كل حالات الاحتقان والتوتر والتأزم بما في ذلك تمكين الاحتجاج المشروع للتعبير عن نفسه بحرية, وأن يترك الباب مفتوحاً أمام حوار وطني شامل, يطال الحراك الوطني والشعبي ومجمل القوى السياسية الفاعلة, للوصول إلى حياة مدنية ديمقراطية ودستورية هو الهدف النهائي لدولة القانون, لتحقيق مستلزمات وحدة وطنية حقيقية.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8549