القتلى بالعشرات في «الجمعة العظيمة».. والمتظاهرون يحاولون الزحف إلى ساحات المدن السورية
التاريخ: السبت 23 نيسان 2011
الموضوع: اخبار



كما وعد المتظاهرون.. كان يوم أمس، الجمعة، يوما حاشدا في حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام السوري، حيث لم تفلح محاولات النظام في سورية في منع خروج مظاهرات كبيرة في كافة أنحاء البلاد، ولم تجد محاصرة الجيش للمدن وسد مداخل دمشق وحمص ودرعا وبانياس والرستن وتلكلخ.. إلخ، في منع التظاهر يوم أمس، وبعد يوم واحد من إصدار حزمة مراسيم إصلاحية؛ من ضمنها رفع حالة الطوارئ في البلاد المفروضة من نحو نصف قرن، وإلغاء محكمة أمن الدولة، وتنظيم التظاهر، وتباينت أرقام القتلى في المظاهرات بين أكثر من 25 ونحو 50 في كافة أنحاء البلاد، وعشرات الجرحى. ولعل التطور الأبرز يوم أمس هو نقل قناة «الجزيرة» خطبة صلاة الجمعة في بانياس، وجانبا من المظاهرات، هذا الإضافة إلى تحطيم عدد من تماثيل الرئيس الراحل، حافظ الأسد، في أكثر من مدينة، وإزالة إحراق صور الرئيس بشار الأسد.


 ومساء أمس جرى توجيه دعوات إلى جميع المتظاهرين في سورية إلى التوجه على الفور إلى الساحات الكبيرة في جميع المحافظات، وبعد ورود أنباء عن سقوط أكثر من 50 شهيدا يوم «الجمعة العظيمة» برصاص قوى الأمن وطلبت النجدة لحمص ودرعا والمعضمية ودوما والحجر الأسود، حيث وقع العدد الأكبر من الشهداء. وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات طالب، أمس، نشطاء سوريون ينسقون الاحتجاجات الحاشدة بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وإرساء نظام سياسي ديمقراطي. وطالب البيان المشترك، الذي حصلت «رويترز» على نسخة منه، بالإفراج عن كل سجناء الضمير، وتفكيك الجهاز الأمني الحالي واستبدال آخر ذي اختصاصات قانونية محددة ويعمل وفقا للقانون به. ويقدر أن عشرات الآلاف من السوريين نزلوا إلى الشوارع، أمس، في مستهل الأسبوع السادس من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 11 عاما. وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب بإنهاء النظام، مما يشير إلى تصاعد مستمر في سقف المطالب التي تركزت في البداية على الإصلاحات وقدر أكبر من الحريات.

ومن بين الهتافات الأخرى التي ترددت في المسيرات التي انطلقت بعد صلاة الجمعة «الله.. حرية.. سورية وبس.. الله أكبر».
دمشق
* في محافظة دمشق وريف دمشق تم تقطيع أوصال المدينة منذ مساء يوم أول من أمس، الخميس، تحسبا لدعوات أطلقت للتجمع في ساحة العباسيين القريبة من جوبر التي تصل دمشق بريفها، والتي كانت مصبا لوصول المتظاهرين من الريف إلى قلب المدينة، حيث تم إغلاق طريقي جوبر، والزبلطاني، وأقيمت الحواجز وانتشرت قوات الأمن بكثافة عالية مع تشكيل لجان شعبية في الحارات، لوحظ وجودها منذ فجر أول من أمس، الخميس. إلا أن المفاجأة جاءت من حي الميدان الدمشقي التاريخي، جنوب شرقي المدينة، حيث انطلق أكثر من ألفي متظاهر بعد صلاة الجمعة من جامع حسن حبنكة الميداني، حيث ألقى إمام الجامع العالم كريم راجح خطبة حماسية، وعلى الفور قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين الذين كانوا ينادون بإسقاط النظام، مستخدمة قنابل مسيلة للدموع من فوق جسر يشرف على حي الميدان.
وفي ريف دمشق خرجت غالبية المدن التي تزنر دمشق وخرج الآلاف في الحجر الأسود، والقدم، والزاهرة، وبرزة، والقابونوحرستا، ودوما، وداريا، والكسوة، والزبداني، والتل، وزملكا، وعربين، وعرطوز، ويبرود، والمعضمية، وقطنا. وتواردت أنباء عن إطلاق نار عشوائي في بعض المناطق مساء يوم أمس، لا سيما في دوما بهدف إرهاب الناس ودفعهم إلى التزام البيوت. بعد يوم عاصف من المظاهرات.
وقالت مصادر محلية إنه جرى إطلاق نار في دوما لتفريق المتظاهرين لدى اتجاههم نحو حرستا، وتواردت أنباء، عن سقوط نحو 8 شهداء في دوما وعشرات الجرحى، وفي حرستا قال شهود عيان إنهم شاهدوا في حي السيل مقابل الأتوستراد اعتلاء القناصة على سطح شركة «درايا»، وإقامة عدد كبير من الحواجز الأمنية في ظل وجود مسلح كثيف من جهة الأتوستراد ووصول حافلات مليئة بعناصر الأمن، مع كلاب بوليسية، وفرض حالة حصار لمنع التوجه إلى ساحة العباسيين. وحصل إطلاق نار كثيف في حرستا بالشارع العام، مع رمي قنابل مسيلة للدموع أسفرت عن العشرات من الجرحى، وقالت مصادر محلية إنه سقط نحو 5 شهداء في جوبر وزملكا وعشرات الجرحى، وفي المعضمية تم أيضا إطلاق نار لتفريق المتظاهرين أدى إلى سقوط نحو 8 شهداء وعشرات الجرحى، ومن شهداء المعضمية: عبد المنعم عرعورة، ومازن عرعورة، وأحمد الشيخ، وسليمان إبراهيم، وأحمد الغندور، ومحمود معتوق، وأحمد معتوق، والطفل ضياء هزاع. كما سجل في القابون استشهاد رجب محمود. وتم فرض حصار على المدينة، مساء أمس.
وفي برزة البلد جرى إطلاق نار لدى خروج مظاهرة في محيط جامع السلام، وتواردت أنباء عن وقوع جرحى هناك، وفي منطقة الحجر الأسود تم إطلاق نار لتفريق المتظاهرين أسفر عن جرح أكثر من 30 شخصا.
وفي الحجيرة، حيث يتركز عدد من النازحين من أبناء الجولان، تم تحطيم تمثال نصفي للرئيس حافظ الأسد وإزالة صور للرئيس بشار الأسد من الساحة الرئيسية في البلدة. كما حطم أهالي داريا النصب الكبير للرئيس حافظ الأسد الموجود في مدخل داريا. كذلك أزال أهالي منطقة القدم صورا للرئيس الأسد، وتم إنزال صورة الرئيس بشار الأسد الموجودة على باب مدخل المستوصف القديم وحرقها عند مدخل حرستا، وجرت العادة أن تشهد المناطق التي يقوم فيها المتظاهرون بإزالة صور وتحطيم تماثيل لرموز النظام تشهد أعمال قمع وعنف مفرط. وبعد فرض حالة حصار الجنوب في درعا خرج أهالي درعا عن بكرة أبيهم وتجمعوا في محيط القصر العدلي بعد صلاة الجمعة ورددوا هتافات للحرية وإسقاط النظام. كما خرجت مظاهرات في غالبية قرى حوران التابعة لمحافظة درعا، في جاسم، وازرع، والشيخ مسكين، والحراك، وشهدت مظاهرة أزرع إطلاق نار أسفر عن وقوع نحو 10 شهداء منهم سفيان السليمان (17 سنة)، وعبد الغفار محمد سليمان، وإبراهيم القلاب، وطاهر موفق القنص، وحسان علي الحلقي، وخليل إبراهيم الحمود، ومحمد السالم، وأيهم السالم، وأنس الزعبي، ومؤمن إبراهيم حمودة (طفل 7 سنوات).
حمص
* خرجت مظاهرات حاشدة من مختلف أحيائها من باب الدريب وباب السباع والخالدية والدبلان وحمص، تدعو إلى إسقاط النظام، وتزيد في حدة الهتافات ضد الرئيس الأسد، وذلك ردا على ما حصل فجر يوم الثلاثاء لدى فض الاعتصام الذي أقامه المتظاهرون في ساحة «الحرية»، وتعبيرا عن الغضب من تمادي السلطات السورية وإعلامها بالكذب واتهام المتظاهرين بأنهم من السلفيين، وأطلق يوم أمس سكان حي البياضة نداء استغاثة بعدما حاصرتهم قوات الأمن، وقالوا إنهم يطلقون النار عليهم من 3 جهات، (الجنائية القديمة، دير بعلبة، شارع القاهرة)، وحمل الأهالي الجيش والأمن مسؤولية أي مجزرة قد تقع لهم، طالبين المؤازرة والدعم، وقالت مصادر محلية إن قوات من الأمن والجيش انتشرت في مدينة حمص أثناء الليل، وسط دعوات إلى التظاهر «يوم الجمعة العظيمة».. وبينت المصادر أن السكان شكلوا مجموعات غير مسلحة لحراسة أحيائهم، إلا أن ذلك لم يمنع رصاص قوات الأمن من إصابة عدد من أبناء المدينة من المتظاهرين، حيث استشهد محمد بشار الكحيل، وجدوع العمر، وعمار السلمان، من عشيرة النعيم. كما شيع حي باب عمر في حمص عددا من الشهداء الذين سقطوا يوم أمس، وهم: حمود الجوري، وسامي حاج حسن، ومحمد خضير، ورامز كاخيا.
وفي قرية تلدو القريبة من حمص التي سقط فيها عشرات القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات سقط فيها نحو 5 شهداء يوم أمس، منهم الصيدلاني سالم بكور، بالإضافة إلى إصابة العشرات.
وفي مدينة القصير الحدودية خرجت مظاهرة شارك فيها الآلاف بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير، وجابت المظاهرة كافة أحياء المدينة، ولعدة ساعات هتف خلالها المتظاهرون لنصرة المدن السورية وللحرية وإسقاط النظام، ودعوا المندسين إلى الخروج من بيوتهم والمشاركة في المظاهرة، كما جاب المتظاهرون الأحياء المسيحية، وهتفوا: «كل عام وانتو بخير يا مسيحية»، وانفضت المظاهرة دون تسجيل أي احتكاك مع قوات الأمن والشرطة.
كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص، علما بأن تلكلخ صار لها أكثر من أسبوع محاصرة من قبل قوات الجيش، وسجلت يوم أمس مظاهرة كبيرة شارك فيها الآلاف وهتفوا للحرية ودعوا إلى إسقاط النظام، وإلى «لجنة رايحين شهداء بالملايين».
حماة
* وفي حماة جرت مظاهرات حاشدة من منطقة الحاضر واتجهت باتجاه ساحة العاصي، بهدف الالتقاء مع مظاهرة منطلقة من شارع العلمين، إلا أن رجال الأمن الموجودين بكثافة كبيرة سارعوا إلى تفريق المتظاهرين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع للحيلولة دون ذلك، وحصلت ملاحقات في الأحياء وإطلاق نار واعتقالات، وأنباء عن وقوع 10 شهداء.
وقال شاهد في المدينة التي سحق فيها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد انتفاضة إسلامية مسلحة قبل قرابة 30 عاما لـ«رويترز» إن قوات الأمن فتحت النيران لمنع محتجين من الوصول إلى مقر حزب البعث الحاكم.
وقال الشاهد: «تمكنا من رؤية اثنين من القناصة على المبنى. لم يكن مع أحد منا أي سلاح. هناك ضحايا.. ربما قتيلان».
كما خرجت للأسبوع الرابع على التوالي مظاهرة كبيرة في مدينة الرستن التابع لمحافظة حماة، التي شهدت الأسبوع الماضي إسقاط التمثال الكبير للرئيس حافظ الأسد الواقع عند مدخل المدينة، والرستن المحاصرة مع بلدة تلبيسة القريبة من حمص منذ عدة أسابيع، لم تعرف شوارعها الهدوء وشهدت أحداثا دامية بعيدا عن الأضواء الإعلامية، منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، ولا تزال تثابر على التظاهر والمطالبة بالكشف عن مصير أبنائها المفقودين منذ أحداث حماة في الثمانينات. وخرج يوم أمس النساء والأطفال في الرستن لنصرة تلبيسة التي خرجت أيضا احتجاجا على التعامل المجحف بحقها حيث تقطع عنها المياه والكهرباء والاتصالات في حالة حصار صعبة منذ أيام.
الساحل
* وفي طرطوس خرجت بعد صلاة الظهر من جامع المنصور في حي البرانية مظاهرة، اتجهت إلى دوار ساحة النجمة ثم ساحة طرطوس القديمة أمام الجامع العمري وهتفوا للحرية ونصرة المدن الأخرى وإسقاط النظام، ومن الهتافات: «إيد واحدة.. إيد واحدة»، و«ليش خايفين.. ليش خايفين»، و«ما في خوف.. ما في خوف».. ولم يسجل احتكاك مع الأمن والشرطة، بحسب مصادر محلية.
وفي مدينة بانياس خرجت مظاهرة من أمام دوار المدينة إلى ساحة القبيات ضمت نحو 1000 متظاهر هتفوا للحرية وقدموا تحية للشهداء ودعوا إلى إسقاط النظام، ولم يسجل أي احتكاك مع الأمن.
اللاذقية
* وفي اللاذقية خرجت مظاهرة كبيرة في منطقة الصليبة في استمرار للمظاهرات التي بدأها أهالي اللاذقية منذ نحو شهر شهدت أحداث عنف مؤلمة، وجرى، أمس، إطلاق نار لتفريق المعتصمين، كما حصلت اعتقالات، وقالت مصادر شبه رسمية إن السلطات ألقت القبض على 3 مسلحين في منطقة الصليبة، كما تم القبض على مجموعة تقوم بالتحريض على التظاهر.
شمال شرقي
* وفي الحسكة، شمال شرقي البلاد، تظاهر المئات بعد صلاة الجمعة في جامع غويران وجرى إطلاق نار لفض المتظاهرين، وأنباء عن إصابة اثنين من المتظاهرين، وفي الرقة القريبة من الحسكة انطلقت مظاهرة من أمام جامع الفردوس مطالبة بالمزيد من الحريات وكف أيدي الأجهزة الأمنية، وفي القامشلي خرجت مظاهرة شارك فيها نحو 6 آلاف شخص من العرب والأكراد والآشوريين ووجهاء من عشائر شمر وطي.. وانطلقوا من أمام جامع قاسمو يحملون الأعلام الوطنية ولافتات كبيرة كتب عليها «عرب وسريان وأكراد ضد الفساد» كما هتف بعض المتظاهرين بهتافات باللغة الكردية تؤكد الأخوة العربية - الكردية، ومن قرى القامشلي، وعامودا، والدرباسية، ورأس العين.. خرجت مظاهرات حاشدة أيضا دون أن تسجل أي احتكاك مع قوات الأمن.
شرق سورية
* شهدت البوكمال يوم أمس على الحدود العراقية، (نحو 100 ألف نسمة، 180 كم شرق دير الزور)، مظاهرة كبيرة قدر عدد المشاركين فيها بنحو 40000 شخص قاموا بإحراق صور لحافظ الأسد وبشار وهتفوا لإسقاط النظام. جرى على أثرها إطلاق نار أسفر عن 3 جرحى.
في مدينة الميادين، (150 ألف نسمة، 70 كم شرق دير الزور)، خرجت مظاهرة شارك فيها نحو 6000 شخص، وقاموا بتحطيم تمثال كبير لحافظ الأسد. وإحراق شعبة الحزب في المدينة. وفي دير الزور، عاصمة البادية السورية، خرجت عدة مظاهرات التقت في الساحة الرئيسية واعتصم فيها نحو 10 آلاف متظاهر حطموا تمثالا لباسل الأسد وأحرقوا كل صور بشار وحافظ الأسد الموجودة في منطقة الساحة وهتفوا بإسقاط النظام، مما دفع قوات من الأمن والشرطة والجيش إلى إطلاق النار وأنباء عن إصابات، وربما قتلى، لكن لم يتم إخلاء الساحة وما زال الأهالي يتوافدون عليها.

«الشرق الأوسط»







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8324