ماذا يحدث في سوريا ؟؟؟ وما هي الحلول ؟؟؟
التاريخ: الجمعة 08 نيسان 2011
الموضوع: اخبار



  صوت الأكراد *

وكما كان متوقعاً وصلت شـرارة من نيران البوعزيزي إلى سوريا, بعد أن حصل  ما حصل في تونس ومصر واليمن والبحرين وسلطنة عمان وليبيا.. وبقي النظام  السوري مترقبا ولم يتحرك، ولم يتجاوب مع نداءات الشعب السوري وأصدقائه بضرورة تجنيب سوريا من الانزلاق في هذه المسالك من خلال البدء بعملية إصلاح حقيقية واتخاذ قرارات حاسمة على جميع الأصعدة , فقد أصم النظام أذنيه عن كل ذلك, وغض الطرف عما يحدث في محيطنا العربي , بل على العكس حاول الإيحاء للجميع بأنه لا يأبه بأي شيء وأن النظام السوري " غير تلك الأنظمة ", دون أن يتذكر أن هذه الجملة قد قيلت من قبل على ألسنة الأنظمة السابقة..


اعتقل النظام تلاميذٌ في الصف الرابع الابتدائي في درعا بسبب كتابتهم شعار الثورة المصرية "الشعب يريد إسقاط النظام " دون أن يدركوا أنهم بذلك سيدخلون التاريخ من بوابات الفروع الأمنية التي لم تتردد في التنكيل بهم وتعذيبهم تعذيباً شديداً, تكررت الدعوات المطالبة بالإفراج عنهم ولكن دون جدوى, إلى أن أعلن على صفحات الفيسبوك عن موعد للتحرك الشعبي المطالب بالإصلاح في سوريا وإطلاق الحريات تحت عنوان "ثورة 15 آذار السورية" وكذلك بدأ عرض العضلات من قبل النظام بأن الشعب معه فأصدر أوامر أمنية وإدارية تجبر الموظفين والطلاب والمجندين للتظاهر تأييداً له في عرض فكاهي لا يخفى حتى على المواطن الأمي في سوريا بل على جميع الشعوب العربية ...

الجميع ينتظر الإصلاح من النظام !!!
أطلت الدكتورة بثينة شعبان مستشارة رئيس الجمهورية لتقرأ القرارات التي أقرتها القيادة القطرية, وتبشر المواطنين أن الرئيس الأسد سيعلن قريباً عن حزمة كبيرة من الإصلاحات الفورية, أعلنت أيضاً أن قرار رفع حالة الطوارئ قد أتخذ , وكذلك فعل نائب الرئيس السوري إذ أنه أعلن بأن السيد الرئيس سيعلن خلال يومين في خطاب له عن قرارات ستسعد المواطن السوري ً , وبدأ بعدها التكهنات بماهية تلك القرارات التي سيعلنها الأسد , وما هي تلك الحزمة التي سيبشر بها السيد رئيس الجمهورية , وجاءت لحظة انعقاد جلسة مجلس الشعب ليلقي السيد الرئيس خطابه الذي أعتبره التلفزيون السوري بأنه سيكون نقطة انعطاف كبرى في تاريخ سوريا...
دار خطاب الأسد على محاور عدة أهمها : هناك مؤامرة في الداخل والخارج تستهدف سوريا – الفاسدين المحيطين بالنظام قد رحلوا وبقي المخلصين فقط – الإصلاح يحب أن يكون سريعاً وليس متسرعاً دون أن يذكر أية قرارات قد اتخذت أو حزمة الإصلاحات التي اعتمدت– لم يتطرق نهائياً إلى القضية الكردية في سوريا ....

الخطاب وحّد المراقبين والمعارضين ..
لقد تضاربت التوقعات من قبل قوى المعارضة والمراقبين للخطاب , فمنهم من كان يراهن بان النظام سيعتمد أسلوب الإصلاح الحقيقي والفوري , فيما ذهب البعض إلى أن النظام ميؤوس منه, ولكن بعد الخطاب كان هناك إجماع على أن الخطاب كان مخيباً للآمال ...
بعد الخطاب بيوم واحد ومع تعالي الأصوات الداعية إلى جمعة الشهداء أصدر السيد رئيس الجمهورية توجيهات بتشكيل لجان لإعداد دراسات بخصوص رفع حالة الطوارئ وقانون مكافحة الإرهاب وإلغاء نتائج إحصاء عام 1962م في الحسكة , كما أنه أصدر مرسوماً خاصاً بزيادة الرواتب للموظفين في الدولة ، وبعدها التقى السيد محافظ الحسكة وأمين فرع حزب البعث مع ممثلي الأحزاب الكردية وفعاليات اجتماعية كردية واعداً إياهم بالعمل من أجل كل  متطلبات أبناء محفظة الحسكة دون تمييز وتحدث ممثلي الأحزاب عن كل الأوضاع في البلاد وضرورة البدء بصلاح جذري على كافة الأصعدة ورفع سياسة التمييز والتفرقة عن كاهل الشعب الكردي ...
بعد هذا السرد السريع لما حدث ويحدث في سـوريا , نرى أنه بات ملحاً وأكثر من أي وقت مضى أن يقوم النظام بوقفة تاريخية ينقذ فيها البلاد والعباد مما لا يريده أحد , من خلال :
إلغاء فوري لقانون الطوارئ - العفو عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الضمير وحرية الرأي - إقرار قانون عصري للأحزاب - إقرار حرية الإعلام- إلغاء المادة الثامنة من الدستور الخاصة بقيادة البعث للدولة والمجتمع - مكافحة الفساد بكافة أشكاله - العمل على جعل القضاء مستقلاً ذو شخصية اعتبارية يعمل وفقاً للقوانين فقط - إجراء انتخابات برلمانية بطريقة ديمقراطية, دون اللجوء إلى عمليات التزوير والإكراه أو قوائم الظل..الخ - إنشاء حكومة تكنوقراط ممثلة عن مختلف مكونات المجتمع السوري- العمل السريع على تحسين الأوضاع المعيشية من خلال مكافحة البطالة وتحسين الأجور وإيجاد تأمين صحي للجميع وتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية وكذلك المحروقات..الخ - عقد مؤتمر وطني يضم جميع المكونات السورية من اجل وضع مسودة جديدة لدستور عصري يتوافق مع التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم .
أما بالنسبة للقضية الكردية في سوريا فلا بد من الدخول في حوار جاد مع الحركة الوطنية الكردية في سوريا لأجل حل أن القضية الكردية حلا ديمقراطيا عادلا وعليه الإسراع في اتخاذ الإجراءات التالية :
الإلغاء الفوري لنتائج الإحصاء الاستثنائي الجائر للعام 1962م وما ترتب عليه من نتائج كارئية , وتعويض المتضررين -الإلغاء الفوري لمشروع الحزام العربي- إعادة المفصولين من أبناء شعبنا الكردي على خلفيات سياسية إلى وظائفهم مع تعويضهم عن الأضرار الناجمة عن ذلك - إجراء تحقيق شفاف عن الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا الكردي ( استشهاد سليمان آدي عام 1986م -  أحداث القامشلي الدامية عام 2004م – استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي عام 2005م – جريمة ليلة نوروز 2008م واستشهاد ثلاثة شبان كرد – جريمة نوروز2010م في الرقة ) ومحاسبة المسؤولين عن ارتكابها- مشاركته في الحياة السياسية في البلاد من خلال عضويته لمجلسي الشعب والوزراء والمجالس الأخرى بما يتوافق مع نسبته العامة . 
ودون شك نكون قد جنبنا بلادنا من أية مخاطر محدقة, وكذلك نكون قد رممنا جسور الثقة المهترئة بين الشعب والنظام قبل فوات الأوان , ويقرر حينها الشعب من أقصى البلاد إلى أقصاها التظاهر السلمي . 

* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) – العدد (437) آذار 2011 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8202