بصدد العلاقة بين أحداث 11.09.2001 الارهابية، وبين حماية الغرب لبعض مناطق الكورد
التاريخ: الجمعة 15 ايلول 2006
الموضوع: اخبار


محمد محمد ـ ألمانيا

يمكن القول، بأن هناك دوافع شريرة عديدة لدى بعض المجموعات السلفية الارهابية ولدى بعض التيارات القوموية العروبية والتركية المتطرفة الشوفينية، والتي تنمي مشاعر العدائية للغرب الديموكرتي ولحضارته المتألقة.ويمكن ايجاز بعض من تلك الدوافع كالتالي:

ـ نتيجة التربية الغير صحيحة والطويلة منذ أجيال وأجيال، الداعية الى الكراهية والغاء الغير، وما نشرت وتنشر بشكل غير موضوعي وحقيقي  للتذكير بأيام الفتوحات القديمة التي كانت تتهيء لللمسلمين أو العثمانيين في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاندلس وجنوب شرق أوروبا، آنذاك في ظل وجود التناقضات والصراعات الكبيرة بين شعوب الامبراطوريتين المشهورتين في الشرق الأوسط: الفارسيةـ الميدية أو الساسانية مؤخرا والرومانيةـ البيزنتية


وبوجود التناقضات الحادة حتى بين الدولة السياسية وبين الكنيسة المسيحية في أسبانية، واستعانة أتباع الكنيسة, بسبب ذلك الصراع, بالمسلمين الأمازيغ في شمال أفريكا واستقدامهم وجلبهم الى أسبانيا عبر السفن مقابل وسائل العيش، ومن ثم تسخيرهم في مواجهة الادارة السياسية ، وذلك لصالح أتباع الكنيسة هناك. ومن ثم بسبب الصراع الشديد بين االقسم الكاتوليكي الروماني الغربي ـ Rom وبين القسم الأرثوزكسي البيزنتي الشرقي ـ Konstantinupel  من جهة، وبين هذا  الأخير بنفس الوقت وبين البلغار والصرب من جهة أخرى. الأمر الذي أدى ببيزنتا أن تستعين بقبائل المسلمين والعثمانيين في أسية الصغرى وجلبهم الى مناطق المواجهة مع خصوم بيزنتا المذكورين سابقا. ثم ان تلك الفتوحات الاسلامية كانت تحدث خصوصا في ظل غياب الوسائل والأسلحة التكنولوجية لدى الأطراف المتصارعة أنذاك، أي بخلاف العصر الحالي الذي فيه الغرب هو المصدر الأساسي للتكنولوجيا، وعن بعد يتم التسديد واصابة الأهداف المعادية بدقة، الأمر الذي يحتم النصر على الأعداء. وهكذا تمكن الغرب خلال عدة أسابيع بتحرير افغانستان والعراق كاملا، وبعدد محدود جدا من ضحايا جنوده. بمعنى أن تذكير أولئك المجموعات والتيارات السلفية والقومية بتلك الفتوحات تدفع بهم أن يفكروا ويحاولوا القيام بفتوحات جديدة في العالم.

ـ دافع الحسد السلبي لدى تلك التيارات وسلطاتها من التطور التكنولوجي الاقتصادي الحضاري الجمالي للغرب، ولعدم تمكنهم من الوصول الى ذلك، فهم يعادون تلك الحضارة، ويهددون بتدميرها.

ـ استفادة تلك التيارات والسلطات من ظروف الصراع بين الكتلتين الشرقية والغربية السابقتين اثناء الحرب الباردة ، بحيث كانت كلتيهما تتسابق بتقديم الدعم الاقتصادي والعسكري والعلمي والتدريبي لبعض من تلك السلطات والمجموعات، مما أدى ذلك الى زيادة غرورها, والتفكير بالقيام بفتوحات حديثة في العالم.

ـ استغلال السلطات العربية والتركية والاسلامية لتلك المجموعات السلفية والتيارات القوموية المتعصبة، وذلك بدفعها بعدم  المطالبة بالحريات وبالتغيير في بلدانها، بل توجيهها في مسارات مقاومة اسرائيل ومصالح القوى الدولية .

ـ اضافة الى تلك الدوافع المذكورة، هناك دافع أساسي أخر  لزيادة معاداتها وكرهها للغرب، وهو أنه عندما قام الغرب بحماية بعض مناطق الكورد الجنوبيين المهددين منذ عام 1991.

فكما هو معلوم، عندما بدأ الكورد في أعقاب الحرب العالمية الأولى ومن ثم في معمعان ظروف الحرب الباردة السوداء، و رغم العوامل الذاتية والموضوعية الغير مهيئة, بالنضال السياسي والمسلح تبعا لطبيعة كل جزء كوردستاني , للمطالبة بحقوقهم القومية والاقتصادية والاجتماعية المشروعة، ويقدمون تضحيات مادية ومعنوية كبيرة جدا، ولكن دون تحقيق مكاسب هامة تذكر. حيث كان أحيانا قليلة يقوم كل من قطبي المعسكرين ولدوافع صرف تكتيكية عرضية مؤقتة بتقديم بعض الدعم القليل لبعض أطراف حركة التحرر الوطني الكوردستاني ، ولكن سرعان ما كانا يتخليان من ذلك، ومن ثم ليتعرض الشعب الكوردي ثانية الى المزيد من النكسات والتشرد من جراء ذلك ( كما دعم السوفييت قيام جمهورية حكم الذاتي الكوردستاني في بعض مناطق كوردستان الشرقية، ومن ثم  تخلي السوفييت السريع عنها, وبالتالي سقوطها، وكذلك تقديم USA بعض الدعم عبر ايران الى حركة تحرر الوطني الكورستاني الجنوبي في أوائل أو أواسط السبعينيات ، ومن ثم تخليها السريع آيضا عنها, وبالتالي حدوث النكسة والتشرد ). أي بسبب  طبيعة الصراع القائم بين القطبين آنذاك، وعدم سماحهما لبعضهما باحداث تغيير الحدود أو اختلال في التوازنات  الموضوعة في الشرق الأوسط. وهكذا لتعتمد تلك الحركات على الأغلب خلال تلك المرحلة والبعض منها حتى لوقت قريب على السلطات الغاصبة، على أساس تناقضاتها المزعومة، ولم يكن يجلب ذلك سوى الدمار والتشرد والحرمان بشكل أكثر من التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي . فكان من الأولى في تلك الظروف الغير مهيئة، أن يتبع القيادات الكوردستانية اسلوب النضال السياسي الهادئ، دون الاسلوب المسلح الذي كان يعطي ذريعة أخرى للسلطات الغاصبة، بشن حملات عسكرية كبيرة على المناطق الكوردستانية الآهلة، لتدمر وتشرد اعدادا كبيرة من الكورد، وليتم عرقلة التطور الاجتماعي الاقتصادي العلمي لديهم، وكذلك بغية احداث تغيير ديموغرافي في كوردستان.

فبعد انتهاء الحرب الباردة تلك, بدأ الغرب الديموكراتي الى حد ما, بالاهتمام النسبي الاستراتيجي بالقضية الكوردية وخصوصا في الجزء الجنوبي، فدافع بقوة لاصدار قرار دولي لمجلس الأمن سنة 1991 بعد الانتفاضة والهجرة المليونية ( وهنا تأتي أهمية النضال في الظروف الدولية المهيئة), بانشاء بعض المناطق الآمنة هناك، ومن ثم مواصلة الغرب الديموكراتي  حماية تلك المناطق ( بشكل أقوى أمريكا- بريطانيا ) حتى تحرير العراق سنة 2003 ، وذلك رغم تكاليف ومعارضة السلطات الغاصبة المجاورة وحتى  الغير المجاورة لتلك الحماية, ورغم مقاتلة PDK ، YNK ، PKK، وأحيانا PDK-ايران أيضا لبعضها البعض، وتعامل العديد من قيادات تلك الأطراف مع السلطات الغاصبة، لتضر بالمصالح الاستراتيجية للشعب الكوردستاني، ولتضر أيضا  بالمشروع الغربي الديموكرتي في الشرق الأوسط أيضا.

من هنا، تبينت للسلطات الغاصبة لكوردستان ، وحتى للعديد من القوى القومية والاسلامية القومية السياسية المنظرة المتطرفة للعرب وللترك والى حد ما لبعض الايرانيين،  مدى ذلك الالتفات الغربي الى مآسي الكورد، وقيمت (  بشد الياء) ذلك، حسب عقليتها ومنطقها الشوفيني، وكأن الغرب تجاوز بذلك الخطوط الحمر المزعومة ويهدد بذلك الأمن القومي المزعوم ووحدة أراضي دول تلك السلطات. وبهذا الصدد بدأت حتى الأنظمة والقوى القومية العروبية الاسلامية النفطية الشوفينية المتطرفة الأخرى في المنطقة تتعاون بشكل أكثر أيضا مع السلطات الغاصبة تلك، بمقاومة وعرقلة تحقيق الأماني الكوردية المشروعة من جهة ، وبمعاداة الغرب الديموكراتي ومساعيه النبيلة تلك من جهة ثانية. فبدأت تلك السلطات والأنظمة والقوى المذكورة، ورغم بعض تناقضاتها التقليدية الجانبية، تزيد من التعاون والتآمر المشترك بتخطيط المشاريع الاجرامية والارهابية باتجاه الكورد والقوى الديموكراتية والحرية الأخرى في المنطقة وباتجاه الغرب الديموكراتي وتهديد حضارته. فكانت النتيجة، أن قامت تلك السلطات والقوى وبتأييد ضمني من قبل السلطات التركية والايرانية أيضا، بزيادة التمويل والاهتمام، في التسعينيات، بالمؤسستين المشهورتين المستقلتين زعما، المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي، وتفويض تلك السلطات لهاتين المؤسستين ولأجهزتها الأمنية المختصة، بتأسيس مجموعات ارهابية بهذا الخصوص، مثل جماعة أنصار الاسلام ، لتحوي الى جانب بعض العرب والافغان من القاعدة،  على عدد من أغبياء من الكورد أيضا، وذلك كتخطيط موجه، ليتم ابداء ذلك للغرب،  مساهمة بعض الكورد المغرر بهم أيضا في تلك المجموعات المعادية له، خصوصا أن السلطات التركية الخبيرة التقليدية ومنذ سيفر ولوزان، بطريقة محاولة جعل الكورد  وبرامجهم السياسية قدر الامكان معاديا للغرب، تزود دوما الأنظمة الغاصبة الأخرى بتلك الخبرات، وذلك على أساس أنه مهما ناضل الكورد من أجل حقوقهم دون تأييد الغرب ، فلا يمكن أن ينجحوا في نضالهم تلك، بل سوف يتشردون ويظلون متخلفين اقتصاديا واجتماعيا أكثر وسوف ينصب ذلك في مصلحة السلطات الغاصبة بشكل أكثر. وكذلك قامت تلك الجهات باستغلال وجود مجموعات القاعدة الارهابية في افغانستان وخلاياها المنتشرة في الشرق الأوسط وفي EU-USA-RUS ، بتمويلها وتسخيرها في معادات وتهديد الغرب الديموكراتي، وكأن تلك السلطات أرادت أن تقلد USA ، عندما كانت تسخر تلك المجموعات في زمن الحرب الباردة في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتى هناك، من جهة، ومن جهة أخرى عمدت تلك السلطات والقوى والمؤسسات المذكورة  منذ التسعينيات أيضا، على زيادة تمويلها لبعض المؤسسات الاعلامية الصحفية العربية وللعديد من المثقفين ورجال الأعمال من العرب والترك والايرانيين والاسلاميين الآخرين ، الذين يقيمون منذ فترة طويلة في EU-USA-RUS ، لكي يقوموا وفق مهاراتهم وخبراتهم الملمة حول طبيعة الأوضاع وكيفية الحركة واستحدام الأساليب هناك ، بتنسيق حركة تنقل واقامة ودراسة تلك المجموعات الارهابية والدعاية لمعاداة الغرب، فضلا عن أن تلك السلطات والقوى والمؤسسات قامت منذ التسعينيات أيضا، بانشاء مؤسسات صحفية وتلفزيونية فضائية حديدة مستقلة مزعومة في الداخل والخارج مثل، القدس العربي، كنال MBC العربية، الجزيرة ومن ثم كنال العربية وأبو ظبي وغيرها ، وليتم اختيار اداراتها المختصة العروبية القومية الاسلامية الشوفنية المتطرفة من قبل تلك السلطات والقوى والمؤسسات المذكورة، لكي يقوموا أيضا بالترويج للارهاب والتحريض على معاداة قوى التحرر والديموكراتية والكوردستانية في المنطقة وعلى معاداة EU-USA-RUS .

وكانت النتيجة لتلك المشاريع الهمجية ، تنفيذ العديد من العمليات الارهابية ، من أبرزها في USA في 11.09.01 ومن ثم في أسبانيا في 2004 وفي العراق الجديد بشكل متواصل وفي لندن في 2005 وغيرها.

هكذا وقد زادت ولاتزال تلك السلطات والقوى والمؤسسات من افعالها الهمجية تلك ضد الكورد والقوى الديموكراتية في المنطقة وضد الغرب الديموكراتي، خصوصا بعد تحرير العراق وبعد أن تبين لهم دور وآفاق الوضع الكوردستاني الحالي والمستقبلي في المنطقة ومدى العمل التنسيقي المتبادل الحالي والمستقبلي بين هذا الدور وبين القوى الديموكراتية في المنطقة وبين EU-USA-USA .

فمن الأهمية جدا اذا ملاحظة، أن أحد الأسباب الرئيسية لتهديد تلك السلطات والقوى والمؤسسات للغرب الديموكراتي ، وخصوصا أحداث 11.09.01 الارهابية ومن بعدها والى الآن ، هو بسسبب اهتمام الغرب النسبي منذ حمايته للكورد منذ 1991 والى الآن بقضية الشعب الكوردي المضطهد، ويكاد هذا السبب ، هو أكبر حتى من سبب دعم وتعاطف الغرب الديموكراتي لقضية

شعب اسرائيل. وكذلك نظرا لتعاون الكورد المتواضع منذ ذلك الحين في كوردستان الجنوبية وغيرها مع EU-USA وترحيبهم العلني والصريح بهم بخصوص التفاتهم واهتمامهم بقضايا الحرية والديموقراطية في المنطقة، وكذلك نظرا لنشر واعلان الغالبية العظمى من المثقفين والسياسيين الكورد منذ ذاك وبشكل واضح وعلني مبدئي عبر وسائل الأعلام المتعددة، بالتعبير عن امتنانهم واستعدادهم لبناء أواصر الصداقة والعلاقات الاستراتيجية المبدئية  بين الكورد المضطهدين وبين EU-USA-RUS لخدمة المصالح المشتركة لهم كافة، وهذا مشروع بالطبع للكورد أيضا، للوصول الى حقوقهم المشروعة ولبناء اسسهم الفوقية والتحتية الديموكراتية ولتأمين الحماية المضمونة لهم مستقبلا بالتعاون مع EU-USA-RUS ، ريثما يتمكن  الكورد من بناء وتهيئة ذاتهم للدفاع عن وجودهم ومصالحهم، واعتقد أن الديموكراتيين الحقيقيين القليلين من العرب والترك والايرانيين أيضا، لا وسوف لا يلومون الكورد المضطهدين على ذلك، أي أن هذه العوامل كلها تثير حفيظة تلك السلطات والقوى والمؤسسات الشوفينية القومية والاسلامية القومية المتطرفة، بأن تهدد الكورد دوما في المنطقة وخارجها.

كما أن الغرب الديموكراتي أصبح أيضا بسسبب تلك العوامل على يقين، بأن الكورد قد أثبتوا وكشفوا بشكل علني وواضح ومشروع في المنطقة لتلك السلطات والقوى الدكتاتورية الشوفينية والمتطرفة، مدى ترحيبهم واستعدادهم المشروع والمبدأي ، بالتفاهم والتعاون مع الغرب ، بصدد نشر الحرية والديموكراتية في المنطقة ، فهم لذلك, سيظلون دوما مهددين أيضا في المنطقة كالاسرائيليين والأرمن وغيرهم من قبل تلك السلطات والقوى والمؤسسات المذكورة سابقا، وبالتالي لابد من ايجاد حل عادل لقضيتهم وحمايتهم لعقود عديدة، والا سوف يتعرضون الى تهديدات كبيرة من أولئك الشوفينيين والاسلاميين المتطرفين.

هكذا، على الشعب الكوردي وقواه الوطنية الديموكراتية، أن يقدر جيدا، حجم تكلفة حمايتهم تلك والحالية والمستقبلية على الغرب الديموكراتي , وبالتالي يجب أن يعزز أكثر فأكثر وبذكاء وصدق ، من ذلك التفاهم والتنسيق معا.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=801