مسلسل إنهيار الجمهوريات الملكية العربية (2)
التاريخ: السبت 19 اذار 2011
الموضوع: اخبار



المحامي مصطفى ابراهيم

يبدو أن مخرج ومنتج وممثلي هذا المسلسل على عجلة من أمرهم لوضع النهاية له فبادروا الى إخراج وانتاج الحلقتين الرابعة والخامسة في آن معاً بناءً على رغبة المشاهدين كما توقعت في مقالي السابق.
فها هي الحلقة الرابعة تجري إنتاجها وتصويرها في مملكة ملك الملوك معمر القذافي وولي عهده سيف الاسلام بتراجيديا مؤلمة مخضبة بدماء الألاف من المواطنين الأبرياء شيباً وشباباً نساء وأطفالاً على يد نجليه خميس وساعدي بوصفهم بالحشرات والفئران والجرزان والمهلوسين دون الأخذ بعين الأعتبار أبسط القيم الأخلاقية والدينية والكرامة الانسانية بواسطة آلته العسكرية


 التي حصل عليها بأموال هذا الشعب المسكين والمبتلي بشخصية نرجسية غير متوازنة عقلياً كما بدا اكثر وضوحاً في بداية عرض المشاهد من الحلقة بقوله (من لا يحب معمر القذافي لا يستحق الحياة) أو من خلال أقوال ولي عهده بأن معمر القذافي هو ليبيا وليبيا هي معمر القذافي لأنه أعظم شخصية أنجبته العروبة والاسلام بل البشرية في تاريخها القديم والحديث.

ورغم جميع المساعي والمناشدات الصادرة من المجتمع الدولي وقوى الحرية والديمقراطية ولجان حقوق الانسان بعالمه الاسلامي والمسيحي لإيقاف هذه المجزرة المروعة التي تشهدها الساحة الليبية التي تقشعر لها الابدان وتدمي لها القلوب والعيون لكنه يطغى ويتجبر ويصم إذنيه عن كل تلك المناشدات والقرارات الدولية متجاوزاً بأشواط كثيرة  الدور الذي مارسه الجنرال غار زياني قائد الحملة الايطالية لاخماد ثورة عمر المختار أضف أنه بات وولي عهده مهزلة أمام شعبه بل أمام شعوب العالم بأسره وكأنهم لا يفقهون من قاموس اللغة العربية سوى مفردات السباب والشتائم والقذارة والبذاءة .
 رغم دخوله غرفة الانعاش ومرحلة الموت السريري سياسياً ووطنياً وإجتماعياً وفقد شرعيته كملك الملوك و تبخرت معه أحلام وطموحات ولي عهده ونجليه الجنرالين خميس وساعدي ويقيناً أن قرار مجلس الأمن الصادر في 1832011 تحت الفصل السابع بفرض الحظر الجوي على ساحات المعارك مع جواز إستعمال القوة في حالات معينة ستكون القشة التي ستقصم ظهر القذافي وبداية سحب أنبوب الأوكسجين والتعجيل بنهايته المحتومة فهو الأن في وقت بدل الضائع كما في مباريات كرة القدم أمام خيارين أحلاهما مر وعلقم فإما خيار قرينه صدام حسين ونجليه عدي وقصي أو الفرار المذل وطلب الرعاية والمأوى من قرينه هوغو شافيز بعد خسرانه المين لجميع الأصدقاء والحلفاء على الصعيدين العربي والاسلامي بيد أنني لا أستبعد إحتمال سعيه دخول صفحات التاريخ نيروناً ثانياً يقف على شرفة قصره في طرابلس يرقص ويقهقه على مشهد النيران وهي تلتهم البشر والحجر لعاصمة بلده أسوة بنيرون المعتوه.
أما الحلقة الخامسة من هذا المسلسل الذي يتم إخراجها وانتاجها وتصويرها في مملكة اليمن السعيد وملكها عبد الله صالح وولي عهده الذي قدم للشعب اليمني اكبر مكرمة حين أعلن والده بأنه لن يكون وريثاً له بعد عمره الطويل فتحاصر قصره الملكي الجموع الغفيرة من جميع الزوايا والجهات طالبة منه بالهتاف والصراخ الرحيل لأنه هو الحل الوحيد والترياق الشافي لإعادة الهدوء والسلام والاستقرار في ربوع اليمن السعيد وقد آن الأوان أن يتعظ من المصير الذي آل اليه مبارك وزين العابدين فربما سيجد له مكاناً آمناً بجوارهما في دار أبي سفيان.
قلت في مقالي السابق المتضمن أحداث وتداعيات الحلقات الثلاثة بأن ما يجتاح عواصم الجمهوريات الملكية العربية هي عاصفة هوجاء غاضبة تستهدف بقوة وإصرار إقتلاع جذور وأعمدة هذه العروش المتهالكة أصلا اما بفعل الزمن والتاريخ أو بغرور وغباء المتربعيين عليها فها هي النسمات الأولى من تلك العاصفة تخترق الجدران والحواجز الاسمنتية لمدينة دمشق قلب العروبة النابض وقلعة التحرير والصمود والتصدي وما شهدته ساحة المرجة وحرم المسجد الأموي وحمص ودرعا ، ما هي إلا الشرارة الأولى والتي منها سيندلع اللهيب وصولاً الى ساحة الأمويين بالتوازي مع مشهد البوعزيزي ومدينتي السويس وبني غازي.
فمرة أخرى وأخرى ومن منطلق الحرص على سوريا العزيزة على قلوبنا لي وطيد الأمل وكثير الرجاء بأن تكون الرسائل وتداعيات الحلقات السابقة قد وصلت للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد وقرائتها قراءة الرجل المسؤول عن وطنه وشعبه قبل فوات الأوان وإنهيار الهيكل مع أنني أقل تفاؤلاً في هذا السياق لأنني أقرأ وأشاهد بأن أركان النظام لا زالوا يرددون مفردات الصفحة الأولى من كتاب مؤسس البعث محمد ميشيل عفلق وهنا ستكون الكارثة والمأساة على سوريا وطناً وشعباً.
فلقاؤنا قرائي الأفاضل مع مشاهد الحلقة السادسة من المسلسل
18-3-2011 
سياسي كوردي سوري







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8005