ولو فرضنا صحة هذا الأدعاء فإن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو لماذا اذاً يقف القذافي ضد شعبه ، ويحرض المرتزقة وبعض الأعوان على ابادته لطالما ان هذا الشعب يثور على نفسه من اجل التغيير .
وإذا كان القذافي لا يحكم ، فمن اين جاء الدور المناط بأبنائه الذين يتعاطون مع الشعب الليبي وكأنه من مقتنياتهم وممتلكاتهم ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فكيف اباح لنفسه توريط الشعب الليبي بمتفجرات لوكربي ومقهى " لا بيل " ، او كيف يسمح لنفسه بإقتطاع 2.8 مليار دولار من اموال الشعب الليبي ليدفعها كتعويضات الى المتضررين من هذين العملين التخريبيين ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فمن سمح له بمحاولة بناء ترسانة نووية فاشلة سرعان ما تخلى عنها بعد ان كلفت الدولة 4 مليارات دولار ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فكيف أمر بإنشاء " النهر الصناعي العظيم " الذي كلف المليارات دون ادنى فائدة منه ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فبإسم مَن تأمر على المملكة العربية السعودية وخطط لإغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فلماذا ورط الشعب الليبي في فضيحة الدم الفاسد ومع رافق ذلك من احتجاز للممرضات البلغاريات ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فبإسم مَن خاض حرباً ضد تشاد ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فبإسم مَن يشارك في المؤتمرات العربية والأقليمية والدولية ، ويعقد الصفقات ، ويوقع على الإتفاقيات ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فبإسم مَن يعين نفسه ملك ملوك افريقيا ويصرف على قبائلها وعشائرها وحكامها وأنظمتها ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فبإسم من انشأ الأتحاد الأفريقي وعين نفسه مسؤولاً عليه ، وتبنى كل تكاليفه ومصاريفه ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فكيف يقطع العلاقات الدبلوماسية مع سويسرا من اجل عمل طائش قام به احد ابنائه ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فكيف يكون هو السبب في الحصار الذي فرضه الغرب لسنوات طويلة على ليبيا ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فمن أين اتى بثروته وثروة ابنائه التي قُدرت بأكثر من مائة مليار دولار ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فكيف نجح بتجويع الشعب الليبي وافقاره وتركه اسير معاناة البطالة والمرض ؟
وإذا كان القذافي لا يحكم فمن اين اتى بالمرتزقة التي تبيد ابناء عمر المختار الأحرار ؟
إذا كان كل هذا والقذافي لا يحكم ، فكيف ستكون عليه الأحوال لو كان يحكم ؟؟؟؟
* رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي