النموذج التركي و الحراك الشعبي الكوردي
التاريخ: السبت 12 شباط 2011
الموضوع: اخبار



دلشا يوسف

   لم تسلم الدولة التركية من إحتمال حدوث حركة شعبية فيها، رغم قفز
 ( النموذج التركي) إلى الواجهة من جديد مع إنفجار الحركات الشعبية في بعض الدول العربية.
   و سمة النموذج التركي الذي يتوق إليه الدول العربية، يعود لوجود الحريات و الديمقراطية على صعيد السلطة و على صعيد العمل و مشاركة الإسلاميين في الإنتخابات النيابية و البلدية و إستلامهم عددا كبيرا من البلديات، مما أفسح المجال أمامهم للإنفتاح على العالم.


   و كذا أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إتصال هاتفي مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالنموذج التركي الذي أتاح إستمرار اردوغان في السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، و بقوة تركيا بقيمها الديمقراطية.

    و لكن هذا النموذج التركي الذي يدعوا بعض الدول العربية للإحتذاء به وأشاد به أمريكا و دول أخرى، لم يسلم من هجوم بعض الأطراف في الداخل التركي، و يأتي في مقدمتهم الكماليين المتعصبين الذين يهابون هيمنة النظام الإسلامي على العلمانية الكمالية من جهة، و الكرد الذين ما يزالون يشعرون بأن الديمقراطية في النموذج التركي لا تفي آمالهم و مطاليبهم من جهة أخرى.
    فالكماليون المتعصبون يدّعون انه من المحتمل أن يقوم (القوميون) بحركة شعبية على غرارتونس و مصر، و كأنهم لا يعرفون أن الكمالية التركية مماثل للكمالية العربية في مصر و الذي يطالب الشعب برحيله.
  و إدعاء الكماليين هذا يذكّرنا بفكاهة حول الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيت الذي لم يفكر بالرحيل حتى  و هو على فراش الموت، حيث يقال أن أحد حراس بينوشت إقترب منه و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة على فراش الموت و أخبره أن الشعب يريد توديعه. فتح بينوشيت عينيه بصعوبة و قال متسائلاً: " لماذا؟ إلى أين هم ذاهبون؟".
   أما الكورد فيدعون من جهتهم للقيام بحركة شعبية مليونية في مدينة دياربكرعلى غرار المصرين، إيماناً منهم أنها ستساهم في تسريع تسوية القضية الكوردية و ستستهدف هذه الحركة إن بدأت، حكومة حزب العدالة و التنمية الحاكم و الذي يعتبر وجوده على رأس الحكم ركن أساسي من أركان النموذج التركي.
   و كما يقول الكاتب التركي المعروف أحمد آلتان في مقال له منشور في صحيفة طرف، تحت عنوان ( إقتراح اردوغان و الكورد)، إن الشعب الكوردي في تركيا، يأتي في مقدمة  كافة شرائح المجتمع المتأثرين ب
( الحركات الشعبية) في الشرق الأوسط. و أن شعباً محاصراً مُنع عليه حتى التحدث بلغته الأم، و في حال قطعه الأمل من إيجاد حلول سياسية لقضيته، سيلجأ إلى العصيان المدني و سيكسب حقوقه عن طريق الإعراب عن غضبه المشروع على حد قوله.
   ويضيف أحمد آلتان قائلا:
سيفضي تغاضي حكام تركيا النظر في مطاليب الكورد و عدم الإستجابة لها،  إلى غليان الغضب الشعبي الذي سيكون ذا تأثير أكبر من الحركة المسلحة.
و في حال عدم توّصل النقاشات الدائرة حول الدستور الجديد إلى نتائج تضمن فيها مطاليب الكورد قانونياً، سوف تواجه تركيا حركة شعبية مماثلة.
    و في السياق نفسه  نشر (جودت آشكن) كاتب العمود في صحيفة راديكال مقالا بعنوان ( أوجلان يدعوا الشعب الكوردي للخروج إلى الميادين على غرار المصريين)، يذكر فيها، أن زعيم حزب العمال الكوردستاني، دعا الشعب الكوردي للقيام بحركة شعبية في دياربكر على غرار المصريين بقوله:
" في حال إعتصام الشعب الكوردي في ميادين دياربكر أياماً طويلة، و في حال إصراره على مطاليبه، سوف يتحقق السلام لا محالة و سنرى ما إذا كان بمقدور حزب العدالة و التنمية المقاومة للبقاء على رأس الحكم أم لا. حينها أردوغان بنفسه سيطالب بحل القضية".
  







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7845