تمتين لصف الأصدقاء أم بحث عن مزيد من الأعداء؟! تعقيب على مجمل الردود على الأخ عمار عكله
التاريخ: الجمعة 12 تشرين الثاني 2010
الموضوع: اخبار



عبد الرحمن آلوجي

سبق أن تناولنا موضوع المواطنة وما تستوجبه من شراكة فاعلة , وما تحتمه من مقاربة في القيم الوطنية والديمقراطية العليا , لمصلحة بناء وطن يضم الجميع , مكونات وأطيافا ومذاهب ...إذ لا حاجة – لانتفاء السبب – الى معاودة وتكرار ما ساهمنا جميعا في شرحه , وبيان الموقف حوله , منذ مجيء الأستاذ كمال نادر الناطق الإعلامي باسم الحزب القومي الاجتماعي السوري , ومحاضرته الشهيرة في المركز الثقافي بالحسكة , وما أثارته حول مفهوم المواطنة والهوية الوطنية , والموقف من الكرد والحركة الكردية وتباين المواقف والآراء ....


          معرفتي القريبة بالأخ عمار عكلة تدفعني الى أن أجيب عنه , وكما صرح بنفسه دون مواربة في مقالته الأخيرة حول "اعتزاز العربي بعروبته , والكردي بكرديته والسرياني بسريانيته ..... دون ضير أو إنقاص أو عيب في ذلك , بما فيه من طموح قومي مشروع للجميع.....إلا أن ملاحظاته وتخوفه – وفق رأيه – من مفاهيم كردستانية مطروحة , تقع في إطار رأيه الواضح , حول الخشية من تداعي الجسد السوري , وهو من حقه الطبيعي ضمن إطار حرية الرأي , وموقفه واضح لا يحتاج إلى لبس , دون أن يعني ذلك – وقد تناقشنا مطولا – تغييب أو تهجين أي موقف مناصر للقضية الكردية في سوريا , حيث أعلن بكل وضوح أنه مع حل القضية الكردية ديمقراطيا , وأن التنوع في دولة المواطنة التي ننشد , تكون مصدر إثراء للثقافة والوعي , ولا تنتفي معه خصوصية مكونات المجتمع السوري المتعدد ..... بمعنى أن للعربي حقه الكامل في الوجود والامتداد والاستحقاق الدستوري , كما للكردي والآثوري.....وسائر المكونات في سوريا المستقبل , والمتجهة نحو الحداثة والتمدن والديمقراطية ...

          إن هذا الموقف الواضح ينصب مباشرة في محور النضال الديمقراطي السلمي والمدني للشعب الكردي في سوريا وأغلب قوى الحركة الوطنية السورية أيضا .
         لذا أرى أن سيل الاتهامات الموجهة له , ليست في مكانها لبعدها عن المنطق , خاصة وأن لكل إنسان رأيه , وليس من حقنا أن نطالبه بأكثر مما يؤمن به , أو يفكر فيه , خصوصا مع تراكم التعقيدات حول القضية الكردية ومساراتها , وما مورس بحق هذه القضية خلال عقود متطاولة , من أشكال الإقصاء والنكران وانعدام الاعتراف ...
       إن الأخ عمار في كونه عربيا مناصرا للقضية الكردية , يؤخذ بما قاله ولا يحمّل ما لم يقله , وبخاصة فيما نجد من الآراء والمفاهيم العنصرية , التي طالت حتى وجود الشعب الكردي وحقه في الحياة , ولست هنا بصدد الدفاع عنه بقدر إنصافه , وضرورة أن يلتفت الأخوة وليد وهوشنك وجان كرد الى الوجه الايجابي , كقضية أبدى فيها الأخوة العرب آراءهم وفق قناعاتهم , ليكون الحوار المتمدن والهادئ محور عملنا , ومحرك فكرنا , وخادما لقضية وطنية كبرى في بلد ينبغي أن يزدهر بقوة وعمق مثل سوريا .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7572